..! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
اقرأ الصورة بمِدادٍ من حبر (الكاتـب : نواف العطا - آخر مشاركة : ضوء خافت - مشاركات : 2779 - )           »          ( كان لا مكان ) (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 582 - )           »          (( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 15 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75148 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3845 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          تخيل ( (الكاتـب : يوسف الذيابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 428 - )           »          ورّاق الشعر [ تفعيلة ] (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 5 - )           »          بُعدٌ جديد ! (الكاتـب : زكيّة سلمان - مشاركات : 1 - )           »          عَـيني دَواةُ الحـرفِ (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 4 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-16-2010, 11:25 PM   #1
فيصل الرحيّل
( كاتب )

Wink ..!











.

.

.

.

.


يقول الكاتب والفيلسوف الإنجليزي ..// برتراند راسل ...:

غاية الفلسفة .. هي الابتداء بشيء في غاية البساطة لدرجة أنه يبدو لا يستحق البداية ..
والانتهاء بشيء في غاية التناقض لدرجة أن أحداً لن يصدقه ..!











بَحثتُ طويلاً عنْ أمرٍ في غاية البساطة .. كي ابدأ به ..
فلم أجد أبسط من ..:

.
.
.
.


.. فيصل الرحيّل ..
لعنةٌ تُطاردُ الجميع ..!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




 

التوقيع


faisalalraheil@.
.
تمهل أيها الفأس إن نصفك شجرة

فيصل الرحيّل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-21-2011, 05:53 AM   #2
فيصل الرحيّل
( كاتب )

الصورة الرمزية فيصل الرحيّل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

فيصل الرحيّل لديه هالة مذهلة حولفيصل الرحيّل لديه هالة مذهلة حول

افتراضي










.

.

.

.



ليْس شِعراً .. ليس نَثراً ..
حُروفٌ تَعانقت لـِ تَصْنعَ سَطراً ..
إلى امْرَأةٍ .. مِن المَجْهُول .. !





.

.

.



أُحِبُّكِ ..
آه ِ لَوِ تَدْرِيْنَ ..
فَـ أَنْتِ الْجُرْحُ وَالآلَامُ وَالْسِّكِّينْ ..
وَأَنْتِ ضِمادّيّ الْسِّحْرِيِّ .. وَالّمُورِفِينَ ..
وَأَنْتِ عَقِيْدَتِيْ .. شَرِيْعَتِيْ ..
لِيَوْمِ الْدِّيْنِ ..
وَأَنْتِ الْتِّيْنُ .. وَالْزَّيْتُونْ ..
وطورُ سِنِيْنَ ..
وَأَنْتِ الْغَيْمَةُ الْمِعْطَاءة ِ.. فِيْ تَشْرِيْنَ ..
فَـ آآهٍ .. آآهِ .. لَوْ تَدْرِيْنَ ..
كَمْ أَهْوَاكِ يَا امْرَأَةً ..
تَعَلَّمْتُ عَلَىَ يَدِهَا ..
جُنوْنَ الْعَزْفِ وَالتَّلْحِيْن ..
لَوْ تَدْرِيْنَ ..
سَيَبْقَىْ الْحُبُّ .. فِيْ قَلْبِيْ..
لِيَوْمِ الْدِّيْنِ .. !






كُنتُ هنا .. !
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



 

التوقيع


faisalalraheil@.
.
تمهل أيها الفأس إن نصفك شجرة

فيصل الرحيّل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-21-2011, 06:49 AM   #3
فيصل الرحيّل
( كاتب )

الصورة الرمزية فيصل الرحيّل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

فيصل الرحيّل لديه هالة مذهلة حولفيصل الرحيّل لديه هالة مذهلة حول

افتراضي













.

.

.

.

.





[ .. هي و المطر ..! ]


ما زلت أذكر .. كيف كانت ترسم البسمة على وجهنا حينما كنا أطفالاً ..
لحظة مشاهدة قوس قزح .. كنا نسعد برؤيته .. ونطير فرحاً ..
وكيف كنا نتعلم بالمدرسة .. ظاهرة قوس قزح .. فـ حينما تسقط أشعة الشمس ..
على قطرة الماء .. تعمل القطرة عمل منشور ثلاثي ..... وإلخ من الترهات ..!





