صدي الأزمنة و جغرافية الأمكنة - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
>الحــالــة الآن ! (الكاتـب : رحيل - آخر مشاركة : عبدالكريم العنزي - مشاركات : 463 - )           »          أسئلـة (الكاتـب : عبدالكريم العنزي - مشاركات : 155 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 518 - )           »          تَمْتَماتٌ وَصور ! (الكاتـب : شمّاء - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 189 - )           »          أيُها الرُوَاد : سُؤال ؟ (الكاتـب : عَلاَمَ - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 483 - )           »          رسائل من المعتقل (الكاتـب : بدرالموسى - مشاركات : 345 - )           »          إنكماش .. (الكاتـب : كامي ابو يوسف - آخر مشاركة : خالد صالح الحربي - مشاركات : 5 - )           »          ليل جابك (الكاتـب : نوف مطير - مشاركات : 2 - )           »          تبـــاريــح : (الكاتـب : عبدالعزيز التويجري - مشاركات : 53 - )           »          [ رَسَائِل أُخَوِيّة ] : (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 44 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النقد

أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-2021, 09:32 AM   #1
طارق احمد
( شاعر وقاص )

افتراضي صدي الأزمنة و جغرافية الأمكنة


صدي الأزمنة و جغرافية الأمكنة

برواية ( صدي العشيات )

