][ مقال يأبى الاكتمال ][

[فاطمة العرجان]

*

أؤمن كثيراً بأن الحب حماقة .. واعترفتُ في مقام سابق بحماقتي ..
ومع ذلك لازلتُ أؤمن بأنه ليس أعمى ..
فـ حبي لـ سين من الناس لا يعني كماله , ولا ينفي نقصه ,
وليس للحب أي حق في أن يجعلني أتغاضى عن عيوبه لأنني بذلك سأجامله
والمجاملة بها نوع من التملق أو النفاق المهذب
وليس من الرقي في شيء أن تشوب مثل هذه الصفات علاقة سامية كـ حب .

لم ينتهي .. ولكن لم يكتمل

 

[فاطمة العرجان]

*

في العالم الافتراضي والذي بدأ يميل إلى الواقعية بشكل كبير ..
تنتشر الأسماء المستعارة بين أغلب رواده من الجنسين ..
إما على اعتبار أن الشبكة العنكبوتية مساحة مجهولة تحيط بها هالة من الغموض
لذا لا بد وأن يكون روادها على نفس المستوى الغامض ..
وإما تُختَار الأسماء المستعارة في بدايات كتابات خجولة تختفي خلفها الشخصية
حتى لو وقع لوم أو خطأ أو نقد فإن المستعار هو الذي يتعرض لذلك
وليس الاسم الصريح الذي قد يكون يوماً ذا شأن ..
أو يكون هذا اللقب كدرع يختبئ خلفه من يريد الإساءة
لشخص ما أو راغب في أن تكون حريته بلا عمد ..
البعض لديه وفاء لهذه الأسماء فلا يختار منها إلا ما يرتبط به ..
فهو يرى بأن هذا اللقب امتداد له وتعبير عنه بطريقة أو بأخرى
لذا لزم أن يكون مماثلاً له وصفاً أو مضموناً ..
يتجه آخرون إلى لفت النظر إليهم بأي طريقة ممكنة ..
فتكون غرابة ألقابهم أو ظرافتها أو حتى بذاءتها دافعاً لتحقيق غاياتهم
في جذب الانتباه وينجحون في ذلك فعلاً .
لكن بعضهم (يشطح) في اختيار تراكيب اسمه .. ويتجاوز باختياراته أذواق القراء
ومرتادي صفحاته .. وإن حاولت إقناعه بالتغيير جعل من حريته الشخصية حجة له ..
هل الحرية الشخصية تسمح لنا بتغييب الرقابة الذاتية على أنفسنا وتجاهل من حولنا ؟
هل الحرية مسوغ لنكون مبتذلين ولو افتراضاً ؟

لم ينتهي ... ولكن لم يكتمل

 

[فاطمة العرجان]

*

يتعرض الأبناء أحياناً لمواقف شخصية أو مشكلات من أي نوع ,
مشكلات لا يمكن أن تُحَل إلا بتدخل من الأهل ولكن يمنعهم الخوف أحياناً من إطلاعهم ولو تلميحاً على أي منها حتى وإن كانت فعلياً أقل ضرراً من المتوقع ..
ولو بحثنا في كومة الأسباب لوجدنا بأن الثقة المتقهقرة من الطرفين ( الآباء والأبناء ) وإليهما هي التي تمنع ذلك ..
فالوالدين قد يتتبعا الأبناء بشكل وكأنه المراقبة لكل شاردة وواردة ,
إما حباً وعناية مفرطتين , يجهلون أنها قد تأتي ثمراً يخالف توقعهم
وإما لانعدام الثقة في أفكارهم وتصرفاتهم وأحياناً في أخلاقهم ..
والأبناء أيضاً في قلق دائم من النظرة والطريقة التي يُحتَمل أن يعاملوا بها بعد كشف خبئهم ..

لم ينتهي .. ولكن لم يكتمل