لكن ..
لِمَ يَنْشَأُ قوس قزح .. ؟!




دَعْكُم مِن النّظَرِيَّات الْمُغْفَلَة ..
وَالْتَّحْلِيْلات الْبَائِسَة ..
وَتَعَالَوْا ..
كَي أُخْبِركُم بالسِرّ .. :



.

.

.



السِر ..
أنهُ كُلَّمَا أَرَادَت حَبِيْبَتِي ..
أَن نَخْرُجَ فِي نُزْهَةٍ ..
وَجَدْتُ حَبّات الْمَطَر ..
تَتَسَاقَط .. تَنْهَمِر ..



تِكْ ..



تِكْ ..



تِكْ ..

لِّتَتْلُو عَلَى وَجْهِهَا ..
آَيَات من الْحُسنِ وَالْجَمَال ..
وَتَرْسُمَ قَوْسَ قُزَحٍ .. وَهُو يَنْحَنِي لَهَا ..
كَي تَسْيِّرَ مِن فَوْقِه ..!






[ .. الفكرة .. ]
حبيبتي .. هي المرأة الوحيدة التي ينحني لها قوس قزح ..!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة







 

التوقيع


faisalalraheil@.
.
تمهل أيها الفأس إن نصفك شجرة

فيصل الرحيّل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-25-2011, 12:41 AM   #4
فيصل الرحيّل
( كاتب )

الصورة الرمزية فيصل الرحيّل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

فيصل الرحيّل لديه هالة مذهلة حولفيصل الرحيّل لديه هالة مذهلة حول

افتراضي















نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

.

.

.

.

.



شمس القصيبي .. أفَلَت في حديقة الغروب .. !
كتبه .. // فيصل الرحيّل - رحمه الله -


حينما يشعر المرء بأن أمواج الحياة العاتية ورياحها الشديدة بدأت تتلاعب بقارب حياته وتتقاذفه يمينا وشمالا , وأن الموت أصبح يتسرب رويدا رويدا في داخله , وهو يصارع جاهدا في إلغاء هذا الشعور بالهرولة نحو قلمه وقصاصات الورق , فتمتزج نشوة الموت مع شهوة الكتابة , وهو يتساءل : هل سيتمكن من إنهاء قصيدته الأخيرة أم أن الشعر سيشهق في حنجرته ويصمت القلم , لقد عاش الدكتور / غازي القصيبي .. رحمه الله , هذه التفاصيل وتذوق ملامحها جيدا , فالساري قد سئم الإرتحال في السبعين من عمره , فسقطت زهرة حياته في حديقة غروبه , ولكن قبيل أن تذبل هذه الحياة نجد « القصيبي » يرتقي بها إلى عنان السماء , متوشحا برداء الفضيلة السامية للإنسان , فجعل نفسه صادقة مع نفسه متغلبا على النفس الإنسانية المتشبثة بالحياة وقد لفت حول رقبتها حبلا من الزيف والخداع , ومن المتعارف عليه أن للعملية الإبداعية الأدبية ثلاثة أبعاد يمر بها الأديب بمراحله العمرية المختلفة , ونلاحظ أن القصيبي قد مر بها في قصيدة واحدة في لحظة واحدة , فنجده بدأ في البُعد الأول وهو «بُعد الأنا» يليه البُعد الثاني «بُعد النحن» حيث تمثل في زوجته وابنته , والُبُعد الثالث «البُعد الإنساني» وجسده في صورة الوطن , كما أضاف أيضا بُعدا رابعا «البعد الإلهي أو الروحاني» مخاطبا به ربه راجيا عفوه ومغفرته وهذا التسلسل الأنيق في استخدام الأبعاد كان له أثر واضح في جمال وروعة النص , ولا أخفيكم سرا أنني مشتاق لهذا الأديب الأنيق , الذي غيب الموت جسده فقط , بينما روحه ما زالت تتجول بيننا , سأسير قليلا في حديقة غروبه لأتنفس عبير حرفه المحيط بالمكان , إليكم نص « حديقة الغروب » للدكتور / غازي القصيبي .. شاركوني هذه النشوة :



