الأزمــات وثقافة مواجهتها

[منى العبدلي]

.
.
.

في المانيا ظهر موقع الكتروني تبث من خلاله إشاعات وفضائح وأخبار مكذوبة تمس طلاب المدارس وطالباتها , اطلقها أشخاص بمعرفات مجهولة ويٌروج من خلاله إشاعات ذكر فيها أسماء لطلاب أو طالبات بغرض الإساءة لهم وإهانتهم أمام زملائهم .
وقد تصدى مديرو المدارس لهذه الإساءات المتعمدة في هذه الصفحة الالكترونية بإنشاء فرق من الطلاب هدفها هو مواجهة هذه الإشاعات وذلك بإرسال مقالات متنوعة المحتوى تصل إلى خمسين مقالة بشكل يومي لهذا الموقع متضمنة أخبارا ومعلومات عامة وأخبارا طريفة لتشتيت زوار هذا الموقع عن الأكاذيب المنشورة فيه وإغراقه وبالتالي إضعافه , ورغم عودة هذه الصفحة إلى الظهور مرة أخرى إلا أنها لم تعد بالأهمية التي ظهرت بها أول مرة حيث قل عدد الزوار وقلت على إثره الإشاعات .
كان هذا بفضل الخطة الجيدة التي قام بها الطلاب بمساعدة مدراء مدارسهم للتصدي لهذه الحملة المشينة وبفضلهم عادت الثقة والطمأنينة لنفوس الضحايا من الطلاب والطالبات الذين مستهم تلك الإساءات.
تذكرت وأنا اشاهد هذه الحلقة على القناة الألمانية حادثة مشابهة وقعت لصديقة في عام 2003 في إحدى الثانويات الخاصة حيث تبادلت طالباتها رسائل الكترونية تحمل إساءات للطاقم الإداري والتعليمي وكان تعليق مديرة المدرسة : مراهقات خلوهم يعبرون عن نفسهم !!
ورغم الشكاوى التي قدمتها الموظفات وبلغ عددها 50 شكوى إلا أن المديرة تجاهلت الأمر وطلبت منهن تجاهله أيضا وإلا ستشعر هاته الطالبات بأنهن انتصرن عليهن ! .
رغم موقف المديرة السلبي والمتخاذل إلا أنها تصرفت تصرف الشخص لا يملك أدنى خبرة أو معرفة بكيفية إدارة أزمة قد تتفاقم وتصبح مشكلة اجتماعية وقد تصل إلى المحاكم في حال انتشار هذه الرسائل الالكترونية وبأسمائهن الصريحة , لكن الموضوع بقدرة قادر تم كشفه وانتهت لعبة الطالبات دون عقاب.
لا سبيل للمقارنة بين هاتين الحادثتين ولا بطريقة التصرف في كلاهما. لأننا ببساطة في مجتمع لا يمتلك ثقافة مواجهة الأزمات وحلها وهو مؤشر خطير يجب التنبه له , فالضرورة أصبحت مُلحة أكثر من أي وقت مضى بأن تقوم مؤسساتنا التعليمية بتدريس وتدريب الطلاب والطالبات على كيفية مواجهة الأزمات والتعامل معها وطرق علاجها والتصدي لها . إنه صيانة لأجيالنا وسط كل هذا الكم الهائل من الأزمات على كافة الأصعدة .
الأزمة ليست حدثا يمكن التنبؤ به , لكنه يظهر فجأة ويتسبب بمتفاقمات خطيرة خاصة تلك التي تمس المجتمع والتي ترتبط بعرى وثيقة مع الأزمة السياسية إذ أن المجتمع هو أساس أي دولة وعمودها الذي يحميها من السقوط وصلبها المتين . وشتان بين الدولة التي تمتلك أجهزة خاصة مدربة وفاعلة ومستعدة لأي مفاجأة وتلك التي ترتجل ارتجالا وتخطئ غالبا في حل أي أزمة طارئة والتي بالنهاية تتفاقم وتنفجر مولدة أزمات أخرى أكثر خطورة تساهم في إحداث تغييرات على نحو سيئ وقد يؤدي إلى انهيار مؤسسات هذه الدولة.
هذه الحادثة التي ذكرتها أولا ورغم أنها في حيز اجتماعي صغير إلا أن عملية اتخاذ هذا القرار العاجل والسريع والذكي حد من تفاقهما وتفشيها وساهم أيضا في إعداد جيل واع مدرك لما يحيط به.
فهل سنصبح يوما قادرين على مواجهة أزماتنا بطريقة فاعلة بدلا من تقمص دور النعامة ودس الرؤوس في الرمال ونقول أزمة وتعدي؟

 

[حمد الرحيمي]

منى العبدلي ...



