،://:،
سَتُخْبِرُك بُحّة صَوْتِي عَنْ حَكَايَةٍ لِـ أسَاطِيْرِ نِدَاء قَامَتْ ثُمَّ انْدَثَرَت ، وَ لَمْ يَبْقَى مِنْهَا سِوَى شَرخ فِيْ الحُنْجرَةِ يُقْسِمُ بِ أنّهُ .. لَمْ يَنْسَى قَطْ ،!
وَ لِسَانِي البَغِيْضُ آثِمٌ بِخَيْبَتِي .. إذْ مَا كَانَ عَلَيْهِ أنْ يُنَادِيْ مَنْ لاحَيَاة لَه وَ لَمْ يَمُت بَعْد .
لَمْ تَعُد أرِيْكَةُ صَدْرِكَ مُخَوّلةً لاحْتِضَانِي كُلّمَا شَرَعْتُ فِيْ اقْتِرَافِ البُكَاء أوْ سَمَاعِيْ إنْ بَاغَتَتْنِي نَوبَةُ النَّجْوَى ، أو التّرْبِيتِ عَلى كَتْفِي بِحُنُوٍ وَ إقْنَاعِي بأنّهُ مَازَالَ فِيْ الدُّنْيَا مُتّسَعٌ لارْتِكَابِ الفَرحِ ذَاتَ يَومٍ قَدْ لا يَجِيْءُ وَ لَم يُنْحَت أبَدَاً فِيْ لَوحِي المَحْفُوظ ،!
لَسْتَ أهْلاً لِلقِيَامِ بِهَكَذا دَور مَلائِكِيّ رَحِيمٍ وَ قَدْ أصْبَحْت تَنْتَمِيْ إلى أولَئِكَ القُسَاة الّذيْنَ جَعَلُوا حَيَاتِي السّهْلَة : مُمْتَنِعَة كَـ أصْعَب مَا يَكُون ،! وَ أنَا الّتِي لَمْ تَنْفَكُّ عَنْ الابْتِسَامِ فِيْ وَجْهِ السّمَاء وَ تَقْبِيل ثُغْرِ العَصَافِيْرِ وَ السّكر بِرَحِيْقِ الأزَاهِيْرِ وَ الرَّقْصِ بِبَدْرِ بَرَاءَةٍ مَع ابْلِيْسٍ وَ الشّيَاطِيْن ، كَانَت الدُّنْيَا أمَامِي مُتَلِّفعة بالبَيَاضِ لا تَحْتَمِلُ الأسْوَد وَ دَرَجَاتهِ ، فَ كَيْفَ مَزّقتَ ذَلِكَ البَيَاض كُلّ مُمَزّقٍ وَ أسْكَنْتِني مَجَرّة سَوَداء أطْفُو فِيْهَا بِلا أمَان ؟
صدّقنِي ، لَسْتُ أكْتَرِثُ بِيْ أو بِكَ .. وَ لَكِنْ تُؤرِّقُنِي أحْلامِي الورْدِيّة الّتي مَا فَتِئت تَنْضُجُ وَ تُصْبِحُ أجْمَلَ وَ أجْمَل كُلَّ يَوم ، كَيْفَ لِيْ أنْ أخْبِرُهَا بِأنّ فَتَياتِنا لَمْ يَعدنَ مَوؤدات وَ لَكِنْ جَاء زَمَنٌ تُوأدُ هِيَّ فِيْهِ لَيْسَ فِيْ عُقْرِ مَهْدِهَا وَ إنّمَا بَعْدَ بُلُوغِها وَ اكْتِمَالِها وَ بُرُوزِ آيَاتِ جَمَالِها وَ بَعْدَ أنْ تُصْبِحَ قَابَ َتَحْقِيقٍ أو أدْنَى لِـ تُنْزَع مِنْ أحْضَانِ أمْهَاتِها وَ تُنْحَرُ أمَامَهُنَّ جَاعِلَة مِنْ قُلُوبِهنّ نَارَاً تَلَظّى لا يُخْمِدهَا مَنْظُومَة الأيّامِ المُتوَاتِرَة بَعْدَئِذٍ ، وَ لِتَجْعَلَ مِنْ حُرُوفِهِنَّ قَصَائِد رِثَاءٍ تُعَلَّقُ عَلَى أغْصَانِ الزّيْتُونِ لِيَرْشُقهَا المارّة بِنَظرَاتِ شَفَقَةٍ مُفْتَعَلَة لا يَتَخَثّرُ بِهَا أسَى وَ لا يَنْدَمِل مَعْهَا جُرْحٌ ،!
