أطلقتِ بوحكِ حراً سائغاً لبِقا
ضوءاً من الـروحِ عبر الأحرفِ انبثقا
كأنما آيةٌ للحسنِ قد تُليتْ
لما نثرتِ على وجهِ الْقُرَى الألقا
لما عبرتِ جدارٓ الصمتِ هامسةً
لليلِ : أفسحْ لآهاتِ الجوى الطُرُقا
يوزِّعُ الياسمينُ العذبُ نشوتٓهُ
فيُوزِعُ الحالمِينٓ الحُبّٓ والعٓبٓقا
ويركضُ الشوقُ في جنبيّٓ مندفعاً
غضاً، وقد كان ظنِّي أنه خَلُقا
سحابةٌ أنتِ مرتْ فوق ضاحيتي
وأقرأتْني تحايا رقَّةٍ ونَقا
وغادرَتني سريعاً ، غير أسئلةٍ
أودعتُها لك هذا الحبرَ والورقا
خذي بقاياكِ هذي جملةٌ سقَطَتْ
وتلك فاصلةٌ لم تسكنِ النَّسَقا
وتلك إيماءةٌ لم أدرِ ما تركتْ؟
لكنها غادرٓتْ واستوطنَتْ حدَقا
وهذه شمعةٌ منسيَّةٌ شهقَت
بين السطورِ ، وأبقتْ ـ هاهناـ رمَقا
لا تدَّعي أننا لم نتفقْ ألماً
أو أننا لم نجاوزْ ما بنا قلَقا
فيا غريبةُ هذا البحرُ أنبأني
أن النوارسَ تنسى العهدَ، هل صدَقا ؟
وأنَّ ما تبذُلُ الأمواجُ من نصَبٍ
يموت ـ إنْ عانقَ الشطآنَ ـ مختنقا!
عودي إذن ، حُرَّةً من قيدِ قافيتي
وأبلغي البحرَ أني أعشقُ الغرقا.