خـمسٌ وسـتُونَ.. في أجفان إعصارِ // أمـا سـئمتَ ارتـحالاً أيّها الساري؟
أمـا مـللتَ مـن الأسفارِ.. ما هدأت // إلا وألـقـتك فـي وعـثاءِ أسـفار؟
أمـا تَـعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا // يـحـاورونكَ بـالـكبريتِ والـنارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ // ســوى ثُـمـالةِ أيـامٍ.. وتـذكارِ
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا // قـلبي الـعناءَ!... ولكن تلك أقداري

***

أيـا رفـيقةَ دربـي!.. لو لديّ سوى // عـمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
أحـبـبتني.. وشـبابي فـي فـتوّتهِ // ومـا تـغيّرتِ.. والأوجـاعُ سُمّاري
مـنحتني مـن كـنوز الحُبّ.. أَنفَسها // وكـنتُ لـولا نـداكِ الجائعَ العاري
مـاذا أقـولُ؟ وددتُ الـبحرَ قـافيتي // والـغيم مـحبرتي.. والأفقَ أشعاري
إنْ سـاءلوكِ فـقولي: كـان يعشقني // بـكلِّ مـا فـيهِ من عُنفٍ.. وإصرار
وكـان يـأوي إلـى قـلبي.. ويسكنه // وكـان يـحمل فـي أضـلاعهِ داري
وإنْ مـضيتُ.. فـقولي: لم يكنْ بَطَلاً // لـكـنه لــم يـقبّل جـبهةَ الـعارِ

***

وأنـتِ!.. يـا بـنت فـجرٍ في تنفّسه // مـا فـي الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ
مـاذا تـريدين مـني ؟! إنَّـني شَبَحٌ // يـهيمُ مـا بـين أغـلالٍ.. وأسـوارِ
هذي حديقة عمري في الغروب.. كما // رأيـتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
الـطيرُ هَـاجَرَ.. والأغـصانُ شاحبةٌ // والـوردُ أطـرقَ يـبكي عـهد آذارِ
لا تـتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي // فـبـين أوراقِـهـا تـلقاكِ أخـباري
وإنْ مـضيتُ.. فـقولي: لم يكن بطلاً // وكــان يـمزجُ أطـواراً بـأطوارِ

***

ويـا بـلاداً نـذرت العمر.. زَهرتَه // لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري
تـركتُ بـين رمـال الـبيد أغنيتي // وعـند شـاطئكِ المسحورِ.. أسماري
إن سـاءلوكِ فـقولي: لـم أبعْ قلمي // ولـم أدنّـس بـسوق الزيف أفكاري
وإن مـضيتُ.. فـقولي: لم يكن بَطَلاً // وكـان طـفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري

***

يـا عـالم الـغيب ذنبي أنتَ تعرفُه // وأنـت تـعلمُ إعـلاني.. وإسـراري
وأنــتَ أدرى بـإيمانٍ مـننتَ بـه // عـلي.. مـا خـدشته كـل أوزاري
أحـببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي // أيـرتُـجَى الـعفو إلاّ عـند غـفَّارِ؟









« 1 »




يبدأ الشاعر هذا النص على درجة عالية من الشفافية والوضوح مع النفس وقد سيطرت عليه حالة نفسية وانفعالي فرضتها طبيعة السياق الشعري , فالنص الشعري وليد انفعالات ودلالات نفسية عدة تتزاحم في نفس الشاعر مكونة لغة انفعالية هي في الحقيقة لغة شعرية مصبوغة بهذا الجانب الانفعالي , وبما أن النص يندرج تحت عباءة أسلوب الرثاء بشكل عام , ورثاء الذات بشكل خاص , نراه ينعكس على الإسلوب الخطابي في النص فالمخاطب ينصهر في الذات المخاطبة ملتزما بالمنطقة المحايدة المناسبة لمثل هذا الأسلوب من الرثاء , فنجده يبدأ النص بالإفصاح عن عمره « خمس وستون » ليتراءى أمام ناظريه شريط هذا العمر بلمح البصر , لكن ياترى لماذا لم يقل بضع وستون أو وضع مفردة مناسبة بجانب الستين , ما السر من وراء تحديد العمر بهذه الدقة « خمس » ..؟ في الحقيقة هو تعبير عما تفيض به نفس القصيبي , كون حرف الخاء حرف حلقي مصدره داخل البلعوم , يواجه الإنسان صعوبة وقسوة في خروجه أثناء النطق وهي دلالة على الحالة النفسية والانفعالات التي كان يعيش في دوامتها , ونلاحظ كذلك السيل الاستفهامي الجارف في المقطع الأول والذي يدور في بوتقة واحدة حيث قام بتوظيف ثلاثة أفعال ماضية " سئمت , مللت , تعبت " تفيد في بنيتها التأكيد والثبوت , ارتكز فيها القصيبي على التقارب الشديد بينها سواء في المعنى أوالتعبير وذلك لكي تتمكن من استيعاب هذا الكم الهائل من البوح بالهموم والأحزان , إلى جانب كونها تقوم بخلق رتم موسيقي متناسق يؤجج في نفس الشاعر انفعالات أكثر سرعان ما تصل إلى النفوس , ولو تتبعنا الأفعال السابقة جيدا سنجد أنها قد اتبعت ببعض المدود المتتالية مثل :




# « سئمت » أتبعها بـِ « ارتحالا , أيها , الساري »

# « مللت » أتبعها بـِ « الأسفار , وعثاء , أسفار »

# « تعبت » أتبعها بـِ « الأعداء , ما , النار »




حيث من شأن هذه المدود استغراق زمن أطول في النطق والتعبير , وبما أن الزمن المستغرق في التعبير والنطق يصبح أطول بلا شك أن الحزن والألم المصاحب لها سيصبح أطول وأكثر أثرا كذلك فتكون فترة الحزن والأسى طويلة جدا , فالفعل الماضي الأول المتبوع بالمدود يعد دلالة وايحاء على الحالة النفسية , بينما الفعل الماض الثاني المتبوع بمدود مشابهه يعد محاولة لتأكيد هذه الانفعالات والحالة النفسية , أما الفعل الماض الأخير المتبوع بمدود كذلك يعد اثبات قاطع لجميع ما سبق , وبدل من أن يرأب الصدع الذي خلفته الأفعال السابقة , نجده يزيد النار حطبا , بإسلوبين استفهاميين خلف بعضهما البعض زادا من تأجيج النفس وتوترها وتفاقم حزنها المتفاقم أصلا , فتغدو الحالة النفسية التي يعيشها القصيبي في ذروتها موغلة في أعماق الذات , فتأتي المعجزة من أغوار هذه النفس التي ما انفكت حتى كشفت عن بعض اللمحات المتصوفة في داخلها والتي سرعان ما هرولت خلف عباءة التسليم بالقدر , فبالرغم من شكوى القلب للعناء والحزن إلا أن الجانب الروحاني في داخل القصيبي قد رجحت كفته راضيا بما حدث له كونه قدر لا مفر منه .







« 2 »