بقلــــــــــــــــم : طــــــــــارق أحمد عبد الله


قال الشاعر أحمد شوقي:-
يا جارة الوادي طربت و عادني * ما يشبه الأحلام من ذكــــــــــــــــــــراك
مثلت في الذكري هواك و في الكري * و الذكريات صدي السنين الحاكي
و هنا نجد الذكري صدي كرجع الصوت ..رواية ( صدي العشيات ) للكاتب ( مبارك الصادق ) .. صدرت مؤخرا عن ( وزارة الثقافة ) ..الطبعة الأولي .. و صدي العشيات ذكريات ذاك الوقت تردد في سمع الزمان كرجع الصوت لأنها لحظات من عمر الزمان لا يشوبها النسيان أو يطالها الموت .. تظل ما بقي الدهر .. حيةً بأصواتها التي يمثلها صدي الذكري بين الفينة و الأخرى ..
قال تعالي في سورة يوسف : ( و جاءوا أباهم عشاء يبكون ) .. وقت العشاء هو أول الليل .. و هو وقت لقاء
( سليمان )- بطل الرواية – بأصحابه في المقهى و السمر معهم ..
الرواية في هيئتها : تتحدث عن سليمان بطلها و رفقاء دربه و صخب حياتهم .. و قصة عشقه الباكر و ما شابها من أحداث غير ت مجري حياته .. فكانت سببا في تخليه عن مواصلة تعليمه و إلحاقه متدربا بمدينه عطبرة .. تمهيدا لسفره إلي إنجلترا و إكمال تعليمه المهني هناك ..
و كان أن عاد لأرض الوطن بعد غربةٍ متزوجا من بريطانيةٍ .. ليجد أن أباه قد عقد له قرانه علي إحدى قريباته في غيابه ليلقاه بها في المطار و هو يتأبط ذراع زوجته البريطانية .. كمٌّ من الأحداث و الإدهاش يعرضه لنا الكاتب في سياق شيق و أنبق .. يعبق برائحة الزمان و المكان ..
و باطن الرواية يصرخ بصدي مدنٍ ثلاث .. المدينة الأولي لم يصرح الكاتب بإسمها و لكنها تترك أثراً كبيراً في ذاكرته لأنها المدينة التي نشأ و ترعرع فيها بطل روايته ..و قد أفاض في وصفها و وصف محطة السكة حديد بها .. و المدينة الثانية بين المدينتين و تقع قبل الأخيرة هي مدينة الدامر ثم مدينة ( عطبرة ) الثالثة ..
المدينة الأولي في الرواية شهدت الكثير من أحداث حياة بطلها ( سليمان ) الذي نشأ فيها كما أسلفنا .. و هي تقع علي ضفاف النيل الأزرق .. و هي التي شهدت قصة عشقه البكر .. مدينة أحبها لأنه يدين لها بذكريات عزيزة علي النفس .. فقال عنها واصفا بناية محطتها و ما جاورها : ( تختفي بناية المحطة المقسمة إلي مكتب الناظر و حجرة التلفون .. و أخرى للتذاكر .. تختفي وسط دغل كثيف من أشجار النيم عبر جهاتها الثلاث .. فيما تبقي الجهة الرابعة المطلة علي القضبان العديدة هي الوحيدة التي تمتد كجسد للتواصل ..)
ما أروع وجه الشبه بين المحطة في هيئتها هذه و كابينة الاتصال ..
إلي أن يقول عن المعمار البنائي في السوق : ( و من الجهة الغربية تتراص متاجر السوق الكبير بمقاهيه الجميلة : و مطاعمه المتفردة ..) و هي ذات غرفٍ غاليةٍ و كبيرة المساحة ..
و السوق هنا بالقرب من المحطة يعد مكانا طيبا للمسافرين و مرتادي المحطة ليطعموا و يشربوا و يرفهوا عن أنفسهم من عناء السفر ..
ثم يقول واصفا الدور السكنية لعمال المحطة و موظفيها ..و جمال معمارها في قطاطٍ مخروطيةِ الشكل : ( و علي بعد خطوات من المحطة و من الجهة الشرقية تقوم منازل قليلة منها منزل الناظر .. و منزل ناظر الليل .. ومنازل بعض الموظفين و التذكرجي و كاتب الميزان و أمين المخزن ..
ثم في البعيد تقوم منازل الدريسة و هي عبارة عن قطاط مخروطية من الحجر بيضاء اللون كبيضة رخ خرافي ..)
و من هنا و من خلال هذا السرد الشيق كأن الكاتب يقول لنا : أن المحطة هي نواة المدينة كما للخلية نواة .. و باقي المدينة بأحيائها المختلفة ما هي إلا عمال و موظفي السكة حديد بمختلف أقسامها و إداراتها ..
ثم يقول واصفا ما يحدث في المحطة من حركة الباعة و قبلها حركة المسافرين و تدافعهم نحو شباك التذاكر : ( يتدافع المسافرون علي شباك صغير للحصول علي تذاكر السفر .. و يأتي باعة يفترشون بعض المواقع المتقدمة بقرب شريط السكة حديد .. يعرضون أشياءهم و هم يمنون أنفسهم بربح وفير ..)
و بعد أن وصف منازل عمال المحطة و موظفيها الآن يصف عملهم و زيهم : ( أحد عمال المحطة يبدأ في ملء فوانيس المحطة بالكيروسين من صفيحة بيضاء أخرجها من المخزن في الجوار .. )
( يشير أحد موظفي المحطة و هو يرتدي زيه الرسمي .. بنطلونا خاكيا و بردلوبه من ذات القماش .. و علي رأسه يعتمر برنيطة أنيقة بها بعض العلامات .. يشير الموظف إلي عسكري السكة حديد منبها بضرورة تحديد مواقع للباعة حتى لا يتجاوزون الحد المسموح به ..)
