الطقوس المحرّمة
رأيتُ الذات فلذا وكبدا، تقت للذود عنها بمداد كلمات حيرى، في السماء رؤيا، وعلى الأرض صلاة وتقيا، كلنا في ملكوت هائل، أغرق في أعماق غيبه الذي لا قرار له، أهلك إن فكرت وآمنت بأن وعي الذات كامل، ولكنني أحاول أن أفهم يسراً من هذا الكمال وإن كان مستحيلا.
هذا طقس من طقوس العبادة، صفته تكمن في تأمل الآتي إلينا من الغد، أقدر قدره وأحتاط من آلامه، وأقيس ما فيه من غيب بمقياس ما أعاصره من علم، هذا والله أعلم إن أصبت فيما أصبو إليه أم أخطأت، اليقين لدي بأن الحياة تجربة أنتجت تجارب عدة، ألمس تلك التجارب بالتفكر والتدبر، وأحاول اصطياد طيفا من نتاج ينجم عن تجربة فريدة، كمثل الأولين السابقين الذين قدموا إعجازاً للبشرية على مر العصور، ثمَّ ماتوا .. وبقيت حياتهم نعشاً، تحمله العصور على أكتافها على مرأى من حشود الدهور الأخرى؛ التي تنظر أدوارها في الحياة، تموت الأزمان ويبقى نعش الإعجاز محمولاً على الأكتاف شاهدا على ما قدمته البشرية من إنجاز، بمشيئة من الله ورضوان، وحبا منه وكرامة لذلك الإنسان، الذي صال وجال في ملكوته سائراً إليه ورغبة في فهم فحوى جمال صنيعه في الآفاق والآمال.
أليس هذا بطموح راق،
يسمو بالروح لا دنس منه أو سقوط،
إنه طقس من طقوس العبادة حرمه علينا النقل والتلقين،
يقولون هذه آثار الآباء والأجداد، قلت هذا خداع أوضحه العقل والتأمل، قالوا أنت تكثر الجدال، أخرج من وحي التراث بلا رجعة، قلت بل إنه وحي التراب الذي لا روح له، تذروه الرياح إلى حلته في التاريخ، ويقول تعالى (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم).