الدولة السعودية الثانيه
نشأت الدولة السعودية الحديثة في البدء على مساحة حول منطقة الرياض عام 1902، ففي 15 يناير 1902 سيطر عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على الرياض بعد معركة الرياض (1902)، وكانت معركة خاطفة على قصر المصمك وأمير الرياض من قبل ابن رشيد واسمه ابن عجلان ثم ضم إليها الأفلاج وفي الأعوام من 1910 إلى 1912 تمكن من ضم القصيم، وتبعتها الأحساء في 1913.
الملك عبد العزيز والحرب العالمية الأولى
عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، بعث أمير الرياض عبد العزيز رسائل إلى شريف مكة حسين بن علي وإلى سعود بن صالح آل سبهان في حائل وإلى الشيخ مبارك الصباح في الكويت، واقترح عليهم عقد قمة للحكام العرب للحيلولة دون جر العرب إلى العمليات الحربية ولتوقيع معاهدة مع الدول الكبرى لضمان تقرير المصير للدول العربية. ولكن لم تكن الآراء متوافقة آنذاك، ورد حاكم حائل بأنه سيقاتل ضد الذين يقاتلون العثمانيون وسيتصالح مع الذين يتصالحون معهم.
وصل نجد في تلك الفترة مبعوث السلطات العثمانية وقابل عبد العزيز في بريدة، ولكن القوات البريطانية احتلت البصرة في ذلك الوقت، وفي ذات الوقت، توجه من المدينة المنورة وفد تركي آخر لإستمالة عبد العزيز إلى جانب العثمانيين، ولكن عبد العزيز تملص من تقديم الوعود قائلا بأنه عاجز عن مقاومة الإنجليز، ولكنه وعد بعدم اعتراض نقل المؤونة والذخيرة للجيش التركي عبر أراضيه.
بالرغم من عدم اعتماد الإنجليز على حسين بن علي، فإن عبد العزيز كان مهما لهم، لاتساع مناطق نفوذه، وكانوا يريدون من عبد العزيز شيئا واحدا، ان يشل أمير حائل الموالي للأتراك الذي يهدد جناح الجيش البريطاني جنوب وادي الرافدين.
لما بدأت العمليات الحربية في الشرق العربي، استدعى المعتمد البريطاني في حوض الخليج كوكس مخبره شكسبير وأرسله إلى نجد، وبمجرد وصوله إلى الرياض أصر على أن يبدأ الأمير النجدي العمليات الحربية ضد الشمريين. وتمكن شكسبير من إجراء محادثات سياسية مع عبد العزيز. فوضعا مسودة معاهدة التزم الإنجليز بموجبها بضمان مواقع السعوديين في نجد والأحساء وحمايته من الهجمات العثمانية المحتملة مقابل التزامه بمساعدة الحلفاء، وفي ذات الفترة وصل مبعوثوا العثمانيين الذين كانوا لا يزالون ياملون في اجتذاب الأمير إلى جانبهم.
وتختلف الروايات حول دور شكسبير في تلك العمليات، فيقال أنه كان عند عبد العزيز عدة مدافع يقود بطاريتها الكابتن شكسبير، وأخرى تقول بأن شكسبير كان مجرد مراقب، وحاول عبد العزيز إقناع شكسبير بالبقاء في الزلفي، ولكن شكسبير أصر على المشاركة، وفي أواخر يناير 1915 تصادمت قوات الطرفين في معركة جراب شمالي الزلفي، وبدأت معركة استمرت عدة أيام. وانتهت بتعادل الطرفين وقتل شكسبير.