هل / ــو/ سات ....

[حنان العصيمي]

[ امرح ولا تمســ/ـح ... ]

اذا أردت أن تعرف أخلاق شخصٍ ونفسيته ..
ابدءْ معه بالمزح والمرح ...
ودعه يعبر عمّا بداخله من خلال كلمات عفوية
ستكتشف عنه أشياءً وصفاتاً
لم تتوقعها من قبل .. ولم يخطر في بالك أنّه يمتلكها ...
فالغضب والمرح الهزلي والذي يُسمى المزح
هما الحالتان الوحيدتان التي لا يستطيع الانسان تملّك نفسه أمامهما ..
إمّا أن ينهار وينكشف قناعه ..
أو ترى شخصاً ثابتاً في مبادئه وقيمه ، والأخيرة حالة نادرة الوجود في زمننا هذا ....
كل ماعليك ..
أن تمسك نفسك ، وتُظهر بعضاً من رباطة الجأشِ
وتذكّر .. أنك لن تستطيع أن تمحو خطأكَ وقتها أو حتى بعدها ، حتى وإن حاولت ذلك ...
لذا ..
امرح قليلاً ولا تمزح ...لأنك لن تمسح ....

 

[حنان العصيمي]

[ مـ/طُعم لكُلِّ مُواطن ... ]

في طفولتي ..
كان والدي - رحمه الله - يذهب بنا في نهاية كل اسبوعٍ إلى أحد المطاعم
والتي يندُرُ وجودها في الكويت
حيث لم يتعدَّ عددها الأصابع العشر بقليل ..
كُنّا صغاراً ، نشعرُ بلذّة الطعام ، والتي تحاول فيها تلك المطاعم القليلة العدد
في اتقانها واجادتها لجذب الزبون إليها ..
بالأمس ...
وأنا في طريقي إلى المنزل ..
لفت انتباهي عدد المطاعم والكافتيريا في شارعٍ واحد
والتي تتنافس في وضع بعض ( السنتيمترات ) على الأرض الواحدة قبل الأخرى ...
في السابق .. كانوا يقولون :
جمالُ الشيءِ في نُدْرتِه
أمّا الآن ..
فلا جمالاً سوى في المظهر الخارجي والديكور لهذا المطعم ...
فهنيئاً لأهل الديرة
فقد وُجِدَ
مـ/طعماً لكل مواطن ...

 

[حنان العصيمي]

[ دي/وا / نيّة ... ]

اليوم ؛ الخميس ، أي نهاية الاسبوع ( ويك اند )
وفي هذا اليوم ، تحاول بعض الصديقات عمل مجلساً يشبه الديوانية الرجالية ..
الفرق بيننا وبين ديوانيات الشباب هو :
أننا كفتيات لم يعد لدينا وقتاً للكلام والحديث في هذه المجالس ،
حيث أصبح البلاك بيري ، والايفون ، والاي باد أشبه بالأصدقاء ،
بل هم الأصدقاء الحقيقيون ..
نتفق على الاجتماع ، ونلتقي في بيت احداهن أو في الخارج
ثم تختبر كلّ منّأ قوة وسرعة المعالج والبلوتوث في هاتفها الخلوي ...
اللحظة الوحيدة التي ننظر إلى بعضنا البعض ، هي عند الطلبات ..
فلماذا الاجتماع إذاً ...!!؟؟
ياعمّي انسى ، في الآخر هي :
دي/وا/نيّة ...!!

 

[حنان العصيمي]

[ قو/اعد لغو/ية ... ]

في الماضي البعيد ، كانت قواعدنا اللغوية
تنص على جمل اسمية وفعلية
أدوات نصب ،، وحروف جر ...
وعلى ذكر حروف الجرِّ في لغتنا
التي كانت تنحصر في : إلى - في - عن - على - الباء ...
ويأتي الاسم الذي يليها مكسوراً بحرف الجر ...

