( ◊◊ بــدر لا يأفـل بـكِ ◊◊ )

[بدر الحربي]

.
.
.


"أنت"





ماحيْلةُ الْيَد
حينَ تتحوّل
الأرضُ غُصّة
تخنقُ الحلمَ
والأَرصفة فخَاخْ

تُصبحُ الأيَامُ دمعاً
ويطولُ للحزنِ
عنقاً ينتظر قصّه
يبهتُ الروحُ ولهاً
والجسدُ شاخ

بكِ الأمل يُعقد
ولكِ الوعدُ نصّاً
وللعُمر فرصة
ستغسلُ تعبكِ
بزمزمِ حبٍ فوّاح..!

إياكِ أحمّل كلّي
وكلّي بلاكِ جُُثة
يمزقّها الوجدُ خلسة
ويصليها أتون شوقٍ
جمرهُ أنتِ:
سيدة الأرواح..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.


"رحيل"



- هُمْ لاَ يرْحلُونَ "عُزّلاً"..
يَأخذُونَ "السّعَادَة" أمْتعَة
وَ"أروَاحنَا" حَقائِبَ سَفَرْ...!

 

[بدر الحربي]

.
.
.


"دعاء"





كلّ صباح
يتسرّب صوته

حالما يفيق
من نومه

شابّ يدعو ربّه..
أن يحسن خاتمة حبّه..

 

[بدر الحربي]

.
.
.



"أنتِ فـ دمّي"





- رسالة خاصة:
لـ أنثى لا تغيب..


- حقائق:

- لازلتُ أهربُ منكِ إليك..

- كل الأجواء بدونك فراغٌ والحروفُ مشانقْ..

- أشعلتُ شمعة ولم أرانيْ..

- نظرات روّاد المقهي فضحتُ سرّي..

- خبأتك بـ صدريْ ليلاً ، في الصباح خرج من فمي نور..

- يوماً ما سأورث أحفادي.. قصة جدّ عشِق مرّةً واحدةً ثم ماتْ..

- كل الوجوهِ أنتِ.. والحزنْ وطن..


- فاصلة:
"إنتي في دمي..
حُضْنِ بيهوّن لي همّي..
روْحِي قلبِيْ عِنيّا عُمْري..
صَاحبِتيْ وحَبيْبتِي وأمّي.."



...

 

[بدر الحربي]

.
.
.



"أنا ليك"





أحكي لكِ وحدكِ سراً
أقسمنا سوياً على
جعله نوراً على نور
يضيء قلبينا

كلما أظلمت بوجهي
الحياة أشرق بها وجهكِ

وكلما تحسست ملامح
وجهي وجدته يشبه وجهكِ

يا سيدة النبض الأول
ومالكتي لآخر الرمق

بي سعادة الدنيا
وبي حزن العالم
فمثلنا نبلاء والنبلاء
أسعد الناس وأحزنهم

يا أنبل من كلّ النساء
بدونك يأتي الصباح مساءً
بدونك تلفظ الأرض الماء
وقطراته تردد:
"حبيبتي ما بقى لي غيرك
لا تلفظيني وين أروح...؟"

 

[بدر الحربي]

.
.
.


"مجهولون"





مقيّدات بالخطايا والذنوب

تلك الرؤوس المدفونة
تحت "أشمغةٍ" ملوثة
بـ "الفورمالدهايد"

الكروش الدائرة
عكس عقارب الساعة

تلك الوجوه الباحثة
عن أجساد غضّة
مغلفة بـ أكياس "قمامة"

أولئك "الرجال" الشاهرون
لأقلامهم تحت كعب أنثى

يتمرغون في وحل
الغربة تارةً
و"المنافي" والأحزان تارة

يخيّل للمارّ أنهم أنبياء
من هول محنتهم وحزنهم
وهم مجرد "أدعياء" أغبياء

تلك الحياة المبنية على
كذبة كبيرة اسمها "الإنسان"

ماتت تحت حقده ألف أمّ
ونهشت الخناجر مئات الأحشاء
وصلب في بداية ألفيته "شابّ"
على جادة آخر الشرفاء..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.


"ثرثرة فوق التايمز"





- في بيوت الفقراء:
الحب حياة يتعلقون بها
الحب قطع خبز يعيشون عليه

- في بيوت الأغنياء:
الحب ترف يكاثرون به
الحب قطع ملابس داخلية من "لاسنزا"
تخفي أكثر من مجرد قصة حب

في "بيت" صغير ضمّ خمس أخوات
وأخوين أعداء
لأبٍ وأمٍ منفصلان جسديا وعاطفياً
منذ ميلاد آخر الأبناء

في "مدينة" تبتلع القادمين إليها
فلا يخرجون منها إلا للقبر أو للمجهول

في "مجتمع" مزقته الطبقية وغرقت
بشرة أهله بالزيوت النفطية

في "عالم" كبير لا تستوعب الدقيقة
منه كمية الأحداث فيها:
إنفجار مبنى، إنفجار إطار، موت طفل
جرح أصبع، تعذيب متهم، حادث قطار
سُكْر أمير، رقصة فتاة، بكاء أبٍ مقهور
مختومةً بـ نهاية قصة حبٍ كبير

في "لندن" مدينة الضباب حيث
يموت العرب ويعيشون ألف مرة
تتفحص عيون التحرّي كل سحنة
عربية تقترب من الأنفاق أو تسأل
عن إتجاه حي قصر البرلمانات

في "حياة" أشبه بخريف لا ربيع قبله
ولا شتاءها يوحي بصيف سيعود

وقف يتأمل ما مضى من العمر
حين وطأت قدماه لأول مرة هذه
المحطة المليئة بالمغادرين

لم يتبق الكثير أجاب نفسه
أيام قليلة وتحزم الحقائب
لكن إلى أين؟
وتلك "الشهادة" التي
صهرت لأجلها قلبك
لمن ستهديها؟

تبسم بعد أن أيقن أنه
لا محالة سيحرقها ثم ينثر
رمادها فوق نهر "التايمز"
كطقوس جنازة هندوسية

لك الله يا دنيا كم فيك
من أوهام وخيالات وقصص
منسوجة بأعواد ثقاب
تشعلها نار الحقد
فلا تبقي إلا الرماد

يشتد برد تتحول معه
النار إلى ذرات غبار
وتقوده الأقدام إلى غرفته
هناك:
خبأ "دمية زجاجية" صغيرة
يقبلّها كل ليلة مرّتين
كانت تلعب بها فتاة صغيرة
عمرها 6 أعوام..!

كان ذلك قبل 24 عاماً من الآن
هجرت "هي" لندن
وبقي "هو" وحيداً..!

ودفنت الأرض سرّهما بتراب من أوهام..!

 

[بدر الحربي]

.
.
.


"رحيل"





ما أنا إلا عبد فقير الشرّ
أعزي نفسي بنفسي
في دنيا لا تبيح للأبرياء
أداء "يمين" البراءة..!

مغلول بقيود الأحزان
أساق إلى جحيم النسيان
وأتنفس أكسجين النكران

مللّت كثرة الأصباغ
سئمت تكرار القصص
وتوارد نفس الأقلام والأشخاص

تشبعت من ظلّم المقربين
وزيف كلمات البعيدين

اشتريت تذكرة ذهاب بلا عودة
إلى مدينة مهجورة
الداخل إليها مفقود..
مفقود.. مفقود..!