رفح: بين دقات الساعة وأزيز الرصاص (مذكرات) - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
(( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 13 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3845 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          تخيل ( (الكاتـب : يوسف الذيابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 428 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75147 - )           »          ورّاق الشعر [ تفعيلة ] (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 5 - )           »          بُعدٌ جديد ! (الكاتـب : زكيّة سلمان - مشاركات : 1 - )           »          عَـيني دَواةُ الحـرفِ (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 4 - )           »          " قلطة " : اقلطوا .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 94 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 423 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-21-2013, 10:32 AM   #1
محمود حبوش
( صحفي )

الصورة الرمزية محمود حبوش

 







 

 مواضيع العضو
 
0 القارب الفارغ
0 جرذان
0 قاتلتي
0 موت حسب الطلب

معدل تقييم المستوى: 12

محمود حبوش غير متواجد حاليا

Exclamation رفح: بين دقات الساعة وأزيز الرصاص (مذكرات)


الأحد: 23 أيار 2004، 2:30 صباحاً - لازلت أسمع دقات الساعة بوضوح رغم صوت طائرة التجسس الإسرائيلية التي لم تمل من مراقبة مدينة رفح لليوم السادس بلا انقطاع. خلد جميع الصحفيين الذين جاءوا من كل حدب وصوب إلى النوم بعد يوم شهد هدوءاً نسبياً رغم مقتل طفلة لم تتجاوز الخامسة من عمرها في العاشرة والنصف من صباح السبت.

لقد وجد جميعهم في الفندق المتواضع التابع لنادي خدمات رفح مقاماً مريحاً في مدينة عاثت فيها جرافات و دبابات الاحتلال فسادً ودمارا.

وغط أيضاً سكان المدينة الحدودية التي أنهكها الفقر والاحتلال والحصار في سبات غير عميق رغم أصوات الدبابات الإسرائيلية المزعجة على طول الشريط الحدودي مع مصر ومناطق أخرى متفرقة في المدينة لا سيما حي السلطان المحاصر منذ فجر الثلاثاء.

لا شيء جديد بالنسبة لهم بالرغم من اتساع نطاق العملية العسكرية الإسرائيلية والتي منحتها حكومة الحرب الإسرائيلية لقب "قوس قزح". فأزيز الرصاص، ثقيلاً وخفيفاً، ودوي القذائف والصواريخ وتحليق الطائرات بارتفاعات مختلفة بات سمة من سمات المدينة وأصبح خلفية صوتية ترافق الحركة اليومية والسبات الليلي المفترض للمدينة.

انطلاق زخة من الرصاص في حي البرازيل أو بلوك O أو غيرهما من مآوي اللاجئين الفلسطينيين على طول الشريط الحدودي مع مصر لايقطع حديث مجموعة من الرجال الجالسين على أبواب بيوتهم الممزقة من ضربات الرصاص وشظايا المدافع، إذ يدركون جميعاً لاول وهلة مصدر الرصاص واتجاهه ونوعه.

قد يفزع زائر للمنطقة لسماعه صوت الرصاص فيركض للاحتماء خافضاً جسده، فيواجه بابتسامة أو ضحكة من أبناء الحي وتعليق نمطي: "لاتخف... هذا شيء طبيعي." مرفق بتحديد لمصدر الرصاص ووجهته. سيمفونية الحرب ليست مؤثراً لافتاً يستحق قطع الحديث في رفح.

مازال صوت طائرة التجسس التي اكتسبت اسم "الزنانة" يضطهد أصوات أواخر الليل التقليدية من صياح الديوك إلى صفير صرار الليل.

ورغم تأخر الوقت تترامى إلى الفندق أصوات المتسامرين من اللاجئين الذين هدمت بيوتهم فلم يجدوا ماوى لهم سوى المدارس التي أغلقت أبوابها أمام الطلاب منذ بدء أكبر عملية عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة منذ عدة سنين. تمركزت العملية في مدينة رفح، وكانت قد سبقت باجتياح مصغر لبلوك O في مخيم رفح في 13-14/5 أسفر عن استشهاد 15 عشر فلسطينياً فضلاً على تدمير أكثر من 90 بيتاً.

وإذا اعتبرنا هذا الاجتياح جزءاً من الاجتياح الأوسع نطاقاًئ، فيجوز لنا القول أن الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية أجيزت ليومين قبل أن تنقض على أحياء تل السلطان والبرازيل والسلام في وقت مبكر من الثلاثاء 18/5.

فعلياً، بدأت عملية الثلاثاء صباح الاثنين عندما أغلقت الدبابات الإسرائيلية الشوارع الرئيسة المؤدية إلى رفح الإضافة إلى إغلاق المنفذ البري المؤدي إلى جمهورية مصر.