حَذّرْتُكَ ،! قَلْبِي سَيَصْدَأُ يَومَاً بِسَببِ مَاء عَيْنِي ، وَ أنْتَ لَمْ تُبْكِيْنِي .،! وَ لَكِنّهَا الحَقِيْقَة عِنْدَمَا تُسَاوِرُنِي تُصِرُّ عَلى أنْ تَأخُذ مِنْ عَيْنِي المِلْح لِتَدْعَك بِهِ جرحِي فَأنْطَفِأُ أنَا وَ يَشْتَعِل حَطب وَجَعِيْ المُصَيّر مِنْ أضْلاعِي الوَاهِنَة .
يَالظُلمك ،
فَقَطْ لَوْ أنّنِي أعْلَم كَيْفَ حَدَثَ أنْ تبَدّلت الأدْوَار وَ قَرّرتَ أنْ تَجْعَل مِنْ قَسْوتكَ مُعَلّمِاً لِيْ يُبَسْمِلُ دُرُوسه بِـ " لَنْ يَلْعَقَ أحَدُهُم دُمُوعكِ إنْ تَخَلّت عَنْهَا رُمُوشكِ " وَ يتبْعهَا بِ " البَقَاء للأقْوَى .. وَ القَانُونُ لا يَحْمِي المُغَفّلِيْن " فَطَفَقتُ أرَتّقُ ثُقُوبِيْ وَ انْكَفَأتُ أقْسُو عَلَى قَلْبِي وَ أنْزَع عَنّي عَوَاطِفِي لأعَزّز مِنْ مَنَاعَتِي ،
عَلّمْتنِي أنّ لا أحَدَ يَأبهُ للآخَرِينَ فَكْنُتَ أنْتَ أوّل المَارِقِينَ مِنْ بَوّابَةِ قَلْبِي نَحْوَ الخَارجِ وَ لِسَانُ حالكَ يَقُول " عَلّمتهُ الرِّمَايَة ، فَرَمانِي " وَ لا يَجِبُ عَلَيْكَ أنْ تَبْتَأس وَتَحْزَن مِنْ رَمْيَتِي تِلْك ،!
فَقَدْ كُنْتَ لِيْ مُعَلِّمَاً عَظِيْمَاً وَ أنَا طَالِبَتُكَ النّجِيْبَة الـ تَفَوَّقَت عَلى مُعُلِّمها حَدّاً أيْقَنَت فِيْه أنّ لا شَيءْ يَسْتَحِقُّ أنْ تَنْسَلِخَ لأجْلهِ مِنْ قَوَاعِدَ رَوحَانِيّةٍ ضَوئِيّةٍ آمنت بِهَا ذَاتَ طُهْرٍ لِتَمْنَح الغَيْر رِضَاً شَيْطَانِي .
وَ لَسْتُ بِحَاجَةٍ أنْ أجْعَلَ مِنّي شَيْطَان بَشَرِي لأكُونَ ذَات قُوّةٍ أوْ رَهْبَة كَمَا تَزْعم ، وَ طَعْنَتِي كَانَتْ بُرْهَاناً لَكَ بِأنّ النّقَاء لَيْسَ مُرَادِفاً للضُّعْفِ وَ أنّ بِإمْكَانِي أنْ أنْتَفِضَ عَلَيَّ فَأصْفَعُ مَنْ أشَاء لَحْظَة أنْ أشَاء فَلا تَأمن عَلى نَفْسكَ أنْ يُغَادِرُكَ لُطْفِي وَ حُلْمِي وَ يَحِلّ عِوَضَاً عَنْهُمَا لَعْنَتِي عَلَيْك ،
حَسْبِي أنْ أكُونَ أنَا .. وَ منْ بعدِي : فَلْيَحْتَرِق هَذا الكَون .
:://::