القرية كانت كالفردوس ، مرتعًا ماتع للصبا ، تعشوشب بيافع ما كان فيها من فِتيان وفتيات ، وفيها كبار القوم من العجائز والشيوخ ، لقد كان للحياة نبض وشعور وأُلْفَة فيها.
كانت رؤيتهم للحضارة المدنية كحالة تعرية للشهامة والمروءة والأصالة ، حتى ذهب أحدهم إلى المدينة فأحضر " التلفاز " وأبهر بهِ القوم ، حتى قيل هذا والله مستحيل ! فلنرحل لمعرفة المزيد من هذا المستحيل .
مضت سنوات الرحيل والهجرة إلى جلب ما كان يرى أنّه مستحيل ، ولازال البحث جاريًا حتى هجرت القرى ونُسيت وبات يتراءى لنا بأنّها بؤس مقيت دون المستوى.
الأن انظر إليها وحيدة كسيرة نتوق لرؤيتها كألبوم صور للذكريات .
هي الأن سنّةٌ نتحدث بها عطفًا للعودة لها .
هي قفار أجدبت واستسقت كثيرًا ولم تعلم سائلًا عنها أو مغيثًا .
لعلَّ الله يحدث أمرًا عجيبًا ، كحربٍ تتعفّنُ منها المدن حينها يقال لبيّكِ قريتنا فأين المستحيل الذي حصلنا عليه يا ترى .
( آل علي )
-الحادي عشر من ذي الحجة لعام 1433 هـ -