صديقي المجهول

[موزه عوض]

.
.
.
.
أيقنت اليوم بفقداني لأقلامي..
الأزرق ثم الأحمر والرصاصي الباهت..
.
كما فقدت ب صلة اتجاهي للحياة..
.
ووجهتي إليك ذات يوم..
فقدت حواسي الخمس
ذاكرة اختلت منذ زمن الوداع
وأخرى جنت على نفسها
منذ زمن الفراق..
.
والأخيرة كانت على حافة هاوية الصراع المتبقي..
قبضتُ عليها في اللحظة التي تذكرت أنني لم افقدني بعد ..
.
منذ احببتك ولعنة الأنين تصبُ في
الاذين الاعسر وبئر جدي القديم
...
منذ أن عثرت على قلبي وقد
تبعثرت اوجاعك فوق كثبان
الصحراء الرملية..
.
وداعك أشبه بالموت عندما أخذ من كانوا في دمي يمرحون ويزورون محطات ذكرياتي..
.
منذ أن رحلت وأنا أناجي الليل والقمر والنجم ونغمات العود الطري..
.
احببتك وكأن غيمة شلت أطرافي عن جسدي، ثم بكيتُ حرقة عند اندثار أحلامنا الغير مستهلكة للحياة..
.
فقدتُ..
شيء ما...
لم يعد
هنا بين أوراق نبضي
ولا بين رفوف مكتبتي
ولا قرب فنجان قهوتي..
كغروب الشمس رحلتَ
وتركت أثرك حول عالم
يكاد لا يناسب عمري
ولا افكاري..
ولا زمننا البعيد ❤
.

 

[موزه عوض]

.
.

... كيف للصبر حدود؟
تدرك أن للصبر مجاديف ومطايا
صحراء قاحلة تمتلئ بالصخور..
.
تخيل تمضي بقدميك نحوها
ثم تشعر أن دماء قلبك بدأ في الغليان قبل اقدامك العارية فوق رمال حارقة وصخور حادة..
.
تخيل دموعك وصراخك ونبض قلبك
وصمتك العظيم الذي يصرخ للعالم ولا من يسمعك..
.
تخيل ان تبدو كالصخر، صلبا، قاسيا وداخلك يحترق كغابات الأمازون العظيمة..!
.
عندما يخامرك الشعور بالتعب من كل شئ حولك، تنادي الراحلين وحدك،
تترجاهم بدمعة عطف أن ترحل معهم .
.
تخبرهم؛:
أن لا جدوى من الاستمرار الآن
فكل الأماكن أصبحت موحشة..
ميتة، جامدة، قاحلة، والكل يبحث عن مخرج للحياة الأخرى..
تؤنبهم بضمير الخوف وتتشبت بقميص الرأفة أن ينتشلون البقية منك ....
.
وعندما تعود من غفوتك..
تخبئ وجهك فوق وسادتك
وتبكي وحيدا بصوت مبحوح
في حين تعود ذاكرتك إلى ذلك المنزل القديم
الذي احتواك طفلا صغيرا ومراهقا شقيا وشابا حيويا ثم تبكي
بهستريا اللاعودة هنا..
هنا..
.
حيث لا جدوى للعيش بسلام

 

[موزه عوض]

.
.
.
.
تزعجنا تلك الأشياء المعاكسة للواقع
نتراجع للحظة قد تكون آخر الساعات
ثم ندرك أننا لا زلنا نسعى لتصحيح المسار نحو السلام الداخلي والإنسانية الباقية عند الكثير من البشر.
.

تلك الفوضى وضجيج العالم، لا تكترث بها، خذها معك وانت بين أحضان الطبيعة وانثرها في البحار والمحيطات
.
تعلم يا صديقي أن تبدو متماسكا حد الشعور بالثقة، بالإلتزام، بالحب الذي يملأ قلبك العظيم.
.
قالها غيث:
.
#لا_زالت_الدنيا_بخير ❤
.

 

[موزه عوض]

.
.
كتبتُ في تغريدة

الضحكة ماتت منذ سنين
.
عدتُ أسأل هذا المكان
أسأل ذاتي الحائرة..
أسأل جدار الوقت
نافذة المكان
روحك المحلقة حول العالم
سألت أبوابنا المغلقة
سألت الحدائق الفارغة من الأطفال
سألتك ذات حنين
عند التقاء الألف بالميم
عند اندفاع المشاعر ذات يقين
سألت جارنا الأمين
ورفيق الحرف الذي مات منذ سنين
سألتك أيها الصديق الحزين..
.
كيف ماتت الضحكة من قلوبنا..؟
كيف اقتلعتها أنياب الصمت ومعاول القال والقيل..؟
كيف أصبحنا في غفلة جامدين..؟
مغفلين، تائهين، مسجونين، مشردين..؟
.
أخبرني يا أنت..
لماذا ماتت ضحكة الطفل والأم والبشر أجمعين..؟
.
.

