فرصة حياة - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
(( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 13 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3845 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          تخيل ( (الكاتـب : يوسف الذيابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 428 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75147 - )           »          ورّاق الشعر [ تفعيلة ] (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 5 - )           »          بُعدٌ جديد ! (الكاتـب : زكيّة سلمان - مشاركات : 1 - )           »          عَـيني دَواةُ الحـرفِ (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 4 - )           »          " قلطة " : اقلطوا .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 94 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 423 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-21-2016, 07:16 AM   #1
عائِشة محمد
( كاتبة )

الصورة الرمزية عائِشة محمد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 13

عائِشة محمد جوهرة في الخامعائِشة محمد جوهرة في الخامعائِشة محمد جوهرة في الخام

افتراضي فرصة حياة


*




كنت أحظى بالحياة. حياة كما كل الآخرين يحظون به كما ظننت. غير أني كنت في كثير من الأوقات أشعر بالأسى لأجل والديّ. لأجل الألم الذي أتسبب لهما بسبب مرضي الذي لا يمنحهما لحظة هانئة من الراحة.
كنت في كل مرة أشعر بالألم في صدري أتوجه راكضاً نحو غرفتي لأختبئ. أمد كفي، أسد به فمي كي لا أصدر صوتاً أثناء سعالي الذي يهتز قلب والدي به. كنت كثيراً ما أخشى عليهما مني. كثيراً ما كنت أتألم لأجلهما. كنت كثيراً ما أعاقب نفسي للحرقة التي أتسبب بها لهما. إذ أنهما لا يبديان لي كيف أشعرهما بالألم حين أسعل و يشتد بي المرض. كنت ممتناً لهما لذلك. و كنت أعلم كل الجهد الذي يبذلانه كي لا يشعران بالألم الذي أسببه لهما، أو كهذا كنت أظن.
في ذات مساء، ككل مساء. سعلتُ، سعلتُ بشدة و حرقة، كنت لا أستطيع شيء، لا أقدر أن أنطق بشيء، و لا أجيب حين يسألانني كيف تشعر الآن يا بني؟ كنت أجيب بعيني الداميتان. كنت في ذلك المساء واهناً، لا أقدر على المضي أكثر قدماً. أكل مني المرض كل قواي حتى خرت و لم أقتدر على الرد و الجواب. في ذلك المساء، كنت شبيهاً بحبة فاصوليا، تجرفها الرياح يمنة و يسرة دون أدنى مقاومة منها. كنت قد ذبتُ، و كان المرض قد فتك بي ليلتها لحد ما اقتدرتُ به على شيء.
استيقظتُ، فتحتُ عيناي بعد غياب وعي الذي لا أدرك كم من الوقت قد دام. كنت مستلقياً على فراشٍ أبيض، بملاءة بيضاء، و غطاء أبيض. كنت قد ظننتُ لوهلة أني في كفني أذوب. غير أن صوت رنين ما أحال دون أن أصدق ما كنت فيه.
كيف حالك يا ولدي؟ هكذا جاء صوتُ والدتي من الباب. من باب غرفة الذي كنت فيه بعدما وقتُ بين يديهما مغشياً علي في منزلنا قبل عدة ساعات. كنت أنظر إليها و أنا أستمع إلى الطبيب الذي كانت يتحدث إلى والدي في الممر قريباً من الباب. كنت فيما أسمعه مذهولاً. و صوتُ أمي يتكرر: كيف حالك الآن يا ولدي؟ و هي تمد لي يدها لتمسك بيدي كما كانت تفعل. لكن، ذلك الصوت، صوت الطبيب الذي كان يقول لوالدي إن الأمر ليس بالجديد! إن الأمر قد سبق و حدث لكم كما يتبين لي في سجلكم الطبي. إنكم سبق و أن فقدتم طفلاً بسبب هذا المرض الذي ورثتُه لطفليكما لقرابتكما الدموية، جعلني أسحب يدي مبعداً عن يد والدتي الممتدة نحوي. ما هذا يا ترى؟ وراثة؟ صلة قرابة؟ فقد طفلٍ لمرض وراثي؟
كان الأمر هائلاً، و لم يسعني أن أفهم منه إلا أن كل ما كنت قد شعرتُ به من الأسى تجاههما كان ذنباً حملانه لي دون أن يُعلمان به. يا إلهي. صوت والدتي يتكرر: كيف حالك الآن يا ولدي؟ والدي يقترب يجر معه الطبيب و هو يخبرني كيف سأكون جيداً و صحياً بعد عدة أيام. هيا أيها الطبيب، أخبر ولدنا كيف سكون صيباً جيداً كما الآخرين، كيف سيتمكن من لعب الكرة كأصدقائه و الركض و اللعب معهم دون أن يصيبه مكره.
لكن الطبيب لم يكن ليقول شيئاً. كيف له أن يقول كذباً. و إن كذب، أنا سمعتُ كل ما قاله لوالدي قبل لحظات. أنا سأموت قريباً بسببهما. أنا كنت قد عانيتُ من المرض بسببهما. أنا كنت قد شعرتُ بالأسى لأجلهما و الأذى بسببهما. أنا كنت قد حملتُ ذنباً كبيراً بسببهما. أنا قد منحتُ فرصة حياة سقيمة بسببهما. أنا سأموت بسببهما. كنت حزيناً بسببهما و أنا الذي كنت أظن أنهما حزينان بسببي. كيف أمكن لهما فعل ذلك بي! كيف منحاني فرصة الحياة و هما يدركان جيداً كيف ستكون حياتي بسببهما. ألم يكونا قد فكرا ملياً بي؟ بأخي الذي سبقني في الطريق و مات بسببهما دون أن يخبراني عنه حتى؟ ألم يفكروا إذ هم أنجبوا، كم من الظلم يقترفانه في حقي؟ في حق أخي الميت بسببهما؟ و حق أخي أو أختي التي قد يقترفانه بعدي؟ أأقول لهما شكراً لأنكما منحتماني فرصة الحياة أم تباً لكما لأنكما منحتماني فرصة الموت و أنا حي؟ ألا يحق لي أن لا أكون سقيماً بسببهما؟ ماذا سيجنيان بفعلتهما؟ أكانا يدركان أم تناسيا قرابتهما الدموية؟ كيف سأتصرف تجاههما؟ و عن ماذا سأتصرف، و وفقاً لماذا سأتصرف! و أنا الذي سأموت الآن أو بعد عدة أيام من الآن بسببهما؟
كل ذلك لا يهم، المهم الآن، أني حظيتُ بفرصة لأعلمكم بأني لازلتُ أقول و أنا في قبري تباً لكما لأنكما منحتموني فرصة الموت السريع قبل الحياة. لتبلغوهما بذلك، و لتبلغوا أنفسكم أن لا تفعلوا ذلك بأطفالكم. لا تقترفوا ذنب ولادتهم. امنحوا أطفالكم فرصة الحياة لا فرصة الموت قبل الحياة. إن لأطفالكم عليكم حق قبل ولادتهم حتى. فامنحوهم فرصة الحياة لا الممات يا أصدقاء.


