قلب طفلة - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - مشاركات : 783 - )           »          آهات متمردة (الكاتـب : أحمد آل زاهر - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 12 - )           »          تبـــاريــح : (الكاتـب : عبدالعزيز التويجري - مشاركات : 41 - )           »          العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          جواب (الكاتـب : إبراهيم بن نزّال - مشاركات : 1 - )           »          [الحُسنُ أضحكها والشوقُ أبكاني] (الكاتـب : محمد بن منصور - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          Bonsoir (الكاتـب : مي التازي - مشاركات : 47 - )           »          [ سُلافة ] في لزوم ما لا يلزم .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - آخر مشاركة : خالد الداودي - مشاركات : 50 - )           »          بدر المطر (الكاتـب : وليد بن مانع - آخر مشاركة : خالد الداودي - مشاركات : 3 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 508 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-03-2009, 07:55 PM   #1
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي قلب طفلة


الخميس 16 - 12 - 1430 " أحب تدوين التواريخ " !





في داخلي إحساس غير معرَّف ، يغني لي لحنا منذ القدم ،

و حتى أجل غير مسمى ..


عن طفلة التهمها المطر الأسود في ليلة نام فيها القمر الحارس ،

قذفها البحر الأسود قذفة بعيدة ، و وقعت على نبتة صبار ..

سال دمها القاني على الصحراء الساخنة و كتب : ظُلِمت ، ظُلِمت ، ظُلِمت ..


مشَت و مشَت و مشَت ؛ حتى ضاعت روحها ..



* * * *



حدثني هذا اللحن عن أزهار صُبِغَت بالأسود ..

غامت بين ضرار الحشائش ، و ضاعت حتى سقطت ..!


في نقطة سوداء ؛ التقت الطفلة و الأزهار ..

نادَت الأزهار الطفلة إذ جذبها لون شعرها الطويل ،

حملت الطفلة الأزهار ،

و ضاعوا سوية في يوم عاصف ..

طارت زهرة

طارت زهرة

طارت زهرة

و بقي القليل ،

ذهب الجوري

ذهبت المغنوليا

و آخرون ،

بقي القرنفل و البنفسج و الياسمين ..!


* * * *

حدثني ذاك اللحن

عن تميمة سحر سوداء ،

عصرتها الجدة العجوز

لطفلة الشمس ..

و أشربتها إياها ..

و لأن الطفلة مؤمنة ؛ لم تنادي الأمير ،

و بَكَت لربها بالفطرة .!

قال لها أحدهم : " قد يوقظك الأمير " ،

لكنها ما تزال نائمة !

سخَّر الله لها الزهور التي صمدت لتمدها بالأكسجين ..



تعب اللحن و ضاع ..!


* * * *


جائني ناي و قطيع ذئاب ،

يقولون : " افصلي بيننا بقولك " ،

أجبتُ : " و ما دخلي أنا بالقضاء ،

إنما أنا رحالة بدوية ، خلف الكلأ و الماء ،

لأسقي زهوري فأتنفس .. "

كشرَّت الذئاب عن نواياها ،

فَهَرَبْتُ و قتلهم الأسد بدلا مني ..



و تبعني الناي خلسة ...!



* * * *


في ذات نعاس ..

غنى لي الناي :

" يا صاحبة الجسد الخمري ، سأغني للآلهة ليمنحوني حبك ،

و أبحر معك في نهر الخلود ، و نأخذ كنوزنا معنا لنموت ؛ حين يقدسنا الكهنة " !



راودني كابوس مرعب ، عن جزءٍ مني رحلَ مع الناي ..

تفلتُ على يساري ، و لعنتُ الناي ..

و شربتُ منبها روحيا لئلا أغفو قدر الامكان ،

فرحلتي طويلة ؛ يتقاسمها القيظ و الشتاء ،

و تعبرها أعمدة فسق مشتعلة ،

و كلاب تنبح في الأرجاء ..!


* * * *


وجدتُ سنبلة جميلة في إحدى حقول الراحة ،

أخذت تخبرني عن أسلاف الدين و أباطرة المجون ،

أنصتُّ قليلا و سَأَلْتُ ..

كم أنا عجولة !

صَبَرَت حتى خَجِلتُ فوعدتها بالعودة حين أتعلم الصبر ..


* * * *


و في ذات ليل ..

حلُمتُ بالطفلة و الأزهار ؛

يكتنفهم الفيضان ..

شهقتُ و شهقتُ ؛

ثم عدت إلى النوم ...





* * * *




يتبع ..

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-03-2009, 09:19 PM   #2
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي الخميس 16 - 12 - 1430


أتاني اللحن بالطفلة و رحل ..




أرهقتني الرحلة و أنا أحمل طفلة الشمي في يدي ..

لم أعد أثق بالقمر بعد أن ضيعها ..


* * * *



كانت تعبرني الأغنيات و تمد الطفلة يدها إليها ، لألوانها الباهتة ،

غفلت عن طفلتي أحيانا ،


و أحيانا وبختها بقسوة ،


مسكينة تلك الطفلة ..

نام عنها القمر ،

و لم تشربها الشمس ،

و أخذتها أنا - بلا خبرة - في عهدتي ..!


أحببتها ، و لكني لم أعرف كيف أحب !


* * * *


في ذات ظهيرة ، تلوَّت أمامي من الجوع ..

قطفتُ لها بعض زهر و عشب ،

و قدمتُ لها عصيرا طازجا ..

