جزيرة نمنم (السندباد الفقري) - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
( كان لا مكان ) (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 580 - )           »          (( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 15 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75148 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3845 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          تخيل ( (الكاتـب : يوسف الذيابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 428 - )           »          ورّاق الشعر [ تفعيلة ] (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 5 - )           »          بُعدٌ جديد ! (الكاتـب : زكيّة سلمان - مشاركات : 1 - )           »          عَـيني دَواةُ الحـرفِ (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 4 - )           »          " قلطة " : اقلطوا .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 94 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-21-2018, 10:51 AM   #1
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي جزيرة نمنم (السندباد الفقري)


حسناً.. لا داعي لمزيد شرح..
يمكنكم أن تتفهموا سر عصبيتي الزائدة، فالذي يوضع في قدر فوق النار
بانتظار أن يصير وجبة شهية لقبيلة نمنم لن يحتفظ بأعصابه هادئة..
نظرت للبحارة المقيدين فرأيت الذعر باد في الوجوه التي لم تهنأ بالراحة على ظهر تلك الجزيرة التي قذفنا إليها ذلك الحوت الحيوان!
لقد اختاروني دوناً عن سائر البحارة لأكون أول وجبة يتناولونها بعد نجاح حملة الصيد الثمين..
جاءت الفتاة الحمقاء التي قذفتني بجرتها على الشاطئ، وقامت بسكب بعض الملح والتوابل فوق رأسي وقالت شيئاً للرجال الذين يتلمظون بانتظار الحساء والمرق..
أنا أصير حساء لهؤلاء!..
هنا وقفت بتحدي في وسط القدر.. الماء بدأت حرارته ترتفع.. ولن انتظر أكثر..
رأيتهم يلوحون لي بالرماح بمعنى : أعقل.. لا تفكر في حماقة..
نظرت لهم بكبرياء ومددت يدي وتذوقت بعض الحساء في القدر..
تقلص وجهي مستبشعاً طعم حسائي.. هؤلاء الحمقى كيف سيستسيغون
هذا المرق..
ـ إنه بشع.. تلك الحمقاء لا تجيد الطهي.
لوح لي كبيرهم برمحه وأطلق صيحة تحذيرية بلغته الغريبة التي هي أقرب للتقيؤ منها للكلام..
هنا أضاء عقلي بفكرة..
وضعت إصبعي في حلقي وبدأت أستدعي ما في أحشائي.. بدأوا يتجمعون حول القدر ناظرين إلى ما أفعل باستغراب..
بالفعل نجحت في إفراغ ما بمعدتي في القدر فتراجعوا جميعاً وهم يمسكون بطونهم..
لقد نجحت في إثارة تقززهم.. مرحى هؤلاء الذين كانوا بانتظار أكلي
أصابهم القرف من رؤية قيئي!..
رفع كبيرهم رمحه في الهواء وصاح.. فرأيتهم يتحاملون على القدر حتى قلبوه في الأرض.. فاندلقت عبره وقد سرني أنني نجوت من السلق..
حملوني وقاموا بتقييدي ثم فكوا حميد ووضعوه في القدر بعد أن غسلوه جيداً (غسلوا القدر طبعاً وليس حميد).. المهم أن الأخير نظر لي وهو في القدر ثم غمز لي بعينه.. لقد فهم قواعد اللعبة..
أووووع ..
