سولينا ..
Sulina
كما كنت اعتقد دائمًا
إنّ رائحة الزهور ..تموت بمجرد قطفها ..
ولا يبقي سوى عبق الموت ..
كاللعنة لكل من سرق من تلك الزهرة الحياة ..
ألا تتعفن الجثث ..
:::
إنها أنا ..
من نكثت كل العهود وبعت وفائي بأبخس الأثمان.. ..
أنا ..
من دمرت كل من حولى ..
وتركت عبقهم عطر ..
يحوم حولي ..
لعنة تطاردني..
____________________
صعود سلم النجاح ليس بهذه السهولة .
في لحظة الظهور تتضطر إلى بيع..
كلّ غالٍ ونفيس حتى تبلغ المجد الموعود ..
يوم .. ما ..
كنت على المسرح ...
تحت التقييم ..
يوم ما ..
غنيت ..
وقلبي يكاد أن يتوقف خوفًا وقلقلاً من الرفض ..
كنت يومًا..
ألتمس طريق النور في الظلام ..
" سولينا ."
استعدي سنبدأ التصوير ..
لا أعرف حقًا ..
لما يبدأ جسدي بالارتعاد ..
الآن ..
ذاك الجسد البارد ..
الذي فقد كل إحساسه ..وأصبح كالجماد ..
أنا من لم الحظ في هذا العالم الفسيح .
سوى وجودي فيه .
________
أمام مرآة التجميل .
مليئةٌ بمواد التزيين .
أحمر الشّفاه ..
وكحل للعينين ..
والكثير .من الألوان التى اصبغ بها وجهي ..
أو بالأحرى يصبغوني هم بها ..
امسكت ..
بالمشط ..وبدأ بتمشيط تسريحة شعري المصففة بعناية .
بدأ المشط باقتلاع الزينة المركبة على شعري
هذا يؤلمُ .
لكننى مازلت امشطه ..
لازالت اقتلع زينتي ..
وأتألم ..
وأبكي .
حتى سال الكحل الذي في عيني .
___________________
واحد ..اث...
آنسه سولينا ...."هرع لها المخرج ..وعينيه جاحظتين من الصدمة لشكلها .
وقال بخوف: .هل أنتِ بخير .
مالذي حصل لك .
لم تجبه ..
واستمرت بالمشي ..
نحو الشاب الذي ستصور معه كليب الأغنية ..
جلست أمامه في طاولة المطعم .
وقالت له متسأله:
لما لا يبدأون التصوير .
هل هناك خطب ما .
___________________
تجعل الرياح ..
أستار المنزل ..تتطاير بجنون ..
تجلي بين تلك الملحمة بين الأستار والرياح .
سولينا .تحتسي كوب القهوة خاصتها ..
باستمتاع .
الهاتف يرن .
توجهت نحوه بخفة .
ثم قطعت السلك الموصل للكهرباء ..
إنها لا تستقبل مكالمات الاصدقاء أو العائلة
رن هاتفها المحمول .
اجابت بحماسة ..
سليم ..ما هو جدولي اليوم .
أجابها صوته الطفولي :ماما أنا صلاح ممكن تيجي ..حفله أولياء في المدرسة النهارده.
أجابته برقة : حبيبي لقد كبرت ..
بالتأكيد أنا لن أنسي هذا أبدًا
قالتها واغلقت السماعة ..
_____________
تحرك الشاب بسرعة وهم أن ينهض ..
إلا أنها وقفت بسرعة ..
وقالت بغضب .: أليس لديك أيّ احترام للمغنية سولينا ..
ألا تظن أنك محظوظ للغاية كونك حقًا ..
تغني معي ..
قال بلهجة غريبة وهو يتعتر في الكلام: أنا ذاهب ..أنا جائع .
____________________
فتاة شابة ..
مازالت خائفة ومترددة ..
سميرة ..
دورك ..
قلبها يكاد يتوقف من الفزع ...
تحت التقييم ..
هذا عنوان بدايتها أو نهايتها ..
إن قالوا نعم .
ستطاير إلى عالم الشهرة ..
وإن رفضوا
فستنتهي أحلام الطفولة والشباب ..
في لحظة ..
الخوف في مثل تلك اللحظة ..
طبيعي للغاية ..
لكن ..
أمن الطبيعي ..
أن تمتد يدي إلى من ينافس حلمي ..
_________________________
صراخ عالي ..
فزع الجميع....
كنت بعيدة جدًا ..عن الصراخ .
أتيت إلى المصدر ..
إنها تمسك برقبتها ..
وتبصق الدم في كل مكان
كانت تنظر للسماء .. سماء المسرح ..
ذرفت عينيها الدموع ..
ثم ..
ماتت .
_______
مرحبًا بالصديقة ..
رحبت بها الفتاة بحفاوة ..
وهي تقول سميرة .. كان صوتك رائع .. بحق ..
لقد اعجبني غناؤك ..
اجابتها سميرة بسعادة :
وأنت أيضًا إنك أفضل المتقدمين .
اجابتها الفتاة وهي تنظر للمسرح من بعيد ..
الوجود هناك هو حلم حياتي ..
أظن أننى لم أود شيء بشدة .. مثل أن أصبح نجمة واقف للغناء على المسرح
امسكت بيد سميرة .. وقالت بسعادة : أتمنى ان نكون
نحن الأثنتان فنانتين ..
ونكوِّن صداقة رائعة في عالم الفن ..
"لم تتأثر سميرة .. بكلامها وبرائتها وحلمها ..
لمحت كوب العصير الذي بجانبها .
ثم بابتسامة صغيرة ....
قضت عليها .
