صحراء راودها الرذاذ . . . - الصفحة 4 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
مآرِب (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 4 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 80 - )           »          وفاة اخي سلمان حسن عايد الشمري (الكاتـب : عبدالله البطي - آخر مشاركة : نوف الناصر - مشاركات : 11 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - مشاركات : 796 - )           »          البستوني ♤ السباتي ♣ الديناري ♦ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 6 - )           »          رضوض الماء (الكاتـب : عبدالكريم العنزي - مشاركات : 50 - )           »          (( وَشْوَشَة .. وَسْوَسَة ..)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 47 - )           »          ((قيد العنا قيد ...)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 9 - )           »          ما كنت أنا سلمى ..! (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 5 - )           »          العرّاب (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : محمد علي الثوعي - مشاركات : 3 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-04-2009, 11:38 AM   #25
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي الجمعة 1 مايو 2009



....
...
..
.


شنغريلا مرة أخرى.. نفحات البحر.. وأضواء (the pool) مجددا تؤنس ليلتنا.. كنا ثلاثة للمرة الثانية، ولكن شخصًا جديدًا من أصدقائكَ شاركنا مرح تلك الأمسية.. الأمواج هادئة تتمشى على الضّفاف بغنج، والسماء تعتريها بعض الأغبرة من نهار مليء بالعواصف.. الهدوء كان يضاهي الحياة، والحياة نحن.. وصلتُ قبلكم، لأتخذَ من زاوية تحت مظلة الأشجار مكانًا يؤوي جُنونَنا.. بقيتُ لبضعِ دقائق.. أنتَ وصلتَ.. واحتضنّا فضة السماء في أيدينا..

- البسي النظارة حبيبي
- ليش؟ !
- بس.. بدون سبب
- !!
- لا عشان تشوفيني عدل
- انا ما اشوفك بعيوني.. اشوفك بقلبي
- فديت قلبج بس البسيها

بدوتَ أوضحَ من ذي قبل، ملامُحُكَ التي احفظُها عن ظهرِ قلب.. عينانِ ثاقبتان.. ابتسامةٌ شفيفة وبقية أخرى اعشق تفاصيلها.. الآن بكل دقة هي واضحة من خلف مربع الزجاجات.. لا شيء معنا غير البحر وسعفاتِ النخيل وجدائلِ الشاطئ الرملي البعيد.. السفائنُ من أقصى نقطة في العين تحيّينا.. ودُخانُ السجائرِ ينسُجُ في الهدوء خيطاً يهمسُ في وجوهنا بدفءِ اللقاء..

- وينه ربيعك؟
- مادري به جاي
- شكله ضيّع ودخل من عند قرية البرّي
- والله شكله عادي يسويها
- ألو.. وينك ياخ
- جاي من تحت النخل ..
- لالالا اطلع روح يمين يمين البوابة عند المسبح بتلاقينا تحت سقيفة خشب وأشجار
- هلا هلا
- يا مرحبا الساع
- كيفكم..
- وابتدأت ساعات الضحك..
- طلبنا لك هامور
- لا يا شيخ؟ هامور مرة وحدة.. ببدل انا
- مافي تبديل انطلب وانحسب .. كله وتوكل
- ما باليد حيلة .. هامور هامور


شخصية مرحة.. ضحوك .. لا شيء لديها في الحياة كي تخسره.. ملامح عربية أقرب للحجازية إلى اليمنية.. لا يخلو من الوسامة.. مترع بالذكاء.. هكذا بدا ذو اللّـقَب الشريد.. في ملامح تجمع كل شيء في أي شيء بعشوائيةٍ خلقية غير منتظمة.. ربما لو أخذ فرصة مكتملة في الحياة لكان من عداد المشاهير.. أو مثلما قال ( أشهر من الدولار) ولكن الحظ (عاثر) تأخذ منه الحكمة في عفوية و(غفلة) تجد في فكره عصارة تجارب مختلطة الأجناس والأماكن..الغربة والتغريب تعبثان بالإنسان فتضيّعانِ هويته.. هكذا أشعر حياله..
أنتما أمامي .. يدك تمتد لا إراديًّا تحتَضِنُ يديّ.. تقبّلُها.. تبْتَسم.. تُطيّرُ قُبْلة سريعَةً في الهواء ونضحك سويًّا..



- أنتِ اللي طلعتِ في أمير الشعراء
- لا مب هي
- ياخي لا تقص علي
- انتِ صح؟
- لا ياخي مشبه عليها انت بس
- بس قول لي أيوا.. عشان أتأكد ان ما عندي زهايمر! لأنهم طلعوها بسرعة.. بس متذكرها !
- لا مب هي
- يا شييييخ؟
- انت ولالا
- لا
- ههههههه

وامتد الإلحاح حتى قاربت السهرة على الاكتمال..
- بالله انتِ ولالا
انظرُ إليكَ.. في براءة واستفهام..
- أيوا هيّ
- أحسن انهم طلعوك بسرعة من اول جولة
- ههههههههههههههههههههههههههه
- حيوان.. فرحان ها
- اصلا شِعرِك ما ينفع .. اول ما شفتك قلت هذي ماراح تكمل
- هااهاهاهاااا
تطير القهقهات مع نسائم الليل..