وسرعان ما كان كبيرهم يثب في الهواء وهو يزبد ويرغي.. لابد أنه يطلق سباباً مقذعاً بلغته.. لسان حاله يقول أن هذا صيد أسود..
وانسكب القدر من جديد.. وعاد حميد إلى جواري وهو يبتسم بانتصار..
القوم كانوا مثابرين.. لم ييأسوا.. حتماً سيجدون بحاراً مهذباً لا يقيء في الحساء..
لكن التجربة أثبتت أن هؤلاء البحارة مناكيد..
الشهاب لم يجد ما يقيئه فقام بالاستنشاق والاستنثار في القدر.. أما تنتن وتنتون فعمل رهاب الموقف عمله معهما.. وسرعان امتلأ القدر بالبول..
الغريب أنهم لم يلتفتوا لسبع البحار ولا الطاهي البدين .. أي حماقة تلك؟ أم تراه أمر مقصود.. هل تحرم شريعتهم أكل الأحجام الكبيرة؟!
وبعد أن تم غسل القدر ـ الذي لا يملكون غيره تقريباً ـ وملئه عشرات المرات كان رجال نمنم قد سقطوا من الإعياء والجوع على الأرض..
صاح حميد :
ـ سندباد أنت عبقري.
قلت له ملوحاً بالقيد :
ـ علينا أن نستغل الفرصة قبل أن يستعيدوا نشاطهم..
وبدأنا نفك قيودنا بهمة..
هنا سمعنا الصيحة الأنثوية الحادة فالتفنا في ذعر لنجد نساء نمنم يستنهضن رجالها بالصفعات والركلات .. واضح أن العلاقات الأسرية هنا ليست على ما يرام!
ألقينا القيود وبدأنا نعدو باتجاه الأحراش ..
ومن خلفنا عادت تندلع صرخات قبيلة نمنم الوحشية .. عدنا للمشهد الأول.
صاح حميد وهو يعدو بكل قوته :
ـ هذا ليس الطريق إلى الشاطئ.
هتفت في غيظ :
ـ إنها جزيرة.. وكل الطرق ستؤدي للشاطئ حتماً..
هنا توقف الطاهي عن العدو وهو يمسك بصدره.. صرخنا فيه لكنه سقط على مقعدته وهو يعب الهواء عباً.. الأحمق! سيلحقون به..
ـ وداعاً يا رفاق.. طوال عمري وأنا أخسر في سباقات الجري..
وهكذا فقدنا واحد..
استمرت المطاردة وسط الأحراش حتى وصلنا لمرتفع صخري .. عندها هتف الشهاب وهو يمسك بصدره :
ـ قلبي لم يعد يحتمل كل هذا العدو..
التفت لسبع البحار قائلاً في إنهاك :
ـ أحمله يا سبع البحار..
هجم الأخير على الشهاب الذي صرخ فزعاً وهو يطير ليستقر على كتف سبع البحار المكتنز بالعضلات.. ثم لما استقر برم شاربه قائلاً:
ـ إلى الأمام يا رجال!
عض حميد شفتيه صائحاً ونحن نصعد المرتفع :
ـ كل الطرق تؤدي إلى الشاطئ.. هه!
قلت له لاهثاً :
ـ صه.. ألا ترى أنهم توقفوا عن مطاردتنا..
نظر خلفه فرأى ما أقول..
لقد بدأت قبيلة نمنم تتراجع عن مطاردتنا لسبب غير مفهوم..
هل اكتفوا بالطاهي التعيس؟ تقلصت أحشائي حينما تذكرته.. كان طيباً برغم كل شيء..
هنا سمعت هتاف الشهاب وهو يشير من فوق كتف سبع البحار إلى أعلى المرتفع :
ـ هناك فتحة كهف.. يمكننا أن نلجأ إليها للراحة..
أقبلت لأرى عن قرب.. بالفعل كانت هناك فتحة كهف غائرة تبدو كفك عملاق تنتظر أول أحمق يفكر في...
هتف حميد بما يدور في خلدي:
ـ قد يكون مأوى لوحش كاسر أو مسخ مارد.. ألا ترى أن سكان الجزيرة أنفسهم يهابونه..
ـ حميد لا تفزع البحارة.
قال رشيد :
ـ ربما كان للكهف منفذ أخر يوصلنا للشاطئ حيث تركنا الخاتون.
قال حميد وهو يسترخي فوق صخرة :
ـ الصدف السعيدة لا تعرفنا.
شعرت بالفضول ـ الذي قتل القط يوماً ـ يدفعني دفعاً للدخول.. لو كان حميد محقاً.. فما الشيء الذي يمكنه أن يخيف قبيلة نمنم في ذلك الكهف..