ومن ثم ينتقل بنا القصيبي في المقطع الثاني وما يليه معتمدا على نداءات مختلفة تحمل أبعادا إنسانية وجمالية فنية رائعة , حيث نجده في بداية المقطع الثاني يقول « أيا رفيقة دربي » حيث يوجه القصيبي هذا النداء إلى زوجته ورفيقة دربه وشريكة حياته وأم أولاده وبناته , فلماذا نجده يستخدم أسلوب نداء للبعيد « أيا » لها , ولم يستخدم معها أسلوب نداء للقريب كونها هي أقرب الناس له ؟ يبدو لنا أن القصيبي قد استخدم المنادى للبعيد على القريب وذلك لما لزوجته من مكانة عالية ومنزلة سامية في نفسه فآثر مخاطبتها بأداة نداء للبعيد تقديرا واحتراما لها , كما نجده أيضا يستخدم أداة تمني " لو " عادةً ما توظف لأمر محبب صعب الوقوع , فأي مكانة كانت تحتل تلك المرأة في قلبه ؟! كما يشهد المقطع الثاني المفارقة بين حقبتين مختلفتين سواء في العمر أو الشكل أو حتى على مستوى الحالة الصحية الخارجية دون أن يتغير شيء في علاقته مع هذه المرأة مما يوحي بأصالة وعراقة العلاقة بينهما , كما نجده يستند إلى العالم الخارجي أو الطبيعة لإيصال صورة أكثر عمقا وفاعلية وقدرة على التعبير « وددتُ البحرَ قافيتي , والغيم محبرتي , والأفقَ أشعاري » نلاحظ من خلالها جنوحه نحو حسن التقسيم والتلاعب الموسيقي وانسجام توالي المقاطع التي تترك أثر جذاب في نفس المتلقي إلى جانب استخدامه لمفردات ذات عطاء وافر لا محدود لا نهاية له , ومن ثم يجسد حالة العشق والحب لهذه المرأة بكل ما فيه من عنف وإصرار وقوة ويضع لنا صورة أخرى تكمن قوتها في كلمة « يأوي » حيث تمثل أسمى لحظات الشعور بالدفء والأمان والحب , ونلاحظ في البيت الأخير من المقطع الثاني أن شعور اقتراب الموت والرحيل ما زال متواجدا في قوله « وإنْ مضيتُ فقولي: لم يكنْ بَطَلاً » فشعور الرحيل والمضي يصول ويجول في رأسه ويطلب منها قول أنه لم يكن بطلا , وهذا دليل واضح على سيطرة هذه اللحظات الصادقة مع نفسه برغم الانجازات القيمة التي حققها والمكانة التي تبوأها في حياته , وما أبعد العار عن هذا القصيبي ..!







« 3 »


يسير القصيبي في المقطع الثالث على نفس النهج فيقول في بدايته « وأنت! » محاولا إثارة الانتباه والتركيز ودعوة القارئ للمشاركة في النص , ليكشفها لنا بإسلوب نداء يخاطب به ابنته , يتضح لنا من خلاله ما يحيط به من هموم ومشاكل كالأسوار بعد أن تقدم به العمر , فهو الآن يعيش حالة من الوحدة التي تعد بوابة العبور نحو الحياة الأخرى , وتتضح لنا الحالة النفسية للقصيبي في هذا المقطع بواسطة عدة رموز من الطبيعة استخدمها لتكون معادلا موضوعيا عن حالته تعكس ما يشعر به , ويعد هذا الزخم من الرموز الطبيعية في هذا المقطع لوحة تشكيلية رائعة حتى ولو كانت بعض الصورة متكررة نوعا ما , إلا أنها تشكل زخما قويا يدوي في عمق النفس , ونلاحظ دعوة القصيبي لإبنته بقراءة كتبه حين قال « لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي // فبين أوراقِها تلقاكِ أخباري » وحينها تذكرت حديث للناقدة والشاعرة / سعدية مفرح . حول رواية شقة الحرية بعنوان « سيرة لم تنل حريتها إلا في رواية » فكثيرا ما كانت كتابات القصيبي قريبة من نفسه تحوم حول عالمه , وما لبث القصيبي طويلا حتى عاود الكره في نهاية المقطع ليؤكد شعور الرحيل بقوله « وإنْ مضيتُ فقولي: لم يكنْ بَطَلاً » تالله أنك بطل ..!






« 4 »


وبعد الحديث مع الذات ومن ثم الزوجة ومن ثم ابنته , نجد القصيبي في المقطع الرابع يوجه النداء إلى الوطن بقوله « ويا بلاداً » وكما هو متعارف عليه أن " الياء " نداء للبعيد , وذلك لعلو مكانة الوطن ومنزلته العالية في نفسه وهو الذي نذر زهرة عمره لرفعة بلده إلى جانب كون صوت هذا النداء يتشكل من جوف الفم ملتصقا بالصدر وأعماق النفس دلالة على مكانة الوطن السامية في داخله وعلاقته النفسية المرتبطة بهذا الوطن , فالوطن يكمن في قعر أعماقه فلقد قدم الكثير لوطنه وتبوأ العديد من المناصب الوزارية ونال العديد من الأوسمة والشهادات , ونلاحظ في البيت الثاني من المقطع الرابع كلمة « رمال البيد » في الصدر و « شاطئكِ المسحور » في العجز حيث شمل هذا البيت حيزا مكانيا وزمانيا كبيرا من خارطة الوطن في ذاكرة القصيبي ارتبطت بمراحل حياته المختلفة وأفكاره ومختلف مناصبه إلى جانب كونها رموز طبيعة خالية من الشوائب والزيف , فهرولته نحو الطبيعة محاولة لكشف هذا النقاء والصفاء في داخله , وكما عودنا في نهاية كل مقطع يقول « وإنْ مضيتُ فقولي: لم يكنْ بَطَلاً // وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري » ولو تعمقنا قليلا نجد أنه يقدم لنا تسلسل زمنيا جميل جدا ومراحل عمرية مرتبة , فالوطن احتضنه طفلا فهو بمثابة الأم له ومن أحب للطفل من أمه , ومن ثم المحبوب والوطن حبيبته ومن أحب إلى نفس الشاب سوى محبوبته , أما بالنسبة للقيثار , فربما هو دلالة على تقدم العمر كونه متواجدا منذ قديم الأزل .






