حين ينبعث صوت فنان العرب واصفاً حالة اللقاءات المتقطعة وعجالتها، والتي لا تسمح إلا بنظرةٍ عابرة تترك أثراً يحتل مساحةً من الذهن طيلة ليالي البعد المتتابعة، فقط ليعيش العشاق على ذكراها، يعود بي مرةً أخرى مستدركاً بعزاء: "ولكن عذرنا الحاضر، نراعي الوقت والخاطر" مضيفاً أن الممكنات في الحب تتسع وتضيق وفقاً لاتساع سطوة الزمن واختفاءها. ويدعو جميع العشاق في المقابل لكسر أغلال خوفهم متسائلاً: نخاف من ايه والدنيا تحاسبنا على الثانية"؟ معلناً بذلك أن شجاعة العشاق ورغبتهم في التحرر هي سبيلهم الوحيد لاختراق حاجز الظروف التي تحول بين بعضهم البعض مهما بلغت الأصوات وعلت محاولةً إجهاض فرحتهم. تقول ثريّا قابل ناصحةً من تعكّر تلك الأصوات صفو ذهنه: "أصحك تصدّق". وهذا هو الفن الحجازي، الشعر الحجازي، ثقافة الحب الحجازية... أكون صادقاً الآن لو قلت أن جميع ما في الحجاز يأسرني ويدفعني أن أطلّق نجداً طلاقاً درزياً بائناً لا رجعة فيه.