***


تقدمت من فتحة الكهف وقلت لهم مشجعاً:
ـ ربما كان به مخرجاً كما قال رشيد.. أو على الأقل سيكون ملاذاً مؤقتاً من قبيلة نمنم المتوحشة.
ـ انتظروني!
التفتنا لنجد الطاهي البدين يهرول ناحيتنا و كتل الشحم التي تملأ جسده تترجرج.. هلل البحارة فرحين على حين داعبت لحيتي مفكراً.. كيف تركوه؟
قال حينما وصل إلينا موضحاً :
ـ لقد نظروا لي باشمئزاز ثم تركوني وانصرفوا..
ثم ضحك وهو يرتب على كرشه :
ـ يبدو أنهم لا يحبون السمن..
لهذا تجاهلوا الطاهي وسبع البحار!.. إنهم حمقى يخلطون بين السمنة والضخامة.. هؤلاء اغرب آكلي لحوم بشر يمكن مقابلتهم.. يصابون بالتقزز ويعافون الأكل السمين.. لن تنتهي مشاهداتنا الغريبة في تلك الدنيا حتى نموت.
***
قمنا بجمع بعض الحطب والعشب الجاف وأشعلنا النار لنبصر معالم الكهف من الداخل.. فأشعة الشمس لم تكن تصل إلى الأعماق الغائرة.. وهج النار أظهر لنا هناك رسومات ساذجة بالطبشور على الجدران.. كذلك رأينا في قلب الكهف تلك الأشياء المكومة على الأرض في وضع القرفصاء.. هذه جثث تم تحنيطها بوسيلة ما.. إذن الكهف هو مقبرة الجزيرة المقدسة..
ـ لماذا يجلسونهم هكذا؟..
تساءل حميد .. فابتسمت قائلاً في خفوت :
ـ يبدو أنه نوع من الأدب!..
ـ ولماذا لم يواصلوا مطاردتنا؟
قلت وأنا أخلل لحيتي :
ـ ربما لأن المكان مقدساً..
قال في غيظ :
ـ كيف يدفنون موتاهم إذن؟.. ينقلونهم على البساط السحري..
لوحت له بكفي قائلاً في ملل:
ـ لا شك أن هناك سبب قهري منعهم من مواصلة المطاردة.. المهم أن هذا من حسن حظنا..
ورمقت المومياوات الجالسة القرفصاء وابتلعت ريقي..
ـ حذار يا سيدي...
كذا صاح سبع البحار فالتفتنا إليه مذعورين.. كانت قسمات وجهه تنافس صخور الكهف صلابة وصرامة وهو يشير للمومياوات قائلاً :
ـ إنهم موتى يا سيدي..
ـ أنت عبقري يا سبع البحار.. لوكنت تعتقد العكس فأنت في ورطة..
اختلجت شفتيه وأطرق إلى الأرض قائلاً:
ـ ربما كان دخلونا هذا المكان تدنيساً في عرفهم..
قلت له ساخراً :
ـ ماذا تتوقع منهم سيرفضون أكلنا لأننا مدنسين؟..
ثم أشرت إلى عمق الكهف قائلاً :
ـ دعونا ننظر إلى أي شيء سينتهي طريق المومياوات هذا.. لنواصل السير بين السادة والسيدات.. لكن بحذر..
بالفعل تحرك الرجال بحذر مشوب بالذعر بين الجثث المتحللة كي لا نسقط أو ندهس بعضها فنصاب بلعنة ما..
هنا تصلب سبع البحار وبدأ يتصبب عرقا..
ـ ماذا دهاك يا سبع البحار؟..
كانت عيناه تتسعان ويزداد بياضهما لمعاناً.. وكلماته تخرج متقطعة :
ـ إنني.. إنني أخشى الجثث..
ـ تباً ..
قلتها في غيظ فهذا أخر شيء يمكن أن يخطر لنا على بال.. على حين جثى سبع البحار على ركبتيه وبدأ يصدر أصوات شهيق وزفير كأنما يحتضر.. ثم رفع رأسه وقال بصوت مختنق:
ـ إنها عقدتي منذ الطفولة.. لقد ماتت عائلتي كلها إلى جواري وأنا لا أدري ماذا ينبغي علي فعله.. وظللت نائماً بينهم بانتظار استيقاظهم.. فلم يستيقظوا حتى فتحت عيناي يوماً على مشهد مريع ورائحة بشعـ....
قاطعته في حزم وأنا أرى تنتن وتنتون يلتصقان بي أكثر :
ـ يكفينا ما نحن فيه يا سبع البحار نرجوك..
صاح في ذعر طفولي :
ـ أنا لن أستطيع مواصلة الطريق يا سيدي.. يخيل إلي أن تلك الجثث ستنهض وتلتف من حولي و.. وتأكلني..
أغمضت عيناي شاعراً بالصدمة.. سبع البحار فارس الخاتون الهصور يخشى جثث الموتى المحنطة.. هنا هتف حميد :
ـ يا لك من طفل جبان..
فتحت عيناي فرأيت سبع البحار ينظر لحميد في ذهول قائلاً :
ـ أنا طفل جبان؟!..
اقترب منه حميد بوجهه، و جثى على ركبتيه ليواصل الكلام بحدة أكثر:
ـ جبان ورعديد..
انعقد حاجبي سبع البحار وبدأت أسنانه البيضاء تلمع :
ـ كيف تجرؤ؟..
وبدأ ينهض ببطء وبدأ حميد يرتفع برأسه ليبصر سبع البحار بعد أن عاد لحجمه الطبيعي.. لقد نجح في استفزازه بالفعل.. المهم ألا يتهور سبع البحار فنخسر حميد للأبد.. صحت كي أكبح جماح عملاقي الأثير :
ـ سبع البحار..
التفت إلي في رهبة فواصلت مبتسماً :
ـ عليك أن تشكر حميد فقد عالج عقدتك.. وعلينا أن نواصل السير كي لا نضيع المزيد من الوقت..
تجهم وجه سبع البحار وهو يرمق حميد بنظرة جانبية :
ـ لقد سخر من عقدتي..
أشرت للمومياوات قائلاً في تؤدة :
ـ لا أحد يخاف من عظام بالية يا سبع البحار.. إنها لا تؤذي أحداً.
هنا اعتدلت إحدى الجثث المتحللة وصاحت بصوت حاد :
ـ هل أنت متأكد؟..
التفت لها قائلاً بتلقائية :
ـ طبعاً يا أنسة إنـ...
قطعت عبارتي واستدرت لأدفن رأسي في صدر سبع البحار هامساً :
ـ سبع البحار هل سمعت الجثة المتحللة تتكلم؟..
أغمض سبع البحار عينيه وهز رأسه في عنف أن نعم...
هنا بدأ حفل الصراخ الجماعي... صراخي، وصراخ وحميد، وسبع البحار و...
وصراخ أشياء أخرى كنا نعتقدها جثثاً محنطة لا تؤذي أحداً...

