شق فجرك ظلامي وانجلت عتمتي

[حمود الحجري]

شق فجرك
ظلامي
وانجلت عتمتي


( 1)

أغادرك

عمري
مـ غادرتك

( 2 )

تتفتحي
وردة ربيع
أسقيك
من سيلي

( 3 )

تزدحم بي الصور
والذكريات
انتخي بالكلام
وتناوب علي
الأغنيات
كل مقطع
بجرح
وأغنية
كل دمعة

( 4 )

شق فجرك
ظلامي
وانجلت عتمتي

( 5 )

توقظ أشيا كثر فيني نايمة
ريحتك بعد المطر

( 6 )

من قال عنك رحت
ما رحت أنا عنك
ولا جيت ابا اسافر
وأعطي المدى وجهي
أول ربيع انتي
جنبي على المقعد
اسمع حكاياتك
اقاودك وانتي
ما ينفد جرابك

( 7 )

كلما اكتظت خياشيمي
بريحة ما بقى
من طينك المتهالك
تفز أغنية
تستهل الذكريات

( 8 )

بالضبط
في هذا المكان
بينسلخ جلد ٍ خطى للكهولة
عن جلد يافع
يْنز منه العرق
ويْفز منْه الطييييييييش

( 9 )

عَطته ابتسامتها
وغاااارت
ما بقى
إلا يلوب
يلووووووب
ويذرع السكة

( 10 )

وش يقود الضرير
يعبر السكة
مثل طفلٍ مشاغب

سوى ريحة ٍ ..
نفنفت
وعْبقت في خياشيمه

( 11 )

الوشوشات الصغيرة
تجرّده من سكونه
للسحر
ياخذ
مجساته
وهو مندكي

( 12 )

إلى ع . ح

رميت فـ آذان الحواري حدوسك ..
نبوئتك ، لحظة تفرست حالي
بشرتها بالانهمار .. وتجوسك ..
دواير البشرى بـ مقدم جزالي
لحظة وقتها أجهل الكُنه كوسك ..
ينفح بشره ، وتوّه أخضر خلالي
فراستك ، كياستك ، قلب قوسك ..
يبصر بأحداق الصقر ، اعتمالي
رهافة استشعارك ، وجس روسك..
قادتك للعزلة الطويلة بتالي
نفضت إيدك من حياة ٍ تحوسك
رميتها خلفك ولا انته تبالي
لا أنته تبوّسها ولا هي تبوسك
تركتها لغيرك ، يجن ، ويغالي
خلدت ، متقرفص تمارس طقوسك
لـ الانزوا وأعطيتها الظهر سالي

( 13 )

انتي الظاهر
بيوت وناس
رحتي انتي
راحت الظاهر

( 14 )

للقفل
ما كنت
يا باب
كنت للداخل
وللطالع

( 15 )

كنّك سجين
وهـ القفل سجّانك
أخرَس
ومتجّهم
وطبْعه قاسي

( 16 )

علامة الهود
فـْ خشبْك
سجدة
فـ جبهة مومنْ
الليل طوله ساجد

( 17 )

شاخت جدرانك يا حارة
وانتي تجتري أعوامك
صمتك أغنيّة محتارة
تتردد في كل أنسامك
ما عاد الجارة للجارة
تنده ، وترطب أيـــامك
صمتك/صوتك/نوتك/ناره
ما تخمد / أبلغ أقـلامك
قولي ، أسمع ، والسحارة ..
منجم أسرارك ،أوهامك

( 18 )

ياما تسندنا جدارك
وانسكب بوح ٍ عصي

( 19 )

إلى ن . س:

تقلْ فـ حنْجرتك مزامير داؤود
من صوتك اللي يحرّك صفوف .. وتميد
ويصعّد الآهاااات .. ويميّل حشود
وتجاوبك لحْن ، وكلام ، وتراديد
من فوق ستّينك تطاولت مشدود ..
لـ منادم الغيمة ، وسـحْـر المواعيد
وتحطّ آلامك على جنب وتعود
لأيـام عشـرينـك ، ثلاثينـك ، بْـ عيد
متطّهر ٍ كأنك اليوم مولود ..
من كلّ أوجاعك – بماء الأناشيد

