جرائم القتل باسم الشرف

[فيصل خليل]

جرائم القتل باسم الشرف

نتابع على الصحف يوميا جرائم قتل فتيات بداع الشرف والحفاظ على سمعة العائلة، ونتفاجأ أحيانا أن الفتاة دفعت ثمن تسرع ولي أمرها وسوء تقديره لما قيل له عن ابنته، مثل هذه الجرائم التي لا تجد عقوبة رادعة بالقوانين العربية تشكل خطرا كبيرا على وحدة المجتمع وتماسكه في وقت تدفع الثمن الفتاة وحدها لا الشاب الذي لا يمسه سوء أحيانا.

ما هو تعريف الشرف
الشرف قيمة تتربع على قمة سلم القيم الاجتماعية، والإنسانية، فالشرف هو الكلمة التي تحمل الكثير من المعاني النبيلة تحتها.
هل هو مرتبط بالمرأة فقط أم بالرجال؟ أين الدين من تعريف الشرف؟

يهدف هذا الموضوع لتوجيه رسالة إلى ضمائر الرجال الذين يقتلون ويذبحون النساء باسم الشرف، بعد أن أصبح الشرف العباءة التي يتستر تحتها المجرمون، وأيضا توضيح النظرة الازدواجية المسيطرة في المجتمعات العربية حول موضوع انحراف البنت، فالشريعة الإسلامية لم تفرق بين الرجل والبنت في العقوبات.

قال تعالى (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ).
فالقتل ( الإعدام ) لا يطبق إلا على الحالات الثلاث وهي القاتل والمرتد على دين الله المفارق للجماعة والزاني المحصن.

لكن بسبب التقاليد البالية والأفكار الفاسدة سنت المجتمعات قوانينها الخاصة بعيدة عن حكم الشرع فكان أن سنت حد القتل على الفتاة التي تزني بدعوى شرف العائلة وسمعتها ويطبق هذا الحد الأب أو أحد أبناؤه، مع أن أمر الله وشرعه هو الجلد اذا كانت غير متزوجة والقتل إذا كانت متزوجة ويطبق نفس الأمر على الشاب الشريك بالإثم، لكن المجتمع بنظرته السلبية لا يطبق قانونه إلا على الفتاة ولا يستقوي إلا عليها باعتبار ما قامت به إثم وجريمة كبرى ولا يلتفت المجتمع إلى ما فعله الشاب من قبيح تصرف، هذه النظرة السلبية تهدد كيان المجتمع بتطبيق العقوبة الغير العادلة على أحد طرفي الجريمة وإعفاء الآخر من إثمها ناهيك عن الظلم الواقع على الفتاة وأهلها.

نجد بتكرار المأساة أن المجتمع لا يعالج مشكلة بقوانينه بل يزيد من تفاقمها.
فالشباب سوف يتشجعون على إغراء الفتيات وجرهن إلى براثن الإثم عندما يرون أنهم يخرجون من المسألة والقضية سالمين والعقاب تتحمله الفتاة فقط وأهلها.

هذا ناتج بخلل في فكر المجتمع وتقاليده التي آثرت الابتعاد عن شرع الله بتكوين شرع خاص بها يعاقب به الفتاة على جريمة عقوبتها أقل من القتل بكثير ولا يحاسب الشاب الذي غرر بها وأوقع بها ببراثين الجريمة.

فالأب الذي يقتل ابنته بداع الشرف وحفاظا على سمعة العائلة هو بالأساس يحطم سمعة عائلته ويدمرها على مدى الدهر، فما قامت به الفتاة لا يمكن نسيانه بسبب ما اقترفت يديه من جريمة أكبر وهي قتل ابنته وبدلا من يطبق شرع الله آثر القيام بجريمة اكبر من جريمة ابنته بالقيام بقتلها بدون وجه شرعي.
ولو استحكم العقل وطبق شرع الله وأصلح ما أفسدته ابنته بالعقل والحكمة لأستعاد شرف عائلته وسمعته وبدون ما يعرف أي شخص أو أن تتضرر حياته وحياة أفراد العائلة.

نتساءل أحيانا أين الخطأ ومن المسئول
هل هو بمؤسسات الدولة وقوانينها التي لا تدعم حقوق الفتاة الضحية ولا تعيد لها حقا؟
هل هو بالعائلة وتفككها مما سمح للفتاة بارتكاب الإثم؟
هل هو بالمجتمع نفسه الذي لا يحق حقا ولا يحمل الفتاة المسؤولية باعتبارها الطرف الأضعف بالمجتمع؟
هل هو بالشاب الذي تجرد من أخلاقياته ودينه ونهش جسد الفتاة وتركها تواجه المجتمع بنظراته الشرسة وبجسدها الضعيف؟
هل هو بعائلة الشاب التي تدافع عن ابنها رغم جرمه وتحمل المسؤولية للفتاة وأهلها وتحمي ابنها من تطبيق الحق والعدالة عليه؟

قد تتعدد الأجوبة وتتعدد الأسباب فلكل مجتمع ظروفه وعاداته وتقاليده لكننا نشترك بشيء مشترك وهو أن جرائم الشرف وما يحدث بها من ظلم على الفتاة لا تستمد من الشرع الإسلامي بشيء وهي مخالفة للشرع ولأوامر الله وتحدث ضررا بالمجتمع قد لا تصلحه القوانين والعادات الوضعية.


12/1/2014

 

[خالد صالح الحربي]

:
لا قيمة للتحليل المنطقي أمام العادات والتقاليد الراسخة.
مثلما لا قيمة للوعي الفردي أمام سلطة المجتمع خصوصًا
فيما يخص " الكرامة والسمعة " أمام الأفراد الآخرين .
🌹

 

[سيرين]

كثير من العادات والتقاليد لا تمت للاسلام بصلة
اضف الي ذلك ازدواجية الفكر لأننا مازلنا نحيا في مجتمعات ذكورية
لذا ارجع السبب الى الانفلات الاخلاقي للجميع شاب او فتاة
وجميع مؤسساتنا المجتمعية بدءا من الاسرة والمدرسة والاعلام والفن مشتركين في الخطأ
لذا يجب ان تتكاتف جميعها وعلى الاسرة الجانب الاول والاقوى في تحصين ابنائها
طرح رائع كاتبنا الالق \ فيصل خليل
اوفيت جوانبه بالاستفاضة والبراهين
شكرا لهذا الغيث .. دمت مطرا
ود وياسمين

\..

 

[شعور]

-

فيصل خليل ..
من المؤلم ان الطرح كتب منذ و2014 ولم يتغير من الواقع شيء !
ولست الصوت الوحيد
فقد تحدث الكثيروون من دون جدوى ،


منذ بات تطبيق الأحكام الشرعية وقف التنفيذ والكل يكرر أفعاله .. كالسارق الذي لم تقطع
يده فكرر افعاله وغيره الكثيروون ،


مؤسفٍ هو واقع اليوم ،
فـ صوت المجتمع أعلى من صوت الدين !



أما عن الطرح .. وماجئت به في الجزء الأول كـ موضوع رمي المحصنات وتصديق أولياء الأمر ، هنا قال الله تعالى في سورة النور :

(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)


الله يأمرهم أن لايستعجلوا الحكم وأن يطبقوا الشرع في من يرمي أمه مسلمه ، ولكنها كالعاده أحكام مع وقف التنفيذ
في القرآن لنا دستورِ حياة متكامل ، فمن المعتبر؟


أما بشأن تعريف الشرف :

فهي كلمة متشعبة المعاني وأعتقد أنها المعنى الحقيقي لها .. هو النزاهه والعدل والانصاف والعفه عن كل ماحرم الله كالسرقة والخيانة والربا والزنا وغيرها ..


أما بشأنه أرتباطة فهو دينياً يرتبط بالأنثى والرجل ولكن ( أجتماعياً ) هو يرتبط بالمرأة فقط .. كونها عوره ، فقد كان العرب يأوودون المرأة لأنهم ترتبط عندهم بالعار وهذي مفاهيم بدائيه هضمت حق المرأة إلى أن جاء الإسلام وأنصفها.


ولأكون منصفه :
بعض الأخطاء لاتغتفر مع الأسف .. تبقى جرح لايمكن أن يندمل !