***



كالعادة تشبث بي تنتن وتنتون كي لا أتمكن من الفرار أو حتى الدفاع عن نفسي.. كانت المومياء التي ردت علي تقترب مني وهي تمد يديها المتأكلتين ناحيتي مطلقةً فحيح يليق بكونها جثة فعلاً..
ـ أنت منا..
هكذا صاحت الجثة بصوتها المتأكل.. صرخت فيها وأنا أدفعها برجلي:
ـ لا..
ثم أمسكت بسراويلي خشية أن تسقط بسبب جذب التوأم المستميت.. نظرت لحميد فرأيته يثب متراجعاً ليتفادى هجمة جثة حانقة فقط ليقع في حجر أخرى تلقفته وهي تبتسم له كاشفة عن صفين من الأسنان رائعة الجمال.. وسمعتها تفح كالحية:
ـ فتىً جميل..
سبع البحار كان خوفه قد انمحى مع تحرك الجثث.. وتحول إلى طوفان هائج يهدد أي واحدة تقترب بالسحق والتحول لفتات..
الشهاب والطاهي ورشيد ومعهم بقية البحارة انطلقوا فارين من الكهف وهم لا يكفون عن الصراخ..
نظرة سريعة طمأنتني على حال رفاقي الأشاوس.. إذن فلأهتم بأمري وبأمر الثنائي المزعج الذي سيتسبب في سقوط سراويلي أمام الجثث..
سحقت بقدمي يد إحدى المومياوات التي حاولت جذب تنتون في تصميم..
تراجعت الجثة وهي تصرخ كأني انتزعت حنجرتها.. لقد دهست يدك فقط يا حمقاء.. لما كل هذا الضجيج ؟!
ـ سندباد احترس..
امتقع وجهي لصرخة تنتن المحذرة.. توقعت الهجمة من اليمين فاستدرت بوجهي لليمن مطلقاً صرخة مدوية توقعت أنها ستزلزل كيان تلك الكائنات..
طبعاً جاء الهجوم من اليسار وشعرت باليد العظمية ذات الأظافر المخلبية تنشب في عنقي.. ورأيت وجه مهاجمي.. كل المومياوات تتشابه لكن هذه كانت تبتسم في رقة مفزعة..
ـ نحن لم نذق اللحم منذ عقود طويلة..
صحت مقاوماً شعوري بالغثيان:
ـ اللحم سيكون ثقيلاً على معدتك لو أردت رأيي..
ـ سندباد.. لا..
كذا صاح تنتن وتنتون وهما يثبان فوق ظهر الجثة ويتعلقان بعنقها صارخين في غل:
ـ اتركيه أيتها اللعينة..
ولشدة دهشتي رأيت رأس المومياء ينفصل عن الجسد تحت ضغط تنتن وتنتون.. وتهاوى جسدها على الأرض الصخرية..
صحت فيهم وأنا أركل واحدة أخرى جاءت زاحفة على بطنها وهي تطلق ذلك الفحيح المزعج :
ـ غادروا ذلك الكهف اللعين..
كشر تنتن وتنتون عن أنيابهم و كورا قبضتيهما صائحين :
ـ أنهن هشات للغاية..
ثم وثبن وسط الجثث بشجاعة أذهلتني وبدأوا يوزعون اللكمات والركلات يميناً وشمالاً..
هنا سمعت أنين من خلفي فاستدرت صارخاً في لوعة وقد تذكرت:
ـ حميد..
كان الأخير مازال في حجر المومياء التي تلقفته وهو يفر من أختها.. وحولها التف حشد من المومياوات يتمايلن في نشوة.. مشهد حميد بدا لي للوهلة الأولى كطفل تهدهده أمه.. وقد أثار هذا التصور سخريتي بالطبع .. لكن الموقف كان يستدعي تدخلاً حاسماً لأن المومياء التي على وشك أن ترضع حميد قد سيطرت على ذلك الأخير تماماً.. وبدا في حجرها كالرضيع فعلاً..
