بِماذَا أبْدَأ ؟ و مَاذا أكتُب
هَلْ أبْدَأُ بَالأمَنَيَاتِ ؟ أمْ بِتسطيِر الأهَاتْ
فَالرَحَيَلُ تَراتَيْلٌ أحَزَان وَالعَمْرُ يَتَلو آيَاتِ القَهَرِ وَ الحَرمَان
أدركُ أَنْ حَبْرَ قَلمِيْ لَنْ يُنصَفَنِيْ ...!
تَرانَيمَ حرَفٍ تَنَبَعُ مِنْ خَفَايَا ألمٍ قَابَعٍ فَي الوَجْدَان
وَ القَلمَُ باتَ ارَتعَاشَة حَنَيَن وَ أنَيَن...
الذَات .. أصَبَحَ وَطَناً يحَتَوَيِنَي كُلَما اقتَرَبَتُ مِنْهُ
أَشْعَرُ بأَنَيِ غَرَيَبْة مَرتَحَلة لاجَئَة تَبْحَثُ عَنْ لا شَيء
آه كَمْ هَوَ مَسَائِيْ ثَقيْلٌ يَجْثمُ عَلَىْ أنَفاسِيْ وَ يُغَلقُ
كُلَّ أَبَوَابَ الفَرح المفَتَوحَةعَلىْ أرْصَفَةِ اليَأسِ القَاتْل
هُنَا
فَوضَىْ و قَلقْ يُحَطَّمُ هدوئي وَ سُؤَالٍ يَنخر الأحَشَاء ...!
لماذَا الرَحَيْل وَ الوَدَاع ؟
رَحَلوَا أَحَبَتِيِ
وَنَقَشَتُ بِرَحَيلِهِمْ عَلىْ جُدْرَانِِ الزَمَن سَرَادِقَ عَزَاء،،
آهٌ بتَنهَيِدِةُ إنْكَسَار .. لما الرَحَيْل ؟ و لما الطَيَبوَنَ سريعًا؟!
الحنَيَنُ يَا سَائَلِيْ يَتسَلل أَسَوَاري وَ القَلمُ يَنتَزعُ الحَرف
و يُحاول بَائسَاً أن يُمَزّقَ وَجَهَ الشَجَنِ الحَقَيقَي ..يَبدو أن الوقَت
قَد حان لمعانقة أوراقِي الحزينة كَيْ أَسْكُب الوَجَعَ عَلى مَوانئ الرَوَح....
فَـ سُحَقَاً للخَوَفِ وَ الصَمْت .....!
الرَوَحُ أصَبحت مُتَمرَدَة على الذَات وَ البَوحُ الصَادق بِزَمَنِيْ هَذَا خَطيَئةًً كبْرَى
حَرَوَفِي لمْ تَعَدّْ سَطَوَراً شَفَافَةً كَمَا تَعَرفُوَنَها وَ لكَنْ ....هيَ جِسَرٌ للعَبورِ
وَ التَنَقَلِ بَيَنْ المَاضَيْ الجمَيْلِ و الحَاضَرِ المغَلّفِ بَالآهَاتِ
.هَيَ مُجَمَلٌ مِنْ تَشَتَتِ أَفَكَارٍ قَابَعَةٍ بِالرَوَحِ
تَتلَاعَبُ بِكَيَانِِي تبُعَثَرنَيْ حُزَنَاً مَرسُوَمَاً وَسطَ خَيَالِيْ ..
الحَيَاةُ بَالنَسَبةِ ليْ...!
هَيَ مَحَطَةُ إحْتَضَارٍ فَقَطْ لاغَيَر وَ في نهَايةِ المطَافِ تَظَلُ مَسَافَةً
محَال العَودَةُ بِهَا إلىَ الخلَفِ وَ مِنْ الصَعَبِ دَفَعُهَا إلَىْ الأمَامِ كَيْ تَتقَدَمَ ،
هيَ مُجَرَد مَاضٍ لآ وَجَوَدَ لهَا إلا فَي ذِكَرَياتِنَا لمْ يتبَقَى مِنَها الا الحنَيَن
وَ أسَطَوَرَةُ مُسَتَقَبْلٍ نُقَطَةُ انَتَظَارٍ لا أَعَلَمُ مَا هيَ عنَاوَينُها ..!
و ليسَ لدَيّ القَدَرَةُ حَتَى عَلىَ التَنَبَؤِ بَأدَنَى تَفاصِيلُِهَا
تَنَهِيَدةُ إحَتضَارٍ .. ليَسَ إلا ..
غنى طارق 