أنظر للنظام و الحفاظ عليه .. فكأن المحطة أ رض الملعب .. تحكمه قوانين لا يتعداها أحد اللاعبين و إلا عد مخطئا .. و وجه له الزجر من قبل الحكم و لجنة تحكيمهِ .. كذا المحطة لها أفراد من بوليس السكة حديد يقومون علي نظامها و مراعاته فلا يتعداه أحد ..
و كأن الكاتب يخبرنا عن زمانٍ كانت الخدمة بالمحطة علي أفضل ما كان و ليس كما الآن يشوبها كل الخلل من فوصي عارمة طالت كل قطاعاتها بل عامليها و موظفيها أيضا .. فيقول : ( الشاهد أن محطة هذه المدينة بالذات لها من الميزات و التفرد التي قلما تشاركها فيها محطات أخر ..الظلال و الجمال ..التنسيق البديع .. النظافة اللافتة .. المياه العذبة ..) هذا عن تنسيق الحدائق بالمحطة من أشجارٍ ظليله و تنسيق جميل للأزاهر .. و نظافةٍ تعم كل أرجائها .. هذا فضلاً عن معمار بنايتها البديع ..
السكة حديد من ميراث الانجليز لنا .. بدأ يتفلت من بين أيدينا إلي أن تلاشي الآن أو كاد ..
و يصف الكاتب وصول القاطرة إلي المحطة و الناس بين مودعٍ و مستقبلٍ كحال الدنيا .. ميلادٌ و استقبال .. موتٌ و وداعٌ : ( فجأة بدأت تلوح كشافة القاطرة أكثر اقترابا ’ فيما بدأ ضوء الكشافة أكثر سطوعا .. و صارت القلوب أكثر رفيفا .. الذين يستقبلون و قد استبدت بهم نشوة الفرح .. و الذين يودعون و قد ملأت نفوسهم لواعج الفراق .
ثم بدأ أن القاطرة توقفت تماما في السيمافور الخارجي و راحت ترسل الصافرة تلو الصافرة دون أن تجرؤ علي الولوج إلي عالم المحطة الزاخر..)
ثم يقول الكاتب معللا وقوف القاطرة علي أعتاب المحطة لساعات طوال : ( قيل أنها لم تعطي التابلت و أن الخط لم يفتح و أن السيمافور لم يرم .. و أنه من المنتظر أن تحجز هنا لبعض الوقت .. و أن التأخير الذي جري سيؤدي إلي مقابلة مجموعة من القاطرات هاهنا .. القطار الطالع .. و القطار النازل .. و قطار البضاعة .. و قطار المحلي و المشترك .. لتتكاثر القاطرات ..)
و هنا تبدو لغة السكة حديد و مفرداتها التابلت : الخط لم يفتح : خطوط السكة حديد هنا مشتركة و متشابكة مع بعض عند نقطة التقاء تتفرع منها الخطوط .. فيحول الخط (( قضيب السكة حديد)) .. أمام القطار الداخل .. السيمافور لم يرمِ : يكون السيمافور في شكل علم ذا لون مميز في لوحة صغيرة يعلق علي عامود علي جانب الخط و في طرف المحطة ..تمثل اللوحة التي تحمل اللون المميز علامة فتح الخط أمام القطار المنتظر إيذانا بدخوله إلي المحطة .. و مقابلة : تعني كما ذكر الكاتب مجموعة من القاطرات المحجوزة عند نقطة الدخول _ خط الدخول- و هذه هي الأسباب في حجز القاطرة حتى يخلو لها الخط و يفتح للولوج داخل المحطة ..
و أخيرا يكتمل الحدث بولوج القاطرة داخل المحطة و يزخر المشهد داخل المحطة بحياة تموج بتدافع المسافرين نحو شباك التذاكر و صياح باعة متجولون و هتاف الركاب مع بعضهم : أن حمدا لله علي سلامة الوصول ..
و عن مشهد كثيرا ما يتكرر يقول الكاتب : ( و الشرطي يقبض بتلابيب أحدهم).. قبض عليه بنص اورنيك 200 من قانون سكك حديد السودان لأنه لم تكن بحوزته تذكرة .. لكن المقبوض عليه يجادل عن نفسه في شيء من السخرية من القانون : ( اورنيك 200 أو 2000 أنا راكب من السنده !!) .. السنده من مفردات السكة حديد تعني وقفة قصيرة للغاية للقطار فينزل بعض الركاب و يركب البعض من هناك .. و يكون التعامل معهم بأن تستخرج لهم تصاريح يصدرها الكمساري ..
و من المعالم البارزة لتلك المدينة التي بها المحطة أنفة الذكر و التي تعلق بذاكرة – سليمان - .. يقول الكاتب : ( لكم أود أن أراني أخطر في الطرق القديمة .. موردة السعف .. و الخور حيث سرابيل الحدادين .. مدرسة البنات الخشبية .. طاحونة الضبعاوي .. وكالة آل الريح .. منازل الغابات .. زريبة الهوامل .. جدل الأعراب .. الميدان الفسيح .. المحكمة حيث سور الأنجل ..البيطري و مبناه المتفرد .. أين أبو حجل ؟؟ ) و هنا يبدو شذي المدينة القديمة و عطرها يتنفسه الانسان في تلك الأمكنة ..
و عن ذات المدينة و صوت المؤذن بها يقو ل الكاتب واصفا : ( أرهف أذني .. أتسمع كأن الصوت يجلجل بآذان المغرب ..نفس الآهة الحزينة – حين ينطلق و يتمدد في مساحة و اسعه مع حي علي الصلاة (( أهو العشاري ؟)) .. يتحدث عن المؤذن و آثر صوته علي النفوس .. و يا له من أثر يشد نياط القلوب و يرققها لذكر الله مع نبرة الحزن العميقة التي يطلقها المؤذن ..