 

التوقيع



أنا تلك السيدة الطفلة،
تلك البلهاء التي تنطق بما لا تريد؛ تلك البلهاء الخرساء عما تريد.






تحاور معي: 7D50F6D8

عائِشة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-21-2016, 04:33 PM   #2
سيرين

(كاتبة)
مراقبة

الصورة الرمزية سيرين

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 180143

سيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعةسيرين لديها سمعة وراء السمعة


مـجـمـوع الأوسـمـة: 1

وسام التميز ابعاد



افتراضي


صرخة مدوية وتمتمة شفاة بالالم استنطقها الموت وحشرجة الاحتضار
للاسف والي الان ما زلنا نجهل ثقافة الزواح رغم علمنا بها لكن ننأى عن الاقتناع بها او تطبيقها
او نتغاضى ولا نهتم بالكشف لراغبي الزواج
او الامتناع عن زواج الاقارب لعدم ظهور جينات مرضية كانت متنحية
ونأتي بأجيال مريضة
وقد حثنا رسولنا الكريم ان نكون امة سليمة معافة يتباهى بها
كاتبتنا المبدعة " عائشة محمد "
كأطروحاتك المميزة العبق والهدف كانت دعوتك بسلاسة تناول غاية الابداع
دمتِ سامقة العطر ودام سكبك مورق لربوع الجدب
مودتي والياسمين








\..نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سيرين متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 01-22-2016, 01:00 AM   #3
نادرة عبدالحي
مشرفة أبعاد النثر الأدبي

الصورة الرمزية نادرة عبدالحي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 72240

نادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعةنادرة عبدالحي لديها سمعة وراء السمعة


مـجـمـوع الأوسـمـة: 1

فعالية النثر الوسام الفضي



افتراضي


الكاتبة عائشة محمد فرصة حياة
هي رسالة إنسانية وتوعية بطريقة مؤثرة جدا


رسالة إجتماعية نحتاجها لنقول كفى لعدم التدبير العقلاني ...

