عندما تداعب شمس الصباح خصيلات ياسمينك الأبيض!! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
قطوف من قراءاتي (الكاتـب : د. لينا شيخو - مشاركات : 42 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75178 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 512 - )           »          هذا الوهم ! (الكاتـب : عبدالعزيز الرميحي - مشاركات : 10 - )           »          [ بكائية ] في فقد البدر .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 18 - )           »          حَدِيثُ الصُّوَر: (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 422 - )           »          أغنية منسية.. (الكاتـب : سهيل العلي - آخر مشاركة : منى آل جار الله - مشاركات : 5 - )           »          ماذا تسمع الآن (الكاتـب : رشة عطر - آخر مشاركة : منى آل جار الله - مشاركات : 394 - )           »          عندما تشيخ الحروف (الكاتـب : جاك عفيف الكوسا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 44 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 3848 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-17-2014, 11:43 PM   #1
حسن حمامرة
( سوا ربينا )

افتراضي عندما تداعب شمس الصباح خصيلات ياسمينك الأبيض!!


أعرف أنني قد قصرت بحقك يا فاكهة عمري ، صمت كثيرا عن مناولتك أقراص السكّر ، وكأس ماء ( الستانلس ستيل ) آناء الليل وأطراف الصباح ،
وغاب عني ، بل غيبتُ عني تحضير إفطار لك قبيل صلاة الضحى ، ضيعتُ ابتسامتي في وجهك منذ زمن ، وسرقت مني الأيام المظلمة بشهورها الحالكة
السواد كل التفاصيل الدقيقة لروعة الحياة تحت ظل جفنيك..
أمي ، يا وجعي ، أراك الآن تجلسين عند باب الدار ، وتمسكين بمسبحتك التسعينية يا وقار الثمانين ، تمسكين بها وتلاطفين حباتها الصغيرة التي ما ملتك
يوما ، فأنا أعرف أن العلاقة بينكما الآن علاقة عشقية خالصة ، فيها الوفاء وفيها كل المعاني الإنسانية الصادقة ، تداعبينها بأصابعك ، وتداعب خيوط
الشمس المتخللة أغصان الزيتون كل خصلة من خصيلات ياسمينك الأبيض .
أمي ، يا قاموس عمري ، أكتب إليك مجبولا بكل الآلام والأفراح ، بكل مفردات الشوق وحروفه ، أكتب إليك ورفيقة الدرب على مقربة مني وأكثر ، تقرأ ما
أكتب ، ومع كل حرف تذرف دمعة على فراق غاليتها ، تسح من الدموع ما جعلني أنا الآخر لا أقوى على الصمود أمام عينيها الغارقتين بكل صرخات القهر ،
لتختلط دموعي بدموعها ، فتبكي هي أمها الراحلة ، وأبكيك أنا يا صاحبة الجفنين اللذين أتعبتهما مرارة الفراق .
أمي ، يا من تهبين فاكهة الشتاء دموع عينيك ،وتسقينني زهرة عمرك ، وتطعمينني حتى آخر ضحكاتك ، يا قنديل سمائي يا أمي ، يا تعب سنيّ عمري ،
يا صاحبة الخرقة نقية البياض والطهارة ،
أمي أيتها المغلفة بثوب يحكي قصة وطن ، أيتها المغلفة بثوب محبوك برحلة عشق دامت ثلاثة أرباع القرن وأكثر .
أمي ، يحاصرني الشوق إليك من كل ناحية ، ويقتحمني الحنين إليك في كل جوانحي ، ويطوقني خيالك المرسوم على لوحات زمني الضائع في بعده عنك ..
وما زالت أوراق أشجاري - يا غالية - يابسة ،
وربيعي صحراء جافة حتى من رمالها ، ولا أظن بأن شتائي القادم قادم إلا بحضرتك..

تحايلت طويلا على وجعي لكنني لم أفلح يا ست الكل..


همسة
" تم نشرها سابقا في غير مكان وباسم ( سوا ربينا ).."
اقتضي التنويه

 

حسن حمامرة غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لم تعد غادة تأتي في الصباح محمد الخضري أبعاد النثر الأدبي 14 10-20-2014 11:37 AM


الساعة الآن 09:02 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.