الهاتف يرن ليفسدَ جلستنا.. يجب أن أعود.. الوقت متأخر.. قاربتْ على العاشرة.. استملنا السيارة من خدمة الصف .. السيارة بها بعض الميلان.. عاودَ ضوء الانذار بهبوط ضغط العجلات في التنبيه.. وهناك عند باب (البنتشر) وقفنا.. تناجينا.. ويدا الرجل تفحصان العجلات وتمحص فيها.. وأنا أنبضُ فيك بوئام.. ها هو يدق الشباك:
- أرباب هذا يلاقي داخل تاير
- خيبة كل هذا مسمار ؟
- من وين جاني؟
- طيب بدّل تاير سبير
- لا خلاص انا سويت رقعة
- لالالا بدل السبير
- هذا (قرانتي) ما يبطل أبدا
- خلاص يعني نروح؟
- يس

لم يبق في الليل متسع إلا للرقاد.. عدنا إلى حيث تركنا سيارتك عند مساء البحيرة.. أرقبُ السيارات الخاطفة.. ابتسامة الحب تغمرني.. وأضواء الطريق إلى المنزل تغمض رضاها على طريقي المنشغل بك...


.
..
...
....



زينب....

 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2009, 01:20 PM   #26
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي السبت 2 مايو 2009.




....
...
..
.


حضنكَ في هذه المرة احتواني بدفء عارم.. أمام باب سيارتي حين وقفتُ هناك عند مرسى الخالدية بَلَس.. كان صوتكَ يتحشرج وأنا أحبس الألم في أضلعي.. يداكَ ما انفكتا عن احتوائي.. مشيْنا في ذلك الممر الخشبي المفضي إلى مرسى المراكب والطرادات ومطعم في ركن قصي اختفى عن أنظار الفضوليين.. على ذلك الكرسي كان رأسي يسند أحلامه على كتفك.. ويداكَ تعبثان في خصلات أمانيّ وأغانيّ.. نجلاء أطلقت لأصابع أقدامها حرية التنفس واستنشاق الحرية المتوفرة هنا بكثرة، وتركت حذاءها ملقىً كالمكلوم.. ها هي تجول بين المراكب وتدخل في الأحراش.. ونحن ما زلنا في مكان بعيد آخر...

- حبيبي ليش صوتك مخنوق؟
- عادي مافي شي
- من شو متضايق؟
- انا مب متضايق .. ما اتضايق، انت معاي كيف اتضايق، بس لما اتصلت لج قبل كنت محتاج اسمع صوتج بألم.. وما لقيتج.. اختنقت.. ضقت بروحي على الشاطئ.. وانتِ كنتِ مشغولة بدوامج..
- آسفة حبيبي.. غصبن عني
- عادي عادي لا تحاتين ابدا.. أبدا ما تفكرين بأي شي.. مجرد احساس..
- فديتك

وحضن عميق يحتوي الآهات كلها.. بكل تقهقهرات الوقت والأحلام والواقع والتشرد والتعاسة والزمن.. أنت تعلم أن قلبي هو ملاذكَ الكوني السرمدي.. لن أتحدث عن الفراق ولا البعد.. حتى وأنا أرى هم الفراق يعتريكَ ويحط قواكَ على التراب.. فكرة الهجرة والسفر إلى البعيد... البعيد خلف الأطلسي.. هناكَ سنزرع أحلامنا ونسقيها بالحب كل صباح وكل مساء.. لن تستطيع الحياة أن تنزعني من عروقك.. ولا تنزعكَ من أعصابِ الروح.. نحن روح في جسدين.. فكل ما يعتري اجسادنا ما هو إلا بفعل عوامل القانون الطيني.. لكن لنا أعين لا تعرف الا بعضها.. حين تراني تنعكس في عينيك ملامحك الدقيقة .. ملامح عمركَ كله.. وعندما أنظر إليك أشعر انني أتركني في الخارج وأستقر في أعماقك.. صدقني، بالرغم من ألمي واستفراغي لطاقة عظيمة من الحزن عند سماعي خبر (السفر) بالرغم من تشوّك قلبي حيال لحظة انسلاخ يخشاها .. بالرغم وبالرغم وبالرغم.. يجب أن نرحل بعيدًا.. كما قال قاسم حداد.. " في مكان آمن للحب ، ليكفّ قلبي عن تشرده، ينساني قليلا في سديم الدرب" يداكَ تنغرسان في نبضي.. أشعر بحرقة أنفاسكَ ولهفة أصابعكَ إلى ما يطمئن رعشتها التي لم يشعر بها أحد سواي.. هون عليكَ يا قلبي.. فكل الأمور على ما يرام.. ونحن إن طالت بيننا غربتنا.. سنلتقي في اشتياق وتفان وتضحية ..

مرت دقائق لتعودَ نجلاء إلى الكرسي.. ونقرر أن ندعو صديقك الغريب إلى امسيتنا..

