عشرون عاماً يا ابنتي
والخوف يأسرني
وينزفني
حزناً على جفن الأرق
عشرون عاماً
وأنا أداري لوعتي
ما بين صمتي والورق
منك م اشتكيت
ولا مللت وإن بكيت
أخفي دموعي حسرةً
بها أكتوي
والقلب منها يحترق
لا ترحلي
لا تتركي زوايا بيتنا
تغتالنا ..
تشتاق صوتك تصرخين (ماما)
فأضيع في لجة الصمت الرهيب
تلقفني أيدي الغرق
عشرون عاماً
والصبر يجلدني
ما بين يأس وانتظار
وبداخلي أملاً
كم بت أرعاه وأرتدي ثوب الغسق
كم زفرة سامرتها
خبأتها وتهشمت في أضلعي
حمماً ..
غصت حناجرنا بها
منها اشتكى حتى الرمق
عشرون عاماً
وأنا أحارب غربتي
يغتالني شبح الفراق
حتى ذويت
والحزن يسرق ضحكتي
كالأفق يبتلع الشفق
عشرون عاماً
واليأس يحطب مهجتي
يرمي بها .. ما بين خوف وأرق
أبـُنـًيـّتي
لن ينتهي هذا الحنين
وأنا أرى
هذا الـ صِبا يذوي .. بل ينطفي
يا ليته عمري انتهى
ولا أرى .. إحدى شموعي تحترق ..