صوفيا
البارحةَ ، بعد رحيلهِ بكثيرٍ ،
يلهثُ الوقتُ بسماءٍ متكلِّسةٍ
أمطرتها بكلِّ هذهِ الملوحةِ
التي تسربتْ حُزناً
كُلَّما نفضتْ وسادةَ الروحِ
واشتعلتْ بزيارةِ " صوفيا " في المنامْ
البارحةَ ، أغلقَ البابَ كغريبٍ
لتسمعَ رفرفةِ آخرِ عصفورٍ
سكنَ نافذتها التي أفسدها القلقُ
حيثُ الضحكةُ ذاويةٌ على شفةٍ يابسةٍ
والصرخةُ تبعثرتْ كمثلِ خريفٍ
باغتَ القلبَ بجنونهِ الأصفرْ
هكذا رأتها بعينٍ وحيدةٍ ،
تخلعُ رائحةَّ الليلِ المحفوظةَ في صوتهِ
تُداري الغيابَ المُتكومَ ،
وتكنسُ الدمعاتْ
هل كان غافلاً عن تفاصيلِ أشيائها ،
حتى لم يلتفتْ إليها
يصطادُ البوحُ دوائرَها في الفراغِ النادرِ
لكأنَّ العالمَ قد ابتلعها دفعةًً واحدةْ ؟
" أحبُّكَ "
هكذا تفوهتْ بها
قبلَ أنْ تغفوَ على زندِ رغبتها
يَفِّرُ الكلامُ كغَيَّمةٍ قُطنيَّةٍ
حين تنوي أنْ تُسرَّ له ُ
بأنَ تلكَ النُدبةَ التي على جبينها
قد شُفيتْ
مُذ قبَّلَ ما بينَ عينيها
والآنَ ، لماذا تُحرِّضُها سماءٌ مثقوبةٌ
ارتجَّتْ كترنيمةٍ حزينةٍ
حيثُ المرأةُ التي لوَّحتْ بحلمها
غادرَها نيسانُ
وتركها بلا أجنحةٍ
حتى تبرَّجَ الليلُ لأجلها
ينحتُ هيئتهُ كمثلِ أيقونةِ الضوءِ الوحيدْ ؟