كنت قد عزمت الذهاب إلى رفح منذ الأحد، إذ أن الجميع توقع هذه العملية بعد التصريحات الإسرائيلية بهدم مئات البيوت في مدينة رفح لا سيما على الشريط الحدودي. عندما ركبت أحد سيارات الأجرة المتوجهة إلى جنوب قطاع غزة كانت الإذاعات المحلية تتداول خبر إغلاق ومحاصرة مدينة رفح، لذا قرر السائقون الذهاب إلى مدينة خان يونس فقط، وعدم محاولة الدخول إلى رفح، هذا إذا اجتازوا أصلاً حاجز أبو هولي، جنوب خان يونس، والذي يفصل قطاع غزة إلى جزئين في حال إغلاقه— وإغلاقه بالمناسبة هو الغالب.

من حسن حظي كان حاجز أبو هولي غير مغلق، لذا كان من المنطقي أن أواصل محاولة دخول رفح رغم الأخبار المتداولة عن حصارها—فهناك دائماً طرق زراعية يمكن سلكها.

في خان يونس قلة من السائقين كان متفائلاً أو متشجعاً للذهاب إلى إلي رفح. أحدهم قرر الذهاب ومحاولة دخول رفح حتى آخر رمق. حاول السائق في البداية الذهاب عن طريق شارع صلاح الدين، المدخل الرئيسي للمدينة، لكننا ووجهنا بدبابات إسرائيلية وطائرات مروحية تحلق عن بعد.

قبل أن نفكر في التقدم، كانت المروحية اقتربت باتجاهنا، محلقة على ارتفاع منخفض، ومبرزة جميع تفاصيهلها الوحشية، ثم كشرت عن أنيابها مطلقة زخات من الرصاص الثقيل بالقرب من تجمع الناس والسيارات. وبطبيعة الحال إذا أطلقت الأباتشي من فوق رؤسنا فليس ثمة مجال للتفكير المنطقي بأنها تطلق النار إلى جانبنا، حالة الذعر الذي حلت بالمكان أوحت بأن الرصاص كان يتتبع المتواجدين.

كنت قد نزلت من السيارة قبل انهمار الرصاص، لكن لحسن حظي توقف السائق الذي كان جاء بي بعد أن ناديت عليه بأعلى ما أملك من صوت، ركضت إليه مسرعاً، ثم انطلق هو واضعاً يداً على أذنه واليد الآخرى على المقود، مع خفضه رأسه فيما كان الرصاص يمزق الأرض حولنا.

أوصلت المروحية رسالتها بكل دقة وأمانة، فقد فهم الجميع في المكان أن عليهم التوقف حتى عن محاولة الدخول إلى رفح من هنا.

ورغم وجود الدبابات بالقرب من معظم الطرق الترابية المؤدية إلى رفح قرر عدد من السائقين سلكها لتوصيل عدد من الطلاب والموظفين الذين يقطنون رفح. وكان أن حالفنا الحظ في دخول المدينة من تلك الطرق الغير معبدة، بالرغم من وجود دبابة إسرائيلية على بعد 50 متراً من أحد المحاور، واقتراب مروحية إسرائيلية من المكان.

في مخيم رفح، كان المئات من السكان يقومون بإخلاء بيوتهم من الأثاث قبل أن تنهار على رؤسهم، بعد التصريحات الإسرائيلية بهدم مئات البيوت على الشريط الحدودي. وعندما اقتربت بعض الآليات العسكرية الإسرائيلية من المنطقة، ازداد سكان بلوك O قناعة بأنه لا محال لهم من الهجرة للمرة الثانية إن لم تلكن الثالثة لبعضهم داخل وطنهم، وكانت هذه المرة على بعد مئات الأمتار فقط من بيوت التهجير.

بدا من الواضح أن ذلك تشريد حقيقي، وليس مجرد انتقال من مكان إلى مكان آخر ربما يكون أفضل من القديم. ذلك أنه لم يكن مأوى لؤلائك غير بعض الأندية الرياضية والمدارس المحلية أو الذهاب إلى بعض الأقارب في أماكن أكثر أمناً داخل رفح. أما من يملك ما يكفي من المال فقد استأجر بيتاً، هذا إن وَجَد، أو مخزناً فارغاً ليحوله إلى مسكن وكلا الاثنين اعتبروا الأوفر حظاً، فهم لايسكنون مكاناً عاماً أو يثقلون على غيرهم في البقاء.

مشهد الشاحنات والعربات التي تجرها الخيول والبغال—المحملة جميعها بالأثات المنزلي لا سيما الفراش والملابس، كان الغالب في ذلك اليوم، والأيام التالية.