( 20 )

ما خَلص حكْي السكيك
وما فضى مندوسها
كلّما مرّيتها
تشعلْ أحاديث الشمال
عن حكايات المحبّة
شهرزادي
ما تصوم
والحكي وارف شجَرْهْ
وشهرزادي
بااارعة

( 21 )

ضيّقة فسْحَة
وسيعَة مرحَبا
تحتفي بي
مثل جَدّه
استبشرت بأحْفادها

( 22 )

مدمن سكيكـ(ك)
لا زال
مدمن سكيكـ(ك)
ما غيّرت فيه أربعينه
جذوة الطفل
اللي
كانه

( 23 )

إلى ع . ح

يتحلقوا في كل ليلة وكل صباح
يرموا على صف الوسايد ثقْلهم
يدخنوا من بوري الوقت المتاح
تبغ الحكي وشتى الدواير ترتسم
تترنح آلالاف الدواير . للرياح
للإنكفاء ، للإنطفاء ، وللعدم
لين انت رحت وكل أثر وياك راح
وسبت للذكرى كلام ٍ من ألم
لين ايه رحت وضجت أنفسهم بـ ااااح
يا للحنين المر ، والنفثاااات هم
والسبلة بـ ثوب التفجع والنواح
تصافح أيااااااام السواد المدلهم
السبلة اللي دك وقفتها اجتياح
جرافة ٍ جلفةْ ، بلا قلب ، وندم
مكان ضحكتها نبت ـ يا للصباح ..
المسخ ـ خرس اسمنت متجهم وغم

(24 )

بعض هذا الحزن
تقتات القصايد
باقي هذا الحزن
يقتااااااااااااااااااتـ ــني

( 25 )

وينهم
روّحوا
.....
............
.......


ما بقى إلا طينهم

( 26 )

إلى جمعة بن سعيد :

قضمت تفاحة البشرى حبور وفرح
مرسولة النور لك زفـّت بشاراتها
عطريّة ٍ كلّ مطرح من زخمها نفح
نوريّة ٍ في الزوايـا كثـْر هـالاتها !!
تسوق لك من هبات وأعُطيات ومِنَح
وتشنـّف آذانك بـ تغـريــد همسـاتها
تقول : نلت المراد ، الأمنيات وربح ..
من سار فـ دْروبك ، وْكابَد معاناتها
نقول؟ شي عقـْب،لو مهرك حَرَن لو جمح ؟
واحتد فـ الدنيوي وامتد يقتــاتها ..
تفاحته ، والسماوي تاق شوقه ، صدح
لبى ندا الدار ، مسْتبشرْ بهبـّـاتها

( 27 )

تكتب تفاصيل وحدتها قصيدة ..
الجدّة ، وتفترش صمت الحصير ..
المهتري ، مثل باقي أشياء عديدة..
ألـوانـهـا كــالــحــة ، ما تستثير ..
غير الشعور البئيس ، ومزيده ..
من هم ، من غم ، من طعم ٍ مرير

( 28 )

تدس
في جيبي الضامر ،
يديها
ما تيسّر
من جميل .
توقظ النجمات
وتصحي الزهور
تدس
وتدّخر في الروح
عرفان
وْشعور ٍ موووووجع ٍ
بالذنب

( 29 )

سمعت كثير عن عطره
شذاه اللي يسابق خطوته
للناس
وتعبق سكّته
والدرب
يسحب ما تيسر
كلما مرت عصاه تقاوده
وينبت جَذلـْهْ :
الله

