1718

[شيخه الجابري]

الرقم مغري جدا،كرقم سيارة مثلا تستطيع أن تبيعه بأسعار خيالية عند مزاد بيع الأرقام،وهو مغرٍ أيضا كرقم لرسائل القنوات الفضائية يسهّل على الفارغين إدارته بسرعة فائقة،وهو كذلك مغرٍ لو كان راتبا تضاف له بعض الأصفار بخاصة مع ارتفاع الأسعار،وانهيار الأسواق العالمية،وبيع العديد من أصول شركات الطيران،ومن ثم إعلان جنرال موتورز الإفلاس لولا الخمسة مليارات الأخيرة التي خصصت لهم كمعونة من الحكومة الأمريكية لإنقاذ السوبر بان وإخوته من الانقراض،وأيضا هو ليس رقما لضحايا انفلونزا الخنازير،أو القتلى في دارفور،وأيضا هو ليس حصيلة المصابين في حوادث السيارات في الخليج العربي التي تقضي حرب الشوارع فيها على العشرات من الشباب بشكل مستمر.
الرقم هذا هو القرار الذي خرقته،"وسوّت له طاف" كوريا الشمالية اليوم حين أعلنت عن تجربة نووية جديدة تتحدى بها أمريكا وأخواتها ،مع كل المجالس المحلية،والإقليمية،والقُطرية،والدولية،رغم العقوبات المفروضة عليها.
فقد أعلن مجلس الأمن قبل قليل إدانته لكوريا الشمالية التي ضربت بالقرار عرض الحائط،حتى كاد أن يبكي ،فيخرج علينا اليهود بأن الجدار جدارهم وهو شقيق لحائط المبكى الذي يتباكون عنده ليل نهار،فيطيلون شعورهم،ويهزون أكتافهم،ويرتدون خوذاتهم أو"طواقيهم" لزوم اكتمال الهندسة الدينية المتمثلة في المظهر العام،بعيدا عن المظهر الداخلي الذي يكره كل ما يمت للسلام بصلة،السلام الذي يتباكى ويستميت عليه العرب،ويركله نتنياهو بقرار جديد يلغي حق الفلسطينيين في القدس،أو حتى رائحة دولة مستقلة.
هذا القرار يضع بيونغ يانغ، "لست أدري ما وجه الشبه بينها وبين بج بن غير موسيقى الحروف" أقول أن هذا التصرف المراهق سيضع هذه الدولة الخارجة على القانون الدولي أمام لحظة الحقيقة كما يطلقون عليها،تلك اللحظة التي ستجعلها تحت طائلة المساءلة الدولية لطيشها باستخدام المحظور من السلاح،الذي تستعد الولايات المتحدة إلى أن تعاقب إيران على تفكيرها في استخدامه ورفضها الإنصياع لقرارات المجتمع الدولي حوله وتجميد محاولاتها في هذا الإطار.
ويشهر البرادعي كل أسلحته من أجل إدانة إيران أو عدم إدانتها،والبرادعي هذا ليس بطل المسلسل المصري "البرادعي "الذي نال شهرة واسعة في فترة الثمانينيات على ما أذكر وعشان ما أكبّر نفسي،لكنه أي البرادعي هو :محمد مصطفى البرادعي، الرئيس الحالي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، و الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2005. ولد في حي الدقي في محافظة الجيزة في مصر يوم 17 يونيو 1942. أبوه مصطفى البرادعي محام ونقيب سابق للمحامين. تخرج في كلية الحقوق في جامعة القاهرة عام 1962 حاملا درجة ليسانس الحقوق،وقد هدد البرادعي بالاستقالة إن أقدمت الولايات المتحدة على ضرب إيران،لأنها ستحوّل المنطقة برمتها إلى كتلة من لهب.
وكانت الأزمة النووية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة والغرب عموما قد بدأت عام 1994 عندما قامت كوريا الشمالية بنقل قضبان الوقود النووي من يونغبيون، ووضعت وزارة الدفاع الأميركية حينذاك خطة لضرب المفاعل، إلا أن الدبلوماسية التي قادها الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر نجحت في تهدئة التوتر وأسفرت عن إغلاق المفاعل لمدة 8 سنوات.
ويبلغ المخزون النووي الكوري الشمالي البيونغ يانغي ووفقا لما ورد في تقرير معهد واشنطن للعلوم والأمن الدولي،ومن مادة البلوتونيوم خاصة ما بين 46 و64 كيلوغراما، منها 28 إلى 50 كيلوغراما نجح الخبراء الكوريون في فصلها مما يكفي لصناعة 12 سلاحا نوويا، والمقصود بالسلاح هنا الرأس المتفجر.
كن كوريا الشمالية وضعت هذه التقديرات في كمية لا تتجاوز 31 كيلوغراما عندما سلمت الدول المعنية تقريرا عن أنشطتها النووية، مع العلم أن الخبراء الأميركيين قالوا إن هذه الكمية تعادل الترسانة النووية الفعلية لكوريا الشمالية وليست المخزون الإجمالي من مادة بلوتونيوم ويعتبر مجمع يونغبيون -الذي يبعد نحو مائة كلم عن العاصمة بيونغ يانغ- بحسب قناة الجزيرة المعقل الرئيسي للمنشآت النووية في كوريا الشمالية بطاقة تصل إلى خمسة ميغاواط،ويعتقد الخبراء أن هذا المجمع نجح في إنتاج كميات بلوتونيوم من قضبان الوقود النووي المستنفذ تكفي لصناعة عشرات القنابل الذرية الصغيرة منذ بدء العمل فيه عام 1987.
وإلى جانب مفاعل يونغبيون، هناك مفاعلان آخران يقال إنهما خارج الخدمة، بالإضافة إلى وحدة لإعادة معالجة بلوتونيوم يتألف من عدة طوابق.
ترى من سينتصر في آخر الأمر كوريا الشمالية،أم المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن بما يحمل بعض أعضائه من مميزات الفيمتو" أقصد الفيتو" وما شابه.


موقع مجلس الأمن والقرار 1718
http://www.un.org/arabic/sc/committees/1718/