« 5 »


وبعد هذه النداءات المختلفة , يأتي في القسم الأخير النداء الأخير , نداء خص به الله وهو الملجأ والملاذ الأخير للعبد فيقول " يا عالم الغيب ! ذنبي أنت تعرفُه " كذلك يعد نداء للبعيد وذلك للمنزلة العالية والمقام السامي , فلا منزلة ولا قدرا أعلى من منزلة الله وقدره , فنجده يتضرع إلى الله ويناجيه فهو عالم الذنوب والخفايا وهو عالم كل شيء , ومن هنا نكتشف سر هرولة الشاعر نحو الطبيعة فهي ابتداء هذا الكون وعالم من النقاء والبساطة , كما هو حال القصيبي الآن وقد توشح رداء المتصوف العابد , فنجده أحب أن يلقى الله بعد هذا العمر , فالدنيا في السابق كانت أحب إليه , لكن بعد أن أتعبه المسير في هذه الحياة ونال منه التعب , أراد العودة إلى الله ومعه " حسن الظن " وهذا دليل واضح ورائع ونبيل على سلامة قلب هذا الرجل .





نقش ..:
القلب وردة لا يقطفها سوى من يرويها بدمه .





*
نُشِرَ في جريدة ( الصباح ) الكويتية .. ملف مقامات .. أغسطس 2010 م .
http://www.alsabahpress.com/SPress/A...ABJFTGXHLS.pdf

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة








 

التوقيع


faisalalraheil@.
.
تمهل أيها الفأس إن نصفك شجرة

فيصل الرحيّل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-26-2011, 01:04 AM   #5
فيصل الرحيّل
( كاتب )

الصورة الرمزية فيصل الرحيّل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

فيصل الرحيّل لديه هالة مذهلة حولفيصل الرحيّل لديه هالة مذهلة حول

افتراضي


















.
.
.
.



[ يغيب النوم .. وتحضر الأحلام ..! ]


الأحلام لا تفارق مخيلة المرء .. لدرجة كوني أحيانا كثيرة أشعر بأنني كائن من أحلام ..
فالمرء بلا أحلام .. لا يمكن أن يكون انساناً .. النوم بلا أحلام .. لا يمكن أن يسمى نوماً ..
أحدهم .. في كل ليلة .. يرش عطر اللافندر على وسادته ..
ممنيا نفسه بأحلام جميلة ..

ترى هل الأحلام بحاجة إلى العطر كي تصبح جميلة ..؟!
أليست الأحلام بحد ذاتها جميلة ..
أليست الأحلام عطر الليل الذي نتنفسه كل مساء ..

إلى جانب أنني أؤمن بأن الأحلام ليست حكراً على المساء فقط ..
الأحلام تحلق وتتمايل بيننا حتى في وضح النهار .. لكن .. لا يلحظها سوى قلة ..!

الأحلام ليست على مقربة من المستحيل .. بل هي المستحيل بعينه ..
حتى أنني أفكر أحياناً .. ماذا لو تحققت أحلامي ..

ترى من أين لي بأحلام أخرى ..؟!
ترى هل ستكون على قدر جنوني السابق ..؟!


الأحلام هم من تبقيك على قيد الحياة ..!
لذا لن أفرط بأحلامي حتى ولو تطلب الأمر أن تتحقق في المقابل ..



