السِّفْرُ الْمُخَبَّأُ
(الجزء الثاني منه)
****
فِي لَوْحَةِ الرَّسَامِ بَعْضُ مَلامحِ الدَّربِ الَّذِي تَخْتَالُ فيهِ بلا أسًى..
هَذِي الطُّيُوْرُ لهَا جَنَاحٌ بَاسِطٌ عَبْرَ الفَضَا ..
وَتَـحُـطُّ رِجْـلَيْهَا على سُــحُــبٍ هُــنَا وَغُـصُـوْنِ
وَهُــنَاكَ تُــمْــطِــرُ دِيْــمَةٌ..
وَعلى الرَّصَيْـفِ عَـلـَتْ ثَـنَايَا بَــسْـمَـةٌ مُــنْـدَاحَةٌ..
غَـسَلَتْ مَعَالِمَ وَجْهِهَا ..
بِالمِسْـكِ مَعْ لَحْـنٍ شَـجِيٍّ صَـبْوَةَ المَفْـتـُوْنِ
شِعـْــرٌ بلا رِئَةٍ تـَنفَّسَ مِنْ خِلالِ غَمَامَةٍ
وَتَنَاثَرَتْ قبْلَ الْغُرُوْبِ لآلِئٌ مَصْفُوْفَةٌ
وَالْقـلْبُ يَقْبِضُهَا بِلا عَرْبُوْنِ
وَهُناكَ في الوَادِي السَّحِـيْـقِ قَصَائِدٌ بِــكْــرٌ تُدَاعِبُ ظِـلَّـهَا
تَطْـفُوْ على المَاءِ المُـذهَّـبِ بالرُّؤَى ..
مُشْتَاقةٌ..
حَيْثُ الرِّيَاحُ صَحَائِفٌ مَشْرُوْعَةٌ ..
نـَهْـبٌ لِـكُـلِّ قـصِـيْـدَةٍ عَـصْـمَاءَ ذاتِ شُـجُـوْنِ
مِــثْـلُ الْعَقاقِـيْـرِ الَّتِي قدْ أبْرَأتْ ذا عِـلَّـةٍ وَطُـعُـوْنِ
****
سَالَتْ دُمُوْعُ الشَّمْعِ مِنْ أحْدَاقِهَا
وَتَسَاقطتْ
رَقـْــرَاقـَــةً خلْفَ المَتاريْسِ الَّتِي حَجَبَتْ جَدَاولَ أنْـهُـرٍعَنْ طِفْلةِ المَسْجُوْنِ
ذَابَتْ عُيُوْنُ الَّلَيْلِ فِيْ أَهْدَابِنَا
وَحَمَلْتُ فِيْ جُنَـحِ الظَّلامِ رُمُوْشَهَا
وَنثرْتُ أقمَارَ السَّمَاءِ وَسَائِدًا
وَهَمَسْتُ فِيْ أذنِ الْهَزيْعِ مُنَاجِيًا
يَا هَذِهِ ..
كُـوْنِي بِقُرْبيْ ... كُـوْنِـي
وَابْقَيْ مَعِيْ
فِي رحْلتِيْ
فِي لحْظتِيْ
وَامْشِي هُنا
دَرْبُ الخُلُوْدِ وَدُرِّهِ المَدْفُوْنِ
مِــثْـلُ المَرَايَا إذ تَرَى حَسْـنَـاءَ تَسْـألُـهَـا ..
أَفاتِنَتِي ؟ أأنْتِ عُـيُوْني؟.
****