تتعملق ذكراها في رأسي المسكين
حتى إمتلأ بها
تتضخم و تضغط على مراكز حِسّي
فلا أُبصر سواها
ولا أسمع إلا صداها
ولا أرضى .. إلا بإياها
تستحوذ كامل جمجمتي
و تكبر بجنون جِنّيٍّ يحاول الخروج من قمقمه
و بإصرار فرخٍ يوشك أن يشُقّ القشرة
رأسي على وشك الانفجار فعلياً
فماذا أفعل؟
ماذا افعل و خسارتها تعصر قلبي
الى قطرٍ مريرٍ يستقر في قعر حَلْقي
بـ علقمة حسرة فقدها
و بـ غُصّة سؤالٍ أليمٍ
" لماذا ليست من حقي ؟ "
و يدفعني سؤالي الي الجنون
فـ بت أهرب من الواقع
و ألوي عنق الحقيقة
كي لا تنكسر عنقي
و أقنع قلبي أن غيابها قدرٌ
و أُطعمه السلوى بـ ملعقةٍ دقيقةٍ
لا تسد رمقي
فـ كيف تقتنع سمكةٌ بغياب بحرها
و كانت هي بحرٌ فيه
كنتُ أنعم بالغرقِ
كانت شمسا تُنير سماءي
و كانت نسيم صباحي
و قوس قزحٍ في أفقي
فـ تركتني وحيدا في ظلمتي
بلا ونيس لوحدتي
ولا شمعة تخبو
في آخر نفقي
تركتني اسيرا لذكراها
عبدا يرضى برضاها
ولا يرضى بالعَتْقِ
فريد 15/3/2018