- تأخرنا
- بس 5 دقايق.. لازم تتعرفين عليه وتسمعين سوالفه بتموتين من الضحك.. وعنده حكم والله عجيب
- زين اتصل به
- ألو.. كيفك انت وين؟
- عالكاسر
- تعال على مرسى الخالدية بلس الحين
- يلا دقايق
ها هو في تلك الناحية يمشي في اتجاه معاكس (كالعادة)..
- ألوو
- ارجع في الصوب الثاني بتلاقي قوارب وايد على يمينك.. عديها وبتلاقينا

بدأت قهقهات الضحك الصاخبة.. وهو يحاول التعمّق بحذلقة في نجلاء.. كي يكتشف شخصيتها (اونه عاد) وفي سيل من التعليقات والنكات ..

- والله يا ميثة انت ما عندك ذوق
- من ميثة
- انت !!
- انا؟ !!!
- اش اسمك
- ما بقول لك
- بالله اش اسمك ميثة ولا حصة ولا اش، قاعد معاكم امس وماعرف اسمك
- انا ام عتريس
- ههههههههه
- بالله يا بنت ما تضحكي عليّا – اش اسمك
- ما يهمك في اسمي..ليش تقول ما عندي ذوق؟؟
- من البارحة وانا اشمّر يدي ابغاك تشوفين الساعة – واقول الساعة كم – وتأخرنا وكل شوي اوضح الساعة وانت حتى ما قلت ساعتك حلوة !
- ما شفتها؟
- تشوفي ايش انت يلا اسكتي بلا هرجة
- هههههه وريني اياها..
- مافي خلاص.. عرفت انك بلا ذوق وانتهى

تقطع نجلاء (النقار) بتذكيرنا بالوقت.. الساعة تشير إلى الحادية عشر ليلاً.. يجب أن نعود سريعًا.. ومازالتْ يداكَ تطوقني.. صديقكَ يشعر بغيظ مضحكٍ غير مبرر

- ياخي والله لما اشوف اثنين يمارسون الحب انقهر
- ليش عاد؟ ما سوينا شي
- مادري كذا لمسة ايد وحركات ونظرات انا انقهر، القلب بعيد وإلا بقهركم مثل ما تقهروني
- محد حاطك براسه الا انت تعاند عمرك.. وتقهر روحك

عند باب السيارة .. نظرة أخيرة.. وأحضنك أكثر..

- بشتاق لج
- انا مشتاقة لك الحين
- ديري بالج حبيبي
- حاضر.. تصبح على خير..


.
..
...
....




زينب ....

 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-13-2009, 04:45 PM   #27
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي 12 مايو 2009.




....
...
..
.

يوم عمل شاق.. تغيّرتْ بعض المواعيد .. ظرفٌ طارئ .. حدى بي لملء ساعات العمل في حالة من الاستنفار لتهيئة الأمور لغدٍ مريح.. (النوت) امتلأ باللون الأحمر.. مهام كثيرة.. أففففف متى بتجي الساعة 8:00 وأفتك.. موعدنا كان عند الساعة 7:30.. ها هي الساعة تشير إلى 7:37.. لستُ أدري ما الذي أخّرك.. حالة تفكير تصيب سرحاني.. (حبيبي تعالا بنادي لك.. تطمني.. تريّحني .. متسبش إيدي من إيدك)... رنّ الهاتف باسمك..

- ألو؟
- حبيبي انتي وين
- انا في الدوام اتريا اتصالك
- ما بتجين عندي؟ انا هني في المواقف قدام شارع (الكترا)
- !!!!!
- زينب اشحالك
- من معاي؟
- انا ...........
- عرفتك..
- وصوتك من بعيد يصرخ.. (ليش تاخذ التلفون مني رجعه لا تكلّم حبيبتي يا........)
- في شيّ صاير؟
- صوتكم مب طبيعي
- مافي شي
- بس تعالي الحين اذا تقدرين تتركين الشغل لو مافي شي مهم
- انا جاية مسافة السكّة بس..

الإشارات اللعينة متوقفة.. شارع الكترا السخيف لا يفتأ يفرغ حتى يمتلئ.. الشوارع كممرات (سوق نايف بدبي) من زحمة السير والمشاة.. آه بقيت اشارة.. مرّت عشرون دقيقة في حالة مرور مزدحم.. اتصالاتك تزداد مع كل دقيقة.. (انتِ وين انت وين انت وين انت وين).. أصبحت ترن في رأسي مع عقارب الثواني الزاحفة كالحرباء أمامي..
أشعر بغثيان.. طعمٌ كريه يتقلّب في معدتي.. بكاء عاصف يزدحم في صدري.. أناملي ترتعد.. وصلتُ بالقرب منكم.. أسمع حشرجَةَ صوتك عبر الهاتف بالضحك والصراخ في الوقت ذاته.. صديقك أوقفني.. فتحتُ شباك السيارة في اتجاهك..