و يقول واصفا المقهى و صاحبه ذاك المتقدم في السن البسيط في تعامله و سماحته : ( جلسنا في مقهى عبد العليم الشايقي .. المطل علي المحطة .. و هو مقهى بالغ النظافة – كما أن صاحبه خفيف الظل بالغ النحافة !! تزين وجهه شلوخه الأفقية الغائرة مغطاة تماما بالشعر الأبيض – ذلك أنه قد دخل طاحونة الزمن . و ها هي قد نثرت دقيقها الأبيض علي رأسه و شاربه و علي خديه ..)
هذا عن الشكل العام للمقهى .. و لكن الكاتب يتعمق أكثر و يصف الإنارة و بياض الضوء المنبعث منها و شكل المناضد التي توضع عليها و الصوت الذي يصدر عنها و الحشرات التي تلازم الضوء
: ( و كانت رتاين البترماكس قد أخذن يبددن حلكة الوقت و الظلام بأضوائهن الباهرة و كانت توضع في ترابيز مضحكة الشكل إذ تطول سوقها كما النعام و في الدائرة الصغيرة الموجودة بأعلاها يضعون الرتينة . و هي تشخر بالضوء الناصع الذي توزعه علي المكان و قد انجذبت الحشرات نحو ضوئها المشع ..) لم تكن المدينة في ذاك الزمان قد عرفت الكهرباء .. ثم يصف جهاز التسجيل الذي يبث الأغانِ 1ي الصندوق الخشبي الجميل و كيف يعمل : ( و نحن ننظر إلي تلك الآلة السحرية . إلي ذلك الصندوق الجميل الساحر توضع عليه عجلة أشبه ما تكون بطارة الكلتش الأسطوانية .. ثم ننعم النظر فإذا هي في حقيقة الأمر أسطوانة دائرية سوداء و لامعة ..) ثم يصف كيف تعمل : ( ثم توضع الأسطوانة في منتصف ذاك الصندوق .. و من حول الإبرة الرفيعة التي تلامس السطح الأسطواني ينطلق الصهيل .. غناء منبعثا في الجهات ..)
و يقول الكتب واصفا مقهى آخر و مقارنا بينه و المقهى آنف الذكر .. : ( الواقع أن قهوة محمد طه أكثر راحة و أشد قربي للمحطة .. و أوفر متعة .. و محمد طه نــفسه شخص دمث الأخلاق .. و ودود و خلوق ..) و عن أثاث مقهى محمد طه يقول : ( مناضد و كراسي المقهى أكثر جدة .. و أعظم أبهة .. تجثم كمية من الأزيار الحمراء .. و بعضها بها حروق سوداء تحت شجرة ظليلة لفاء و هي مغطاة بشاشات فماشية بيضاء ..)
و عن جغرافية المكان بمقهى محمد طه يقول : ( شكل الفرندا الدائري له جاذبية و رونق .. و الكنبات التي صفت في شكل هندسي بديع .. عامل مغري بالجلوس ..)
و عن إنارة مقهى محمد طه و مقارنتها بالمقهى السابق يقول : ( فإن محمد طه ابتكر طريقة جديدة لوضع الرتاين .. ذاك أنه غرس أعمدة خشبية في مواقع مختلفة ..جعل يعلق عليها الرتاين لتوزع ضوءها في المساحة المطلوبة ..)
و عن جهاز التسجيل بمقهى محمد طه يقول : ( الجرامافون العجيب باسطواناته السوداء الناعمة ينطلق منه الصوت الجميل..)
و عن نشاط المقهى غير تقديم الشاي و القهوة تدار ألعاب الديمنو و الورق ..
و عن النشاط الزراعي و التجاري بالمدينة يقول الكاتب : ( إنهم تجار الخضار .. الذين لا يشق لهم غبار أو علي وجه الخصوص إنهم تجار البطيخ و الشمام ثم قصب السكر ..
يشترون المزارع و الجروف بكاملها قبل الحصاد . ثم عند النضوج يحصدونها و يشحنون حصادها لعربات السكة حديد ..) إلي أن يقول ( .. و من ثم يشحنونها إلي مدن مختلفة .. فللخرطوم نصيبها .. و كذلك القضارف و الأبيض ..)
أنظر الدور الرائد و المهم للسكة حديد في نقل السلع الضرورية في ذاك الوقت ؟! .. و عن حركة العمال و انتعاش السوق في الموسم الزراعي يقول : ( الأشياء تأخذ شكلا جديدا .. جلسات المقهى يكون لها طعمها المغاير الحركة الدائبة .. سائقو العربات الحمالون العتاله . رواد المقهى .. الجميع يحسون بالتغيير و التحسين في مستوي الخدمة المقدمة .. فيسعدون ..)
في موسم الحصاد تزخر المدينة بالخير الوفير حتى يطال ما يقدم في المنازل من وجبات غذائية .. إذ يقول الكاتب علي لسان سليمان : ( إن منزلنا تداهمه رياح التغيير و التجديد .. إذ تعد مائدته بشكل مختلف لتلبي احتياجات الضيوف .. عن اللحوم حدث .. عن الأسماك و الطيور .. و الفطائر الدسمة .. و الأطباق التي تفاجئنا و نحن علي المائدة التي كانت فقيرة و لكنها غنية بالفرك و اللايوق ؟؟)
نعم في بقية المواسم كثيرا ما تزخر المائدة بالأطعمة الفقيرة الغذاء .. قليلة الثمن من باميا و ويكه و عدس و خلافه ..و الآن بعد موسم الحصاد كان الدسم من الطعام من لحم بمختلف ألوانه و سمن و خلافه .. انه موسم الخصب فيه تخصب الأرض و الأبدان ..
و في هذا الموسم تري العين البساط السندسي الأخضر علي مد البصر .. و في المزارع خاصة و علي شاطئ النيل الأزرق ..
و عن النشاط السائد عند الشاطئ في هذا الموسم يقول الكاتب : ( علي الشاطئ كان عمال الكمائن يعملون في جد و نشاط يدهشك نشاطهم الجم و اجتهادهم .. كانوا يضعون الطين المعالج بالزبالة و الروث في قوالب جاهزة .. يطبطبونه و يهندسونه حتى إذا تماسك و استقام يرصونه بانتظام علي الأرض .. و يتركونه ريثما يجف ليتم إدخاله و إحراقه في القماير المبناة ..)