لاحظت أن المومياوات يتجمعن عليه أكثر.. ويتحاشين الاحتكاك بنا.. لقد فازوا بغنيمة اليوم..
ـ إلي يا سبع البحار..
هكذا هتفت وأنا أتقدم من الحفل بحذر.. وخف إلي سبع البحار فلما رأى المشهد ظهرت على وجهه إمارات الغباء..
وجاء تنتن وتنتون وهما يلوحان بقبضتيهما :
ـ أين حميد؟..
ثم انتبهوا للمشهد فتجمدوا..
المشهد كان غريباً جداً..
المومياوات يؤدين حركات بأيديهن ورؤوسهن كأنها رقصات.. رقصات على أنغام تصدرها المومياء المرضع.. أنغام من حنجرتها المتأكلة...
إنها تغني لحميد أغنية..
مشهداً أثار قشعريرة في جسدي، وغثيان.. الموتى لا يعودون للحياة إلا يوم القيامة.. ما نراه أمامنا هو من قبيل السحر والشيطنة لا أكثر.. ودون وعي بدأت أتعوذ بالله من الشيطان الرجيم..
هنا رأيت المومياء التي تحتضن حميد تلتفت إلي وتصرخ في غل :
ـ كف.. ستوقظ الطفل..
كدت أتوقف بالفعل معتذراً لها على المقاطعة ثم استدركت أمري
فواصلت التعوذ متحدياً..
هنا رأيت المومياوات من حول حميد ينتفضن..
تمتد أيديهن المتحللة تجاهي كأنهن يردن النيل مني.. ثم فجأة تهاوت أجسادهن على الأرض بلا حراك.. حتى المومياء التي تحتضن حميد
سقطت على ظهرها وإن بقي حميد في حجرها يئن..
ظللنا حيث نحن جامدين.. فقط ظل لساني يلهج بالذكر احترازاً وقلبي يخفق بقوة..
ثم التفت للتوأم وسبع البحار وازدرت لعابي قائلاً :
ـ الجثث لا تعود للحياة.. كان هذا مجرد عبث شيطاني.. هذا كهف مسكون.
قلتها وتقدمت من حميد ومددت يدي إليه لينهض لكنه ظل حيث هو..
ـ حميد هل أنت بخير..
لم يرد علي.. أهويت إليه صارخاً :
ـ حميد رد علي..
جذبته بعيداً عن المومياء التي استرخى في حجرها تماماً وبدأت أضرب خديه بكفي.. كانت عيناه مفتوحتان لكنه لا ينظر لشيء.. يا إلهي..
سمعت سبع البحار يهتف من خلفي :
ـ لقد أصابته لعنة.. اتركه.. ابتعد عنه..
قلت له مستنكراً :
ـ لعنة!.. إنه ممسوس..
هنا سمعت صوته يهمس :
ـ أنا لست ممسوساً..
التفتنا إليه متنفسين الصعداء.. ولم أتمالك منع نفسي من ركله صائحاً:
ـ تباً لك.. لقد أفزعتني أكثر من الجثث المتحللة..
نهض وهو يرمق المومياء التي كان يرقد في حجرها كالطفل الوليد..
ـ رباه.. لقد خيل إلي أنني أجلس في حجر أمي فعلاً..
تبادلت مع سبع البحار النظرات ثم التفت إليه وأنا أقاوم الابتسام :
ـ لقد سحرت عينيك يا حميد.. لا أظنها تشبه أمك.. على الأقل ليس وهي حية ترزق..
ـ أين البحارة؟
ـ لقد فروا من الكهف.. فضلوا مواجهة نمنم على مواجهة مومياواتهم.
هرش حميد رأسه وقال بإعياء :
ـ يجب أن نغادر تلك الجزيرة.. أشعر أنني لست على ما يرام..
قلت مشيراً إلى الجثث :
ـ سنفعلها.. لكن علينا أولاً أن نواجه نمنم بموتاهم.