إطلاق النار المتواصل من قبل الدبابات باتجاه الحي المكتظ بالسكان والذي دمرت وأخليت أجزاء كبيرة منه لاسيما السوق التجاري الذي دمر معظمه وأفرغت باقي محاله التجارية من محتواها بعد أشهر من اندلاع الانتفاضة، سرع من عملية إخلاء البيوت، فقد أيقن الجمعيع أن الاجتياح على وشك البدء، خاصة بعد مجيء بعض المقاومين إلى المنطقة مزودين بأسلحة خفيفة وقاذفة RPG وبعض المتفجرات المضادة للدبابات.

لحظة اشتداد الرصاص، كنت قد التقيت بصديق يعمل مترجماً مع صحفيين أجانب، وكان معه في تلك اللحظة صحفيين اثنين. خفض الجميع رأسه وحاولنا الاحتماء بحائظ لمسجد في بلوك O، كانت قد أدت قذائف ورصاص الاحتلال ما لها وما عليها تجاهه، حيث الحرق والثقوب والفتحات الكبيرة جراء القذائف. استمر إطلاق الرصاص لدقائق، وكان مصدره برج مراقبة حصين، ودبابة بالقرب منه كانت على بعد أمتار خلف المسجد. كنا نرى انفعال الغبار في مبنى مقابل من أثر الرصاص، وأخيراً ضربت رصاصة حائط في مقابلنا، يبعد عن أقل من عشرة أمتار.

بعد توقف الرصاص للحظة، قال أحد الصحفيين، وهو أسباني غطى الكثير من الحروب، "اتبعوني.“ ثم ركض، وخرجنا من المكان المدمر، والذي يعد وصفه مدينة للأشباح أكثر منطقياً من مدينة للبشر، ويرجع الفضل في ذلك لذخيرة الاحتلال.

ذهبنا بعد ذلك إلى بيت أحد الأصدقاء في حي كندا الملاصق لحي تل السلطان، بقصد المبيت هناك في انتظار الاجتياح المتوقع للمدينة. حيي كندا والسلطان هما الأكثر أماناً كما اعتقدنا واعتقد الكثير من المواطنين الذين فروا من بيوتهم الملاصقة للحدود مع مصر إلى تل السلطان، لكن كان ما حدث هو العكس تماماً إذ حظي كلا الحيين بحصار دام أكثر من أسبوع من قبل قوات الاحتلال التي أحكمت إغلاقهما وقطعت تيارات المياه والكهرباء وخطوط الهاتف.

من حسن الحظ، أن جاءتني مكالمة هاتفية من أحد الصحفيين في القدس، في حوالي الساعة التاسعة مساء، أن الإسرائيليين أعلنوا أن عملية رفح ستبدأ في غضون ساعات قليلة، لذا قررنا الذهاب إلى المستشفى في الحال، ليس لأننا توقعنا اجتياح تل السلطان، بل لأن الخروج من تل السلطان إلى مكان آخر سيكون أمراً عسيراً في حال اجتياح المناطق الأخرى.

قبل أن أتوجه إلى المستشفى ذهبت إلى أحد مقاهي الانترنت وبعثت بخبر إلى صحيفة New York Daily News. كانت القصة حول رحيل المئات من العائلات في مخيم رفح، وخاصة بلوك O، لتوقعهم هدم بيوتهم، بعد سماعهم التصريحات الإسرائيلية المتعلقة بهدم المئات من البيوت على الشريط الحدودي.
محمد حسين السيد، 73، واحد من الذين كانوا يخلون بيوتهم من الأثاث، عندما دخلت إلى بيته، الذي يناهز 300 متر مربع، وهو مكون من 6 غرف، بالإضافة إلى باحة مكشوفة في وسط المنزل زرع فيها شجرتي تين وبرتقال، كان يشرف على أبنائه الذين كانوا يحملون بعض الصناديق المصنوعة من الورق المقوى التي ملئت بأدوات المطبخ وغيره من الأدوات والمحتويات المنزلية.

قال الرجل بعد أن وصف الدمار الذي حل ببيت أخيه المجاور له وأجزاء من بيته، "ها نحن ننتظر رحمة الله، ماذا سيحدث لنا؟ ها نحن ننتظر! ألمانيا التي اجتاحت العالم كله لم تقم بذلك، لا يوجد ظلم أكثر من ذلك، والعالم صامته تصم أذنيها من أول عربي إلى آخر أجنبي كلهم كذابين ومتآمرين."

وعندما سألته من أي منطقة هاجر قال الحاج محمد: "أنا بدرساوي من الـ48." ثم استذكر، "كانوا (اليهود) أقلية.... كنا نحترمهم وندللهم، هل هكذا هي المعاملة؟ أجزاء المحسنين الشر؟ لكن سيأتيهم يوم أسوأ من هذا."