و عن موسم الدميرة و جهد النيل .. يقول الكاتب : ( بحر دميرة دافر .. و شاطئ مخضر .. و قيفة عالية .. و طريق مشاطئ ضيق .. مزارعون منتشرون في الجروف تملأ أعطافهم الفرحة و السرور .. و هم يبصرون ثمار كدهم و عائد جهدهم .. بعضهم ينحنون يزيلون الأعشاب و الطفيليات .. و بعضهم إستهواه المنظر الآسر .. و الثمر الباهر ..)
و عن ثمار الموسم و أنواعها يقول الكاتب : ( و أخذت أجوب الجروف و المزارع .. ألتقي بالثمار التي دانت و أتت أكلها بعد كد و نصب .. البطيخ و الشمام .. التبش و العجور .. البامية و البامبي .. الفاصوليا الخضراء .. الشطة الحمراء .. الطماطم الأسود .. التبر بزهراته البيضاء و البنفسجية .. النباتات و الأعشاب ؟ ..)
و عن عملية البيع و الشراء يقول الكاتب : ( يتحلق الزراع حول التجار .. يتجادلون .. تعلو أصواتهم .. تسمع كلماتهم المتقاطعة .. يفتح الله .. يحلفون بالطلاق و الحرام ..يتقاربون .. يتباعدون ..يغضبون .. يتراصون .. يجلسون علي الأرض .. يرسمون خطوطا .. ينتحي بعضهم جانبا يتشاورون ..يعودون من جديد إلي هيأتهم الأولي .. تتسع الدوائر .. تتداخل الخطوط و أخيرا .. تسمع كلماتهم يا زول مبروك .. الله يعشيك .. عندئذ ندرك أن جروفا قد بيعت .. و أن المزارعين قد قبضوا .. و أن التجار قد ربحوا ..
ثم ما يلبث التجار أن يأتوا بحراسهم و الخفراء .. فيحرسون تلك الجروف ريثما يتم جني الثمار ..)
و عن سوق الزروع و ما يحدث به من أحداث و احتيال .. حكاية رواها بطل الرواية عن جمعة الذي كان بحاجة عاجلة للنقود و لا يقبل التأخير .. و حقل بطيخه ما زال بحاجة لأسبوعين حتى ينضج .. ( و مع ذلك ما لبث أن عمد قطعا في البطيخ حتى يهرول به إلي السوق !! و كان جاره أحمد قد أستغرب ما يفعله جمعه في حقل بطيخه الذي لم يستو .. فهرول إليه ..يأمل أن يثنيه عن ذلك و هو يصيح : يا شيخ جمعه .. خلي عنك .. ما تقطع البطيخ لسه عليه شويه .. خليه شويه .. لسع ني !! و لكنه ماض في القطع دون أن يتوقف .. و لما ألح عليه لم يرد علي قوله : ااي عارفو ني لكين أنا النضجت !!)
و عن السياسة و فعلها .. يتحدث الكاتب بكل هدوء و لباقة - علي لسان بطل الرواية – توصل المعني دون أن تجرح الواقع الذي يحرم أفكار هذا الفصيل السياسي .. إذ يقول عن شخصية محمد المسالم ( مهموم هذا الرجل بالعمل العام – و إن شئت الدقة – قل بمشاكل المدينة و همومها .. يحس بكونها مظلومة .. و تفتقر إلي الخدمات الضرورية .. الصحة العامة .. صحة البيئة .. التعليم .. أنابيب الماء .. الكهرباء .. الاتصال .. الطرق ..ألخ
إنها بحاجة إلي نهضة كاملة .. زراعية تعمل علي تطبيق الحزم التقنية .. و تعمد إلي تنويع التركيبة المحصولية.. و صناعية تسعي إلي تصنيع جهد المزارع .. الطماطم البائرة .. و المانجو المعطوبة .. أين مصانع الصلصة ؟؟ أين تعليب الفاكهة ؟؟ أين مصانع النسيج و المحالج تهدر بالقطن المحلوج ؟؟ أين مصانع الزيوت ؟؟ و لماذا نصدر البذرة كخام ؟؟ و أين مصانع الطحنية و السمسم مكدس بقناطيره المقنطرة ؟؟)..
و عن سماحة مجتمع تلك المدينة و بساطته يخبرنا الكاتب عن شخصية ( عبد العليم )..الذي حطم آلة التسجيل التي تبث الأغاني بمقهى ( محمد طه ) .. و إساءته لصاحب المقهى و كل من تصدي له بالسباب .. لم يناله من أحدهم جراء ما اقترف .. ذلك مراعاة لظرفه الصحي .. فهم يعلمون أنه يعاني من حالة مرضية تنتابه في زمان فيضان النيل ..
و يتحدث الكاتب عن موسم فيضان النيل ( الدميرة ) و كيف أن الماء يصير عكراً بفعل الطمي .. و أن أهل المزارع يخشون علي جروفهم من أن يجرفها الماء أو يغمرها فتفسد ..
و يشبه الكاتب السحب بالفتيات المتبرجات السائرات نحو حفل عرس : ( و أخذت كتائب السحب و هن يتبرجن كأنهن سائرات إلي حفل عرس الرعود الوشيك فيما تجأر الرعود بالضحك المقهقه .. أم البروق فأخذن يومضن .. )
و جعل الرعود كأنها رجالٌ تتعالي أصواتهم بالضحك و القهقهة ..
صورٌ بلاغية حبيبة إلي النفس .. تبقي ما بقي الدهر ..لما لها من صديً و عطر ذكري يدل علي ذاك الزمان ..
و مما يترتب من أحداثٍ يتركها الفيضان غير إغراق الزرع و إفساد الثمر أن خور ( السقاي ) الذي يتفرع عن النهر يمتلئ و يخرج عن مجراه ملقبا بالمياه المطماة بأسماكها المختلفة إلي اليابسة بكميات كبيرة .. يقبض عليها الناس بالأيادي و الحراب و الفؤوس ..