- انزلي عندي
- والله ما انزل..خليه يركب معاي.. يلا ورايا سيارات

رأيتكَ الآن بوضوح، ولكنّكََ تتمايلُ كالمحموم.. تتفصّدُ حزنًا.. جسدكَ يحترق.. الانفلونزا.. نبرتُكَ تترنّح.. كنتُ أخشى هذه اللحظةَ التي أراكَ فيها أمامي.. وهتْ عظامي.. وأنتَ تحتضن ذراعي اليمين كلها .. وتبكي.. لستُ ادري مالذي يبكيك.. أحبسُ دموعي كيما تثير شجنك.. أتقوّى.. أتلوّى.. لا شيء يجدي الآن.. يجب أن احسنَ التّصرّف..

- والله أحبج.. أنا ما اخونج أبدا.. حتى لو كلمت مليون وحدة.. كلهم زميلات عمل وعلاقات رسمية.. أصلا أنا ما أشعر اني في وحدة في الكون غيرج انت أنثى.. أنت الشيء الوحيد في حياتي.. انا قبلج كنت تايه.. بس انت كنت عايشة حياتج.. ولما لقيتج ما راح افرّط فيج ابدا.. ماراح اخليج.. بس اخاف انت تخليني..
- انا ماراح اخليك ولا لحظة ولا دقيقة.. مهما سافرنا ومهما بعدنا انا عندك وانت عندي صح حبيبي؟
- صح.. بس انا احبج.. وحبي لج هو السبب الوحيد اللي يخليني اعيش.. انا ما أؤمن بشي غيرج انت..
- وانا ما أؤمن الا بك
- نحن وين؟
- نحن عند إشارة قصر المنهل
- صح.. هذا قصر المنهل.. حبيبي شكلج تعرفين شوارع أبوظبي عدل.. أنا ماعرف وايد.. هذي اللي مرّت علينا برادو صح؟ بس خلاص راحت..

كانَ الطفلُ المخبوءُ في أزمنتِكَ ينطق في تلك اللحظة.. بينَ كل كلمتين تتساقطُ بالبكاء على يدي.. وأنا أسابقُ الإشارات المرورية التعيسة.. أريد أن أتخلصَ من الزحام.. السيارات في كل مكان.. كأن الله لم يخلقها إلا في أبوظبي.. الكثافة المرورية تخنقني.. وأنت تفيق وترقد.. ترتعش.. تبكي.. تضحك.. تقرأ اللوحات في الشوارع.. تمسح دموعك بثوبك.. وانا أمسح بيدي على صدرك وصوتك يعلو بالتأوّهات..

- حبيبي انتبهي على الطريق لا تطالعيني
- حبيبي انا منتبهة على الطريق اطالعك واطالع الشارع
- انا مافيني شي.. بس بعترف لج بشي وماباج تزعلين
- قول حبيبي انا ما ازعل منك
- انا سكران

تنهدّ العبرة في قلبي.. وكأنّ الاعتراف كان جديدًا علي.. كأني لم أفهمك من أول لحظة كلمتك فيها عبر الهاتف أعرف صوتكَ تمامًا حين يختلف عن طبيعته.. لم أكن لأترككَ وأنت هكذا.. لحظة التّجلّي التي كنتُ فيها معك.. تُفهِمُني حقيقةَ الحبّ التي نحياها.. توصِلني إلى حقيقتِكَ الهادئة كطفل وديع.. يعبَثُ بمسجّلِ السيارة وحرارة المكيف.. يقرأ اللوحات.. ويخبرني عن أنواع السيارات المارقة بجانبنا بكل هدوء.. كنتَ طفلي وأنا أحتضنُ شجونَكَ كلها.. أشربُ دموعَكَ المتساقطة على صدري.. أمام مدرسةِ الاتحاد وقفنا في منطقة البطين.. وأسئلتُكَ لم تتوقف ( نحن وين – ليش واقفين هني – الاثنين اللي مرّوا من عندنا رايحين ولا جايين؟ شو هذيك الليتات البعيدة.. شو مكتوب هني......... ) كلامُكَ في تلك الساعتين كانَ أطهرَ من كلام الأنبياء.. كنتَ تفتح معي مسارات الفكر.. والأحلام.. والمذاهب والحب.. اعترفتَ أنّكَ تحبّني أكثر من الله.. وأن حنانكَ حيال أمك وأبيك حنانٌ غزيري بفعل الفطرة.. وأما حُبكَ لي فهوَ بفِعْلِ العاطفةِ والتوحّد والاستقرار..
(تعرفين حبيبي لما كنت صغير كنت أبا اتزوج وحدة حلوة.. لما كبرت شوي كنت ابا وحدة حلوة وتفهمني.. ولما كبرت شوي كنت ابا وحدة عندها فكر وتفهمني.. ولما كبرت شوي كنت ابا وحدة بس تفهمني.. ولما صرت 21 قلت ابا وحدة تفهمني وتحترم رايي، لما افكر فكرة ما تهمشها تحترمها حتى لو كانت غير عن تفكيرها او تربيتها او دينها.. ولما لقيتج لقيت كل اللي احلم فيه من صغري لين الحين.. فكرج يطابق فكري.. انا لما كنت ادورج قبل واقرأ لج قلت هذي عندها اللي يناسب بعض مني.. ولما التقينا.. لقيت كل شي فيج يطابق كل شي فيني عشان جيه ماراح اخليج ابدا.. ولا أخونج .. انا ما احس بكل بنات الدنيا اصلا.. انت بس احس فيج....)
وأنا اهطل دمعة دمعة.. واضمّك إلى أعصابي أكثر وأكثر.. كانَ توجّسُكَ كبيرا من أشياء لم تكن موجودة في الحقيقة.. كنتَ خائِفًا أن تنقُلَ إليَّ الانفلونزا.. وتطلبني أن أعقّم يديّ في كل حين.. أخرجتُ المعقّم من حقيبتي ووضعته أمامَكَ كي يخف قلقك علي.. رقدت وتنهدتَّ كثيرًا بين يدي.. لم تتوقف دموعُكَ حتى مع ابتسامتك المتقهقهرة.. كانت سرعان ما تجفّ حتى تهطل الدموع بألم.. أجهشتَ كثيرًا.. حتى خلعت قلبي من مكانه.. كنتُ أحاول الاستدارة بكاملي إليك.. لكنّ كراسي السيارة تلزمكَ بجلسة محددة.. مضت ساعة ونصف.. وعاوتَ السؤال..
- ليش طلعتِ من دوامج بدري.. شوفي الساعة الحين تسعة الا ربع.. وانت دوامج يخلص تسع.. ها الأربعين دقيقة وين راحت؟ متى داومتِ
- حبيبي انا خلصت دوام.. داومت 12 وأخلص ثمان
- صدق عاده؟ وتعدُّ الساعات على أصابعك وتخطئ وتعيد العد أكثر من مرة..
- صدق.. دوامي خلص بعدين ظهرت.. وجيت عندك..
- ليش جيتِ عندي.. هذا ربيعي الـ ....... انا بتصل عليه بسبّه.. ليش خلاج تيين
- لا تتصل خليك دخيلك.. كلمني انا بس
- أكلمج انت بس؟ اوكي بس وديني محطة أدنوك الحين

