فَضُلتْ؛ ولكن في الرذيلة!. - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
شطحات وأمل (الكاتـب : نواف العطا - مشاركات : 3412 - )           »          ....&& ندبات وجراح&&... (الكاتـب : زكريا عليو - مشاركات : 8 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75181 - )           »          روض الأبعاد ... (الكاتـب : ضوء خافت - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 74 - )           »          ( كان لا مكان ) (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 586 - )           »          العين (الكاتـب : عبدالإله المالك - آخر مشاركة : حمد الدوسري - مشاركات : 15 - )           »          ارتداد (الكاتـب : ماجد العيد - مشاركات : 326 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ماجد العيد - مشاركات : 8215 - )           »          مِن ميّ إلى جُبران ... (الكاتـب : نازك - مشاركات : 878 - )           »          الزمن بوّار (الكاتـب : عادل الدوسري - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 3 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-28-2009, 12:05 PM   #1
مبارك الهاجري
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية مبارك الهاجري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

مبارك الهاجري سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي فَضُلتْ؛ ولكن في الرذيلة!.


تعرَّفَتْ عليه في إحدى غُرف المحادثات الكتابية الإنترنتية. راق لها هزلُهُ، وأعجبها جِدُّهُ، فَحَسُنَ له حديثُها، وزانت له الحكمةُ الضالة من أسلوب تعبيرها المنمَّق، فاستظرفتْهُ واستلطفها حتى جرى منها بموضعِ جرت عادةُ من مثلها فيه بأنْ تملأ به الشاغِرَ منها، لتشغل من وقتِ فراغه شيئاً مسَّ فيه غريزة لم تشبعها تلك التي سكنتْ قلبه!.
صدقته حينما قالت له بأنَّها متزوجةٌ ولديها طفلان، بينما كذب هُو حينما أجابها عن عدم ارتباطه بفتاة قط، بل ظنَّ أنَّها إنَّما تضيَّق عليه بسؤالها ذاك؛ ولكنَّها في حقيقة الأمر لم تكترث بفكرة الارتباط من عدمها؛ وما سألته إلا لفضولٍ عابر، أو لشيءٍ هو من بواعث تحقق ذلك الرجل من صدق ميلها إليه في جانبٍ عَلِمَ به بعد أن مضت أربعةُ أشهر؛ عندما طلبت منه بأن يشدُّ الرحال إليها، وهو من تعرف نزقَهَ وطيشَه في أن يفعل ما هو أكبر من ذلك.
لم يمنحها لحظةً من التفكير بالعدول عن رأيها، بل توجَّه إليها قاطعاً المئات من الكيلومترات، وهو على شمس من الأمل لا تغيب في أن ينعمَ بالجحيم الذي أصبح جنَّةً في عين شهوته، وهو الذي أمِنَ تغليق أبوابها عن زوجها البائس الذي ارتبط مع عمله في نوبةٍ لمدة أربع وعشرين ساعةً، استجمع لها قُوَّةً من نومٍ، وكَنَزَ لها طاقةً من راحة؛ فمضى في سبيل رعاية أسرته، وأن يؤمن لهم حياةً كريمة؛ ولكنَّه ما عَلِمَ بأنَّ ذلك الأمان الذي ظنَّ أنَّه مطوِّقٌ لأسرته؛ إنَّما يُقيَّدُ عليهم دونه بحضرةِ رجلٍ غريب، وما رواحه ذاك إلى عمله إلا كَدٌ في عرضه، وشرفه، لا في بَدَنِهِ وقوته!.
وثُّمَّ إنَّه ليس إلا أن قيل للغريب: هيتَ لك!.