و يصف الكاتب حال المزارعين بالحزن لما ألحقه النيل بمزارعهم من خسائر تمثلت في جرف المزارع ..
و تمضي الحياة مواسماً في تلك المدينة .. لا يدوم لها حال .. و لا ينجو مكانا بتلك المدينة من الفيضان و فعله : ( الرصيف بني بالحجر و الأسمنت حتى لا يقوم النيل بالخروج لإغراق الدور الواقعة علي الشاطئ كما فعلها من قبل ..
المخازن المهولة التي شيدت بالزنك .. مخازن السكر و الدقيق .. مخازن غرابيل الحبوب المشتمله علي الذره الرفيعة و السمسم و الفول و الصمغ العربي .. مخازن أخشاب و مناشير الغابات ..)
و من فوائد الفيضانات التي تعود علي الناس : ما يحمله إليهم النهر من أخشابٍ مختلفة منها ما يكون وقوداً و منها أنواعٌ جيدة و غالية الثمن ..
و مما يكون في ذاك الموسم من عاداتٍ .. ختان الأطفال و طقوسها لارتباطها بذيادة النيل .. و هنا تبدو قضية ختان الإناث و رأي الكاتب حولها : ( وحدهن النساء يبقين في لحظتهن تلك .. الصراخ يتعالي و لا مفر .. ترتجف الضحايا وسط حشد النساء ..) الضحايا كلمةٌ واحدة قد قالت رأي الكاتب .. نعم هن ضحايا التقاليد و القيم البالية .. و قد قال العلم الحديث و الدين كلمته في هذا الشأن .. و صار لا عزر لأحدٍ بعد الآن في ختانهن !؟ ..
يقول الكاتب : ( السيرة تغادر النيل .. و تترك من عطرها أثرٌ باق .. و في نفسي بقية من ألم البنات اللائي سيلاقين مصيرهن بعد حين ..)
و عن مشهد يندر تكراره .. لكنه يحدث في مراتٍ متفرقة يقول الكاتب : ( ثمة جسمٌ طاف .. إنها جثة لغريق آتٍ من بعيد .. الجثة منتفخة و متفسخة .. )
و هذه إحدى مآسي النيل .. خاصةً في موسم الفيضان ..
ثم يعود الكاتب للحديث عن السكة حديد مرةً أخري .. و هذه المرة تحديداً عن عمال الدريسة .. عمال صيانة خطوط السكة حديد ..و عن طبيعة عملهم و عن أجسامهم القوية .. و ما يقدم لهم من عونٍ يتمثل في أطعمةٍ مفيدة و مغذية مثل : القمح و الأرز و العدس و السمن و العسل و الجبنة المضفورة و ألزبده و الدقيق الفيني و الساردين و الفول المصري .. و غير ذلك ..لكنهم يبيعونها للحصول علي المال .. و يظل طعامهم : ( كسرة بائتة أو عصيدة بلا أدام أو قطعات من خبزٍ جاف عليها قليل من سكرٍ إن وجد .. أو في أحسن الأحوال قراصة من دقيق القمح يابسة ..) فيمرضون لفقر الطعام الذي يتناولونه من الفايتمينات اللازمة للجسم ..
يقول الكاتب عن هؤلاء العمال : ( لو أنهم كانوا يأكلون ما يصرفون لبدوا في أحسن حالٍ .. و أتم صحةٍ و قوةٍ .. )
( لكنهم يحتاجون المال .. و المال عند التجار ..)
و هنا تبدو بصمة الأستاذ ( مبارك الصادق ) في تفجير قضايا المجتمع من خلال مجريات الحوار كلما وجد إلي ذلك سبيلا .. فلننظر إليه و هو يفجر هذه القضية إذ يقول : ( هنا ينطلق عبدالمنعم محمد بابكر .. يبشر بمذهبه الجديد متحدثاً عن الاستغلال و عن الشغيلة / ملح الأرض / و عن الوعي الطبقي / وفائض القيمة / و رأس المال / و البلوتاريا الرثة / ثم مشيراً إلي هؤلاء البسطاء في طبيعتهم الساذجة .. فهم يقدمون إلي الرأسمالية كل خيراتهم التي يأتون بها من الريف ليعودون بقبض الريح .. أنظر إلي البسطاء القادمين لنري ما ماذا يحملون ؟؟
إنهم يأتون باللبن و السمن و البيض و الدجاج و الحمام .. يبيعونه و يرجعون بماذا ؟؟ بالويكة الناشفة !!
تلك أسباب نحولهم و نشافهم ألا ترونهم كما السياط صاروا ؟؟)
و تلك لعمري معضلة الريف الغني الفقير .. غني بثرواته .. و فقيرٌ بإنسانه الذي يسعي لجمع المال و تكديسهِ .. فيدفع بخيراته كلها للتجار مقابل المال لا يبقي شيئاً لنفسه .. و هو في أشد الحاجة ..
قضية يفجرها الكاتب عن طريق شخصية ( عبد المنعم محمد بابكر ) صاحب ذاك الحزب و مذهبه الذي يعري واقع كل الأنظمة ببلادي ..
مدينة لا كالمدن .. فللمكان فيها عبقه و تذكاره .. يصف الكاتب رحيل ( سليمان )- بطل الرواية – عنها إلي مدينة عطبرة عاصمة الحديد و النار .. إذ يقول علي لسان ( سليمان ) : ( خرجت و أنا أعاني من حالة غريبة .. هل حقاً سأغادر ؟؟
هل حقاً سأترك هذه الزروع التي صرت جزءاً منها ؟؟ الناس و الأمكنة و الأشياء ..)
إنه الفراق و لواعج حزنه .. حالة من الوجد و الحزن تنتاب سليمان لفراقه تلك المدينة بإنسانها و حيوانها و جمادها ..
و يطوف ( سليمان ) بأرجاء تلك المدينة ملتمساً مخزوناً من الذكري يعينه علي غربته القادمة .. و في لحظات الوداع خرج كل معارفه لوداعه عند محطة تلك المدينة .. الجميع خرجوا لوداعه حتى من كانت تحبه و صارت لغيرهِ أيضاً خرجت لوداعهِ ..
