اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مطر
إنني أنهض من قاع الأساطير
وأصطاد على كل السطوح النائمة
خطوات الأهل والأحباب.. أصطاد نجومي القاتمة
إنني أمشي على مهلي، وقلبي مثل نصف البرتقالة
وأنا أعجب للقلب الذي يحمل حارة
وجبالاً، كيف لا يسأم حاله؟!
هذا المقطع من قصيدة (خارج الأسطورة) لـ الراحل درويش
ولكونك أحد الأقلام التي تعشق امتطاء صهوة الأسطورة..
هل لكِ أنت تعبرين لنا عن أسباب اقترانك بهذا الجانب الما ورائي من الأدب؟
وإلى أي الدرجات يمكن للأساطير وواقعها أن تثري الكتابة وتسنن أقلام أصحابها في رحلة البحث عن تجربة شعرٍ
تعيش خالدة في صفحة التاريخ؟
|
في طفولتي كانت أمي تهددنا بشخصية خرافية تسميها : " عافية السما " إذا لم نخلد إلى النوم حينما تشاء. ربما كان هذا أول بذرة للماورائيات. كما أسبقت بالقول فلأمي أثر كبير على خيالي.. معظم تحلقاتنا حولها كانت تحكي لنا عن طفولتها و الشخصيات الخرافية التي كان يتم تخويف الأطفال بها و أذكر أن غازي القصيبي ذكر في روايته " الجنية " بعضا من هذه الشخصيات التي لا يحصرني أي اسم منها الآن للأسف. عدا ذلك كانت معظم أفلام الكرتون التي أحبها غير واقعية بشخصياتها لا بأحداثها و منها Poo- bear ، و العم دهب " البطة الغنية البخيلة " ، Gummy bears الدببة التي تحارب الغيلان في الغابة ، Carmen Sandiago اللصة التي لا يستطيع أحد الإمساك بها، كوالا، زيكو العجيب، جازورا - الديناصور الذي يخشى الحُقَن، كبمارو بطل النينجا - الشخصية الكوميدية التي تتحدث عن الشجاعة و ما إلى هنالك، ميمي الصغيرة - المخلوقة الصغيرة التي تطير على ظهر حمامة. سوسن الزهرة الجميلة - الفتاة التي تبحث عن زهرة بسبعة ألوان وتملك عصا سحرية تغير بها ملابسها " ههه كنت دايما أتمنى يكون عندي هالعصا " . كل هذه الأفلام التي كنت مهووسة بها كانت توسع خيالي شيئا فشيئا خاصة أنني كنت مدمنة لروايات الجيب التي يكتبها نبيل فاروق " رجل المستحيل ، ملف المستقبل " .. كل هذا الكم من الماورائيات و الخوارق التي تختلط بكوميديا سوداء و غير سوداء تجعلني دائما أهرب للأساطير لأستعيد بعضا من ضحكات طفولتي الغابرة . أيضا، الأسطورة بالنسبة لي طريقة للتعليم الذاتي. أعني أنني حين أخترع عالما من خيالي و بيدي أنسجه بدون تحكم من أحد فأنا أقوم بتحريك دماغي.. سبحان الله، فطرة البشر تدفعهم دائما في نمط معين: الامتلاك، الأنا، الغرور.. و أحيانا تعلم العبر.. و لهذا أنا أمتلك عالمي الخيالي و أصاب بالأنا و الغرور فأتوج نفسي ملكته و أخربه و أصلحه بنفسي و أتعلم الكثير في أثناء ذلك .. و إذا كان هذا يثري العقل فهو حتما يثري الأدب لأنهما وجهان لعملة واحدة . فالأساطير من اختراع بنو البشر فهم ينتجونها و يخربونها و من ثم يعيدون إنتاج نسخ منها لإصلاح ما كسر و يكتبون الحكم التي لا تنسى ..
- في قناة سبيس تون كانت في إحدى الفواصل الإعلانية أغنية أطفال : " تخيلوا.. تخيلوا أن هذا بحر و هذه جزيرة.. الأمر سهل جدا و الحكايا كثيرة. تخيلوا لو أنا قد زرنا الحكايات لنعيش فيها ثم نرويها و كأنها حدثت .. "
مستمتعة جدا بأسئلتك يا مطر ..مطر أنت فعلا