في حين أخفقت الكويتيات هل نجحت السعوديات؟

[شيخه الجابري]

انتهت الانتخابات الكويتية على خير ولله الحمد،وقد وصفت هذه الانتخابات بأنها تاريخية نسبة إلى المشاركة الأولى فيها للمرأة ترشيحا وانتخابا،وبينما كنا نترقب نصرا نسائيا ولو كان محدودا في نهاية المطاف إلا أن النتائج جاءت مخيبة لآمال الكثيرات ممن كن ينتظرن أن يحظين بحضور بارز ومشاركة سياسية تحت قبة مجلس الأمة،وإن كانت هذه الخسارة فادحة جدا لتاريخ الكفاح النسوي الكويتي الشقيق،إلا أن المكسب الأكبر الذي حققته المرأة الكويتية تمثل في ظهور صوتها من خلال نيلها حقوقها كاملة في الترشح والانتخاب و من ثم حريتها في أن تنتخب من تراه مناسبا ليمثلها في مجلس الأمة.
على الطرف الآخر وقبل أن تبدأ معركة الانتخابات الكويتية ،وفي حين مُني المنتخب السعودي الشقيق بخسارة فادحة أدت إلى خروجه من منافسات كأس العالم رغم الحشد الإعلامي والفني الذي رافقه مؤيدا ومشجعا،يبرز للمتابع نصرا نسويا سعوديا،وهو نصر وبكل المقاييس للمرأة السعودية للشقيقة فقد تم تعيين 6 سيدات"عضوات غير متفرغات في مجلس الشورى السعودي"وكما جاء نص الخبر الذي أوردته الصحف المحلية وتناقلته وكالات الأنباء العربية والعالمية أنه و"لأول مرة في تاريخ مجلس الشورى السعودي "برلمان معين" تم تعيين ست سيدات سعوديات من الاكاديميات وصاحبات الخبرة في عدة مجالات بدأن عملهن أمس في المجلس كمستشارات غير متفرغات وهن: الدكتورة وفاء طيبة والدكتورة اميمة الجلاهمة والدكتورة بهيجة عزي والدكتورة نورة اليوسف والدكتورة نورة العدوان والدكتورة نهاد الجشي وباشرت المستشارات الست عملهن في مجلس الشورى الذي يتكون كل أعضائه من الرجال فقط، غير أن المستشارات الجديدات لم يجلسن جنبا الى جنب مع الرجال وهو ما ترفضه التقاليد الإسلامية المطبقة في السعودية، بل شاركن في مداولات المجلس من قاعة مستقلة وعبر دائرة تليفزيونية مغلقة .وكانت الأميرة عادلة بنت العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز قالت في تصريحات صحفية محلية في وقت سابق إن عضوية المرأة في مجلس الشورى السعودي «مسألة وقت» وانه سيصار الى السماح لها ايضا بقيادة السيارة «في الوقت المناسب»، وقالت «اظن ان مشاركة المرأة في عضوية مجلس الشورى هي مسألة وقت»."
وأيضا وعلى الطرف الآخر تبذل بعض الدول الخليجية الكثير من الجهود من أجل تنظيم دورات تعليمية وتأهيلية وتدريبية مكثفة لتعزيز دور البرلمانيات العربيات وذلك بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة،من أجل تهيئة المرأة للدخول إلى المعترك السياسي القادم لتصبح شريكة للرجل في الرأي والقرار وبما يحقق التنمية الشاملة في المجتمعات بمشاركة متساوية بين الطرفين.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا،ترى هل نجحت السعوديات في حين أخفقت الكويتيات؟وهل تحتاج المرأة الكويتية إلى قرار من رأس الدولة يفرضها فرضا في مجلس الأمة الأمر الذي يعتبر منافيا للأصول الديمقراطية التي ارتضت أن تكون أحد أركانها الأساسية؟أم أنها تفضل النضال في طريق الديمقراطية وإن جاء متأخرا ومخيبا لآمالنا جميعا كنساء يطمحن إلى لعب أدوار جديدة ومهمة في اوطانهن في المستقبل القادم بحول الله.
هنيئا للسيدات الفاضلات اللائي اخترن كمستشارات في مجلس الشورى السعودي"وإن كن غير متفرغات ومن خلف دوائر تلفزيونية مغلقة"،وكفاهن الله شر الطرف الآخر المتربص بهن وبنا في كل مكان يعلو فيه صوت المرأة،وتظهر مقدرتها الخاصة على المشاركة المجتمعية بكل وعي واقتدار وثبات حقيقي على المبدأ.
وحظا أوفر لشقيقاتنا الكويتيات،ومنتخباتنا العربية لكرة القدم.
ودمتم