تساؤلات

[ماجد العيد]

لأن التفكير نعمة ..
و لأن الفكرة تبدأ بـ تساؤل ..
و لأن التساؤل أسمى و أنبل مشاركة في التفكير ..
تتساوى فيه الأطراف ..
إذ لا هو بـ سؤال و لا بـ إجابة ..
إنما تساؤل و تساؤل فقط :

* هنا لا أجبر الآخرين على الإيمان بما أقول.
* ولا يعنيني كذلك الكفر بما أقول.
* أنا أتسائل فقط و لا أجيب.
* لـ يكن لكم الدور الأهم .
* و بعيداً عني بالتأكيد .!

 

[ماجد العيد]

و أرى النقد ذائقةً منمّقة الحديث و من فَرَطِ حديثها أدلّةً و شرحاً و تصويراً يخّيّل للبعض أنها الحق.
و أراه بالقراءة الإنطباعية الخاصة بكاتبه لعَدِمِ إيماني بـ كلمة ( النقد ) و التي قد توحي بأحقيّة الأشياء على الواجب.

و أتسآئل :

· هل تتغير نظرة القارئ تجاه نصٍّ ما يراه سيئاً، لتكون نظرة تعظيم و انبهار بعد أن يقرأ مقالةُ نقدية تمتدح هذا النص السيء؟!

· إن كانت كذلك فلمَ لم يتفّق النقاد فيما بينهم؟! و لماذا كل هذا الإقصاء للآخر؟! لماذا تعدّدت المدارس و الأساليب الشعرية إذاً إن كان المفترض أن نتبع الناقد فيما يقوله و يقرّره؟! أعني عن أوّل ناقد أو أول رؤية ظهرت للجميع؟

· أتسآئل أيضاً هل الشعر يأتي مع الناقد أم مع النص بذاته قراءةً أو سماعاً؟!
إن كان مع الناقد فلماذا لا نكتب الشعر بطريقة النقد و إن لم يكن كذلك فما الحاجة للناقد إذاً؟!

· لماذا يكلّف الآخرين أنفسهم بالكتابة ليأتي شخص آخر ليقول : أنت جيّد ، أنت غير جيّد؟!
لماذا يحاول الناقد أن يستحكمنا أو أن يقيّم ما نكتبه مدّعياً بأن نظرته و تقييمه لم يأتِيا من فراغ إنما هو الحق بعينه؟ لماذا يمارس معنا هذا الصنف من الأستذة؟ حسناً أخي الناقد إن أردت فاكتُبْ وأرِنَا و أنِرْنَا من قصائدك كيف يكتب الشعر أو فاصْمُت.

· لو كان الناقد شخصاً يمتلك مفاتِح جماليات الشعر و القادر وحده على سبر أغواره و تصنيفه بـ نظرته الإنتقائية المتفرّدة و قياساته الدقيقة للمفردة و .. و .. و .. إلخ.
أقول لو كان صادقاً بذلك لاستطاع أن يكتب أعظم نص في التاريخ هذا إن كانت كلمة ( أعظم ) معلومةً و محدّدة القياس و متفقاً عليها.
إذن، فحرف الناقد مخلوع على ما يبدو !

· يكثر النقاد في حديثهم بـِ فرضيات الآخرين و يستشهد بما يقولونه. إذن كيف تحاجّ شخصاً يتحدّث بلسان غيره!

· و الصور الشعرية لا تقاس على حقيقتها و توافق المعنى معها و ما ترمي إليه عند توظيفها.
على هذا سيكون كل توظيفٍ لأي صورة شعراَ.لكننا نبحث عن المستدرك و المستطعم شعرياً و هذه لا قياس لها بل تعتمد على القارئ و مدى تقبّله و توافقه معها.

· ما يربط بين القارئ و الكاتب هذا التوافق في النظرة و في طريقة التعبير و لا شيء آخر.

· الحق رغبة. نحن نرغب في أن تكون الأشياء حقّة – حتى و إن كانت بأساسها كذلك – فتكون بمنظورنا هكذا.
اختلفت الأديان و السياسات و النظرات. أفلا يُختلفُ في الشعر!

· الناقد قارئ عادي و متذوّق عادي مثلنا جميعاً يريد أن يستحكم بذائقة الآخرين.
يريد أن نعتمدعليه لتعليمنا كيف تكون الكتابة بل و كيف تكون القراءة أيضاً؟

· لا تَقِسْ الشعر على ما عند الآخرين بل على ما عندك فـ أنت القارئ بالأول و الأخير لا هُم.

· بالمناسبة فـ بيت أستاذنا الكبير فهد عافت لم يعجبني أمانةً، قد يأتِ البعض لـ يقول من أنت! و فهد عافت. و بالأمانة لا أعلم كيف أردّ.
من الصعوبة أن ترّد على شخص يذكر لك مزايا اللون الأزرق رغم كرهك لهذا اللون!
أيضاً أضيف أنني لا أناقش من يختلف معي حول ذائقتي لا من باب التهميش أو الإقصاء لكن من باب أنني لست مستعداً لنقاش الآخرين حتى في لون ما ألبسه لإقناعهم بأن ذائقتي ممتازة.
كذلك بالنسبة لمن يوافقني الرأي في كل أو في بعض النقاط المذكورة أقول له لا تشكرني و لا تعقّب لي بذلك فكل ما ذكرته موجود عندك مسبقاً لذلك وافقتني الرأي!

· الكتابة و النظرات أياً كانت موجودة في دواخلنا مسبقاً لذلك نحبّ و نقرأ لمن يتفّق معنا بنظراتنا، برؤيتنا للأشياء و حتى فيما نؤمن به!

· القارئ غريب يجد له أخاً ( كاتباً، شاعراً ) يوافقه النظرة لذلك فإنه يلتصق به.

· اكتبوا ما يعجبكم و اقرأوا كذلك دون الرجوع لذائقة الآخرين و نظراتهم.

· ليسوا أنبياء قطعاً.


كانت هذه التساؤلات على عجالة دون أن ألزم الآخرين بنفيها أو بتصديقها.
و لكم الدور الأهم بالتأكيد