_______________________________
بضع قطرات من الكبرتيك" ماء النار:"
وسأكون المتصدرة ..
قالتها في نفسها ..
بثقة ..
ثم فجاءة سمعت صراخ من بعيد ..
تنهدت بأسف ..
وهي تعرف أنها تلك الفتاة ..
لكنها ليست من كانت تصرخ ..
بل من حولها من المتقدمين للأختبار ..
أنها هناك ..
تتقئ الدماء على أرضيه المسرح .
بأنين ..
ثم فجاءة .
سقطت ..
وهي تنظر للسقف ...سقف المسرح .
أخذت تذرف الدموع حتى ماتت
_________________
إن اقسمت ..
أمام نفسي وأمام العالم..
لن اصدق .
ولن يصدقني أحد ..
إن اقسمت مرارًا ..
إنّنى لست قاتلة ..
إنّى لم اقصد القتل .
لكن ..
الحقيقة قتلها أو قتل صوتها .
سواء ..
أنا دمرتها .تمامًا ..
ودمرت نفسي معاها .
ولم أهنأ منذ شبابي بنوم مريح .
أو حياة طبيعية ..
زوج غريب ..
لا أراه ..إلا نادرًا ,,,
حتى طفلي لا أتذكر وجوده في حياتي ..
في أغلب الوقت ..
___________________________________
صلاح ..حبيبي ..
صلاح ..
صلاح ..
هرع إليها عامل النظافة .
متأملاً ..
يا ستي ..يا ست الناس يا ست الكل ..
صلاح مش تلميذ في المدرسة دي ..
صرخت به : أنت هتستهبل ..
أنا عايزه ابني دلوقتى ..
تنهد عامل النظافة واتصل كعادته على زوجها
أحمد ..حتى يتصرف في هذه المشكلة التى تحصل سنويا .
_________
كانت تصور أحد الكليبات .
انتهى التصوير ..
شقهت بحزن .
يوووه نسيت حفلة صلاح .
يا حبيبي دا كان لسه بيتصل عليا ونفسه أكون
موجوده معاه
تنهدت بأسى واتصلت بالسائق الخاص به .
والذي لم يجب على مكالمتها ..
_____________________________
صلاح حبيبي اطلع على المسرح ..
ماما هتيجي بس في زحمه .على الطريق .
وهتزعل لو ما طلعتش .
تململ الصغير ..
ورفس الهواء بقدميه ..
وقام بأداء دوره
وعلى وجهه سحابه حزن ..
وهو يتفحص بين الوجوه وجه والدته ..
لكن دون جدوى ...
بعد انتهاء الحفلة ..
اقترب منه صديقه .
وهمس له:
مامتك عملت حادث يا صلاح ..
بس هما مش راضيين يقولك ..
سمع صلاح تلك الكلمات ..
وهرع مسرعًا خارج المدرسة .
لينقذ أُمّه ..
ولتنهي حياته إحدى السيارات المسرعة في الطريق العام .
________________________
كان السلك الموصل بالهاتف مقطوعًا .
بيديها المرتعشة امسكت سولينا الهاتف ..
وهي تصرخ .
صلاح مات ...صلاح مات ..
أنا السبب ..هي اللى قتلته ..
بتنتقم منى... بتدمر حياتي...زي ما دمرت حياتها ..
__________________
ماتت مشاعر الأم ..
وغدت تتلقي المحادثة ذاتها ..في نفس اليوم الذي
توفي فيه صلاح
حتى انهارت نجوميتها ..
ولم يعد باستطاعتها ..
أن تغني أو تصعد على المسرح مُجددًا
لكنه تلقت في أحد أيام وحدتها الشديدة في المنزل ..
اخطارًا من شركة الاتصلات .
أن عليها أن تدفع فاتورة الهاتف حتى يعود
هاتف منزلها للعمل ..لإنه لم يعمل منذ سنة ...
لذلك سيضطرون إلى رفعه من الخدمة نهائيا ..
إذا لم تدفع ..
__________________
اليوم ..ستغادر ..
منزلها ..
وستودع في دار للرعاية النفسية .
لتصور ..فيديو كليباتها .
إنها تظن طبيبها المخرج .
والمرضى من حولها .
الممثلين .في الفيديو كليب ...
تشعث شعرها ..
وتلطخ وجهها بالمكياج ..
وتصرخ في المخرج والمنتجين .
حتى يأتوها بمتطلباتها ..
________________________
تلك الفتاة ..التى قتلتها /..
زوجي أحمد الذي هجرني .
وصلاح من قتله ..خذلاني ..
مدير شركة الانتاج الذي طردني ..
جميعهم ..
يقفوني خلفي ..
الىن ..
وفي الأسفل..
أرى نفسي .
سميرة ..وليس سولينا ..
فتاة عذبة ..لا تهتم سوى بالآخرين ..
تناديني بحنو .
حتى اقفز اليها ..
---____-__________-___--____
ألقت الممثلة والمغنية سولينا ..
نفسها من فوق أسطح دار الرعاية .
بعد معاناتها ...من الوحدة المزمنة بعد وفاة صديقتها التى ماتت في تجارب
الأداء معها..
وتقول الأخبار ..
انها كانت تنادي اسماء ليس لها وجود ..
كصلاح التى تقول أنه توفي
..وأحمد الذي تظن أنها متزوجة
ذلك المصور المبتدئ في طاقم الإعداد ..
رغم أنها لم تتحدث معه مطلقا ..
الأمر الذي تحتم على أثره ايدعها في دار الرعاية النفسية ..
إنّها حقًا أخبار مؤسفة للغاية ..
تمت
ايمان عبد الباسط والي
08-25-2012, 06:45 AM
سولينا Sulina..
العرض العادي
