على الخازوق - بانتظار غودو

[أحمد رشاد]

يا بني أغمض عينيك كي لا ترى ذلنا واقبض على منخريك كي لا تشتم روائحنا.
نحن على شفير الهاوية بل سقطنا فيها منذ زمن ونضحك من أنفسنا. يا بني ارفع صراخك عالياً كي لا تسمع صوت ذلنا.
يا بني نحن صفر تحت صفر تحت صفر تحت الــ….., نحن الذين ما زلنا نتوسد وهماً مضى ومجداً قيل أنه كان , وعزة ما بقي منها فتات. نحن نغني لقاتلنا ونبتسم للذي يركل مؤخراتنا ونركض أمام كلبهم ننبح عوضاً عنه, نحن أشباه أشباه نرسم بعض ظل عسى أن نجد لصورتنا بعض قبول عند صاحب القبعة. ألا ترى أننا نركض خلف أوراق بعثرها صاحب الكراسي فطفقنا نصفق لخيبتنا متوهمين أنها نصر من رمل وضباب وعويل.
يا بني لا تحاول أن ترفع بصرك كي لا يصدمك قبح وجوهنا. يا بني لا تحاول أن تبحث عن تفسير لقولي ولا تحاول أن تجد سبباً لما قلت, فقط أفعل كما أخبرتك و لن تنتظر طويلاً لتعرف حقيقة ما يجري.
يا بني اجتمعنا على مشنقة الواقع العربي المسمى الجامعة العربية لننتقل طواعية إلى خازوق كبير يدعونه مجلس الأمن. هناك يا بني سنعترف أننا قد أدمنا خازوقهم شئنا أم أبينا ولا نحتمل البعد كثيراً عن متعة خوازيقهم. يا بني قررنا كسر خواطر بعضنا عسى أن نكسر الحصار, واتفقنا أن نرسل لهم حماماً زاجلاً بلا أجنحة يحمل برميل نفط وراقصة شرقية.
بني لقد حولنا أنظارنا من حدود الماء إلى وسط البحار بحثاً عن القادمين من بعيد كي يمدوا لنا يد العون التي قطعناه عن بعض.
يا بني نحن رؤوس بسامير قد أدمنت تقبيل مطرقة اسمها (هم) وعندما تكبر ستعرف من هؤلاء (هم ).
المطرقة ترى كل العالم رؤوس بسامير ولا عمل لها سوى الضرب على هذه الرؤوس, لذا قررنا أن نصبح ذيولاً كي لا نضرب.
يا بني ألا ترى أننا جميعنا نتعلق بحبال الوهم ونبحث عن (غودو) في كل نسمة تهب ومع كل زخة مطر في صحراء عهرنا , غير أن (غودو) لم ولن يأتي إلى الصحراء التي أدمن أهلوها سف الرمال.
واخجلتاه‼ كيف ستخبر أحفادنا عن أجدادهم ؟ بني دعك منّا وابحث لك عن سلف بلا رائحة وبلا تاريخ مليء بالخيبات. ابحث لك عن أسلاف لا يتنظرون (غودو).