ذهبنا سويّا.. كنتُ قلقةً عليك كثيرًا.. خشيتُ ألا تصل لوحدك إلى دورات المياه.. ولكنكَ خرجتَ بحال أفضل.. صوتُكَ عاد إلى بعضٍ منه.. وسألتني ماذا أريد أن أشرب.. طلبتُ (لبن أب) وأنت شربت (ماء الفراولة).
- رجعيني لسيارتي.. خلاص بروح البيت
- دخيلك دير بالك على عمرك.. دخيلك دخيلك
- ان شاء الله بمشي شوي شوي لين اوصل.. بس اسف اني اخرتج عن البيت
- ما تأخرت عادي.. كل شي يهون إلا انت

عند اخضرار ألوان غرفتي.. كنت أتحدث معكَ وقد بقيَ على وصولك ثلاثة دقائق.. هدهدتك على الفراش.. واتفقنا أن نوقظ احلامنا عند كل صباح.. وألا يداهمنا المساء بخوف جديد..
- حبيبي شكلك انطفيت.. بترقد؟
- خلاص برقد حبيبي تصبحين على خير
- يلا ارقد..

وبقيتُ على السماعة ألملم أنفاسك وأطمئنها.. وأطمئن عليها.. أرخيتُ أهدابي.. وكبستُ على زر الإقفال...


.
..
...
....






زينب....



 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-26-2009, 12:29 PM   #28
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي 18 مايو 2009.



....
...
..
.



