رسـالـة إلـى فـتـاة مـا ... 2
ك جوهرة نادرة الوجود، سكنت داخل القلوب، ونثرت عطرك برائحة الورود، فأسكرت أهل القلوب، فاجتمعوا ينظروا ما يدور، فرأوا ملاك بجمال منثور، وحسن منشور، والألماس موضوع، على الصدر منشور، والذهب في العنق ملبوس، وعيون البشر مفتون من جمال نادر الوجود.
فتاتي
يا أغلى ما في الوجود، وأحلى الموجود، ملكت القلوب، بقلب حنون، وصدر عطوف، ووجه مزيون، والفرح بالثغر مرسوم.
إن الحب أمر مطلوب، للقلب مرغوب، وهو سر الوجود، وقصة كل معشوق، ورواية كل مفتون، بعيون الريم مسحور، إن الحب ليس كلام مكتوب، ولا حديث يدور، ولا شعر منشود، ولا كلمات تكتب في سطور ولا حروف تروي كألحان عصفور، ولا نظرة تسحر العيون و تأسر القلوب، إن الحب هو في القلب شعور، وجسد موجوع، فيه القلب مجروح، والفؤاد مكسور، لحبيب مفقود، في القلب مسكون، في الحلم منظور، بالعقل موجود، ، تبحثين عنه في كل الأماكن كغائب موجود، تنتظرين يوم الرجوع، ليحقق الأمل المنشود، ويحي القلب الموجوع.
فتاتي
إن الحب ليس كلمة تقال هنا وهناك، ولا هدية تبعث أيام الأعياد، ولا ضحكة نراها في كل الأوقات، إن الحب هو مشاعر وأهات، أحزان وأفراح ، إن الحب هو مشاعر نبيلة في دنيا غريبة، تدق أجراس القلوب، لحبيب معشوق بالقلب مسكون، على العرش موجود، نراه دوما في القلوب، غير مكتوب في دستور ولا يخضع لقانون.
إن الحب يعمر القلوب ويصقل النفوس، ويطهر الروح، ويحي الأمل المفقود.
فتاتي
احذري الوحوش، بلباس مستور، بالعسل المغشوش، يدسوا السموم، تسبب الجروح ، لقلب مكسور، فتدمي العيون، على حبيب سكن النفوس، وخان العهود، وباع المحبوب لإرضاء نفس بالشر مسكون، لا تبكي عليه الدموع، ولا تكسري القلب المجروح، والجسد الموجوع، على من خان العهود، وغدر بالمواعيد، بل اشكري الرب المعبود، على كشف الحال المخدوع والوهم المنصوب والأمل المرفوع من حبيب لسانه مكذوب.
فتاتي
أكملي مشوار حياتك بكل اقتدار، ولا تخشي الأقدار، فكل شيء مرسوم كما أراد رب العباد، استمري بدربك بكل عنفوان، وخططي للأيام، كأن لا شيء كان، يوما ما، سيبزغ الفجر بأخبار جديدة، ترسم بسمة جميلة، تبشر بحياة سعيدة، بالسعادة مليئة، وبقصصها مثيرة، وبالخير وفيرة، وبالعباد رحيمة.
فتاتي
كل قلب يبحث عن معشوق، يعيش معه بين الورود، ويجعل قلبه معمور والروح مستورة والجسد مبسوط، لكن لا تتعجلي الأمور، فبكل زمن رجل موعود، يأتيه الدور إذا حان الوقت الموعود، فلا تظني الظنون، في يوم مشؤوم، فالأمل في شمس الشروق، علامته لحن عصفور، يشرح الصدور، ويزيل الهموم، وينثر عطر الورود.
فتاتي
حبيبتي يا أجمل ما في الوجود، كاللؤلؤ المكنون، والدّر المخزون، بنظراتك سحرتي العيون، وسكنتي القلوب، بين الأضلع والشرايين فيك الحسن والعود الموعود ،،، فيك الجمال والخلق المحمود، وسحر نظرات العيون وهمس الجفون، وروعة الخدود، يا وردة الورود.
تقولي أنت القريب البعيد، فأقول بل أنا قريب كحبل الوريد، قربك وقت ما تريدي، بأحلام الليل تناجيني، وفي صحوة الصباح كطيف ملاك أراك أمامي، أسمع همساتك بألحان عصافيري، تحادثني وتناجيني، فتزيد من أفراحي، وفي غمرة مسائي، أسهر الليالي أداعب أوقاتي على أمل رؤياكي.
أتذكرين يوم اللقاء، يوم التقينا بغير اتفاق، وتلاقت نظراتنا سواء، نظرات تتبع نظرات، فهتفت قلوبنا باستجداء، أنت فارس الطريق، غادرت وقلوبنا في شقاء، لصدفة اجتماع بغير ميعاد، فربك قادر أن يعيد الميعاد، دون اتفاق.
فتاتي
أعشقك لأبعد حدود، والحبل لك موصول، حبي لك أقوى من الصخور، وأعمق من الوديان والسهول، وملء البحور، وأكثر من حبات النجوم، فإن كانت الحياة لا تدوم، فحبي لك يدوم، مادام النبض يخفق في القلوب في اليوم المعلوم.
أرى فيك عبق الزهور، وريحانة الورود، وتلألأ النجوم، على وقع ألحان صوتك، أطير عاليا في السماء على أجنحة الطير، أحلق بعيدا أحمل نغمات صوتك، أنثر عبيرها على الكون، فتريه كجوقة الموسيقى يشاركني فرحتي وسعادتي.
أرى نظراتك الساحرة، وعيونك الكحيلة، فتزداد أشواقي وأهيم حبا وغراما، فأرى الوجود جميلا، يتدفق منه شلال الوفاء فأعيش بسكون، متأملا لحظات أراك بها، قليلة هي لكنها غالية لا تقارن بالألماس.
على أعتاب دقات قلبك، عشت أفراحي ، وعلى همسات فؤادك، كنت كفراشة الزهور تحلق بين الورود أعيش بنعيم إلى يوم الدين، تناجين فؤادي، بحلو الكلام، يستمع بإنصات دون بوح ولا نفير، يطغى عليه الهدوء والسكون، تتساءلين عن سبب السكوت، فكيف الحديث والفؤاد في سكرة الوعي متنعما بسماع ألحانك الشجية.
أشتاق لك شوقا يفوق الحدود، وكلما مر طيفك بخيالي، يزداد قلبي شوقاً وهياماً.
فتاتي
تناجين الفؤاد، وتخافين يوم الفراق، يوم لا جمع فيه ولا لقاء، تبكي منه العيون، وبرب العباد الذي جمعنا بغير ميعاد، وقرب القلوب بغير اتفاق، العهد الذي بيننا إلى يوم الميعاد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرجو السموحة على بعض التقصير