عيناك معبدًا لقصائدي

[سيرين]

إني اخترت عيناكَ معبدًا لقصائدي فأمدد قوافيك
نغم حتى آخر لهفة لي
إن لي ما يبرر غواية راودت ثمار المحراث
فما أبقى التمرد بين جناحيك
قصة حضارة مبحرة إلى يافا
لَوِن بسملة مأهولة بزنابق اللوز تنادم العطر
اِحتساءً من أوراق الجلنار

أكتب تعاويذك بين أفلاك سطوري غفوة تناديك
وحق عطر يشاد ووله مطر يباد بين ضلوع
جذلى بركض الجواد
لملمني أبيات ظمأ مثل عهد مخمور بين طيات دفتر
طوق خاصرة الجدول واغمسني صفصافة
فوق صدر نهر تلتحفني شهقة ومزار

والفجر يعدو هاربًا بين أضرحة التجلي يروم أراضيك
يسائل أشواقي أشمس تلتهم جذوة الصقيع ؟
تلك الشموع النازفة لن يقتلها النعاس
قبل أن تكون للعبير منصفًا
ما لشغفي في مدنك من حقوق في شرائع المساء
فلتكمل اليوم هواك
الذي ارتضيته على يديك بعض من دوار

هذي نجوم الليل انتصبت عروشها فوق روابيك
فأملأ المفارق بنقش الماء
واغزل من أنفاسي وشاحًا أحمرَ شفيفَ السواحل
كلما اقتربت من كأسك غفوت وسجدت للصلاة
أرتب حبيبات اللؤلؤ فقد اختبأ الوجود بسلالك
وهالة حسنك اشعلت جمر الهوى مارد أثمل الأقمار

كلما أذهلها السقوط في عزلة نداء يستجديك
برهة تتسامى حتى اختلف مذاق المطر
تمسد الخشوع بأمشاج الهوى
لأظل عالقة بين البريق والرحيق كلمة تنطق الأسرار
هنا وقع نسائمك فوق ضفافي خفق أبطل الكفر
زفرة شفق أترعت شريان النشوة أغنية وتر
بين أنامل مرتجفة بصخب عفوي يشبه الاحتضار

روح أثيرية تباغتني تهدهدني ضمة ومنفى تناجيك
يا قِيلة
جعلت سواقي التأمل بإتساع الوادي تتمدد ولا تنحسر
قُم نعقد أبجديات تُطعم سنابل النداء من هذا المقام
الزند طلسم البداية والختام مدارج فردوس
تسهب التيه وتصطلي في مقل الشهد سطوع محموم
تحدق بصولجان الجنون قلم خط بين أخاديده الأشعار

فلا شيء يبلل البذور حين اِكتمال الغيم فيض بواديك
وسؤالا لا يكتفي منك بأمر الشوق يبقى
وشم وضاء بساحتي يتملق فاه لوعة تتهجد
ابتهالة حلم مرصود بالمدن الغائية عن الوعي
طوبى لمن بُشِرَ كالأنبياء ومات عشقًا بلا كفن أو إزار

\..