قراءة في نص للأستاذة حنان ربيع

[أنور السيفي]

اللهم صل على محمد وآله وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كأنّ الحبّ قيدٌ قد سَبانا
بحسّ لا نريدُ له انفلاتا
يقطّعنا ويطحننا بذلٍّ
وبعد أذاه يذرونا فتاتا
ويُدمينا بسُهد ليس فيه
سوى أرقٍ يخالجُه سكاتا
ويقحمُنا عراكا ليس منّا
بلا أمل فنحياه مَوَاتا
ويعزلنا ببئرٍ فيه نورٌ
ليخدعنا ونحسبه فراتا
ويزرع شتلةً للعشقِ وهماً
وإذ بجذورها تغدو رُفاتا
فيفجعنا الجفاءُ وما يليهِ
ويصبحُ جمعنا يوماً شتاتا
وتبدأ قصة دون اكتمالٍ
تعلقنا بها نبضاً وذاتا
فأسرٍ يحتوينا ..نحتويه
وموتِ ليس يشبهه مواتا
وتمزيقٌ نعانيه طويلاً
وعزلٌ نجتبيهِ لنا حياتا
وإدمانٌ وإدماءٌ وقهرٌ
وأعْجَبُ أنْ نودُّ لهُ ثباتا !!

اللهم صل على محمد وآله وسلم

قد لا أكون من أهل اللغة والقراءات
ولكن بعض النصوص
الغارقة في الجمال
واللغة المتمكن صاحبها منها
تجبرنا أن نقف طويلا ً ونكتب انطباعنا
فأسمحي لي أستاذة بهذه القرءاة الانطباعية للنص

كأنّ الحبّ قيدٌ قد سَبانا
بحسّ لا نريدُ له انفلاتا

الاحساس هُنا كان القيد ومحله القلب
نعم،القلب اذا انشغل بشيء غبنا عن كل مايحيط بنا
وضاقت الزوايا
وكان الهاجس كل ماصار في مخيلتنا
في امتداد افق وتقليب صور
ويالجمالها في رقة قلب محب صادق
يملئ علينا الدنيا رياض
فنادعب الزهر ونجري في جانبيّ النهر
نتبادل قوافي الحروف ويأسرنا جمال الطبيعة الغنّاء..
نصل الى حد الهيام ونجاري نسائم الايام

قرأت في أول بيت حقيقية الحب

ولكن

تتوالى بعد ذلك حقائق لقلب
لم يكتب له ان يعيش تلك الأوقات الا برهة
ولذلك أسباب

فهُنا استاذتنا تريد أن تبين لنا
بثقافتها وتجارب اقتبستها من الحياه
عن وضع الكثير من العلاقات
التي لم يكتب لها النجاح

تختلف الغايات بأختلاف القلوب
وطبيعتها بين الصدق وعدمه

يقطّعنا ويطحننا بذلٍّ
وبعد أذاه يذرونا فتاتا

فكان هذا البيت بداية الحال الذي
يعقب تلك النوايا
بعد أن انكشف القناع

قد يكون الحب أحيانا ً من طرف مخلص وآخر
لايرعى شتلات العاطفة اليانعة
المكسية خضار

قطع ،طحن ،ذل ،أذى
وفتات تذروه الرياح

كم هي قاسية تلك الكلمات
عند قراءتها فما بالكم بالقلب
الذي عاش تلك التفاصيل وقت كتابتها

وتتصاعد وتيرة الحزن ومقدار مايلاقيه
ذلك القلب الصادق من أذى

ويُدمينا بسُهد ليس فيه
سوى أرقٍ يخالجُه سكاتا

العشّاق كثيرا ً ماتأتينا أخبارهم موافقه لما نقرأه هُنا
الحب ثورة مشاعر
حيّة عذبة نقيّة سامية
يؤلمها ويزيد غصتها
الاهمال والتعسف والجفى
وليتهم يدرون أو يحسون
فالبعض تاجر للأسف في حقول الجمال..

ويبقى الصمت دون البوح هم آخر
فهو قاتل بحد ذاته
قد تنفجر العين ببوحها
كلما زادت حدة الصمت وضيق الصدر

ويقحمُنا عراكا ليس منّا
بلا أمل فنحياه مَوَاتا

الله المستعان

ويعزلنا ببئرٍ فيه نورٌ
ليخدعنا ونحسبه فراتا
ويزرع شتلةً للعشقِ وهماً
وإذ بجذورها تغدو رُفاتا

هكذا هِي الحروف تتالى
لرسم الحقيقه التي نراها ونحس بها

وليس مايرسم من زيف وكلام،
لوامع فكر وعذب نبض

وكلها هباء ومصيرها غثاء
لأنها لم ترقَ لسقي قلب
اعطى ذلك الامان
ليتركه في هم و ماكان ذلك سوى وهم وسراب

فيفجعنا الجفاءُ وما يليهِ
ويصبحُ جمعنا يوماً شتاتا

هذا ماجعل هذا القلب يفيض حزناً
ونقرأ هذا الكم من الهم
ليأتي الجفاء ليهدم كل الذي
بناه من وهم لم يتسلق الى حارة النور
رغم صفاء السماء..

وتبدأ قصة دون اكتمالٍ
تعلقنا بها نبضاً وذاتا
فأسرٍ يحتوينا ..نحتويه
وموتِ ليس يشبهه مواتا
وتمزيقٌ نعانيه طويلاً
وعزلٌ نجتبيهِ لنا حياتا

قرأنا في هذه الأبيات اللتي سبقت حقائق
قد تكون رسالة للكثيرين
وكم مخدوع في أمل ..كذّاب
فقليل من المخلصين في هذه الحياة
والحب شي جميل وأجمل ما فيه الاخلاص
أساسه ثابت وبنيانه متماسك
لايبنى على الملح بل بمكونات صلبة
كانت عهود وصدق وتسامي

وإدمانٌ وإدماءٌ وقهرٌ
وأعْجَبُ أنْ نودُّ لهُ ثباتا !!

هذه الرسالة الأخيرة فيها النور
هُناك حب يبقى طويلاً
ولازال يسقى الى يومنا هذا
عنوانه الصبر والتضحية والاخلاص وسمو الهدف
ان وجدت هذه مع شهد الحب
كتب للمحبين الهناء..

شكرا ً لك أستاذة

واسمحي لي محاولتي من الاقتراب
من ماتحمله الابيات

قد اذهب بعيدا ً عن المعنى..

ومايجعلني مطمئن قليلا ً في كتابة انطباعي حلمك..

تقديري