جُمُوحُ العَاطِفة

[محمّد الوايلي]

هيـهِ ياهيـه.. أغموضُ حضورٍ.. وانتفاءُ معنى
وغيابُ دهرٍ .. وسرابُ وقتٍ
ثمّ بعد ذا وذا
تدكّدكت جبالُ الألمِ وتهاوى طائرُ النورسِ حيثُ لامكان
في أوديةِ النسيان
فـقاعٌ يحضنهُ وقاعٌ يبحثُ عنْ قاع
فواعجباً من عجبٍ وآهٍ من ألمٍ ينعى ألم
فأقيمت من أجلهِ المآتِم
وكان الغائب الحاضر
وبصخبِ صمتٍ
وعزاءٌ بلا جسدٍ يُحملُ الى المدافن
فياطلاسمَ الطلاسم
وتمتمةُ التمآئم
قرأتُ ماكتبهُ في الألواح
ووعى قلبٌ ماقيل من مواعظ
وآمنتُ باالربِّ والنبيِّ الخاتِمْ
وأنَا ذاكَ الجالسُ فوق رمضاءِ صخرٍ
يرقبُ السماءَ ويدفنُ الألواحَ ويكسرُ المحابر

 

[محمّد الوايلي]

أيُهَا الألَمُ المَنسِّيُ فِي زوايا لمْ تُنسى
والحرُوفُ المُبتسِمةُ في كِتابِ البُكآء
والسُّحبُ المُدلهِمةُ في السَّمآءِ الصَّفآء
سأخبرُكِ حَرفاً ورسماً
تصويراً ومعنى
مُبتدأً وخَبراً
سأرحَلُ قريباً
وسترحلُ الحُروفُ والرُوحُ
وكّلَّ شئٍ كانَ لهُ يوماً أيُ معنى
وستبقى
أنتَ وحدكَ ستبقى
ستسألُ الطُيورَ والجِبالَ
والطُرقاتَ والليل والنّهارَ
والأرضَ والسّمآء
ستبحثُ عنّي في كُلِّ شئٍ
وتسألُ العابرينَ ولا جوابَ إلاّ رُبَّما
وتمضِي بِكَ الخُطى إلى .. لاهُدى

 

[محمّد الوايلي]

والزوار 1)

تصبح على خير

 

[محمّد الوايلي]

حِينَ نكتبُ
فإنّ مانكتبهُ قد يكونُ بقايا ذِكرى عبرت بِنا فكُتبت فكانت هُنا
وربّما حِكايةُ غيرِنا وتأثرنا بها فأستوطنتنا كأنما هي نحنُ فكانتْ حرفاً
أو خيالٌ عابِرٌ فِي سمآءٍ فأصطادهُ كاتِبٌ ورسمهُ على لوحةِ فرحٍ أو أسَى
ورُبّما جُنونُ شاعرٍ هامَ في أودية الهوى

 

[محمّد الوايلي]

أكتبُ أحياناً وأندمُ
لإن ماكتبتهُ كان دافعهُ " العاطفة " أو " الحماس الغيرُ منضبط " .
فإنّ وجدتُ خاصية " الحذف " مُفعّلة فتِلكَ أجملُ هدية
وإنْ لمْ أجِدْ !
فإعتذارِي مِنْ نفسِي غالباً لإنّ من يقرأ ربّما لايعلمُ انّي ندِمتُ على تِلكَ الإضافة

 

[محمّد الوايلي]

أخبرتنِي الأيام وغُربة المكان والزمان
بإنَّ كُلّ شئٍ حولي مُتحرك ولا ثباتَ له
وأنَّ اللحظة ستذهب بشقآئها .. ونعيمها .. وحُزنها .. وسعادتها
لذلكَ فأنَا أحزنُ في كُلِّ لحظةِ سعادة لأنَّي أعلمُ أنَّها ستمضي سريعاً
وأنَّ الحنِينَ إلى تِلكَ الذِكرى سيؤلمني يوماً
وأنَا لنْ أستطيع أن أوقفَ الزمن
ولن أحبسَ تِلكَ اللحظات لأنّها ستمضِي كشعاعِ شمسٍ أو ضوء قمر

 

[محمّد الوايلي]

آللهمّ أجعلني مِمّن رضيتَ عنهم
ولا تفتنِّي أو تفتنَ بي
واجعلني من مفاتيح الخير
وأبعدني عن كٰلِّ شرّ
ربَّي تعلمُ مافي قلبي وأنتَ خلقتَ جسدِي ورُوحي
وتعلمُ بانِّي أُحِبُّكَ حُبّاً خالطَ الرُوحَ وكُلَّ ذرّاتِ الجسَد
وبأنِّي أحببّتُ رسولكَ ونبيّك وصفوةُ خلقِكَ مُحمَّد صلى الله على مُحمَّد
وبأنِّي أحببّتُ صحابةَ رسولِكَ العظامُ الكِرام لاأفُرِّقُ بين أحدٍ مُنهم
وأنَّ آل بيتِ رسُولِكَ أحبُّ إليَّ من نفسِي ورُوحِي وكلّ شئ
وأنَّ ذنوبِي عظيمة وأخطآئي كبيرة ومغفرتُك ورحمتُكَ أوسعُ وأعظم
فاغفِر ربِّي وارحم وتجاوز

 

[محمّد الوايلي]

سأكتبُ الأيامَ حُزناً سرمدياً لاتأفِلُ شمّْسُهُ ولا تغِيب
وحُرُوفُ الأيامِ ستكُونُ مُجرّدةً مِنْ كُلِّ لونٍ فلا ظِلالَ
وستكونُ الحياةُ شاهِدُ الأيامِ والبرزخُ بينَ الظُلمَةِ والنُورِ
وسأتكِئُ إلى شَجَرةِ لاحُزنَ أنتظِرُ العابِرون مِن برزِخِ الحياة
سأُسقِيهِم مَآءُ الفَرحِ وتُحلِّقُ بِهم الطُيورُ إلى لافَنَآء