شربته و غَفَت على ذراعي بتَعَب ؛

و انحدرت مني دمعة ؛ لا تزال إلي اليوم في وجنتها تندب ..!


* * * *

حلَّ المساء و أوقدنا النار ..

قتلتُ ثورا و قمتُ بِشَيِّه ،

لم تكن عزيزتي الرقيقة تأكل اللحم ؛ فغلفته بحب ليقنعها ..

و كانت كل مساء تسألني :

" ماما ، متى نصل إلى المنزل ؟! "

و أقول أنا : " قريبا يا حبيبتي ، قريبا "

لم أقل : " بإذن الله " ؛ فطال سفري ..


و في كل غفوة تغفوها كنت أدعو :

" يا رب لا تدعني أضيعها ،

يا رب احمها من كل شر ،

يا رب دعني أحبها حقا "






يتبع ..

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-05-2009, 05:18 PM   #3
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي السبت 18 - 12 - 1430


جلستُ على مكتبي أدون الحقائق كالعادة ، و أشرب القهوة محلاَّة : كعادتي لا أحتمل المرارة ..

طرقت بابي طرقة ، ثم طرقة ، ثم صمت ..

و اُقتُحِمَت الغرفة !.

خائط هزيل ، منحني المنكبين ، غطت الشعيرات البيضاء القليلة على عيناه فلم أعلم نواياه ..

جلب لي رزمة صغيرة من المجهول مغلفة بقطعة قماش كئيبة ، وَسِخَة ..،

نظر إليَّ مطوَّلاً ، ما أزال محتفظة بنفسي عن عَجَزِه ..

انحنى أكثر ، تقدم أكثر حتى أصبحتُ على استعداد لشمِّ بذور الشرَّ .. فتراجعت قليلا ..

قال : " أريد منكِ أن تسُمِّي فلانا " ، و دفع إليَّ بالرزمة ،

أكمَلَ متفضِّلا : " لا حاجة لأي سؤال ، فقط أخيطي هذه الرزمة في وسادته و اخرجي من حياته فورا " .

ما زلت صامتة !.

و حينها بدت أفعى خضراء صغيرة من رأسه و بَدَأَت بالفحيح ..

نظرت إلى الرزمة مليَّا و ثم أعدت بصري إلى رأسه .. إلى الأفعى تحديدا ..

قمت ، و مشيت إلى النافذة و أشعلتُ سيجارة ..

لم أنطق بكلمة ، و لحق بي العجوز و سحب السيجارة مني و خرج !.

أمسكتُ بالرزمة التي تركها على مكتبي و فضضتها على الأرض ..

و سكبت عليها ماء طهورا و خلدت لكتابتي من جديد ..!

* * * *


بعد أيام ، و في ذات ابتسامة من طفلتي العزيزة التي كانت تلهو بكل ما أكتب ،

دخل ضباب أسود بغناء خافت من النافذة . بدأت الكلمات تثير انتباه طفلتي فأغلفت النافذة و عادت للعب ..

أخذت خنجري و خرجت ، لم يكن من شيء سوى الظلام ،

لكني كنت أعلم ، ما يحتوي الظلام ..



و أطلقت صيحة طائشة و غفوت .. !


* * * *


بدأت طفلتي تكبر ، و أنا أغير مقامي من حين إلى حين ،

و ذلك الضباب الغنائي ما يزال يلاحقها ..

يوما ، وجدته متعلقا بشعرها الجميل يحاول عقد أنشوقة و هي تغني ..

فقصصت شعرها و نهيتها عن الغناء ..

سألتني بحزن : لمَ ، إنه جميل !! نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فأجبتها و كلي حب و أمل : أنتِ الجميلة يا حبيبتي ، أنتِ .. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ضحكَت ببراءة و تَعَلَّقَتْ بي و غفونا سويا .. !


* * * *


في أسفاري ، كنت أعلم ، أني سألتقي صيادا شرسا ..

و أن قطيع الذئاب يبحث عن أثري ..

و أن الناي يسافر في الهواء ليكون السبَّاق إليَّ ..

و أن الخائط و الظلام ، ينتظران اللحظة المناسبة لإطلاق الضباب ..

و لكن طفلتي كانت قوتي ، و ضعفي أيضا ..

حملتها بقوة و صَمَّمْتُ على أن أكون ملاذها حتى تكون الفارسة شديدة البأس و تغرف من بحار الحكمة ما يغرق الأعداء ..!

و عندها ، لا بأس من المغيب ..!

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-07-2010, 10:38 PM   #4
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي 21-1-1431


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بثينة محمد مشاهدة المشاركة


في أسفاري ، كنت أعلم ، أني سألتقي صيادا شرسا ..

و أن قطيع الذئاب يبحث عن أثري ..

و أن الناي يسافر في الهواء ليكون السبَّاق إليَّ ..

و أن الخائط و الظلام ، ينتظران اللحظة المناسبة لإطلاق الضباب ..

و لكن طفلتي كانت قوتي ، و ضعفي أيضا ..

حملتها بقوة و صَمَّمْتُ على أن أكون ملاذها حتى تكون الفارسة شديدة البأس و تغرف من بحار الحكمة ما يغرق الأعداء ..!

و عندها ، لا بأس من المغيب ..!

لم أكن مخطئة في إدراكي لمن يتابعني ..

لكني فقط لم أكن أعلم متى .. ستبدأ الهجمات .. !

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:15 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.