مستشفى المجانين .. (متجدد)

[ضوء خافت]

عليكم أن تدسّوا السم في الحبر ... حتى يموت حرفي

و حبري دمي ... لا تخافوا ... ضعوا السم في كوب الشاي ...

لن يتسمم إلا حرفي ...

لعلّي من لوثة الكتابة أتعلل ...

ضعوا السم على حافة الورق ... فأنا أحياناً أغفو عليه ...

لعلّي من رائحة السطر أجفل ...

 

[رشا عرابي]

أمّا بعد،

ﺗﻘﺎﺳَﻤﺖُ ﻭﺇﻳّﺎﻙ ﻇﻞّ ﺍﻟﻔﺮﺡ
ﻓﻨﻤﺖُ ﻗﺮﻳﺮﺓ ~
ﺃﻻ ﻧﺴﺘﺤﻖ ..!

 

[سيرين]

وحوش الحياه ما ابقيت له رأسا

،،

 

[سالم حيد الجبري]

أحدهم يمسك بالكرة الأرضية بين يديه !!
وثان يخفي في جيبه السماء السابعة !!
وثالث يجفف المحيط كي لا تبلل قدميها من بقايا الأمطار الحمضية !!
ورابع ...... !!
وخامس ..... !!
وأنا سادسهم أنفخ في السديم !!
نشبه أصابع مخلوق خرافي !!
كإن السماء لم تأت بامرأة سواها !!
أما هي فامرأة تجيد فن الإغواء، والايحاء !!
ولم تزل مشغولة بتشييد مدائن القياصرة !!


من وحي قاتل امرأة جميلة .

 

[سالم حيد الجبري]

تمسك أصابعه بالشاكوش، كما تمسك إحداهن بالعاشقين.

 

[سالم حيد الجبري]

كان لا بد له - قبل قتلها - أن يأخذ لها صورة جميلة
مع إبتسامة ساحرة، ونظرة قاتلة،
ويكتب إليها رسالة شرط ألا تقرأها،
وينشر قصيدتين لنزار، ويزيد بن معاوية،
ولا بأس من قصيدة ثالثة لمجنون ليلى،
وبعد قتلها يقص ضفيرة من شعرها،
ويأخذ قطعة من ثيابها حتى لو فرد الحذاء،
ويشتري قارورة عطر من نوع عطورها،
فإذا ما حضر إلى حرم القضاء
وزع أشيائها الجميلة على القضاة، والمستشارين،
وبقي صامتاً إلا من ضحكات باكية،
وتمتمات أمازونية .

الرحمة، والخلود للعاشقين.

 

[سالم حيد الجبري]

عيناكِ تلبسان البراءة لتخفيان الشَّبق خلف نظراتها،
وشفتاكِ تتلمظان تلك القُبلات الضَّائعة المتوارية خلف عدم الجُرأة، والقرار،
وأحاديثكِ المُعتَّقة بالرُّموز لسان حال أمسياتكِ اليتيمة عدا مظاهر بعلٍ بغلْ على السَّرير !!

أدركُ جيداً أنّكِ تُحفة !!
أنّكِ ثروة من اللَّحم المنحوت ال يشبه نحت من الرُّخام الفيكتوري،
وأنكِ قطعة من ضوء أقتطعتها السَّماء من قمر لتضيء المساءات الحالكة،
بيد أنَّ السَّماء قد أهدتكِ لثمةٍ أعمى،
وربما لثمةِ أبله،
وربما لرجلٍ ليس له من الرَّجولةِ غير اسمها !!

أعرفُ أنكٍ ماكرة خبيثة !!
تمارسين الخيانة بشتَّى الطُّرق
بالأحلام،
والخيالات،
والوسائد الخالية !!
ولكن .... حذاري من أن تنطقين أحد الأسماء أثناء النَّشوة،
والرَّعشة اللَّذيذة المجنونة !!

صحيح أنكِ قارورة من خمر، وعسل،
وأن تلك المفاصل الفيكتورية الجميلة النبيلة
الرشيقة الحميمة
تستحق الحرير، والذهب،
والمكانة الرَّفيعة العالية،
وأنكِ جنَّة زاخرة بالتُّفاح، والعنب !!
وصحيح أيضاً أن ثمّة هاتف يعانق مسامعكِ بين حينٍ، وآخر : قريباً سيبدو العمر، وكأنه قد ذهب !!
لكنكِ لست الوحيدة في هذا الشَّرق البليد !!


من وحي الحقائق التي لا يعرفها غير المجانين.


* أكثر شخص مكروه عند الناس، هو الذي يقول الحقيقة.

أفلاطون.


كل عام، وأنتِ الضَّحية.

 

[د. فريد ابراهيم]

قالوا انني اوشكت علي التعافي ..

و اعادوا طلاء غرفتي ليختفي كل ما كتبته علي جدرانها تحت الطلاء الجديد ..

لازلت احفظ موضع كل حرف كان منقوشا ..
و لكن الضجر و الوهن يمنعاني أن ابدأ من جديد ..

كـ كل ما حولي .. ابدو جديدا ، انيقا و مهندما ..
لكن الفوضى بداخلي لازالت تموج بالحطام القديم ..

لازالت بشرتي الحليقة الناعمة تشف عن ملامحك ..
و تقتفي بصمة الاصبع الرقيق ..

لازالت ثيابي -على اناقتها- تشتاق لـ حشو غيري ..
كان يغمرها بالعطر و الرحيق ..

فـ أي انسان جديد سأكون ؟
و عن أي بداية جديدة يتحدثون ؟