؛؛
_ هَلّ لنَا بموعدٍعقدتهُ العُيونُ في ذاتِ غِيابٍ مِنّا ؟
يطّوِّقُني الشوقُ بحبلٍ مِنْ مسدِ، أُهدْهِدُني بِنصفِ روح، والخُطى أطَيافٌ ترتصِفُ على أرصفةِ الحنين.
أَنَّى ليَ الخُفوتُ،ونجمُكَ لا يأفلُ، لايخبُو ؟
_ أُحدِّثُكَ كثيراً كمَا مَساءاتي تِلك
بنصفِ شِفاهٍ، بشطرِ ابتسامةٍ مزويّة لا يقرؤها؛ إلّاك
وبنصفِ إدراكٍ، وبكاملِ اليقينِ
هُنا، وبكامِلِ وعيي لمْ أزل وَكُلِّي !
حدّثتني عيناكَ؛ ذاك الهسيسُ أبداً لا تُخطِئُهُ حواسّي
أبداً لا يبرحُ مُخيِّلتي، وأبداً يتوِّهُني، يفنيني !
هو دُنيا من الفرحِ الغيبيِّ؛ لو تعلم
سلوتي حين تتآكلُني الغُربة، وترمي بي في بحورِ التّيهِ.
ويعلُو صوتُ الآهِ في داخلي،
ويؤنِسُ قَارِئي مَافي الحَنَايا أُوارِيهِ !
_ أخبِرْني؛ ماضرَّ لوتقاسمناَ رغيفناَ البائت، على مهلٍ،
فالعالمُ مُتْخمٌ لايُشغِلُهُ جُوعُنا ؟
ماضرَّ إن استبقنا باب الغِيابِ؛ لو مكثنا طويلاً ولمْ نرْتَحِلِ ؟
ماضرَّ لو لفحتني نسمةٌ يتيمة، بعد فصل صيفٍ قائظٍ، وتنعّمتُ بهدَأةٍ ؟
_ أوجاعي تكدّست في فمي،وحرفي يُعاني حُرقَة الإختِمار،هلّ لي برشفةِ بوحٍ أتجرَّعُهُا صَرفاً ؟
وَ إنْ تجلّد؛لاتقلق، فما بجوفيَ مِن تحْنِانٍ سيذيبهُ، فأوارُ التّوقِ في كبدي، فورْة !
فواعجبي؛ مِن مَلامةٍ تَسْتبِينُ لغتُها، ولمْ تسْتبِنْ سَرْمديتُها ؟
وَعَلامَ نَتَكَتّمُ وكِلانا وبذات الرِتْمِ يَتَرَنّمُ ، كـ قرارٍ وَ جواب ؟
_ ياصِنْو الرُوحِ مِنّي ؛
قد انطفأتِ الشّمسُ في عيني، وذاكَ الضِّياءُ ماهو إلّا ليُغويني ويُوقظ الأماني الهاجعة،
وتلك العتمةُ الباهِرةُ، تُرهِقُني صَعوداً، إلى الأعلى ،
وفي قلبِ الدائرةِ تحبِسُني
حيثُ كُنَّا، وكانتَ هُنَيْهةُ عُمُرٍ كَامِلٍ !
نازك