بعد أن أرسلت الخبر، توجهت إلى المستشفى، وكانت قدا بدأت حركة المروحيات في السماء أثناء كتابتي للخبر. بقيت في على مدخل المستشفى مع مجموعة من الصحفيين العرب والأجانب في انتظار الحدث، اقتربت الساعة من الواحدة صباحاً ولم يحدث شيء. لكن في الساعة الواحدة وصل إلى المستشفى شهيد قطع إلى أشلاء إثر انفجار عبوة متفجرة كان يعدها داخل أحد البيوت.

بعد ما يزيد على ساعة من ذلك، وصل إلى المستشفى ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى إثر إطلاق صاروخ من أحد المروحيات على مجموعة من المواطنين في بلوك O، ثم تلا ذلك بأقل من ساعتين وصول أربعة شهداء قضوا حتفهم عندما أطلق صاروخين بالقرب من مسجد في وسط تل السلطان، بعد أذان الفجر.

وصل أكثر من 6 سيارات إسعاف إلى المستشفى دفعة واحدة، كان المشهد مريعاً فالكثير من الجرحى كانت حالتهم خطيرة، وكانوا مضرجين بالدماء. أحدهم أصيب في وجهه وأخرج من سيارة الإسعاف فيما كان قميصاً مربوطاً حول رأسه وغرق ظهره بدمائه.

داخل سيارة إسعاف أخرى، كان جريح ملقى، لف رأسه المصاب بضمادة بشكل عفوي، لم يكن يثير أي حركة سوى تحريك شفتيه من إخراج النفس الذي بدأ أكثر شبهاً بإخراج الروح.

ثلاثة من الشهداء على الأقل وصلوا جثثاً هامدة. أحد أكثر المشاهد الصاعقة والمأساوية كان عندما رأى أحد العاملين في المستشفى أن الشهيد الذي كان يحاول أن ينقله إلى الداخل هو أخوه. التف المصورون حوله فيما كان يصرخ بشكل هستيري ولمعت أضواء كاميراتهم لثواني على وجهه قبل أن ينهار الشاب بعد أن سحبته الناس المحيطة عن أخيه الذي كان جثة هامدة.

فظاعة وقسوة المشهد هي أشد من أن توصف بكلمات، لكنها كانت جزءاً من مشاهد ومآسي عديدة شاهدها الجميع صباح الثامن عشر من أيار.

ذهبت حاملاً الكاميرا إلى ثلاجة الموتى، كان اثنين من العاملين يتوجهون إليها حاملين جثة أحد الشهداء، لم يكدا يضعاه داخل أحد الثلاجات حتى وصلت جثتي شهيد ثاني وثالث قضوا في نفس الحدث.
أحد الشهداء كان صبياً في السابعة عشر من عمره، محمد جاسر الشاعر، قضى إثر إصابته بشظايا صاروخ في مختلف أنحاء الجسم، حسبما ذكر تقرير لمستشفى أبو يوسف النجار لاحقاً. كان من الواضح أنه كان متوجهاً لصلاة الفجر في المسجد لحظة استشهاده. كان يرتدي ملابس النوم، بيجامه قطنية بنية اللون. رغم ضخامة جسمه، وسمنته الزائدة، كان وجهه يوحي بوضوح أنه مازال طفلاً.

بدأت ثلاجات الموتى في المستشفى تمتلئ في تلك اللحظة، حيث اضطر العاملون إلى وضع جثتين في المكان المخصص لجثة واحدة. ومع شروق الشمس، بعد أن جاوز عدد الشهداء العشرة، كانت إدارة المستشفى أمام مأزق كبير—أين ستوضع جثامين الشهداء الذين ما زالوا يزدادون عدداً بعد امتلاء ثلاجات المستشفى مع عدم إمكانية دفنهم لأن معظم عائلاتهم محاصرة في تل السلطان— لحسن الحظ تبرع أحد الأطباء العاملين بالمستشفى بثلاجة ضخمة توجد أسفل منزله يستخدمها لتخزين الورد الذي يزرعه في حقل خاص بعائلته ويصدره لدول أوروبية.

كانت هذه الثلاجة، التي هي عبارة عن غرفة كبيرة، هي الحل الأمثل، رغم صعوبة الموقف، ومع مرور الوقت وصل عدد الشهداء داخل هذه الثلاجة أكثر من 25 شهيداً، دفن معظمهم بعد مرور أسبوع على الاجتياح أي بعد فك الحصار عن تل السلطان وانسحاب دبابات الاحتلال.
مضى معظم نهار الثلاثاء فيما كنت موجوداً برفقة عدد كبير من الصحفيين على مدخل المستشفى نراقب وصول الجرحى والشهداء، باستثناء تغطيتنا لجزء من جنازة الشهيد وليد موسى أبو جزر، 26، الذي قضى نحبه إثر إطلاق صارخ في بلوك O.