أما بشأن الخطأ أعتقد أن كل الأطراف ملامة .. المرأة لـ ضعف دينها وأستسلامها للفراغ ، الرجل : لأستغلال عاطفة الأنثى متناسياً أنه كما تدين تدان والجزاء من جنس العمل ، المجتمع الذي أدان المرأة وحملها اللوم وغرس الشجاعة في نفوس الشبان لتكرار ذات الجريمة لان بأختصار لن يحاسب ، الاهل وقله الرقابة وخلل التربية .. أصدقاء السوء و و و .. يطول هنا الحديث




أتمنى لـ صوتك أن يصل وأن يقف المجتمع ضد هذه القضايا التي تنهتك شرائع الدنيا وتقضي على وحده المجتمع

شكراً لأنسانيتك فيصل ، وشكراً لـ كونك رجل


شعور

 

[عمرو مصطفى]

أي فساد يقع في الأرض (وليس في ديار المسلمين وحدها)هو بسبب مخالفة الله ورسوله..
وأي إصلاح يرتجى من غير معين الوحي المعصوم فهو إفساد مضاد..
فواقعة الزنا فساد في الأرض.. فمن ذهب ليصلحها بهواه وقع في إفساد أخر مضاد ربما كان أشنع من الفساد الأول..
تحامل المجتمع على الأنثى أكثر ونسيان الذكر فساد.. ينتج عنه فساد مضاد وهو تعصب من الجانب الأنثوي وارتماء في أحضان الدعاوى الغربية التي ستحول الأنثى لمسخ ليليث عدوة الرجال..
وإن كنت استغرب في تلك الواقعة المشينة أن تدفع الفتاة وحدها الثمن.. فالحمية (حتى المجردة عن الدين)تتطلب
أن يتم الثأر من الرجل كالأنثى.. ومافائدة أن تقتل ابنتك التي زنت وتترك الكلب الذي ولغ في عرضك حياً يمشي على الأرض..
لكن كلما أبعد المرء عن الوحي كلما كانت أفعاله منافية للعقل والمنطق السليم..
بوركت أستاذ فيصل..

 

[رشا عرابي]

النتائج هي ردود أفعال الأسباب
في مثل هذه القضايا لا يحتَكِمُ المرء إلى العقل (إلا من رحم ربي)
العُرف وما يحيط القضية يكون له الصوت الأعلى في حين لا يُسمع سواه

(للأسف)!


الشكر الجميل لهذا القلم المِعطاء والفكر الوضّاء

 

[فيصل خليل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد صالح الحربي

:
لا قيمة للتحليل المنطقي أمام العادات والتقاليد الراسخة.
مثلما لا قيمة للوعي الفردي أمام سلطة المجتمع خصوصًا
فيما يخص " الكرامة والسمعة " أمام الأفراد الآخرين .
🌹

الفاضل خالد الحربي

كثرة الدق تفك اللحام
مع كثرة الكلام والتنبيه .. قد يكون هناك تأثير ما

كل الشكر والتقدير لحضورك الكريم

دمت بخير وعافية

 

[فيصل خليل]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين

كثير من العادات والتقاليد لا تمت للاسلام بصلة
اضف الي ذلك ازدواجية الفكر لأننا مازلنا نحيا في مجتمعات ذكورية
لذا ارجع السبب الى الانفلات الاخلاقي للجميع شاب او فتاة
وجميع مؤسساتنا المجتمعية بدءا من الاسرة والمدرسة والاعلام والفن مشتركين في الخطأ
لذا يجب ان تتكاتف جميعها وعلى الاسرة الجانب الاول والاقوى في تحصين ابنائها
طرح رائع كاتبنا الالق \ فيصل خليل
اوفيت جوانبه بالاستفاضة والبراهين
شكرا لهذا الغيث .. دمت مطرا
ود وياسمين

\..

الفاضلة سيرين

مشكلة المؤسسات المجتمعية انها تتجاتوب مع الأعراف والتقاليد
تلاقيها تحاسب البنت وتغض النظر عن الشاب الشريك بالجرم والمسبب الرئيسي لها
القوة تسلط على الضعوف دائما ....

وجود قانون رادع ... يحاسب الشاب أكثر مما يحاسب البنت .. قد يخفف كثيرا مما نشهده على ساحة المجتمع

كل الشكر لمرورك العطر واطلالتك البهية

دمت بخير وعافية