وليس بأولى من أن يُلام، ويهوي من سماء الفضيلة سوى تلك المرأة التي لولا أن ارتضت على نفسها؛ لَما انتُهِكَ عِرضٌ، وذهب شرف، واهتزَّ عرش، وَلَما تلطَّخَت الدنيا بدم العفاف، وأنا حينما أتحدث بهذا أحيل الاغتصاب الذي هو شأنٌ آخر خارج هذه الورقة، لنكون على بيَّنةٍ من أمرنا؛ ولئلا يقذفنا من لا يفهم في هذا الحديث إلا التطرف الذكراني ضد النساء، وتعليق رذائل الأمة في جلباب المرأة، وهوى نفسها؛ حتى لو لم تُرخِ عليهما؛ ولستُ لأقِفَ موقفي هذا ضغينةً، أو تتبعاً لمعايب أجتزئ منها ما يؤكد تلك الضغينة؛ ولكنَّه الألم الإنساني الذي اهتزَّت له مشاعري في هذه القصة. وقد بَلَغ بي الحَزَن مبلغه حينما تفكَّرتُ في حال الزوج الغافل، وفي عيونٍ بريئةٍ لطفلين لم يُغمضْهُما القليل من حياء تلك الأم التي نَزَعَتْ مِنْ نفسِها صفة الأمومة، وأقرَّتْ أن تصبح مدرسةً؛ ولكن على الضفاف الآخر مما قاله شوقي، وهي لا تفتأ عن أن تكون بمنأى عن فضيلة إعدادها وتخريجها لشعبٍ صالح، لا يحتمل معه طفلين أبت تلك السيَّدة أن تمنحهما نظرةً لا تكسرها حادثةً عابرة من حوادث الأيام؛ وزوجاً ما حَفِظَتْ له غيباً، ولا راعت له غفلةً ما كانت لتكون إلا رعايةً لها في وظيفته التي رزقهم الله بها. ولا كانت محلاً لثقته التي أولاها إليها في أن تنوب عنه؛ ولكنَّها ما استطاعت إلا أن تغدُر به في مقامه، وأن تخون أول ما تخون نفسها، وأن تنكث العهد الذي أبرمه الحياء مع النساء، وأن تطفئ غضب العفاف بماء خضوعها لشهوتها، وأن تسعى في خراب بيتها!.
وقد يقول قائلٌ شغوفٌ بخلق الأعذار، بأنَّها إنَّما فَعلت ذلك تلبيةً لحاجةٍ جنسيِّةٍ ما قضاها زوجُها لها، أو أنَّه ما أتى على تمامها. وقد يقولُ آخر بأنَّ الفراغَ غوايةٌ لها فيما أقدمت عليه!. وليس لذلك وجْهٌ وقد قيل:" لا عُذرَ في غدر"!.
وإن أخذنا تلكم الأعذار مأخذاً صادقاً للبحث عن سببٍ وجيه، فلن نُكَذِّبَ إلا عقولنا؛ لأنَّ المعاني التي تبْرِزُ لنا الشرف والعفاف والحياء والوفاء؛ إنَّما يكونُ سبُبُها من المرأة. ولا تزال تلكم المعاني في شَرَفٍ وفضلٍ ما استَقَرَّتْ روحُ المرأة بين جنبيَّ ألفاظها، الأمر الذي يُخَلِّدُ في تلك الغايات النبيلة، والمقاصد السامية افتقاراً إلى طبيعةِ تلكم الروح التي إن اعتورها نقصٌ، وأرمضها خللٌ فما هي إلا أن تتولَّد معاني الفسق والفجور والغي؛ فلذلك لا يُبَرَّرُ عن الكبير بما هو أصغرُ من صغيره، ولا يُعتذرُ عن العلو بما هو دون دونهِ في المنزلة، ولا يُبحَثُ عن سببٍ لسبب؛ وعليه فليس للمكتسَبات يدٌ على المرأة؛ لأنها هي من تسقي تلك الأشياء مِن خلائقها وطبائعها؛ إن فضيلةً وإن رذيلة!.
كما أنِّي أتمنى أن أقَعَ على الكيفية التي تَمَكَّن بها نساء المسلمين من أن يَحْفَظْنَ فروجهنَّ، ويَصُنَّ أعراضَهُنَّ، وَأنْ يَكُنَّ سِمَةً للعفة والشرف؛ برغم الدواعي التي تضعفهنَّ الضَعْفَ الذي كان قوةً في تلك المرأة الخائنة؛ أقول أتمنى أن أقع على تلك الكيفيَّة حتى أجِدُ لصاحبتنا باباً تدخُل فيه؛ ولكنني أنكفئُ إليها وقد كفاني طِيْبَهُنَّ عناء ذلك!.

اللهم احفظ نساءنا ونساء المسلمين يا رب العالمين، واجعلنا وإياهُنَّ مؤمنين صالحين، ولا تجعلنا فيهنَّ من المغبونين، ولا عنهنَّ من الغافلين!.

 

مبارك الهاجري غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:40 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.