***


وقف البحارة يرتجفون على باب الكهف وهم يتخيلون مصيرنا بالداخل.. صاح الشهاب متألماً:
ـ يا للجبن.. لقد رأينا العديد من المشاهد المرعبة مع السندباد ولم نتركه ونفر.
قال رشيد :
ـ ربما لأننا لم نقابل جثث تدب فيها الحياة من قبل.
ـ أنت طبيب يا رجل.. الجثث لا تدب فيها الحياة..
تصلب رشيد فجأة ثم أشار بيد مرتجفة للكهف:
ـ شكراً على تصحيح المعلومة.. لكن قل لي بربك.. إذا كانت الجثث لا تدب فيها الحياة فما كنه هذه الأشياء القادمة..
هنا لمح البحارة تلك الأشباح التي تتحرك قادمة من داخل الكهف.. لم تكن حركتها طبيعية.. حيث بدت وكأنها تعبر الفراغ بوضع القرفصاء إياه!
وصرخ رشيد :
ـ لقد فتكوا بالسندباد وجاءوا ليفتكوا بنا.. انجوا بأنفسكم.
وقبل أن يتحرك أحدهم كنت قد برزت من خلف الجثة التي أحملها قائلاً لهم :
ـ هيا يا كسالى.. ليحمل كل منكم جثة ويأتي خلفنا..
طبعاً لم يتحرك واحد منهم.. صرخت فيهم:
ـ هيا أو ابقوا في جزيرة نمنم للأبد..
وهكذا أرغم كل بحار على حمل جثة تناسبه وبدأنا نمشي متقين بالجثث
كالدروع.. شرحت لهم خطتي العبقرية.. هؤلاء يخشون موتاهم ويعتبرون المساس بهم جريمة وتدنيس.. لن يقترب منا أحد طالما معنا هذه الجثث..
قال رشيد من وراء الكمامة التي أحاط بها أنفه وفمه:
ـ هذا لو لم نمت من رائحة تلك الجثث..
قلت له وأنا أبعد شعر المومياء عن فمي :
ـ المهم ألا تنهض ثانية.
هبطنا المرتفع إلى الأحراش وبدأنا نتحرك بحذر بين الشجر متوقعين الهجوم علينا في أية لحظة..
قطعنا مساحة الأحراش كاملة دون مشكلة.. وحينما وصلنا إلى مساكن القوم وجدناها خالية تماماً.. أين ذهبت القبيلة؟.. القدر ملقى بإهمال والنار قد خبت..
نظرنا لبعضنا البعض بارتياب.. همس حميد:
ـ ربما يكون فخاً..
قلت لهم وأنا أصلح من وضع المومياء التي أمسكها :
ـ الخطة كما هي.. سنستمر حتى نصل بسلام إلى الخاتون.
واصلنا التحرك حتى وصلنا للشاطئ الذهبي والجو الساحر الذي خلب لبنا حينما هبطنا لأول مرة.. ولا أثر لمخلوق.. هل نزحوا جميعاً من الجزيرة..
ودعنا المومياوات عند الشاطئ وركبنا القوارب إلى الخاتون..
حينما عدنا للخاتون تنفسنا الصعداء.. والبعض خر ساجداً شكراً لله..
قليلين من البحارة الذين هبطوا على جزيرة نمنم وعادوا ليحكو ما رأوا..
لقد عدنا، وسأدون تلك المغامرة السريعة في سجلاتي التي تطير أولاً بأول إلى مكتبة الخليفة ببغداد..
رفعنا الهلب وفردنا الأشرعة.. بدأت الخاتون تتمايل كأنها حسناء تتأود.
هي النهاية إذن يا جزيرة نمنم..
هنا سمعنا الصرخات المألوفة تدوي من حولنا..
وبدا للوهلة الأولى كأن السماء تمطر علينا العشرات من رجال قبيلة نمنم .. إنهم يهبطون من فوق الصواري، ويبرزون من القاع برماحهم وجماجمهم، ووحشيتهم وغلهم وتغيظهم علينا، بعد أن دنسنا مقدساتهم..
وسمعت حميد يهتف بلوعة:
ـ لقد صنعوا لنا فخاً في الخاتون نفسها..
كنا محاصرين الآن في قلب سفينتنا من كل الجهات.. يبدو أنهم كانوا يراقبون تحركاتنا منذ خروجنا من الكهف.. تركونا حتى صعدنا بسلام للخاتون بعد أن تخلصنا من المومياوات التي كانت تحمينا منهم..
إنهم أذكياء رغم همجيتهم وتخلفهم الحضاري..
والآن تضيق علينا دائرة الرماح فوق سطح الخاتون.. وها هو كبيرهم
يهتف بلغتهم الغريبة التي شبهتها بالتقيؤ.. لابد أنه يوبخنا قبل أن ينفذ فينا حكم الإعدام..
قلت للبحارة وقد التصقنا ببعضنا البعض من شدة الحصار :
ـ إننا محاصرون لكننا على أرضنا.. لا أرضهم..
قال الشهاب وهو يحاول تحاشي الرمح المسدد إلى نحره :
ـ سندباد أهبط على أرض الواقع..
نظرت إليه بحدة وبرقت عيناي :
ـ صدقت يا شهاب.. استعدوا حينما أعطيكم الأمر.. سنهبط جميعاً إلى أرض الواقع..
ـ نعم!
قالها الشهاب في غباء فقلت مصححاً :
ـ أعني سنجثو جميعاً على الأرض..
هتف حميد :
ـ ونطلب منهم الرحمة؟
ـ لا يا أبله..
كنت أتابع ببصري حركاتهم وانتظر اللحظة المناسبة التي سيهاجموننا فيها بالرماح..
ولم يطل الأمر كثيراً.. كنت أشم رائحة دماء غزيرة ستراق هنا على سطح الخاتون.. لكنها لن تكون دمائنا إن شاء الله..
وحانت اللحظة الفاصلة..
صرخوا جميعاً صرخة رجل واحد واندفعوا برماحهم نحونا من كل جانب..
ـ الآن يا حمقى!
وجثونا جميعاً على الأرض لنترك رماح قبيلة نمنم تتصافح فيما بينها إلى أن وجدت سبيلها عبر لحومهم وعظامهم..
وتحول الصراخ الحماسي إلى أنين وحشرجة.. وأظلمت السماء من فوقنا بمظلة الرماح الملتحمة بالأجساد، وأمطرتنا بدمائهم الساخنة..
سلكنا سبيلنا من بين أرجلهم قبل أن يتهاووا، ولنفسح مجالاً للهواء النقي بعيداً عن الجثث المحتضرة..
كانت نهاية دموية وقاسية.. لكنهم لم يدعوا لنا سبيلاً أخر للنجاة..
ألقينا بجثثهم في الماء ليلتقطها ذويهم الذين كانوا ينتظرون عودتهم إليهم باللحوم البشرية.. فعادوا إليهم جثثاً طافية..
وقفت أرمق المشهد من حافة الخاتون بينما ينظف الرجال سطح الخاتون من الدماء وبقايا آثار قبيلة نمنم..
جاء حميد ليرتب عاتقي قائلاً :
ـ كانت مذبحة رهيبة.. سنظل لأيام طويلة تطارد أحلامنا مومياوات نمنم..
هززت رأسي في بطء دون تعليق.. عاد ليقول في حيرة :
ـ ما الذي جرى للجزر؟.. نريد جزيرة واحدة طبيعية.
لم أعلق فعاد يسألني :
ـ إلى أين سنتجه؟
سكت برهة وأنا أرمق الأفق الشرقي في حيرة.. ثم لم أجد إلا أن قلت له:
ـ قل للبحارة.. أننا في طريقنا لجزيرة عرف الديك.
ـ .................................
***

