الامل لو مات فضلت الكفن !

[سَارة القحطاني]

لم يلحظ أحد من قبل هشاشتي؟ وبأن ثمة ما يؤرقني ويكسرني ويقصم ظهر أيامي الهانئة.
لم يجرؤ أحد من قبل على أن يتجسس على حقيقتي؟ يتحسس مواطن ضعفي؟ ويصارحني علانية بأني شخص مثقوب وممتلئ بآلاف الخيبات وبحاجة ماسة للمساعدة .

طيلة أعوامي الماضية نجحتُ في ادعاء صلابتي، وبأني ثابتة ولا شيء في هذه الحياة بوسعه النيل منّي!
لكن ما حدث وقبل عدة أيام، أنه وفي حين غفلة وشت بي خطوتي؟ وعيناي؟ للحد الذي منح شخص ما الشجاعة ليقف في وجهي ويذكرني بكل ما مضى بسؤال عابر طرقَ أبوابٍ عدّة في آنٍ واحد!


*ثمة حقائق وقعها مؤلم على القلب والروح، وأثرها باقٍ فينا ما حُيينا.
سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

?Who Hurt You
كان سؤالاُ عابراً وحسب؛ أو ذلك ما ظننته حينها لكن الحقيقة تجلت بعد مضي 60 دقيقة على الأغلب؛
وبعد مضي أكثر من عشرة أعوامٍ من الثبات والصمود وجدت نفسي في مواجهة مباغتة مع كل ذكرى ظننت إني عبرت من فوقها ومضيت!

هزمني سؤاله، وهزمتني حقيقة أنني لم أشفَ بعد وبأني أحمل في صدري وذاكرة أيامي ثقوباً ونُدباً لم يتكفل بها الزمان كما رجوت أو بالأحرى كما اعتقدت.

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

يتجلى لطفه في كلماتٍ منتقاه يلقيها على مسامعي في أوقاتٍ أوشك فيها على الانهيار..
يتجلى لطفه في لفتة حانية تظهر في أوانها لتذكرني بحقيقة إني متفردة واستثنائية ومختلفة ..
يتجلى لطفه في ابتسامة متعجلة يصافح بها عيني لعشرات المرات دون أن يلحظها أحد سواي..
يتجلى لطفه في سؤاله، في محاولاته الجادة لإسعادي.. للنيل من كل ما من شأنه بعثرتي..


يتجلى حبّه سراً وعلانية،
ويبزغ مثل شمس عيد تنذر بقدوم فرحٍ ممتد تصل أهازيجه لكل مكان.
وذلك ما يجعلني " غارقة " في وحل مخاوفي من القادم من أيامٍ وشعورٍ وأحلام قد لا يسعنا الوقت لبلوغها،
أو بالأحرى قد لا نملك خيار أن نعيشها كبشائر خير وفرح بقدر ما نعيشها كخيبة أمل نتوارى خلفها لسنوات.

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

المهم ما نعيشه نحنُ الآن؟ ما نحيا على وقعه بكل ما نملك من عاطفة وشعور،
ما يتجلى في سماء لحظتنا الحالية؟ ما يختبئ خلف ملامحنا وفي ثنايا ضحكاتنا وأحاديثنا العادية.
لأننا بالأحرى نصنع من لحظاتنا الحالية ذكرياتٍ نحجز لها متسعاً في ذاكرة أيامنا،
نصنع منها ضماداتٍ ومسكناتٍ نهزم بها جراحنا الآتية!
ولا يخفَ على أي منا حقيقة أننا في أحيانٍ كثيرة نتعافى بذكرياتنا، بلمسة حانية تأتينا من عزيز فتشفينا.


سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

كم من المهين أن تخلق المواقف التي لم نتجاوزها مسافاتٍ طويلة بيننا وبين أحبائنا؛
وكم من المؤلم ألا ندرك فداحة هذه الحقيقة إلا بعد فوات الآوان!

