أحسن شي - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 433 - )           »          [ بكائية ] في فقد البدر .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - آخر مشاركة : صالح العرجان - مشاركات : 13 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : نويّر الحربي - مشاركات : 75170 - )           »          نَافِذه ! (الكاتـب : سعيد الموسى - مشاركات : 231 - )           »          العين (الكاتـب : عبدالإله المالك - آخر مشاركة : زكريا عليو - مشاركات : 13 - )           »          أُريدُ حَلّا ..... !! (الكاتـب : رشا عرابي - آخر مشاركة : زكريا عليو - مشاركات : 40 - )           »          ربَّةَ القدِّ الرشيق (الكاتـب : إبراهيم عثمان - آخر مشاركة : زكريا عليو - مشاركات : 5 - )           »          وهَلْ يُذْكَرُ التَأْسِيسُ دُونَ مُحَمّدِ (الكاتـب : محمد بن منصور - آخر مشاركة : زكريا عليو - مشاركات : 9 - )           »          بلاد ! (الكاتـب : سعد البردي - آخر مشاركة : زكريا عليو - مشاركات : 6 - )           »          إثمُ فيروز المغنَّى (الكاتـب : حمد الدوسري - آخر مشاركة : زكريا عليو - مشاركات : 8 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي > أبعاد القصة والرواية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-2009, 02:43 PM   #1
عبدالاله الأنصاري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالاله الأنصاري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18