 

نادرة عبدالحي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-23-2016, 02:48 AM   #4
عائِشة محمد
( كاتبة )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين مشاهدة المشاركة
صرخة مدوية وتمتمة شفاة بالالم استنطقها الموت وحشرجة الاحتضار
للاسف والي الان ما زلنا نجهل ثقافة الزواح رغم علمنا بها لكن ننأى عن الاقتناع بها او تطبيقها
او نتغاضى ولا نهتم بالكشف لراغبي الزواج
او الامتناع عن زواج الاقارب لعدم ظهور جينات مرضية كانت متنحية
ونأتي بأجيال مريضة
وقد حثنا رسولنا الكريم ان نكون امة سليمة معافة يتباهى بها
كاتبتنا المبدعة " عائشة محمد "
كأطروحاتك المميزة العبق والهدف كانت دعوتك بسلاسة تناول غاية الابداع
دمتِ سامقة العطر ودام سكبك مورق لربوع الجدب
مودتي والياسمين








\..نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
و لإنه انتكاسة مؤلمة جداً في مجتمعنا الذي ما اقتدرنا حتى الآن التخلص منه.
شكراً لبهائكِ سيرين نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع



أنا تلك السيدة الطفلة،
تلك البلهاء التي تنطق بما لا تريد؛ تلك البلهاء الخرساء عما تريد.






تحاور معي: 7D50F6D8

عائِشة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-23-2016, 01:35 PM   #5
بلقيس الرشيدي
( " تِملأك بالأسئِلة " )

الصورة الرمزية بلقيس الرشيدي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18760

بلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعةبلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعةبلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعةبلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعةبلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعةبلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعةبلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعةبلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعةبلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعةبلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعةبلقيس الرشيدي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


التَوعيَة لها دَور كبِير فِي الحد من هذِهِ الظاهِرة ونحنُ فِي عصرٍ نَعلم من أمورهِ كثيرًا بعد علم الله .
أسعدكِ الله ياعايِشَة وسَلم بناانكِ

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع


..
..

ذَاتُك مرآتُك فأنظُر كَيف تُحب أن تكُونَ " ملامِحُك " !

https://twitter.com/ja_top?lang=ar

.

بلقيس الرشيدي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-25-2016, 06:18 AM   #6
عائِشة محمد
( كاتبة )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادرة عبدالحي مشاهدة المشاركة
الكاتبة عائشة محمد فرصة حياة
هي رسالة إنسانية وتوعية بطريقة مؤثرة جدا

رسالة إجتماعية نحتاجها لنقول كفى لعدم التدبير العقلاني ...
حقيقة كفى و ليتها تفي.شكراً لكِ.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بَلْقِيسْ الْرَشِيدِي مشاهدة المشاركة
التَوعيَة لها دَور كبِير فِي الحد من هذِهِ الظاهِرة ونحنُ فِي عصرٍ نَعلم من أمورهِ كثيرًا بعد علم الله .
أسعدكِ الله ياعايِشَة وسَلم بناانكِ

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سلمتِ بلقيس، سلمتِ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع



أنا تلك السيدة الطفلة،
تلك البلهاء التي تنطق بما لا تريد؛ تلك البلهاء الخرساء عما تريد.






تحاور معي: 7D50F6D8

عائِشة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فرصة اخيرة !!! عبدالرحمن جابر الرويلي أبعاد الشعر الشعبي 8 10-26-2019 03:06 AM
أدبي الأحساء» يقيم محاضرة عن البعد الثقافي في حياة خادم الحرمين الشريفين ساره عبدالمنعم أبعاد الإعلام 2 03-22-2015 02:48 PM
- حياة بلا حياة ! صفراء أبعاد القصة والرواية 2 08-24-2012 02:20 AM
ابريل فرصة للكذب .. أحمد الهايس أبعاد العام 13 04-05-2012 01:31 PM


الساعة الآن 05:12 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.