أهلاً بك ...



على حد علمي أن لإدارة الأزمات مناهج / مقررات تُدرّس حالياً في أقسام الإدارة التربوية و إدارة الأعمال في السعودية على الأقل ... و أعتقد أنها من بدهيات فنون الإدارة المتبعة في كثير من الجامعات / الكليات في البلدان العربية ...


إذن الخلل يكمن في الأشخاص التنفيذين / المنفذين / النافذين في الإدارات عموماً و في طرق إدارتهم للأزمات و ليس في الطريقة و لا المنهج ... و يدخل فيها الجوانب / أنماط الشخصية التي تتملكها القيادات الإدارية الناجحة / الفاشلة في إدارة الأزمات ...



إن ابتعدنا عن المحسوبيات في وصول القادة لمناصبهم سنصل بكفاءات قيادية على قدرٍ عالٍ من الوعي بمهارات / فنون إدارة الأزمات ... و ستحل الكثير من أزماتنا ...





منى ... قلمكِ يفيض بالوعي الأنيق جداً ....






امتناني ...

 

[سماح عادل]

اهلا بك ,
مثل تلك الثقافة لم يتفتح لها ذهن العربي إلا من وقت قصير جدا
ومازلنا نخطو خطوات بسيطة ومتئدة في ذلك
لذا لاتتعجبي حين تجدي الفرق والاختلاف بين هنا وهناك
وأن كنت أرى أن مثل هذه الثقافات تحتاج إلى مناهج تدرس بدلا من تلك الثقافات التي لاتسمن ولاتغني من جوع
تشحن بها عقول طلابنا


راق لي طرحك ياطيبة

 

[منى العبدلي]

اهلا بك استاذ حمد الرحيمي ...

أنا لا أعول على تلك المناهج ولا بالكتب التي وضعت لهذا الشأن .
الأمر بسيط جدا ولا يحتاج إلى أوراق وكراريس وسبورة , فريق عمل صغير يديره شخص واع يعرف كيف يخرج بفريقه متفوقا في مواجهة أزمة وحلها..

لا أكثر..

فائق الاحترام

 

[منى العبدلي]

الفاضلة سماح عادل..
أهلا بك ومرحبا وتعليقك يوافق في نفسي الهوى والرغبة..

هو كما تفضلتِ وأكثر

لك التحية

 

[نوف سعود]

ليس كل من يتملك زمام امور ( إدارة ) يمتلك عقلاً يولد تصرفاً حميداً ..!
هذه واحده منهن كما ذكرت لم تبالي لما يحدث من اساءة من طالبتها الى طالباتها ..
كما انها لم تعير لهذه الأزمة اية اهتمام وعللت ذلك بالمراهقه فليتها تعلم ان هذه المراهقه التي لم تلتفت لها سلاح ذو حدين ..!
فمن الصحيح والتصرف الحكيم ردعهن عن فعلتهن ومعاقبتهن باللازم كون الأمر سيصبح مرّ لذوات المسيء لهن ..
وستتفاقم الأمور الى ما تحمد عقباها بسبب الأسم الصريح والحفاظ الديني الاسلام المتين من اولياء الأمور ..
فمثل هذه المرأة لا تصلح ان تكون ( مستخدمه ) عوضاً عن ( مديرة ) مدرسة ..!
فالأدارة تحتاج عقلاً واعياً فطناً يتحكم ويدير دفة الاصلاح بطريقة سلسه ..
فأعتقد لو كان السب والشتم موجه لذاتها (المديره) فيكون عقاب المراهقات كما زعمت ( بالفصل النهائي ) وان قلّ ( النقل لمدرسة أخرى ) ..!
المشكلة هنا تكمن في حب الذات فقط والأنانية دام الموقف لا يمسها فلا ضير ولا بأس حتى لا تعيره طرفة عين ..؟
بمعنى كل مؤمن يخاف الله في عمله وتحركاته فالبطبع ستكون الأمور جميلة ونيره ..

شكري لجمال سردك الوضاء عزيزتي / منى العبدلي ..
تقديري وتحيه وودي..

 

[منى العبدلي]

عزيزتي مجدولينا...

بالفعل , ليس كل من امتلك زمام الأمور قادر على أن يقود الفريق إلى بر الأمان ولكن نحن لدينا مبدأ غريب جدا وهو أن يحتل كرسي الإدارة من له سنوات طويلة بغض النظر إن كانت تراكمية وليست تطويرية أو ابداعية.
مفهوم الإدارة في عالمنا العربي متخبط جدا ولا يخضع لقانون الكفاءة والأحقية ..
ممتنة جدا..

خالص تحياتي