فات الآوان على العلاج!
فات الآوان على ردم الفوهة، وعلى صفع الوجوه بالحقائق واحدة تلو الأخرى..
فات الآوان على قول كلمة " قف، واعتذر، وتوارى "
فات الآوان على قول كل ماكان يجب قوله في ذلك الوقت!
فات الآوان على دفع الحساب، وإماطة الأذى وإغلاق الصفحة!
فات الآوان على لملمة ما اقترفته في حق ذكرياتنا الخيبة ..
خيبتنا بمن نُحب كانت قوية للحد الذي أفقدنا يقيننا بكمال الأشياء من حولنا!
بكمال اللحظة، وكمال الشعور، وكمال الأحلام.. كل مافي هذه الحياة صار باهتاً..
ناقصاً حتى مشاعري لم يعد بإستطاعتي أن أعيشها كاملة منذ ذلك الحين!

- نظن بعد أن نتجرع مرارة الخيبة أن الأيام ستتكفل بعلاجنا؟ ستتكفل بما عجزت قلوبنا عن البوح بهِ لسنواتٍ عدّة؛
لكننا مع الأيام نكتشف أننا أفلسنا عاطفياً دون أن نعي خطورة مانقترفه بحق مشاعرنا،أحلامنا، وبحق القلوب التي سعت
جاهدة لمداواتنا والأخذ بيدنا نحو بر الأمان.

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

كيف كانت ستبدو حياتنا فيم لو مُنحنا خياراً نشطب من خلاله كل ما مرنا من أيام؟ وخيباتٍ ومواقفٍ كسرتنا وعبثت في طمأنينة أيامنا
وأحالت النور في أعيننا إلى ظلام دامس لا شروق بعده ولا أمل؟
كيف كُنا سنبدو فيم لو مُنحنا خيار التراجع عن كلماتنا، اعترافاتنا العاطفية، أحاديثنا العادية مع شياطين قابلونا متنكرين بزي ملائكة؟
كيف كانت ستكون أحلامنا فيم لو منحنا خيار البدء من جديد في كل مرة نفقد فيها بوصلة إيماننا بالنهايات؟ بحصيلتنا نهاية المشوار الذي نقطعه في كل مرة
ونحنُ لا نحمل يقيناً كافياً بأننا سنصل إلى وجهتنا الصحيحة؟
كيف كانت ستبدو أيامنا فيم لو كان بوسعنا اختيار من نُحب؟ بوسعنا اختيار الوجهة التي نودّ الإبحار منها وإليها دون وشاية من أحد؟
كيف كانت ستكون اختياراتنا لو كان بوسعنا عيشها علانية دون أن نضطر للتبرير أو التأجيل!

كبف كنا سنكون لو امتكلنا خيار قول ( لا ) حين يصرخ العالم أجمع ( بنعم ) ؟!


سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

حين قررتُ التملص من ادعائي الكاذب بأنني عمياء وبلهاء إلى الحد الذي يصعب فيه علي ملاحظة التفاصيل،
رعشة الكف ونبرة الكلمات العابرة وصوت الخطوة الحذرة!
وجدتني أركض في مضمارٍ أفقد فيه نفسي؟
ألهث خلفُ شيء أجهل ماهيته؟ وأجهل حقيقة ما تؤول إليه حياتي حين امتلكه؟
وجدتني أقع في شرك خطيئة يدفع ثمنها قلبي الذي بات مغموراً بتفاصيلها حد الغرق!

فاللهم يارب وحدك تعلم حقيقة هذا الشعور، ومآل هذا الطريق فاللهم لا تتركني عالقة في منتصف الشعور؟ في منتصف الطريق دون أن أدرك الهاوية؛
ولا تتركني أركض خلف حلمٍ بائس حتى تفنى ملامح يقيني بأني سأصل لوجهتي الصحيحة ولو بعد حين!

سارة القحطاني

 

[سَارة القحطاني]

.
.
ما أصعب شعور أن تصلّ بعد سنواتٍ من التيه والضياع إلى وجهتك الصحيحة لكن مع ظل حقيقة تتربص بك،
تقرع بابك في كل لحظةٍ توشك فيها على معانقة السماء من فرط ما تشعر به من السعادة والرضا!
تقتل كل ملامح الفرح في عينيك! تبعثر خطاك وكل مشاعرك العابرة في سماءٍ تتوهج بملامح طمأنينتك؛
حتى تذكرك بحقيقة أنك ترتكب خطيئة في حق قلبك والقادم من أيامك.

بقدر الطمأنينة التي أحملها في قلبي، احمل اضعافها خوفاً من ألا أملك طوق النجاة في الوقت الذي تحترق فيه أشرعة أملي فاحترق كلي واختفي للأبد.


سارة القحطاني