احمد اسعد ............انتهى به الأمر بعد اجتياح بيروت عام 82 الى
السكن في مخيم - شنلّر - بالقرب من عمّان ,, كان يزورني وأنا في عمان في غرفة اسكن بها وحدي
يسعل باستمرار وعمره في اوله... من شدة ما يلقى من برد غرفته - الزينكو-في ذلك المخيم,, ونطبخ الأرز
يأكل معي ونشرب الشاي ونحن نقص القصص الماضية ونناقش الأمور ...........
في اول التسعينات ......ارسلته اخته الى دمشق ,,يبحث عن ابن اخته الذي ضاع بعد قتال الأخوة
في البدّاوي والبارد في لبنان .......يتعرف عليه احد الأخوة السابقين ,,والذي هو الآن مع جماعة -فتح
المنشقّة - .............................يلقى به في السجن ,,!! لأنه من فتح التي انسحبت من بيروت.........
وبعد ست سنوات يخرج احمد اسعد من السجن ,,يذهب الى مخيم اليرموك في نواحي دمشق
..-الذي تهدم الآن ........لأن الفلسطيني هو اول من يموت في ايّ قتال بين امة العرب -ذهب حيث
تسعى رجل أيّ فلسطينيّ الى اقرب مخيم .............اين يذهب !! لايملك فلسا واحدا ,,وهو بقميصه الذي
سجن وهو يرتديه ايام الصيف وخروجه كان في الشتاء ............قولونه يضرب بطنه بسبب التعذيب
,,سعاله اشتد وجوعه وبرده .............
انتصف الليل ....فكّر في نار المزبلة يتدفأ عليها في نواحي المخيم ........يحلم فقط بكأس شاي
ساخن لا يريد من هذا العالم غيره .......نظر الى السماء الى صاحب هذا العالم .......وفورا ابطأ احد
الكرماء في اقفال محله ...........ينفّذ امرا سماويا ............رآه احمد اسعد ما يزال في
دكّانه..........اصطنع حكاية ومجموعة من الأسئلة ,,ليقترب من ابريق شايه ومدفأته ..........عرف مابه هذا
الرجل الكريم - والكريم اذا سمع اجاب - ..............دعاه الى بيته وأخذ يقدّ الزاد له وهو يأكل مثل - ذئب
الفرزدق -ويلتف حول ناره وصدره يصدر ازيز الحمد والشكر ,, غير مصدق ان الدنيا تمتلىء بالطعام
والدفء هكذا .....................وان فيها رجلا كريما ,,!! فهو يعلم ان نعمة الله تكون دائما في بيوت الغيلان
واللصوص................ويستغرب ان يجد طعاما في بيت رجل فاضل او عليم
ونام في دفء الرجل الكريم وفي الصباح ...........تأتي الى المخيم مندوبة النرويج,,تبحث في
موضوع الأمم المتحضرة الملحّ- حقوق الانسان -.............وتجد اكثر اهل الأرض احتياجا لها ....(احمد
اسعد ),,تسأل كل بلاد العرب -مخابراتهم - ............تسأل -اولياء امور العرب -..............يقولون :مطرود
..مطرود .. مطرود ........................وتأخذه -المدينة الفاضلة- الى احضانها ............!!
.............واليوم جاءني احمد اسعد ,,يرتدي معطفا جميلا ويضجّ وجهه بالدماء .........ولكنّ قولونه مازال
يرقص في بطنه رقصة الموت القديمة ,,وسعاله لم يفارق حنجرته ...ليتذكر دائما انحطاط امّته وسفه
احلامهم ................وطريقتهم الضحلة التي لا توصلهم لشيء ابدا ........كالضائعين ...!!
قبّلته ودمعت عيني على الملايين الباقية مثله ,,لم تلتق بعد بمندوبة المدينة الفاضلة .......
وينتظرون مدينة الله الفاضلة بعد الموت ................يمنع فيها الظلم والحزن والجوع ....
و لا اعتداء فيها ,,لأن نفوسهم يملؤها الرضا ,,والنفس الراضية لا تعتدي ...............ولا صراع على الجاه
فيها,, لأن الناس فيها لا تقدس الا الله ...لأنهم يحبونه ولأنه مستحق المجد وصاحب نعمتهم ,,ولا يمنع الناس
الأقوياء ضعاف الناس ثمار ارض الله وماء ينابيعه.........!!
..................وفيها لا يتسمى الناس بالثائرين والفاضلين كذبا وزورا ..............ويحبّون بعضهم فقط حبّا
لا يختبىء فيهم الغدر .........ولا يقتلون بسكّين الكذب ........اخوتهم وكل الناس هناك اخوة...............
وودعت احمد اسعد ........يطير بطائرات النرويج ........وانا بقيت في ارض العرب
..اسلق بعض الأرز وأشعر بالبرد وأكتب الشعر اناقش نفسي وأسلّيها ..............وتتبع عيني
السماء المليئة بالمسافرين ........دماؤهم ودموعهم تسيل ...........
.............................................الكات ب/ عبدالحليم الطيطي
https://plus.google.com/u/0/103357105966386238154/posts مدونتي