مازال مشهد والدته وقريباته الائي ودعنه يؤرقني، فبعدما أحضر جثمان الشهيد إلى بيته للإلقاء نظرة الوداع الأخير عليه، خرجت جميع النسوة إثره مرددات بمرارة: "حسبي الله ونعم الوكيل عليك يا شارون." فيما كانت والدته تقول قبل أن تسقط مغمياً عليها: "مع السلامة يمّا."

طفلة لم تتجاوز الرابعة عشر من عمرها كانت هي الأخرى تحسب الله وكيلاً على شارون، بصوت يعتصره البكاء و الألم، رافعة أصبعي السبابة إلى السماء، ثم احتضنتها إحدى العجائر بعد أن غالبها البكاء.

أما والد الشهيد، فقد كان جالساً على كرسي، هامد جسده من شدة الحزن، وعندما أحضر إليه ولده وسط زحمة المشيعين لم يكن ليفعل شيئاً غير البكاء من أعماقه دون أن يظهر ذلك إلا على شكل دموع وألم جثم على وجهه وجسده فلم يكن قادراً على أن يستقر حتى وهو جالس على الكرسي.

بدأت رفح تكشف عن مأساتها، عن حزنها وألمها، حتى قبل أن تشرع جرافات الاحتلال بهدم وتدمير الأحياء السكنية في حيي البرازيل والسلام. فقد ارتفع عدد الشهداء في اليوم الأول للاجتياح إلى أكثر من عشرين شهيداً بالإضافة إلى عشرات الجرحى.

كان من ضمن الشهداء الشقيقين أسماء، 16، وأحمد، 12، من عائلة المغير، الذين اغتيلا على يد قناص إسرائيلي فيما كانت أسماء تجميع الغسيل من على سطح منزلها، وأحمد يطعم الحمام.

عندما دخلت أنا ومجموعة من الصحفيين الأجانب إلى حي السلطان يوم السبت 22/5، أي قبل يومين من فك الحصار عنه، أخبرنا علي، شقيق الشهيدين، أنه بعد سماع صراخ أخيه صعد إلى السطح فوجد أخيه ملقياً على الدرج بلا حراك فيما كان أعلى رأسه قد فجر وخرجت منه بعض أنسجة الدماغ.

كان أحمد ملقياً على الدرج عند مدخل السطح وسط بركة من الدماء. حسبما ذكرت عائلته، فإن أسماء أصيبت في البداية عندما كانت تجمع الغسيل، بالقرب من سور السطح، المواجه لأحد المباني السكنية التي كان يعتليها القناصون الإسرائيليون دون أن يعلم أهل الحي بذلك، فيما كان أحمد يطعم الحمام. ركض أحمد فور رؤيته أخته مصابة إلى الأسفل لينادي أهله، ثم عاد من فوره لينقذ أخته، لكنه قبل أن ينهي صعود الدرج عاجله القناص بطلقة في وسط رأسه، فسقط ميتاً في المكان.

يقول على: "عندما حاولت أن أسحب أخي، أطلقت عدة رصاصات و اصطدمت بالحائط تماماً فوق رأسي، فيما كانت أمي خلفي تنظر إلى أحمد وهي تصرخ وتبكي."

حمل علي أخاه أحمد إلى الطابق الأول من المنزل المكون من طبقتين، ووضعه في غرفة الضيوف، ثم عاد لجلب أخته. "زحفت باتجاه أختي، وعندما كنت أتقدم كان القناص يطلق النار، وصلت إلى أختي فوجدت رأسها قد انشق من الخلف وخرجت أنسجة دماغها منه، زحفت راجعاً باتجاه الدرج وأحضرت منشفة، ثم عدت إليها حيث لففت رأسها بالمنشفة بعد أن أدخلت ما كان قد خرج إلى داخل رأسها، ثم قمت بجرها فيما كنت أزحف، واستغرق ذلك حوالي 15 دقيقة حتى وصلت في النهاية إلى الدرج، ثم وضعتها في غرفة الضيوف إلى جانب أحمد."

استشهد الشقيقين في حوالي الساعة الحادية عشر صباحاً، ولم يتمكن الإسعاف من إخراج جثمانيهما من البيت إلا بعد مرور خمس ساعات، حسبما ذكرت عائلة الشهيدين.