يقول الكاتب عن لحظات وداع سليمان : ( و عندما تحركت القاطرة و أشرعوا أيديهم كأنها غابة من رماح ..)
و يقول أيضاً في ذات الموضع : ( حيث بدأت القاطرة حركتها البطيئة بعد أن صفر الكمساري و أشرع بيرقه .. و حين بدأت القاطرة حركتها البطيئة هوناً لحظتئذ لمحت هنالك أحدهم يعدو و هو يؤشر بيديه ..سائق القاطرة لم يشأ أن يزيد من سرعتها .. بل عمد إلي إبطاء سيرها .. و خفق قلبي .. نزلت .. عدوت نحو ذاك الشخص .. الذي جاء مهرولاً لوداعي كان ذلك هو أدروب المحطة .. عانقته .. كان يبكي و ينشج .. و ظل سائق القاطرة يصفر و يصفر حتى جاء الكمساري و خلصني منه .. و من حضنه الدافئ .. ظلت رائحة عرقه العبقة بالبن و الجنزبيل هي تذكاري الأخير لمحطة البروش التي لا تنسي و لن تنسي !!)
ثم يعرج الكاتب علي ذكر مدينة ( عطبرة ) و مدينة ( الدامر ) .. إذ يقول علي لسان ( سليمان )- بطل الرواية – ( ما كنت أظنها مدينةً بهذا الحجم و الثقل ..الآن تضاءلت معرفتي .. كنت أظن أن السكة حديد لا تعدو أن تكون محطات لها أسماء .. أو أنها محطات لها نمر فقط .. و لها قاطرات متناثرة تجوب الأماكن غاديةً رائحة .. قاطرة للبضائع .. قاطرة للسفر .. لا تقف بالباب و لا تجلس علي السلم .. إنه الخطر .. تحذير !! )
هذا مبلغ معرفته بالسكة حديد .. أما و قد جاء مدينة ( عطبرة ) و رأي بأم عينه العجب العجيب : ( قطارات بعدد الناس .. و قضبان كما الحصحاص .. إدارات و ورش .. أبخرة و زيوت .. تروس و قيزان .. نيران و أفران .. أفرولات و بردلوبات ..)
نعم بمدينة ( عطبرة ) كانت إدارة سكك حديد السودان بكامله .. فهي تقوم بدور الريادة فلا غرو أن كانت عاصمة الحديد و النار بمحطتها الكبرى و ورشها .. و عامليها .. و إنسانها و وسيلة تنقله السائدة .. هي الدراجة .. إذ تعد المدينة الثانية في العالم في استخدام الدراجات و البسكليتات .. في كل بين منها نجد ثلاثة أو أربعة دراجات ..
و عند ذكر الكاتب لمدينة عطبرة لابد له من التطرق للسياسة و شأنها .. إذ أنها مدينة الكفاح و النضال و النقابة .. و لكن الرقيب و أمر النشر كانا له بالمرصاد .. فأشار للأمر مجرد إشاراتٍ متفرقةٍ هنا و هناك ..
إذ يقول علي لسان سليمان – بطل الرواية - : ( الزمن يمضي بإيقاعٍ سريع .. جلسات و اجتماعات .. الصراع داخل النقابات .. أعمال و أقوال تتراوح بين النقابي و السياسي ..)
و عن انتماء سليمان السياسي .. يقول الكاتب : ( ثمة دعواتٍ تلقيناها للمشاركة و الاشتراك .. و أنا في مرحلة التكوين .. إلي أي جناحٍ أنتمي ؟؟ الإجابة ليست في الإمكان !! الانتماء إلي الأرض .. بل إلي الإنسان المسحوق .. هذه هي الطبقة العاملة و التي أدركت قوتها .. و تعمل الآن علي رفع صوتها .. لكنها مخترقة من بعض الجهات !! هو الكسب الحزبي و الاستقطاب ؟! )
يظن أنه لم يصرح بانتمائه الحزبي .. و قد وضح الأمر جلياً ..و عن أؤلئك النفر الذين ينتمي إليهم يتحدث عمن يخون عهدهم و يخترق صفهم بنقلهِ عنهم و تفشيل خططهم ..و يدعون لنبذ الخلاف و وحدة الصف ..
كان ( سليمان ) – بطل الرواية – يقضي سحابة يومهِ بمدينة ( عطبرة ) متدرباً بورش محطتها ..ثم يمضي إلي مدينة ( الدامر ) ليقضي ليله بها ..
مدينة الدامر هي احدي المدن الثلاثة التي شهدت أحداتِ الروايةِ .. و هي مدينة الأعلام و الفحول : ( هل ها هنا عاش المجذوب الكبير و الشيخ جلال الدين ؟؟ )
نعم لقد أنجبت الأعلام و الفحول من الأدباء و الشعراء و يكفي أنها أنجبت عالم اللغة العربية ( الدكتور عبد الله الطيب ).
الكاتب ( مبارك الصادق ) جعل من المكان في هذه الرواية – صدي العشيات – جسداً له خوار يضج بحركة الحياة فيه و حوله مما أصبغ علي الزمان ذكري كان لها صديً في النفس و رجع ..لا يذيده تقادم العهدِ إلا مضاءً و قدح زناد تؤجج نار الذكري ..
الرواية أعطت الحيز الجغرافي مساحةً كبري .. حيث تحدثت عن المكان و تضاريسه و إنسانه و حيوانه و طقسه .. فكان للجغرافية البشرية نصيباً وافياً من السرد .. و بذا جعلنا الكاتب نعيش في زمان و مكانِ الرواية كأننا جزءاً لا ينفصل عنه .. ممكناً لعملهِ الإبداعي من التغلغل في نفوسنا ..هذا عاملٌ و عاملٌ ثاني : واقعية الحدث بسرده لأماكن في الواقع بأزمنتها و أحداثها .. ليس بالضرورة واقعية السرد نصاً .. فالكاتب مهما هوم و طوف في الخيال فإنه قائلٌ عن بعض نفسه ..
هي ذكريات عهدٍ مضي من طفولةٍ و شباب نعمنا فيها معك أستاذنا الرائع : ( مبارك الصادق ) .. و شئت لها أن تخلد فكانت ( صدي العشيات ) ..



