إلى أسماء وكل أسماء
أبو أسماء ممن انتفض ضِد الظلم والاحتلال ،
مِمن احترق ألما ، وَشهامة ، ورجولة على دينهِ ووطنه .
جاءَ أمّه ذاتَ صَباح قائلا لها :
- أمّاه ، اليوم استشهدَ أحد أصّحابي ، وأمه نَثرت عليه الحلوى وَزغردت ،
لقد زفته ُإلى الجنّة .
رَدتْ الأم بثقة :
- إذًا هاتَ لي كيس الحلوى ، لأضَعه عندي ،
حتى لو زفّوا لي خَبر استشهادك ،
نثرته عليك ! .
أسرع مبتسمًا وجلبه لها .
استشهد أبو أسماء في اليوم التالي ، كأنه كان يشعر بقدره .
زغردت أمّه " حَفيدة أمُّ عمارة " وَنثرت عليه حلوى الفرح ، المشوبة بالحزن الكبير ،
أسكتت كل النساء ومنعتهن من البكاء ، إلا أم أسماء !!
تلك الشابّة التي تحضن ابنتها " أسماء " التي لم تتجاوز الشهرين من عمرها فقط .
رحل أبو أسماء ثأرا ، لدينه ، ولمسجده الذي دنّسوه بأقدامهم وأفعالهم !
لترحل بعده أسماء بسنتين " بسبب إشعاعات غريبة " ! ، تركها لها رسل السّلام !!!
إنهم لايسلبون الأرض فقط ، بل المستقبل أيضًا .
لتبقى أم أسماء وحيدة تصارع قدرها ،
كزوجة رابعة ، لرجل ٍمراهق تحركه نزواته ، وصبيانيته !
بعد أن أجبرها والدها ، خوفّا عليها من مصير مجهول .
تحتسب أم أسماء ماجرى لها ،
والآن تعيش على حلم أن تلحق بأسماء وأبيها
الذين اختاروا السّماء وطنا ،
بعد أن فقدوا الوطن
وخذلهم الأشقّاء !