حتى عصر الأربعاء 18/5، لم يطرأ جديد على رفح، فقد كان تل السلطان ما زال محاصراً وسقط فيه أربع شهداء. كنت أعمل مع مجموعة من الصحفيين الأمريكيين والأيرلنديين الذين كانوا قد وصلوا إلى رفح بعد ظهر الثلاثاء، لفت انتباهنا عندما مررنا بالقرب من مسجد العودة، وسط البلد، تجمع عدد من المواطنين، تحدثنا مع بعض المنظمين الذين شرحوا لنا أنها مسيرة سلمية تنظمها الفصائل الفلسطينية في رفح تضامناً مع أهالي حي السلطان المحاصر، وقال المتحدث أن المسيرة ستتجه إلى حي السلطان.

بعد اللقاء قررنا الذهاب إلى المستشفى للإطلاع على آخر حصيلة للشهداء والجرحى، ومن ثم نعود إلى المسيرة التي كانت ما زالت تتجمع. عندما ذهبنا إلى مكتب الدكتور على موسى، مدير مستشفى أبو يوسف النجار، كان مشغولاً بعمل اتصالات من أجل تأمين سيارة إسعاف ترافق المسيرة. بقينا في المكتب حوالي ربع ساعة دون أن نحصل على معلومة واحدة لانشغال الدكتور موسى.

لذا قررنا عدم إضاعة الوقت واللحاق بالمسيرة التي كانت مثيرة للاهتمام بالنسبة للصحفيين. في طريقنا إلى شارع البحر، الشارع الرئيسي في رفح والذي سلكته المسيرة إذ يؤدي إلى حي السلطان، فوجئنا بعدد من السيارات العادية وسيارات الإسعاف المسرعة باتجاه المستشفى في تلك اللحظة شعرت أن شكوكي قد حققت بأن الدبابات الإسرائيلية ستقوم بإطلاق النار على المسيرة بالرغم من أنها سلمية.

أخبرت السائق، بأن يسير بالسيارة بأقصى سرعة ممكنة باتجاه الحدث، في الطريق كان شارع البحر قد انقلب كلياً فسيارات الإسعاف كانت تسير جيئة وذهاباً مطلقة لسرعتها وصفاراتها العنان، والناس كانوا يركضون بشكل جنوني في جميع الاتجاهات.

عندما اقتربنا من المكان، ورغم أن معظم الجرحى كانوا قد نقلوا إلى المستشفى، إلا أنا حالة الفزع كانت تحتل المكان، والكثير من الشبان كانوا يسيرون مضرجين بالدماء، لا لأنهم أصيبوا بل لأنهم قاموا بنقل الشهداء والجرحى الذين كانوا بالعشرات.

نزلت برفقة الصحفيين الأجانب من السيارة، بعد أن ارتدوا السترات الواقية من الرصاص إذ أننا كنا نقترب من حي السلطان وكان الوضع في المنطقة ينذر بالخطر. في تلك الأثناء كانت سيارات الشرطة والإسعاف تدعوا عبر مكبرات الصوت للتوجه إلى المستشفى من أجل التبرع بالدم.

حمدان الغرارة، 24، أحد الذين قاموا بنقل المصابين والشهداء، كانت ملابسه مغرقة بالدماء، قال أنه عندما اقتربت المسيرة من تل زعرب، على مشارف حي السلطان، قامت الدبابات بإطلاق الرصاص والصواريخ بالقرب من المسيرة. "كان الشهداء والجرحى في كل مكان،" قال حمدان.

عدنا بعد ذلك إلى المستشفى، كان الخمسين سرير التي تضمهم المستشفى قد امتلئوا جميعاً بالمصابين. وكانت هناك حركة دءوبة لنقل المصابين منها إلى مستشفيات أخرى رغم وعورة الطريق المؤدية إلى المدن الأخرى، إذ أن الطريق الرئيسة بقيت مغلقة حتى انتهاء الاجتياح.

كان وضع المصابين الموجودين في المستشفى صعب، فهي صممت بالأساس لتكون عيادة محلية ولا يوجد فيها وحدة عناية مركزة، وهو أمر مأساوي بالنظر لطبيعة الإصابات التي كانت موجودة فيها. أحد المصابين، كان شاباً لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، كان مصاباً بعيار ناري في الرأس وكان غائباً عن الوعي، وضع هذا الجريح في أحد الغرف التي لا يوجد فيها أي تجهيز طبي غير الأسرة، وكانت مزدحمة بشكل غير طبيعي بالمواطنين والعاملين الذين كانوا يدخلون ويخرجون منها الجرحى.

