إشارةُ تعجّب....!!

[ياسر خطاب]

إشَارَةُ تَعَجّبْ ....!!



يجْترني ألمُ الذكرى رغمَ أنّ خواصي منتهية الصلاحية

فالدمعُ تلون بألوان الحرف

الذي يلقي بنفسهِ على القرطاس المتكوّن من سعف اليأس

وفمي تشقّقتْ مولّدات الهمس فيه

وصارَ يلفظُ الكلماتِ على مضض

وخدي ينتزعُ احمرار الشفق في خنْقهِ لنهار مُمل

وعيوني غارتْ تبحث عن مداها البعيد

وفكري ضاعتْ تلافيفه

في حشرجةِ السؤال عن الطريق

إلى مخزونه الوافرِ حبّاً كالجليد

أمّا أنتِ ...

فتذوب خصالكِ وتسْري موازيةً لشراييني

تُكسِبها هيبةَ التدفقِ ولون العذاب العذب

وما أن توصلُها إلى نقطة البداية

حتى تتحجّر هناك كتمثالٍ يروي قصّته قلبي بانفعالٍ أنيق




هي فرصتي الوحيدة.....

فلا تبيعيني البُخلَ بيأسي

دعيني أقول ما لمْـلَمَـتْهُ الذواكرُ على مرِّ التذكر

دعي لذاك الوحش الذي يسكن كلّ مكان لديّ سعيراً

يثور كثيراً ليُخصب أرض الجوارح فيّ

كما أشتهي ..

أيّها الكاره لشعاع الشمس قفْ مرةً

قف و تأجّجْ ...

قفْ وكنْ كما تراني أثور شوقاً لذنوبي

قفْ ...!!

فها هو الفجر المُلحّ ُ

صاحب البأس الشديد

يوشك أن يشي هرب الظلام

إلى عيون الخاضعين

ويقْسمُ باختناق الصوت وبالصراخ

ويغفو هالكاً مستوحشاً كدمي بعد الركود...

كدأبِ اختلاج السكون في عيون العابثين

مثلَ مفؤود الهوى ...

أمْيل السحاب

يستجدي النقاء من رفيف الثغر....

والجوع ينهش من مجارير الخطايا لألآت الصبح

في شبه اشتهاء ...

والكون يمسي في عيون العاشقين قبلة

تُنازل النسيان...

والموت بات أمنيةً بعيدة

مثل احتساء الأرض أجساد البغاء ...

يكوّر الأحزان في عجز المآب

فلا سعفٌ يردّ ُ أشعّة الشهقات عن خوفي

ولا صوتي...

يُحيك على الجسم النحيل عباءة الصلوات

تزجّه حباله التي ينسجها أرجوحة لقتلي

موتٌ لموتي بانتظام ...




أيها الجسد الصارخ ذلّاً في نخوتي ...

أنا شرقي الطباع

فلا يروق لعزتي بأن أراك تحمل الأثقال وحدك

وأظلّ ُ مكتوف اليدين .....

لا يروق.... لا..

أن أمنع الصوت الرّخيم....

يحتلّني كما أريد

لأصنع الحياة في موتٍ لشهوتي

بانفجارٍ دويّه الإمتاع ...




أيها القائلون بالأقوال

جميعكم.....

يا أيّها الذين تُظهرون أنفسكم كمثل للحلم والشجاعة.....!!

تعلمون ما يفعل الشعور حين توثقه الغرائز ....!!

وتعلمون أيضاً

أن الخيول حين يتركها الصهيل!!

ماذا تريد ...

وتعلمون أيها الرجال

أنه لابد للبحر من أنهار تولج فيه ...!!

جميعكم يحسّ بهذا :

((إشارةُ التعجبِ حينَ تفقدُ نقطتها الوحيدة......1))

إذاً فأنصفوني .....!!




يا طبيبي.. ..

أيّها السفرُ الملحّ ُ للوصول إلى فؤادي

لك قلبي .... بعد أن تكون فيه

كم اشتهي بأن تقودَ حربك بامتياز

وتجوبَ كلّ خارطةٍ رسَمَتْها شهوتي.... بدهاءِ فكرك

اسلمْ جسدك الملتهبِ الشعور إليه

وستنجو ......!!

أطلق سبيل النّار في كل المكان

وستنجو.....

يا حبيبي.....

ألست من قال لي

في حربي هناك: لا تخفْ

فعلام قلبك يستجير بلا أنين

أسرجْ لمخزون الهوى طبول الحرب

وأخرس النايات

فبعد كل هذا الموت اعلم:

يا حبيبي ...

لن تضيق فيك أمتارُ الكفن

فارمي دموعك تخْتزِنْها مقلتي

واكشف غطاءكَ

عن عيون الرغبةِ

وسِرْ ... كحصان هائجٍ

سرْ... بارك الله الجموح...

حين يهوي غفلةً

بحجةٍ هشيمة عنوانها

إغاثة الملهوف ...!!


29/11/2007