[/right][/right]
[/SIZE]

 

طارق احمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-01-2021, 01:37 PM   #2
عبدالإله المالك
إشراف عام

الصورة الرمزية عبدالإله المالك

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16920

عبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعةعبدالإله المالك لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


سلم القلم واليراع وصدى العشيات يا طارق والأستاذ مبارك صادق
لغة نظيفة فصيحة ومهارات خاصة يتمتع بها القاص والكاتب
أخذتنا معك في رحلة طويلة شيقة ماتعة
حييت

 

التوقيع

دعوةٌ لزيارةِ بُحُورِ الشِّعرِ الفصيحِ وتبيانِ عروضِهَا في أبعادِ عَرُوْضِيَّة.. للدخول عبر هذا الرابط:

http://www.ab33ad.com/vb/forumdispla...aysprune=&f=29


غَـنَّـيْـتُ بِالسِّـفْـرِ المُـخَـبَّأ مَرَّةً

فكَأنَّنِيْ تَحْتَ القرَارِ مَـحَـارَةٌ..

وَأنَا المُـضَـمَّـخُ بِالْوُعُوْدِ وَعِطرِهَا ..

مُــتَـنَاثِـرٌ مِـثلَ الحُــطَامِ ببَحْرِهَا..

وَمُــسَافِرٌ فِيْ فُـلْـكِـهَا المَـشْـحُـوْنِ
@abdulilahmalik

عبدالإله المالك غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-04-2021, 01:43 AM   #3
نادرة عبدالحي
مشرفة أبعاد النثر الأدبي

الصورة الرمزية نادرة عبدالحي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 72240

نادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعة


مـجـمـوع الأوسـمـة: 1

فعالية النثر الوسام الفضي



افتراضي



الكاتب السوداني مبارك الصادق أحد الكتّاب القصة القصيرة والرواية المميزين

خاصة ما تميز به في التنقيب التراث سرديا ومنح الثقافة السودانية دروبا

نحو الإنفتاح والإزدهار له مبادئه واراءه ، وإيمانه ان لابد من أوعية جديدة , وأدوات

جديدة لاستيعاب واردات الحداثة ،

الكاتب الفاضل طارق احمد سعدتُ بقراءة ومجالسة هذا التحليل الرائع لرواية صدي العشيات مما دفعني

للبحث عنها وقراءتها كاملة ،

عمل رائع وننتظر المزيد منه سلمت يداك ،

 

نادرة عبدالحي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-16-2021, 01:03 PM   #4
طارق احمد
( شاعر وقاص )

الصورة الرمزية طارق احمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 6

طارق احمد غير متواجد حاليا

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالإله المالك مشاهدة المشاركة
سلم القلم واليراع وصدى العشيات يا طارق والأستاذ مبارك صادق
لغة نظيفة فصيحة ومهارات خاصة يتمتع بها القاص والكاتب
أخذتنا معك في رحلة طويلة شيقة ماتعة
حييت
بارك الله فيك أخي عبد الاله المالك .. و جعلنا الله عند حسن ظنكم ..

 

طارق احمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-16-2021, 01:07 PM   #5
طارق احمد
( شاعر وقاص )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادرة عبدالحي مشاهدة المشاركة

الكاتب السوداني مبارك الصادق أحد الكتّاب القصة القصيرة والرواية المميزين

خاصة ما تميز به في التنقيب التراث سرديا ومنح الثقافة السودانية دروبا

نحو الإنفتاح والإزدهار له مبادئه واراءه ، وإيمانه ان لابد من أوعية جديدة , وأدوات

جديدة لاستيعاب واردات الحداثة ،

الكاتب الفاضل طارق احمد سعدتُ بقراءة ومجالسة هذا التحليل الرائع لرواية صدي العشيات مما دفعني

للبحث عنها وقراءتها كاملة ،

عمل رائع وننتظر المزيد منه سلمت يداك ،

سعدت كثيراً أ . نادرة النادرة أن أعجبتكِ الرواية و أنك كنت ضمن قرائها ..
فمثلكِ من يضف إليها من درسٍ و نقدٍ يذيدها آلقا و فنا ..
و شكراً لكِ بقدر الودِ و الوردِ ..

 

طارق احمد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وأحبكَ .. بعد الأزمنة !! عفراء السويدي أبعاد النثر الأدبي 11 09-30-2020 09:49 PM
ياوجعـــي المصلوب بجسدي ! ساره الحمد أبعاد النثر الأدبي 139 03-09-2015 02:26 PM
~ وطنٌ إلّا حُلم ~ إيمان دعبل أبعاد الشعر الفصيح 9 01-05-2010 07:41 AM
يا سيدة الأزمنة المنتحرة ..! يوسف الحربي أبعاد النثر الأدبي 12 07-12-2007 01:05 PM


الساعة الآن 03:59 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.