 

[موزه عوض]

.
.
.
.
منذ زمن طويل لم اصافح ذاتك الغائبة
اعتدت على الاختفاء، اعتدت أن تبدو كئيبا، حزين، وحيدا..
.
اعتدت أن تبتسم بجفاء وتخفي عني ابتسامتك الجميلة حتى عند لحظات اللقاءات القديمة..
.
عندما اكتبك أشعر أن العالم يقف بقربي
وان قلبي ما زال غض وطفل يحتاج الاحتواء أكثر من وقت مضى..
.
آه يا صديقي..
.
اعتدت الكتابة لك..
لا استطيع الاستغناء عن التحرش بك..
قلمي يصبح احيانا عجوز مسن أعيته الحياة كثيرا، بات يحصر نفسه ما بين اللا واللا مفهوم..
.
نحن يا صديقي نحتاج ترميم ذاكرتنا التي عطبت منذ أن غضب العالم وتهاوت القيم والمبادئ وهُتكت شرائع الحياة الحقيقية من قِبل المغتصبين حقوق البشرية..
.
لا تغضب
لا تحزن..
.
اكتب لاجدك حولي ومعي
تؤازرني متى ما احتجتُ إلى وطن آمن
لا يتعدى على حدود غيره...
.
اكتب لنرحل سويا مع غيمة الأبجدية ونحلق معا بعيدا بعيدا جدا عن تداعيات الأزمات والكوارث.
.
.
لا تنسى يا صديق الخيال..
.
أن تعود ابتسامتك التي اعتدت مصافحتها
عند أول لقاء بيننا على أرصفة الورق
.

 

[موزه عوض]

.
.
.
.
متعبة الليالي يا صديقي..
نبحث عنا في كل الزوايا
وخلف الجدران وعند التقاء فصل الصيف ورحيل الشتاء وعند أبواب الحيرة
والمدن الأخيرة التي وجدنا أرواحنا فيها..
.
اضنانا الاشتياق...
زادت بنا لوعة الحنين إلى تلك الأماكن القديمة، إلى ذاك الشعور الأول للحب
ذاك اللحن القديم وحولنا أضواء القمر
.
ضناني الشوق
وأنهك امنياتي الغارقة في يم الذكريات..
.
بالفعل اشتقت إليك كثيرا.
إلى حديثك الممتع...
إلى عينيك الجميلة..
إلى روحك الأسمى
إلى نوتة الموسيقى التي كنا نتجاذب معها أطراف حديث حاد ثم نعلن الابتسام..
.
إلى خفايا اوقاتك..دقائق مضت ولن تعود، إلى ملامحك السعيدة
عند عازفة الكمان، إلى أيقونة القلم الذي جمعنا منذ زمن طويل..
اشتقت إلى توارد حروفنا..
إلى بكاء الورق معنا...
إلى وحدتك هناك عند شاطئ البحر.
إلى..انتظارك الغير مجدي..
إلى خيالك الذي اكتب لأجله...
إلى تلك المعزوفات التي جمعت بيننا ذات يوم في مكان مختلف جدا..
.
إلى كل شي اعشق كتابته..
إلى تلك القهوة والثرثرة التي بدت كخرافة السنوات الهرمة..
.
إلى شيء ما تركته عند رصيف الخذلان وهربت منه إليك كي لا انطفيء الا معك..
.
.
متعبة جدا..
حيث لا شئ أخر سوف يعيد لنا دراما أحاديث رواياتنا ولا قصص الحب.
.

 

[موزه عوض]

.
.
.
تذكرت كثيرا تلك اللحظات العقيمة
بين غيمة الغضب والحب عندما كان كل شئ
لا يقسم العدد على إثنان..
.
طالما توجهت إلى جهة مجهولة
عند ملامحك أيضا الغامضه
عند تلك الأرصفة المهجورة
عند تلك الشواطئ المكتظة بالبشر
عند تلك الكتب المملوءة بغبار الهجران
عند مداخن القصور القديمة في الأفلام
عند نقطة تلاقي محال أن نشاهدها..
عند مائدة الطعام الخالية من قهوة المساء..
.
عند انتطارات لا طائل لها إلا الوهن والخوف..
.
الحياة يا صديقي أصبحت باهتة
قد يشعرك هذا الكلام بالخيبة
وترتد ذاكرتك نحو أخر المساءات الجميلة
وتعزف لحن العزلة وحيدا بعيدا عني..
وقد تنتابك لحظات الشرود إلى البحر
وقد اخفي مشاعري بداخل جيبي الأيمن
وانتصر وحدي على خذلان البعض وقسوة القلوب
وانتظار لن يأتي وحديث عاث به الزمن منذ لحظة
الانفصال الأول..
.
وان وجدتني لا تبحث عن خيالي
ساتدثر به عند قراءة آخر رسالة
كانت من ساعي البريد القديم ❤
.

 

[موزه عوض]

.
.
عاد العيد
وعدت احمل إليك سلة العتاب
كيف لك أن لا تلقاني عند ضفة السطور اليتيمة..؟
ولم ترسل لأحلامي زهرة برية من صحراء وطنك؟
ولم تقل حتى :

كيف العيدُ معك،؟
.