أما الآن ؛ فتغيرّت قواعدنا اللغوية على حسب العولمة وغيرها من التطورات
فمثلاً أصبحت حروف الجر هي الميم والألف واللام ( مـ ا ل )
مُجتمعة كي تًعطي تأثيراً أقوى وتجر أكبر عدد من المجرورين ، فينكسروا ..
فهناك القادة والرؤساء النوّاب والمسؤولين وأصحاب النفوذ والسلطان
وهناك الموظفين والمرؤوسين والشعوب بكافة طبقاتها ،
والمجتمعات ..
كل هؤلاء يتمّ جرّهم بتلك الأحرف الثلاث ، فتتغيّر الضمائر
وتتبدّل الآراء إلى النقيض ..
لقد فعلت هذه الأحرف الثلاث ( م ا ل ) مالم تقم بفعله حروف اللغات كلها
قامت بكسرِ الهمم ...
بل أصبحت حروف جرّ عالمية لجميع من في الكون ...
إلاّ من رحِم ربّي ..
فهنيئاً لنا بهذه الجرّ ، في قواعدنا اللغوية ...
.

 

[حنان العصيمي]

[ الرّاحة تخلق التّناحة ... ]

ملل ، ضجر ، طفش .. الخ
كلمات لم نعتد سماعها في السابق من آبائنا
كان لديهم ما يشغلهم في أوقات فراغهم
كان والدي - رحمه الله - يُوجِدُ من الأعمال اليدوية ما يُشغله لساعاتٍ يومية
مثل الاعتناء بحديقة المنزل أو اصلاح الأدوات الكهربائية
لم يأتِ بعاملِ نظافةٍ للحديقة أو يطلب اصلاح الأجهزة من أحد ..
ولم أسمعه يتذمّر قائلاً : ( طفش ، ملل ) ..
وكانت والدتي تقضي معظم أوقات يومها في المطبخ
تجهز ما لذ وطاب من المأكولات الشهيّة ، وإن انتهت منها خلقت عملاً آخراً لها
من حِياكةِ ملابس ، أو مشغولات يدوية ..
لم تُوكِل أعمال البيتِ إلى الخادمةِ ، أو حتى الطهي ...
ولم أرها في يوم من الأيام تقول : ( أوووف ، ملل )
إذن ، ما العمل مع أبناء هذا الجيل ؟؟
فقد امتلئوا فراغاً وهشاشةً من الملل والضجر
من عدم القيام بأعمالٍ اضافية ، بل إنهم لا يريدون القيام بالأعمال الواجبة عليهم ...
هم لا يشتكون من الملل والضجر ..
بل مشكلتهم هي أنهم لا يعملون ولا يستطيعون ذلك ..
مشكلتهم هي الراحة ثم الراحة ثم الراحة ..
لذا ..
يا جماعة الخير نقول :
اعملوا ولا ترتاحوا ...
لأنّ
الراحة تخلق التناحة ...

 

[حنان العصيمي]

[ زمان غريب يا زمان ... ]