ليلة الاثنين كانت الغصص حرّى.. تتوالى.. تخنق الدموع في حسرة تتعاظم وتتعاظم، تلوّح الأيادي، وتجرف الأنامل إلى أمل احتضان جديد... هناك إلى الجزائر، كان وجه أمي دافقًا بالحمرة ولون رمادي يشوبه الوجع، بل يستفيض به، مطار دبي حملني إلى شمال إفريقيا حيث عكاظية الشعر العربي والضمير العربي الواعي فقط ( في الشعر)، سننصر القدس بكلماتنا! ونعود إلى حياواتنا المليئة باللهو.. والقدس مازالت ممتحنة من قبل اسرائيل.. سنتركهم يتولون أمرهم من بعدها.. وسنستلم دروع التكريم ونعود إلى بلداننا كأن الموضوع سبب للاحتفال والتجمهر الثقافي.. لا حيلة لنا بالطبع.. غير أننا أمة الكلام.. أو هكذا يهيئ لي.. حتى شعراء القدس القادمين من بؤرة الاحتلال.. أحسبهم لا يعنيهم أمر الاستقلال فقد أصبح طبيعة عيش يحيْنوه لا مناص منه.. الطائرة تهتز.. كريهة جدًا الخطوط الجزائرية.. كأنك محمول على (حنطور) أو أقدم.. ها هي الأراضي الخضراء تلوح من فجاج الأرض، والبيوت الصفراء الصغيرة تتربع على سفوح الجبال.. رائع هذا المنظر.. كأني أنظر إلى ألمانيا.. لم أتوقع أن تكون بلد عربي بهذا الجمال.. الروابي والجبال الخضراء، البحر الهائل المبدع.. تقترب المناظر أكثر كلما فكر (الطيّار) بالاقتراب من الأرض.. مدرج الطيارات يظهر الآن.. مازال الخضار متوشحًا المساحات.. الشاشة تشير إلى درجة الحرارة البالغة 11 درجة سليزية.. آآآآه، (أكيد الجو روعة) والسماء تميل للغمق.. كأن الغيوم تبشر بهطول أنيق هذا النهار.. او استقبال يليق بقدومي هذه الأرض لأول مرة.. أشعر أنني أحبها كثيرًا.. لستُ أدري لمَ.. ولكن يكفيني أنني أشعر بالحب عما سواه.. يافطة ( القدس في ضمير الشعر العربي) استقبلتنا.. حملت أمتعتنا سيارة طويلة.. كان كل شيء أخضر يرحب بعينيّ للنظر أكثر.. والاستراحة من لون القحولة المعتاد.. منذ 4 سنوات لم أشارك في مهرجان خارجي.. وها هي الجزائر اليوم تدعوني لمشاركتها الشعر وتقاسم الأحلام... كان الشيراتون جميلا جدا بهدوئه.. وبحره الهائل المترامي الذي يوصلني في نهايته إلى كروية الأرض المقعرة.. كان جدير بي أن أترك للأحلام ان تغمض عيني.. بعد رحلة 7 ساعات على متن الطائرة...


.
..
...
....




زينب....





 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 05-26-2009, 03:16 PM   #29
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي الجزائر - الاثنين 18 مايو 2009




....
...
..
.

من نافذة المساء

شيراتون ( نادي الصنوبر) .. يرن الهاتف.. تمتمات فرنسية على الطرف الآخر لم أفهمها فقط قلت كلمة ( يس) بعفوية.. يدق باب الغرفة.. أفتح.. فإذا بباقة ورد برتقالية الود تقف خلف الباب.. ورسالة من الديوان الوطني للثقافة والإعلام، فرحت بها كثيرًا.. احتضنتها .. شممتها.. أحببت الجزائر أكثر.. شعرت بحفاوتهم ودفئهم.. كم هم لطيفين درجة إرسال باقة ورد لشكرنا على الحضور.. ها أنا متفائلة جدا هذا المساء.. لست أدري كم مضى من الوقت وأنا نائمة ذلك النوم المتقطع.. المتفزز في كل ساعة.. الشرفة تطل على الغسق.. والبحر عظيم يراودني.. خيمة بيضاء كبيرة توسطت المنظر الخلاب من هنا.. لست أدري ما سر وجودها، ولا يهمني.. انتظر مكالمة من الحبيبة حنين عمر.. أدخنة النعناع تتصاعد من نافذتي إلى فضاء الجزائر لتخبرها أنني هنا.. جئت من ذلك العراء الشرقي أحمل الصحراء تحت قميصي.. وأدس في مسارب الوقت حزني... لم تتصل حنين، والخطوط سيئة حد الغثيان.. أفكر في النزول إلى أمواج البحر، فبعض عزفها يسليني بالطبع.. كان اللباس الوردي جميلا في تلك العصرية الرائعة.. تلحّفت بالنسيم البحري الهائل.. المرة الأولى في حياتي هذه التي أعانق فيها البحر الأبيض المتوسط.. يا إله الحضارات ما أجمل هدوءك وأمواجك أنغام سيمفونية تتراقص مع الهواء الطلق.. ها أنا أطلقت روحي للهواء.. وأشعلت دخان النعناع... (اللوبي) يمتلئ شيئًا فشيئًا بالزوار / الضيوف / الشعراء، لا أعرف الوجوه إلا وجهي.. ومن بعيد يتراءى لي البخت.. ( أحمد بخيت) من خلف جلابيته يطل متنكرا.. تعارفنا .. سلم كل منا الآخر ابتسامته الأولى.. بحتُ له عن إعجابي المفرط به منذ أيام المدرسة والجامعة، وها هو الحلم الصغير يتجلى أمامي ونتبادل الأحاديث والتجارب وجمع من الشعراء جاءوا يقايضون المسافة بالوصل والتلاقح الفكري الجميل... وحتى الآن لم تتصل حنين عمر.. ولا الخطوط تسمح بالوصول إليها.. سأنتظر الغداة حين نذهب إلى قاعة (الموقار) التي ستجمعني بها بالتأكيد...



.
..
...
....



زينب


 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-02-2009, 02:32 PM   #30
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي 24 مايو 2009




....
...
..
.


