اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غسان الحكيم
سلاااااااااااااااااامز
يوسف الحربي
كم كنت رقيقا رقراقا يابن المدينة هاهنا
و أنا الذي كنت أحسبك كالهزبر الضيغم
نصك شفاف جدا جدا نص قابل للتنفس
نص تقرأه الأعين بمعية شلال من المحفزات لذكريات أليمة !!
كانت أليمة و سكنت دهرا و باتت أكثر إيلاما .. معك !!
غسان الحكيم
|
غسان
أعود بالذاكرة ليوم عانقت فيه ( سلاااااااااااااااااامز ) أول مرة ..في ذاك المنتدى الذي هدم بمعاول الغباء نفسه , لن أتحدث عن ذاك المنتدى لأن الضرب في الميت حرام
أتحدث عن غسان الجميل حرفاً والنقي قلباً والعذب مشاعرا , أتحدث عن صهيل خيلك على ظلال سطوري , ما أعذب ذاك الصهيل وما أجمل تلك الخطى
بعد إذنك صديقي ..سأنسخ رسالة لشيخنا ياسر العتيبي وأخرى لشخصي المتواضع تتحدثان عن الرقة والهزبر
...........................................
..............................
.............
يوسف أيه الصديق الذي يحمل على عاتقه هموم الكتابة و خطيئة الشعر , تمنيت أن أكتب لك من قبل عن أحادية الياسمين والقادمين من المطر , و اليوم سأكتب لك عن مخيلة الزجاج و شفافية الملح , و قد تكاثرت حولي تساؤلاتٌ داكنة , كيف تسلّل صغار الأنبياء إلى رئتيك , كيف استطاعوا أن يزيحوا ظلك إلى الوراء و أن يكسروا المصباحَ من بين يديك , أنّ لهم هذا , ولا أعلمُ كيف تستقبلك المدينةُ الآن و قد رضيتَ من الغنيمة بالإياب , فمن أين تقبّلُ المدينة عينيك وقد نحرتَ حصانك قبل أن تنتهي الحرب , أنت أبن هذه الأرض فلا تركن إلى الثلج لئلاّ تغتالك فجيعة الرماد , أعلم أن امرأة تدخل في أبجدية الروح لا تكترث بقراءة صفر السيرة حين تطيل الغياب , ما تعلّمه التراجم أن الحبّ يعلم أن تخطو إلى الأمام في حين كان حبك أن لا تطيل الغياب لذلك تركت الغياب كله لتعود إليها تاركا ذكرياتك في أحاديث العدو .
ياسر العتيبي
.........
.......
....
صديقي الأجمل ............ياسر / مخلص النوايا
وتسألني يا صديقي عن حرفي .. هل اعتراه الخوف وتلبّسه الوهن أم أنه آثر الركون لحياة الدعة وأحاديث الغواني , هجر صيحات الحرب لهمس المساءات المترعة بالأحلام الجميلة .
حرفي يا صديقي تعثّر بأذيال الحزن الممتد امتداد النبت الشيطاني في رقعة حقلنا العربي , هذا النبت الشيطاني أورقت أغصانه أقواماً اغتالوا الحرف النقي مع سبق الاصرار والترصد , تكالبوا لاسقاط دولة الحرف ثم انطلقوا يعبثون بمعالمها وعوالمها ويعيثون في الكلمة فساداً وافسادا ...
فيما سبق يا صديقي كنت متمرداً على الأوضاع المتردية بيد أن الأيام المتورمة تمردت عليّ وذبحت تغريد طيوري الخضر في تلكم الأودية المصوّحة أعشابها , كنت يا صديقي أحفر حرفي في صلب الحقيقة المغيبة وانخر في مفاصل أولئك الذين يهزؤن بالقيم والأخلاق , أنادي آذاناً غُلفاً في فضاءات لا تعرف الصدى حتى غدت كلمتي عيناً تدمع ونفساً تتأوه وآهة مكبوتة تزفر في تجاويف الليالي . وعلى الرغم من ضعف صوتي إلا أني أجبرت الجميع على سماعه
تسألني الآن يا صديقي .. هل مات حرفك المناضل يا يوسف ؟ .. لم يمت يا صديقي ولكن قنديله الذي كان يخترم بضوءه عتمة الأفكار وظلال الكلمات نال منه التعب وانساق خلف رياح الشوق حين امتص ذبالته صوت انساب من طرقات القمر ليشدو ويتغلغل في أعماق النفس فتنبت وردة سُقيت بغيث همى من قلب فاتنة قلّمت أظافر حرفي وهدهدت مقله , ربتت على كتفيه ونضت أردية التعب عنه لينام بين ذراعيها طفلاً وديعاً لا يعرف سوى لغة تكتب الحياة الأجمل ..
ابن المدينة / يوسف الحربي