لم تكن إدارة المستشفى وحتى الطاقم الأمني فيها بقادر على السيطرة على تدفق المواطنين إلى داخل المستشفى، فجميع ممراتها وغرفها كانت مزدحمة خاصة بعد استهداف المسيرة بالصواريخ.
غادرنا المستشفى، لنذهب إلى ثلاجة الزهور والفواكه التي وضعت فيها جثامين الشهداء. كنا قد ذهبنا إلى هناك في الصباح حيث وضعت جثث حوالي 14 شهيداً، لكنا ذهبنا للمرة الثانية لنرى شهداء المذبحة الجديدة. عندما وصلنا إلى هناك، كان الدكتور أحمد أبو نقيرة، مدير قسم العمليات بمستشفى أبو يوسف النجار، قد وصل مع طاقم طبي إلى المكان من أجل تكفين الشهداء.

قبل أن أدخل إلى الثلاجة راقبت الدكتور أحمد وهو يقوم بتكفين جثماني طفلين، الأول كان محمود طارق منصور، 13 عاماً، الذي استشهد في القصف المدفعي على المسيرة حسبما ذكر عمه نضال، 28 عاماً، وذكر التقرير الطبي أن إصابته كانت: "شظايا صاروخ مدخل في العين اليسرى مع تهشم شديد في عظام الجمجمة مدخل لشظية في البطن والحوض."

والشهيد الآخر، هو وليد ناجي أبو قمر، 12، أيضاً استشهد في القصف على المسيرة، وصف التقرير الطبي إصابته: "شظايا صاروخ في الكتف مما أدى إلى بتر الذراع الأيسر وشظايا في الصدر والبطن."
كنت أحمل كاميرا فيديو لحظة تكفين الشهيدين، وشدد الدكتور أحمد على أهمية تصوير عملية تكفين الشهداء لاسيما هذين الطفلين. ورغم قسوة وبشاعة مشهد ذراع الشهيد الطفل وليد أبو قمر إلا أنني واصلت تصوير مشهد الأطباء عندما قاموا بمسك يده المبتورة وألصقوها بالكتف ثم ربطوها بضمادة مع اليد الأخرى.

بعد يومين من الحادث، كنت في أحد البقالات الموجودة قبالة المستشفى، والتي استخدمها الصحفيين والأطباء كمركز للراحة والكتابة أيضاً، تحدثت مع أحد الأطباء الموجدين والذي ذكر الشهيد أبو قمر. قال: "وصل إلى المستشفى وكان لا يزال على قيد الحياة.. كنت ومجموعة من الأطباء ملتفين حوله وكان يقول، ساعدني يا دكتور بديش أموت، نظرت وأنا عاجز غير قادر على فعل شيء له فقد كانت الشظايا اخترقت قلبه.. بكيت وبكي جميع الأطباء حوله وقفنا عاجزين عن مساعدته وهو يموت."

صورة الشهيد أبو قمر، هزت مشاعر الذين شاهدوا صور التلفزة أو الصور الثابتة التي وزعتها الوكالات عندما كان أحد الشباب يحمله في مكان الحدث وقد بدا واضحاً أن يده كانت شبه مبتورة. لاحظ الجميع أنه كان ما يزال حياً لذا صدم الكثيرون عندما علموا أن نفس الطفل قد استشهد.

---
بدأت كتابة هذه المذكرات في آخر أيام اجتياح عسكري إسرائيلي لمدينة رفح، جنوب قطاع غزة، في شهر أيار 2004. ونشرت نسخة مترجمة إلى الإنجليزية في صحيفة "ذا ناشيونال".

 

التوقيع



الرجاء عدم إعادة استخدام الصور دون إذن من المؤلف.

محمود حبوش غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-22-2013, 05:00 AM   #2
عبدالإله المالك
إشراف عام

افتراضي


يا محمود

الله نسأل أن يرد بيت المقدس والأرض المباركة السليبة إلى أهلها
وأن تندحر دولة الطغاة والصهاينة
ولعل من الله نصرًا قريبًا

التحية لكل الأخوان والأخوات في أرض الجهاد والبسالة والثبات

 

التوقيع

دعوةٌ لزيارةِ بُحُورِ الشِّعرِ الفصيحِ وتبيانِ عروضِهَا في أبعادِ عَرُوْضِيَّة.. للدخول عبر هذا الرابط:

http://www.ab33ad.com/vb/forumdispla...aysprune=&f=29


غَـنَّـيْـتُ بِالسِّـفْـرِ المُـخَـبَّأ مَرَّةً

فكَأنَّنِيْ تَحْتَ القرَارِ مَـحَـارَةٌ..

وَأنَا المُـضَـمَّـخُ بِالْوُعُوْدِ وَعِطرِهَا ..

مُــتَـنَاثِـرٌ مِـثلَ الحُــطَامِ ببَحْرِهَا..

