حبيبتي تغادر المكان

[محمد الخضري]

حبيبتي تغادر المكان

كنا معاً نجول في المكان ...
نفس المكان
الذي التقينا فيه منذ سنة أو سنتان
وكأنه من ألف عام

كنا كتبنا على بوابة المكان قبل ندخله
بسم الله الرحمن الرحيم
نعوذ به من عيون الإنس والشياطين
والجان
ثم نلج المكان ...

المكان ليس إلاَ بستان
به كل عطور الدنيا وورود الدنيا
وأزهار الدنيا
وزهرة بيلسان
وفاكهة ورمان
المكان خلو من اللا أحد
لا غيري أنا وهي نحاور صمت المكان
وقلبينا يخفقان تحت جذع ياسمينة يتناجيان
وشفتان من لو عة الكلام ترجفان
وكفان من حرارة اللقاء
يضجَان

فجأة دخل الناطور المكان ...
أطل برأسه
ووجهه الكالح السواد
وعيناه اللتان بالشرر والشر تقدحان
التفتت حبيبتي وسالتني بارتياب
من أين أتى هذا الجان ... ؟
طمأنتها ....
لا تخافي يبدو أنه حارس المكان ...
أو ربما صاحب المكان
واصل نظراته الحادة إلى وجه حبيبتي
آسرة المكان والزمان ...
كأنه لأول مرة يتأمل ملامح إنسان
وقال بصوت أجش يشبه نعيق الغربان
لم أنتما هاهنا تتناجيان ...
هل أنتما عاشقان ...؟
ثم أكمل نعيقه الذي ملأ صمت المكان
وقال بنبرة آمره ...
آن لهذه الصبية أن تتركك
وتترك أنت المكان ...
لم يا سيدي تأخذ مني حبيبتي
وتتركني وحيداً في غربة الزمان
قال بهمجية ...
هيا لملم ما تبقى منك وغادر في الحال
المكان
ذُهِلتُ وأنا أسمع الكلام
من وحش يبدو بملامح إنسان

اخذها مني عنوةً
ورحل بها إلى اللا مكان
وترك لي حيرة السؤال
وضباب الجواب
وظللت وحدي أجوب الطرقات باحثاً عن حبيبتي
فلم أجد إلا السراب عنواناً
للمكان

"البستاني"

 

[مجتبى الجلواح]

السلام عليكم .. .. ..


أخي الكريم "محمد الخضري "البستاني""

صباحك طفوليٌ بريئ

ما قرأته هنا .. بساطة .. عذوبة .. برائة .. طفولة .. مشاعر جميلة جدًا لأنها .. ناعمة ..

جميل جميل جميل جدًا

أشكرك لأنك أضفيت على صباحي ذكرى جميلة


أرجو لك التوفيق
أخوك / مجتبى الجلواح

 

[رشا عرابي]

عفوية لغة..
وسلاسة تعبير..
جورية ما زالت تضم أوراقها لعلها خجلى أو أنها تنوء ببعض دمع منعته غصة..
أيها البستاني ما زلت تزرع حرفك بلغة رقراقة يتوارى خلف ظلالها بعض منا...
أخي محمد الخضري تحية لروحك التي تملك من الشفافية كلها..

 

[نادرة عبدالحي]

الحكاية الشعرية هي من الأشكال الجديدة التي برزت في الشعر العربي الحديث والمعاصر
ولها جماليتها الخاصة فجعلت القصيدة الحديثة في مرحلة تطويرية جديدة
فالحكاية الشعرية إستطاعت ان تخطو على يد العديد من الشعراء المبدعين .
فهي تملك القوة في الإنتشار بين الناس لان أبعادها الفنية تجذب سامعها أو قارئها ...
ما لمستُ من خلال متابعتي لنصوص الشاعر البستاني فهي يمتلك القدرة على صياغة الفكرة
ووضعها في قالب له جاذبية خاصة .والميزة الأخرى هي إستخدامه لأنواع وأشكال أدبية مختلفة .
مما يكسب القارئ وقارئه بالذات خصائص جميلة برغم ملامح الحزن في هذا النص ...
الشاعر البستاني فليبارك الله مطر المحبة والفرح في دياركم
تحياتي

 

[محمد الخضري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت المها

عفوية لغة..
وسلاسة تعبير..
جورية ما زالت تضم أوراقها لعلها خجلى أو أنها تنوء ببعض دمع منعته غصة..
أيها البستاني ما زلت تزرع حرفك بلغة رقراقة يتوارى خلف ظلالها بعض منا...
أخي محمد الخضري تحية لروحك التي تملك من الشفافية كلها..

العزيزة بنت المها
يقال عن ورد الجوري أنه ينبت في أي مكان واي فصل
لكن بعض الورود تأبى إلا أن تنبت في أماكن محصَنة كالقلب مثلاً
أتشرف بمروك العطر سيدتي الذي حتماً يضفي على نصوصي الكثير من البهاء
صباحك جوري .
مودتي

 

[محمد الخضري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادرة عبدالحي

الحكاية الشعرية هي من الأشكال الجديدة التي برزت في الشعر العربي الحديث والمعاصر
ولها جماليتها الخاصة فجعلت القصيدة الحديثة في مرحلة تطويرية جديدة
فالحكاية الشعرية إستطاعت ان تخطو على يد العديد من الشعراء المبدعين .
فهي تملك القوة في الإنتشار بين الناس لان أبعادها الفنية تجذب سامعها أو قارئها ...
ما لمستُ من خلال متابعتي لنصوص الشاعر البستاني فهي يمتلك القدرة على صياغة الفكرة
ووضعها في قالب له جاذبية خاصة .والميزة الأخرى هي إستخدامه لأنواع وأشكال أدبية مختلفة .
مما يكسب القارئ وقارئه بالذات خصائص جميلة برغم ملامح الحزن في هذا النص ...
الشاعر البستاني فليبارك الله مطر المحبة والفرح في دياركم
تحياتي

الأستاذة نادرة
أزعم أنني وبجهد متواضع الخروج بمضامين غير مألوفة لسياقات النصوص خارج الأطر التقليدية الجامدة المتعارف عليها
هذا ليس تمرداً أو محاولة للعبث بالسياق الفني للعمل الإبداعي .... وإنما لطرح قوالب جديدة على النص الأدبي بغض النظر عن الشكل العم للنص
وفي يقيني أن العمل الإبداعي يرفض أن يكون حكراً على تلك القوالب وإلا ما استطاع أحد أن يكتب
أشكرك سيدتي على نظرتك المتعمقة للنص وهذا ما يسعد الكاتب حين يجد هذا التفاعل الجميل بين نصه وبين المتلقي
شكراً ولا تكفي نادرة
مودتي