يقِفُ النّاس ُ صُفُوفَا ً بانْتِظَار مَدّ يَد العَون لهُم ، ويَتَأمّلون الخَيْر من خِلال الجَمْعِياّت الخَيريّة والمُتَواجِدة في أمَاكِن عِدة ، وجَزى الله القَائِمِين عَلَيهَا كُل خَير
أشَاهِد هَذا الأمْر في كُل مَرة ٍ أذْهبُ بها لحي ٍ قَريْب ٍ لي في زيَارة لقَريْب ، وشَاءت الأقْدار أن ألتَقي بأحَد الأقَارب والذي يعْمَل في جَمْعيّة مكّة المُكرمة الخيْريّة في حَي الرّوابي ، لنَتَناقَش حَولَ حَالات ٍكثِيرة في وطَن مُصَدر للنّفط ، وعَدد سُكّانه لايتَجاوز الثّلاثيِن مَليونا ً بِما فِيهم الأجَانب
وحَقيقة ً مَاأذهَلَني في حِواري مَعَه أنّه يَقُول أنّ نِسبَةً تَتَجَاوز الـــ 85 % من المُتَقَدّميْن لِطَلب المَال أو دَفع الإيْجَار أو طَلب الأكل مِن رز وسُكر واحْتِياجَات الأسْرة هُم من البَدو!
والمُضْحك كَثِيْرا ً هُو قولُه بأنّ الدّاعِمين لهَذه الجَمْعيّة والقَائمِين على دفْع المَال في نِسْبة ٍ تَتَجاوز الــ85 % مِن الحَاضِرة!
لحظَتها تَسَاءلْتُ كثِيرا ً حَول البَدو –اللّي أنَا منْهم- وكَيفَ أنّهم يتَدافَعُون على دعْم شَاعر ٍ ذهَب لمَصْلَحتِه الشّخْصّية ويُقدّمُون دَعْمَا ً لو وُزّع نِصْفه عَلى المُحْتاجين من أفْراد قَبَائِلهم لأغْنَاهُم وكَفَاهم عن الوُقُوف أمَام بَاب جَمعيّة مَكة المُكرمة!!
أمر ٌ غَريْب بِالفِعل !
في مُسَابقَات الشّعر يَتقَدم واحِد ليَنْطِق بَيْتين "يُرقّص" بِهَا البَدو ليَتَدافعُون زُرافَات ويُقِيمُون خِيام وحَمَلات الدّعم له وهُو الّذي قَد يَخْرُج بِأي لَحْظة ٍ وتَذهَب أمْوالُهم سُدى ً ، وحتّى إن أخَذ اللّقب فَإنّه لن يَأخذ سوى نِسْبَة ً بسيطة ً من المَال ِ المَدْفُوع من قَبِيْلَتِه! ، فِي حِين تَجد أن هُناك أُناسا ً مُحتَاجيِن يَعْرِفُهم الشّاعِر والدّاعِم ويَبْحَثُون عَن مَن يَدفَع لَهم مَايُطْعِمَهم!!
أمْر ُ النّاس غَريْب
قَبَائل ٌ تُصَوّت وفِي مَكَان ٍ آخر تَشْترِي وتَدفَع لِجِمَال ٍ فِي مُسَابَقات أجْمَل فَحْل ٍ ونَاقَة ، وبَعْض أفرادها يَئن ّ تحْت الجُوع وهِي تَعْلَم!!
وفِي كُل مَرّة ٍ تَجِد مِنْهُم مَن يَقُول: حِنّا بَدُو