حين صدَمَتْني حاسية التقوقع على نفسي، كنتَ أنت تحثُّ الخطى إلى العودة.. وانا أقطعُ السحاب بعيدًا عنك.. وقفتُ على ذلك المسرح ( أحمل الصحراء في صوتي) وأنثرها على الحضور الذي صفقوا كثيرًا حتى رضيَ عنهم غروري الكبير.. ولكن لم تكن أذنُكَ حاضرة معي، فقد تركتها لك حتى تسمع نجواي لك عبر اللاسلكي المتقطع على أرض الجزائر.. يد (أحمد بخيت) الصديق الرائع.. سجلت تلك الأمسية على كاميرتي.. كي تراني بعد عودتي إلى وطنك.. هذا الصديق الذي ظلتُ منذ أكثر من 9 سنوات أتابعه عبر صفحات الانترنت المشوشة.. أنتظر الوصول إلى أوراقه وشخصه الجميل المتمثل في أشعاره، وحين التقيته في جزائر الشعر.. كان أرقى مما تخيلت، وأعف شاعر التقيتُ به.. تكفيك ابتسامته المزهرة.. وروحه الطيبة المتقدة الرافضة لكل عمل سطحي وبارد.. كانت تلك الزهرة الندية ( حنين عمر) تخفف وطأة الجفاف وتغدقني بأمطارها المرحة.. حتى في عز ضيقها من صديقها علي البحريني، الذي لم يعرف معنى الصداقة الحقيقية، وأخذته الغيرة الغبية من فتاتين اشتركتا في انسجام فكري وروحي وقلبي.. في تلك الأمسية الباردة.. كانت تشعل ضحكاتها بين حين وحين.. وأنا لم أكن بجانبهم معظم الوقت.. فيداك أخذتني معك عند لحظة الوداع .. ومازالت رائحة عطرك تمتزج بحبات الندى في كفوفي.. وموسيقى الأغاني تثير أشجاننا وفرحنا ورقصنا أنا وهي.. فتارة معها وتارات معك.. فقط (أحبك.. هذا كل شيٍّ بقا..)
الليالي الباردة أمام وجه البحر..ودفتر المشروع الذي ندرسه أنا وحنين تتقلب صفحاته في أصابع الريح.. والقلم يكتب.. أرجوحات الشغب التي ركبناها أنا وحنين كادت أن تسقط علينا بأكوام من خشب.. وصخب مليء بالضحك.. ذلك الخشب الذي صنعت منه دهاليز اللعبة كلها، وعُلّقَت على جانبها أرجوحتان صغيرتان. تكفي لخاصرات الصغيرات.. أما نحن فانحشرنا فيها نمارس الطفولة المتأخرة بعد 15 عاما.. مددنا أقدامنا على زرقة مياه (المسبح) الخارجي، الملقى في الهواء البارد.. وثيابنا تبللت جراء قربنا من المياه..
الأصدقاء في العكاظية يبحثون عنا، ونحن نهرب منهم إلى خلوات تجمعنا.. تدغدغنا.. ليس لدينا أياما كثيرة كي نبعثرها على غيرنا.. فليست إلا 3 أيام ويغمض جفن اللقاء عينيه حتى إشعار آخر.. مضت أيام العكاظية مليئة بالندى ومضينا في سيارة ( السفارة الإماراتية) مع السيد ( صلاح الدين) هذا الرجل الدمث.. جميل الخلق والوجه، عذب الكلام وسمح التعامل.. تركَنا هناك في ساحة المطار.. لنملأها بخيوط النعناع وأفكار مشتعلة تتقد على ظهر الورق.. دفتر أصفر الغلاف تربعت في صدره جملة ( القدس في ضمير الشعر العربي) كانت أفكار المشروع تتسلسل دفقات جميلة.. وخطط وضحكات وأحلام.. و(برزة) نجتمع إليها نحن والصديقات.. هكذا خيل إلينا أننا سنفعل يوما ما..
امتلأ حضني بدموع حنين.. حين انكبتْ بحنينها الشفيف لحظة اقتراب الإقلاع.. ( قلعت فؤادي) تسمرتُ.. تجمدت يداي.. بقيت مذهولة .. ( أحبج يا دبة – وراح أجي وراكي لأبوظبي) قبضت على يديها.. وشعرتُ وأنا أختم الجواز للمرة الأخيرة في أرض الجزائر.. أنني نسيت يدي معكِ.. وأريدك أن تأتي لترجعينها إليّ..

حنين: إلى اللقاء.. الجزائر: إلى اللقاء.. وأما أنت.. فتنتظرني في مطار دبي الدولي.. بباقة ورد ملونة.. وعينين ساهرتين.. وحضن كبير....


.
..
...
....





زينب....


 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-21-2009, 09:37 AM   #31
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي 21 يونيو 2009





....
...
..
.


اشتقت إليك


مضت أيام كثيرة لم تهجع فيها أحلامنا..


وأنا هنا فقط

لأقول لك...


المكان (عامر) بنا.. فأنا لم أبرحك لحظة..


ولكني خشيت كثيرًا أن تبهُتَ الدهشة في قلبك... فامتنعت..


.
..
...
....



زينب...