عبدالاله الأنصاري غير متواجد حاليا

افتراضي أحسن شي




مات أسعد . الطيبون يرحلون مبكراً وجداً أيضاً.
تكتشف بأن الأمن أحد حكايات السراب،
وفي لحظة يتحول أحدهم من كائن حاضر
إلى مطرقة تدك ذاكرتك وتجد بأنه استحال فعلً ماضٍ موجع
ولن يعود أبداً
ولا أحد سيقنعك بأن الخروج النهائي ليس إلا قدر محتوم
وأن ذريعة الأسباب وهمٌ مهذب
يا لسواد قلبك المتعب يا أسعد لم يفقد لؤمه،
وسبق كل الخطط التي وضعتها لأجله.
ماتزال ضحكتك الودودة تلكز مآقيَّ قبل أن يبتلعني باب دارك المنهك،
الذي قلت بأنه لو قدر له أن يتحدث
لاستجداك عتقهُ رحمةً ببؤسه الذي استعار أخاديده من ملامحك.
عندما ألححت عليك بالذهاب إلى المستشفى علّ أن تجد حلاً لضعفه
رددت: (أنا لاقي آكل عشان أروح مستشفى)
- أنا سأتكفل بتوصيلك إليه وإعادتك
ودفع مصاريف دوائك إن كتب لك الطبيب شيئا.
- لا تدعنا نضحك على بعضنا البعض
فعلى الأقل أنا رجل وحيد بقلب لن يصمد كثيراً
ولا رغبة لدي بخوض رهان مع قلب آخر
قد يقترحه ذلك الطبيب،
عليك أن تهتم بأفواه ( التنانين) التي تستعمر منزلك
بدعوى الرعاية والمسئولية
وأنت مجرد عامل بسيط على وظيفة تافهة تسمى
ناسخ آلة، مع أنها بدون آلة ههه
فدع قلبي وشأنه فذلك: أحسن شي.
تلك جملته التي لا تفارقه، فكل الأشياء عنده:
أحسن شي، حتى أسوأها.
نهضت لأعمل شاياً لنا، ابتدرني بضحكة ساخرة :
- لا يوجد ماء
تعجبت وصببت جام غضبي على مصلحة المياه
فقاطعني ضاحكا:
- لا ذنب لهم فلقد أصابتني حمى بالأمس
ومن شدتها أخذت أزحف من الغرفة إلى الحمام
في نصف ساعة ربما،
فقلبي المدلل كان لا يتنازل عن أخذ حصته من الراحة كل ثانية.
وبما أني لا أمتلك حوضاً (بانيو)،
فقد كدت أسجد شكرا لله على ذلك
ولكن وضع الزحف أعتقد أنه عبّر بشكل جيد،
كان كل ما احتاجه هو أن أفتح الصنبور وهذا ما فعلته،
وأخذ الماء يتقاطر على رأسي ورقبتي فقط
فوضعية الامتداد لم تكن تسمح بالوصول لأبعد من ذلك
ونمت أو أغمي علي، لا أدري،
الذي أعرفه أني صحوت ونهر عرق بارد يسيل مني
وأنا منكب على وجهي تحت ( الدش ) الصامت
ولك أن تخمن مابقي.
قررت أن أحضر عدة جوالين ماء بعد أن أملأها من بيتي،
ويبدو أني لم أتنبه إلى أن انقطاع الماء كان دلالة لأمر
ربما يكون: (أحسن شي)، في وضع شخص مثل اسعد
مع أنه أورثني حزنا لن ينتهي.
استدرجني حنقي إلى مساحات خيالية حمقاء
فكرت فيما لو أنني كنت في وضع أسعد
لبحثت عن حل شرير لهذه الحياة، فعلى سبيل المثال
أصنع مدخلاً جيداً كأنه أطرح السؤال التالي:
-لماذا أعيش؟ وهل لو استأذنني الموت في القدوم سأرحب به؟
بل يجب أن أرغمه على المجيئ بالصورة
التي أختارها أنا وفي الوقت الذي أريده
مع اشتراط أن يكون موتاً صاخباً
وقد أتمادى في الأمر وأفتش عن طريقة أخرى كأن أتخيل:
لو أنني تحسست موضع ظلي وقبضت على رقبته وخنقته بقوة
ألف رجل وقتلتني. لا، لا، هذا خيال فاتر.
ولكن ماذا لو أنني خطفت طفلاً غريباً عني
- كان مستقبل والديه والغد المشرق لهما بعد عقم عشر سنوات -
وقمت بتقطيعه وتحويله إلى وليمة أدعو إليها جيراني وأصدقائي
هكذا سأضمن حكما بموت سريع لن تستطيع أموال القبيلة كلها
درأه عني. هذا حل جيد، وقيمة الوجع في أعلى وتيرتها،
وسأكون حديث المجتمع بأكمله، سأغدو مشهورا
ولكن ذلك يحتاج إلى مجهود كبير في البحث
عمن تنطبق عليه مواصفات الضحية،
ولا أمتلك (سيارة) لأقوم بالمهمة بشكل احترافي.
الحياة تشعرني بالعار، ومحارب الساموري
كان يقتل نفسه في لحظات مثل هذه،
ولا أدعي بأني محارب مثله ولا أريد أنتهي كما يفعل هو
- حينما يموت وحده مكللا بالشرف كما يعتقد –
بل لا بد من وجود ضحايا،
وتحديداً الضعيف منهم، وأعتقد أني أستحق الشكر،
فأنا أسهل عليهم العبور دون أن يقضوا أعمارهم
يكافحون ويناضلون في قضية محسوم أمرهم فيها،
ومعلوم أنهم سيهزمون وتصيبهم أمراض وعلل شتى.
وإن كنتُ لا بد فاعلا؛ فعلي أن أقدم شيئاً كصدقة
يتذكرني فيها هؤلاء الضعفاء في العالم الآخر.
وعندما أقلص عدد المضطهدين في الأرض
فإني أقدم خدمة للبشرية، ورسالة مفادها:
إن كنت تعلم بأنك ستبذر عمرك في الدفاع والتحسر
على الظلم الواقع عليك؛
فافعل ما يقيك نوبات الصرع و اعتياد الكآبة التجول داخلك .
والذي قال بأن الإنسان هو من يصنع نفسه،
كان يعيش في زمن وحوشه أكثر وداعة وإنسانية،
ولم يعد هناك إنسان يصعد السلم من أوله،
وأنا لستُ وحشاً ضاريا،
ولا رغبة لدي في خوض حروب قد أكون أعلم مسبقاً
عدد الهزائم التي ستأتي عليَّ وتكسر أرجل السُّلم.
عند هذا المشهد تذكرت بأن قلبي الضعيف
سيكون عائقاً أمام تحقيق كل ذلك.
جاءني صوت زوجتي من داخل المطبخ وهي تتأفف:
- البلاعة( البالوعة ) مسدودة وبدأت بالطفح
وجدتني أهمس في شرود:
- أحسن شي !

 

التوقيع

بعض الأحاسيس يجب وأدها ؛ كيلا تورِث حُمقا
albasha123@hotmail.com



عبدالاله الأنصاري غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:38 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.