وَمُــسَافِرٌ فِيْ فُـلْـكِـهَا المَـشْـحُـوْنِ
@abdulilahmalik

عبدالإله المالك غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-22-2013, 12:30 PM   #3
إيمان محمد ديب طهماز
( شاعرة )

الصورة الرمزية إيمان محمد ديب طهماز

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 41193

إيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعةإيمان محمد ديب طهماز لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


يامحمود والله كأنك تكتب حال سورية الآن
بل قد بات اليهود لأشد رحمة وظلما

كيف سنحرر فلسطين و نحن تحت جور عصاباتهم لازلنا
فلنتحرر لنحرر
اللهم ارفع الظلم عن كل المسلمين
وانصرنا على أعدائك أعداء الدين

نص موجع
أبدعت

 

التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
(هتفت باسمكِ في الآصال والسحر
كأنه دندنات العود في الوتر
)


هتفت باسمي في الآصال تنشره
كالعطر يهمي بنفح الروح في الزهر
فكنت رجع الصدى ياخير من هتفوا
باسمي كرعد بكاء الروح في الأثر
وقلت أورقت بي ياخير عازفة
في مسرح الوجد بين الصفو والكدر


(إيمان محمد ديب) ألحان الفلك

إيمان محمد ديب طهماز غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-22-2013, 04:35 PM   #4
فاتن حسين
( كاتبة )

افتراضي




مشهد يتكرر كل يوم في كل مناطق غزة يـ محمود
وليست رفح وحدها
مشاهد أشد إيلاماً واشد قسوة عشناها في الحربين على غزة
ذاق كل بيت فيها مرارة الفقد والجوع والخوف
قصص الشهداء وكيفية إغتيالهم ومشاهد الوجع والألم تعتصر أهلهم وذويهم
لازالت خالدة فينا
تجدد العهد والقسم بأن نموت وتحيا فلسطين

كل التحايا لقلبك

 

التوقيع



كم أتوق للتنفس..
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فاتن حسين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-23-2013, 08:31 AM   #5
عبدالرحيم فرغلي
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالرحيم فرغلي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 4846

عبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعة


مـجـمـوع الأوسـمـة: 1

فعالية النثر الوسام البورنزي



افتراضي


يا لكل هذا الألم .. أخذتني هذه التفاصيل وعشت فيها وتخيلتها ..
فكان وجعا كبيرا .. كان الله في عون من شاهده عيانا .. ورحم الله
الشهداء وجعلهم في نعيم مقيم .
كنت أقول وصلنا لقمة الحضارة .. ولكن ما يحدث
في عالمنا العربي يقول الجاهلية تعود وبكل قوة ..
وإنسان الغاب لم يزل يعيش بيننا .. لكنه إنسان
يصطاد الإنسان . أحيانا الفجيعة تلجم الكلمات ..
ربنا عجل بالفرج .. ربنا عجل بالفرج .
ألف تحية وتقدير

 

التوقيع

المدينة المنورة ،، حيث الحب الكبير

عبدالرحيم فرغلي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-26-2013, 12:54 PM   #6
محمود حبوش
( صحفي )

الصورة الرمزية محمود حبوش

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 12

محمود حبوش غير متواجد حاليا

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتـــن حسيـــن مشاهدة المشاركة


مشهد يتكرر كل يوم في كل مناطق غزة يـ محمود
وليست رفح وحدها
مشاهد أشد إيلاماً واشد قسوة عشناها في الحربين على غزة
ذاق كل بيت فيها مرارة الفقد والجوع والخوف
قصص الشهداء وكيفية إغتيالهم ومشاهد الوجع والألم تعتصر أهلهم وذويهم
لازالت خالدة فينا
تجدد العهد والقسم بأن نموت وتحيا فلسطين

كل التحايا لقلبك
لم يتسن لي رؤية الفظائع التي حدثت في حرب غزة الأخيرة أو التي سبقتها، كما لم يتسن لي رؤية فظائع نظام الأسد، لكنني وددت مشاركة تلك المذكرات في هذا الوقت، كي أضع المصائب التي التي حدثت بعد ذلك الاجتياح في سياقها الطبيعي، إذ أن كل تلك المآسي حدثت في أزمة استمرت أقل من أسبوع وقتل فيها العشرات، فما بالكم بتلك المذابح التي قتل فيها عشرات الآلاف. إذا قمنا بمضاعفة المعاناة الظاهرة في اجتياح رفح مئات بل آلاف المرات، من الممكن لنا، لربما، أن نتخيل حجم المعاناة في سوريا الآن.

 

التوقيع



الرجاء عدم إعادة استخدام الصور دون إذن من المؤلف.

محمود حبوش غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اختفاء الساعة التاسعة تركي الرويثي أبعاد القصة والرواية 1 01-15-2013 02:34 AM


الساعة الآن 07:31 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.