 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07-14-2009, 11:30 PM   #32
زينب عامر
( شاعرة )

الصورة الرمزية زينب عامر

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

زينب عامر غير متواجد حاليا

افتراضي 11/6/2009




....
...
..
.



لست أدري كم مضى على توقّف المطر، الصيف يقبع برطوبته المقرفة على نوافذ نظري، عباءتي امتلأت مساماتها بذرات الندى العالقة في الهواء.. إييييييه يا أبوظبي، أحبك رغم عرقك المتمكن من أجوائك، حتى وأنت في كامل رطوبتك، جميلة وحميمة.. تلفحيننا بصيف غاضب، نهارًا الشمس حاقدة، وليلاً النسائم بخيلة.. هكذا تمر أيامك يا أبوظبي، وتمتلأ مواقف مسرح شاطئ الراحة بالزوار والجمهور الجاد وغير الجاد، وأنا هناك على مقاعد الـ (في آي بي) أنظر إليه في شغب، محاولة التمكن من معرفة شيء ما .. لم يخطر ببالي بعد، أتحيّن الفرص كي أقفز من الكرسي إلى الضفة الأخرى من المسرح في دقائق الاستراحة الدعائية المتقطعة بين الحين والحين، نظراته الثاقبة تخترقني ..أكاد أرتبك.. أقف، أتنهّد ، أستجمع حضوري المعتاد وابتسامتي الوردية العفوية.. لم أقصد أن أثير الزوابع ليلتها.. أعني زوابع غيرتك ...... لم أتعمد الضحك مع ذلك الشاعر المزعج ذي المحاولات الفاشلة في إغواء الفتيات.. والمحاولات الكثيرة التي يتخذ من الشعر سلمًا هزيلاً كي يصل إلى مآربه الشخصية.. ربما هيئته (المتواضعة) لا توحي بخباثة نواياه، أو ربما لأنه لا يتمتع بأي كريزما رجولية ولا حتى أي نوع من الكريزما.. كل ما يملكه لسان ثرثار كباقي الشعراء المفرغين.. ها قد استراحت مؤشرات الساعة عند 1:30 بعد منتصف الليل، لنخرج سويّا، ويطرق صوتك باب انتباهي، ثمة في نبرتك ما يبلغني بانزعاجك.. لم أعرف السبب، ولم أصل بإدراكي أن الوقوف أمام عتبات الشعراء قد يخنق غيرتك.. لم أفتكر لأي شيء أثناء اجتيازي ضفة المسرح (إلاك).. هناك الذرائع كثيرة.. كي أصل إليك وسط حشد الشعراء المشاركين وأولئك المزعجين الحاضرين.. أولى حلقات البرنامج كانت محبطة شعريًّا، مازلت أثرثر عن الحلقة حتى تسكتني يدك التي قبضت على يدي بقوة..
 ليش ضحكتِ مع ......
 متى؟
 نسيتِ ولا تستهبلين
 !! ما أحتاج استهبل.. لأني ببساطة ما قصدت الوصول لردهة الشعراء إلا عشان ألتقيك لأن حضرتك ما تبا تقعد في الجهة اللي انا قاعدة فيها !
 انزين خلاص
 شو خلاصه؟
 خلاص فهمت ان المسألة عفوية بالرغم اني تضايقت من كلامج الكثير مع فلان وعلان
 آها.. كلامي الكثير !
 أقصد وقوفج اللي طوّل
 وقوفي اللي كان بسبب شو؟ انت عارف اني ما اقصد ازعلك ولو اقصد انا مب جبانة بقول لك قصدت اغيظك
 خلاص حبيبي قلت لج .. المسألة وفهمتها
 خير ان شاء الله، اتمنى ما تحطني تحت السندان وتظل تخمّن علي..
 انا ما اخمّن، انا جيت أسألج.. بعدني ما خمّنت ولا حللت
 ماعليه حصل خير.. واذا لقيتني ف لحظة زودتها بدون ما أشعر .. نبهني.. وانا طوع أمرك يا عمري
 اعرف انج ماتزودينها.. وانا عاقل اقدّر الحوار وتبادل الأفكار
 ليش انت تظن ان مثل ها الناس عندهم أفكار؟ انا ما ألومك.. بس عشان ما ينقال اني متكبرة وما أقعد وما سولف والقيل والقال السخيف هذا اللي يدور في حوارات الشعراء التافهين.
 على قولة صلاح فضل، لعنة الله عليك.. انا اقول لعنة الله عليكم يا الشعراء..
انتهى المشوار إلى ما بعد ذلك السور ذي المواقف الكثيرة.. نظرة الليل لم تفتني ، حفظتُ درسًا جديدًا.. تعلّمتُ ألا أجرحك وإن لم أنتبه.. سأكون متيقظة في الأمسيات المقبلة، بشرط؛ ألآ تمنعني من المجيء إليك بحجة التحدّث إلى المتسابقين....

.
..
...
....



زينب....

 

التوقيع

نحنُ أغْبى من أنْ نُدرِكَ أنّنا أذكياء.!!
zainab3amer@gmail.com

زينب عامر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:43 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.