تمت

 

التوقيع

" تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَة ..
تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!"

( أمل دنقل)

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-21-2018, 03:51 PM   #2
إيمان محمد ديب طهماز
( شاعرة )

الصورة الرمزية إيمان محمد ديب طهماز

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 41193

إيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اسلوب قصصي شيّق جداً
و فكرة غريبة كما أن التفاصيل الصغيرة مدهشة
و غير مكررة أو مملة
أنا واثقة جداً من قدرات هذا الروائي الجميل ( عمرو مصطفى )
و على يقين أنّي سأقرأ يوما له رواية تأخذ الألباب

سلمت أناملك أستاذ عمرو
وفقك الله لما يحبه و يرضاه

 

التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
(هتفت باسمكِ في الآصال والسحر
كأنه دندنات العود في الوتر
)


هتفت باسمي في الآصال تنشره
كالعطر يهمي بنفح الروح في الزهر
فكنت رجع الصدى ياخير من هتفوا
باسمي كرعد بكاء الروح في الأثر
وقلت أورقت بي ياخير عازفة
في مسرح الوجد بين الصفو والكدر


(إيمان محمد ديب) ألحان الفلك

إيمان محمد ديب طهماز غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-22-2018, 11:19 PM   #3
سيرين

(كاتبة)
مراقبة

افتراضي


خيال بصبغة الاساطير
ممتد المدى يأخذنا الى رحابة الدهشة والانصات
رااائع واكثر كاتبنا المبدع \ عمرو مصطفى
دام غدق قلمك المبدع مورق بابجديات الجمال


\..نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سيرين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-23-2018, 09:56 AM   #4
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان محمد ديب طهماز مشاهدة المشاركة
اسلوب قصصي شيّق جداً
و فكرة غريبة كما أن التفاصيل الصغيرة مدهشة
و غير مكررة أو مملة
أنا واثقة جداً من قدرات هذا الروائي الجميل ( عمرو مصطفى )
و على يقين أنّي سأقرأ يوما له رواية تأخذ الألباب

سلمت أناملك أستاذ عمرو
وفقك الله لما يحبه و يرضاه
بالفعل أنا حالياً انتهيت من رواية غريبة، وأقوم بمراجعتها قبل نشرها إلكترونياً..
حينما تكلمت سابقاً عن توقعك لي برواية في المستقبل شعرت أنني مراقب.. ثم تبين لي خطئي ..هي المصادفة لا أكثر.

وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.

 

التوقيع

" تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَة ..
تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!"

( أمل دنقل)

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-23-2018, 12:48 PM   #5
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين مشاهدة المشاركة
خيال بصبغة الاساطير
ممتد المدى يأخذنا الى رحابة الدهشة والانصات
رااائع واكثر كاتبنا المبدع \ عمرو مصطفى
دام غدق قلمك المبدع مورق بابجديات الجمال


\..نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أكرمكم الله أستاذة سيرين..

 

التوقيع

" تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَة ..
تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!"

( أمل دنقل)

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-10-2018, 09:09 PM   #6
نادرة عبدالحي
مشرفة أبعاد النثر الأدبي

الصورة الرمزية نادرة عبدالحي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 72240

نادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعة


مـجـمـوع الأوسـمـة: 1

فعالية النثر الوسام الفضي



افتراضي


القصة تعتبر من أقوى عوامل جذب انتباه الانسان فتجذب القارئ وتثير انفعالاته وفضوله
للمتابعة حتى النهاية
قصص المغامرات كقصة جزيرة نمنم فيها من التشويق المضاعف تأخذ القارئ لعالم اخر

عالم مُختلف عن حياة العصر والضجيج الذي يملأ مُحيطنا

كاتب القصة يحقق التميز من خلال نسج ابداعه بإستخدام السحر الادبي . استعمال هذا المزيج المنفرد

فالقيمة الموضوعية والجمالية هي التي لا تغادر بسهولة ذهن القارئ
لا يكشف الكاتب جميع أوراقه مرة واحدة . في قصة جزيرة نمنم عامل التشويق والمغامرة سيطرا على
جميع مراحل الأحداث .
استخدم الكاتب أُسلوب سرد التفاصيل بدقة ليمنح القارئ الشعور بأنه في قلب الحدث .

 

نادرة عبدالحي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11-11-2018, 09:19 AM   #7
عمرو مصطفى
( كاتب )

الصورة الرمزية عمرو مصطفى

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2618

عمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعةعمرو مصطفى لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادرة عبدالحي مشاهدة المشاركة
القصة تعتبر من أقوى عوامل جذب انتباه الانسان فتجذب القارئ وتثير انفعالاته وفضوله
للمتابعة حتى النهاية
قصص المغامرات كقصة جزيرة نمنم فيها من التشويق المضاعف تأخذ القارئ لعالم اخر

عالم مُختلف عن حياة العصر والضجيج الذي يملأ مُحيطنا

كاتب القصة يحقق التميز من خلال نسج ابداعه بإستخدام السحر الادبي . استعمال هذا المزيج المنفرد

فالقيمة الموضوعية والجمالية هي التي لا تغادر بسهولة ذهن القارئ
لا يكشف الكاتب جميع أوراقه مرة واحدة . في قصة جزيرة نمنم عامل التشويق والمغامرة سيطرا على
جميع مراحل الأحداث .
استخدم الكاتب أُسلوب سرد التفاصيل بدقة ليمنح القارئ الشعور بأنه في قلب الحدث .
كما أن السندباد يفر بخاتونه من ماضيه.. فأنا أفر بالسندباد من واقعنا الملئ بالضجيج .. فهو (لو جاز لي التعبير) مثل الحذاء القديم تشعر بارتياح أكثر حينما تعود لترتديه بين الحين والحين..
تحليل راقي للقصة أشكرك عليه بشدة أستاذة نادرة..
تقديري لحضرتك..

 

التوقيع

" تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَة ..
تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!"

( أمل دنقل)

عمرو مصطفى غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سر الخاتون ـ السندباد (الفقري) عمرو مصطفى أبعاد القصة والرواية 11 09-30-2018 12:08 PM
الجزيرة التي ليست كذلك! (السندباد الفقري) عمرو مصطفى أبعاد القصة والرواية 10 09-25-2018 11:09 AM
كنت السندباد محمد الخضري أبعاد النثر الأدبي 6 10-13-2014 10:25 AM


الساعة الآن 01:38 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.