أغنية ؛ كنت أسمع خالتي تُردّدها وأنا صغيرة ..
لا أعلم لِمَ ارتبطت بما أريد قوله الآن ...
تذكرت عاداتنا القديمة التي أصبحت معدومة الآن
ونحن صغار ... كنا نسمع من الاباء والاجداد عن قصص قديمة حدثت وأثّرت فيهم ..
وبتأكيد قولهم : (( أن زمننا غير زمنكم ))
أين الاختلاف ... ماذا حدث ..
هل العيب في الزمن ... أم في الانسان ومفاهيمه وقيمه ومبادئه ...!!
قلوب تتغير .. مفاهيم مقلوبة ، مبادئ محطمة ، افكار هدامة .نفوس ضائعة ...
من قبل كان هناك ترابط أسري متين بين الأهل ، الجيران ، كنا أسرة واحدة ، في اي مناسبة تجد الكل يساعد ...
كان هناك عفوية وإقدام على المساعدة والمؤازرة لم نعد نراها الآن ، كنا نرى حادثاً نهرول للمساعدة
انقضت مفاهيم التعاون والحب وتصدعت عبارات القرابة وتآلف الأرواح التي كانت تجتمع على الحق
وعلى الباطل.. لقد نسينا قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأن ينصر المسلم أخاه ظالما أو مظلوما
وكذلك أمر الله بالتعاون بين الناس على البر والتقوى ...
نرى الآن أطفالا تموت لا نتحرك ساكنين ... عجوز في حاجة للمساعدة ولا نساعدها ...
كل ما نسمع من شباب هذا اليوم والذي للأسف انتمي إلى جيله كلمات مثل
طفش ، ملل ، رتابة ، ضيق ... احتياج ... الخ
قديماً كنا نقول : ( انا واخي على إبن عمي، وأنا وإبن عمي على الغريب) ...
الآن نقول : ( أنا ونفسي على أبي وأخي وعلى عمي و جاري وعلى كل شخص غير نفسي)...
بدليل قضايا في المحاكم بين الاخوان على تركة أو إرث ، بين الزوج وزوجته على النفقة ... الخ
من تلك القضايا المشينة للإنسانية .
أي زمان هذا .. لماذا تغير الناس !!؟
ما الذي قلب حالهم في فترة ليست بكبيرة ، حيث زمانهم نقيض زماننا ..
لماذا أصبحت قلوب الناس كلها كراهية .. لماذا أصبح الحقد يتوسط صدورهم ..
لماذا لم نعد قادرين على مسامحة الغير مع أن الله سبحانة وتعالى يسامح عباده ..
لماذا ترك الإنسان الطيبة والمحبة والود والمشاركة بالشر والكراهية والحقد والأنانية ..
إلى أين وصلنا .. وإلى أين تقودنا نفوسنا .... لقد تغير الزمان وتغير الإنسان
فأصبح البعض منا يشعر بانه غريب يعيش في زمن ليس بزمنه، ويعيش مع اناس ليسوا بناسه ،
ليتمنى الإنسان أن لو خلق في زمن غير هذا الزمن أو عاش في مكان غير هذا المكان.
فبرأيكم من الذي تغير:
هل هو الزمن نفسه ؟ أما الإنسان الذي تغير ومات ضميره ؟
أصبح الزمان غريباً على الانسان ...
إن وُجِدَ ذاك الإنسان في هذا الزمان ..!!

 

[حنان العصيمي]

[ كفاية يا ماما أمريكا ]


في الثمانينات .. بدأت الخطة الأمريكية ( الصهيونية ) في التنفيذ
بحربٍ بين العراق وايران على شط العرب ..
في التسعينات كثفت جهودها في تفكك الدول الأكبر نشاطاً والأكبر مساحةً
بدأتها بالاتحاد السوفيتي
بعدها .. يوغسلافيا
ثم الكويت والعراق
وبدأت الأوضاع تهدأ قليلاً في الألفية الثانية الميلادية
في تدمير الزعماء العرب بمنتهى الهدوووووء
وهي تُقلّب قضية فلسطين على نارٍ هادئة
ثم استمرت المسيرة
بالسودان ، تونس ، مصر ، ليبيا .. الخ ..
وكأنها تلعب بهم شطرنج
رغم كوننا نعرف الفائز مُقدماً ..
وكفاية يا ماما أمريكا ..
تلعبي فينا
كش ملك .

 

[حنان العصيمي]

[ الشل/لية : عَرض وليست فرض ]


الشل/ليّة : هذا المرض الذي تُصاب به المجتمعات العربية
في جميع المجالات العلمية والعملية
ويستمر في الانتشار .. ليصل إلى بيوتنا العربية
فنجد بعض الأصدقاء يبحثون عن فلان في مجلسٍ
وإن لم يوجد ذاك الفلان ، يهجرون المكان ..
وامتدت إلى الشبكة العنكبوتية ،
فالبعض ..
لا يسجل دخولاً إلى المنتديات إلا في حال وجود مُعرفات مُعينة
يهتمون لأمرها ...
وهنا ..
استطيع القول بأن
الشللية : نوعاً من المرض الذي يُصيب المكان بالشلل ..
كفانا الله شره وإيّأكم ..