حكاوي تبدّد العتمة
وتنثر في السما نجوم
ولآل

وأمي ..
سيّدة كل الحكي
الغارق
فـ حزنه
وفـ تراجيديته
تنهّد :
يـ ولدي
جدّك
رحل
قبل تسع شهور
من طلتـْك
فرحة
في ظلام الحزن
والفقد المرير

ترك لك
يـ ولدي
من ما ترك
اسمه

وتحكي ...
جدّك الأعمى البصير
الممتلي وجْهه يقين
الفااااارع بصمته
منارة طيب

وتصمت ..
لجْل تتملى تداعي المشهد
بْكل انسكاباته اللذيذة / الموجعة
وتنسى اللحظة للحظة البعيدة
الموغلة في البعد
وَأنا أقرا بسحْنتها الفصول الأربعة
والانطفا
والنور
والاعتمالات الكثيرة
من زوابع
من صخب
من صياح
ومن سكووون

فـ ليلة
من ليالي البوح
في قيظ القرى
قـَبلْ تدْمن
أفانين الصناديق الجديدة
وسطوة السحر الجديد
فـ ليلة
جابت السيرة شذاه
قرت ما تيسر من سجايا
من خبايا
فـ جوف مندوسها

يختصره الحكي :
من حصيره لمسجده
من مسجده للحصير
والأثير اللي تشرّب نداءه
للصلاح
وللفلاح
كم بكاااااااه

( 30 )

مطر .. مطر
المطر دايم يجيبك !!
بكامل هيئتك
بانفراعك
واندفاعك
دونما أدنى كوابح
........
لما ترمي ثقل ستينك
ورا ظهرك
وتركض في المطر
صَبي .. صَبي
نـْبتت له ..
لجل يشتمّ المطر
لجل يشتمّه
ويشتمّه
رئة ثالثة

( 31 )

في المناخات المخيفة
اللي تثير الهلع والتوجس

جاني صوتك
منفرع
بالبكا والخوف

جاني صوتك
فاقد الحيلة

جاني صوتك
باللي ما به من تشظي
من تلظي

جاني صوتك
باللي به من فَرْقَة الآباء
واجتاااااحني

( 32 )

تحت ظلة جدار الطين
ملا قرآننا جيوب الضحى
وتآزرت أصواتنا الغضة
فلج
يسقي عطاش الروح

( 33 )

سقى
يـ معلّم القرآن
قبرك
وابل ٍ
يخرج مَرَازيب البيوت الساهمة
من صَمْتها الممتد
جُرْح أغبَرْ

( 34 )

إلى ج . س

قبل أذان المغرب يبل أفئدة
تسْبَح بْفيضه قلوب الصالحين
دَبّ يافعْ ، والسكيك تقاوده
والوصل ممدود حبله من سنين
ظلته ، شمسه ، شربته الباردة
مَقيله ، واغفائته في لحظتين
ملعبه ، بيته إذا ما عانده ..
بيته بْـ سيل النواهي .. مستكين
مَر ، وتنزّل على شوارده ..
ما تيسّر لك من الذكر المبين
وانتعش ، وتحرّكت مواجده
صار قرآنك لـ روحه ياسمين
صارت أشواقه وفود ٍ وافدة
تستحث أقدامه فـ درب الحنين
قبل أذان المغرب يبلّ أفئدة
تسبح بفيضه قلوب الصالحين
دَبّ ، صدره ياسمين ، لـ موعده ..
كان .. قرص وكان .. يغرق في كمين

( 35 )

عامدي
عامدي
كيف هو عامدي ؟

كم تشيطنت به
وأطلقت سيقاني

( 36 )

الشَعَر نبت طفيلي
فوضة أطرافه
والثوب مشقوق
يستعصي
على تخمينهم
لونه

( 37 )

تنفرع
من وعيتك
تنفرع
صرخة خضرا
فـ وجه الجفا/ف

( 38 )

لا خَفَت هذا الحنين
ولا وَهَن صوته
هادر ٍ ..
يروى الضما
والروح تحيى به