.
.
.
.
.


... الفكرة ...
أحلامي ليست للبيع .. كما أنها ليست للتحقيق ..!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





 

التوقيع


faisalalraheil@.
.
تمهل أيها الفأس إن نصفك شجرة

فيصل الرحيّل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09-01-2011, 03:18 AM   #6
فيصل الرحيّل
( كاتب )

افتراضي دَرْوِيْشُ الْقَصِيْدَة ..!




























نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة








.

.

.

.




محمود درويش لا يحتاج إلى جواز سفر ..!
كتبه .. // فيصل الرحيّل - رحمه الله -


يقول الأديب الايرلندي روبرت جريفز « إن لعملية الكتابة قوة دافعة تسمى الصوت وإن هذا الصوت من الناحية الفنية لا يكون ضمن عملية تبدأ في رحلة الكتابة من بدايتها حتى نهايتها فحسب، وإنما هوضمن كل جزء من مهارات عملية الكتابة، وإذا نحن أنكرنا هذا الصوت فإننا نقدم عملية الكتابة كنشاط ميكانيكي خالٍ من نبض الحياة « إن الأديب أوالشاعر دائما ما يبدأ الهرولة في مجال الكتابة في محيط ضيق جدا يدور فيه حول دائرة الأنا أوالبعد الذاتي وهي تعد البُعد الأول للعملية الإبداعية الأدبية والتي يفجر من خلالها طاقاته ويبوح مكنوناته رغبةً منه في تأصيل الذات واثبات الكفاءة والجدارة ، ومن ثم ينضج أدبياً وفكرياً أكثر فتتولد في داخله رغبة في الهرولة بمساحة أكبر ، مساحة تمنحه حرية التحليق أكثر من ذي قبل فتجده يحلق في فلك البُعد القومي أوما يسمى دائرة النحن ليتحدث عن جميع ما يدور في خلجاته تجاه مجتمعه ويثير العديد من القضايا والمواقف ويرى أنه لسان الحق المتحدث عن ظلم البقية ، وبالتأكيد أن الانتقال إلى هذه الدائرة تحتم على المبدع أن يقدم أفضل ما لديه ويجود بأنفس درره فسقف المتابعة بالنسبة له أصبح شاسعا ودائرة الأضواء ازدادت توهجا على ما ينهل به مورده من أدب وفن فنجده يعمل جاهدا على تأصيل ما يسمى ثقافة البناء والمحافظة على الصورة الجميلة التي تكونت ملامحها على مر السنين إلى جانب العمل على نموها وتقدمها فيصبح أكثر عمقا وخبرة لينتقل إلى ما يدعى بالبُعد الإبداعي الثالث ألا وهوالبُعد الإنساني فتجده يدور في فلك غيره ويتحدث عن قضايا وهموم الجميع ويشعُر بما يشعرون به فهو لا يتحدث عن هموم بلده فقط لأنه يشعر في داخله بالإنتماء إلى جميع البلدان فجميع الأوطان هي وطنه وجميع اللغات هي لغته ، وهذا البُعد الإنساني يفتقده العديد لما فيه من عمق وتمكن على الصعيدين الأدبي والفكري ، ولكي تتضح الصورة للجميع سأحاول جاهدا تجسيد أبعاد العملية الإبداعية بأمثلة على أرض الواقع ، ولن أجد أفضل وأجمل ممن غيّب الموت جسده وأبقى روحه المفعمة بالحب لتحيا في قلوب العديد، كيف لا وهوعاشق فلسطين «محمود درويش» رحمه الله.

يمتلك «محمود درويش» موهبة شعرية فذة ومذهلة ورؤية فلسفية تنسج لنا أبجدية من نوع مغاير مكثفة بالصور والدلالات الجمالية، لذا سأحاول أن استعرض مراحل أبعاد العملية الإبداعية لدى «محمود درويش» بصورة بسيطة وواضحة للعيان وستكون البداية مع البُعد الذاتي أوالأنا الذي ستتضح لنا ملامحه من خلال هذه المقتطفات الجميلة من بعض قصائده:






«1»
وأنا البلاد وقد أتت
وتقمصتني
وأنا الذهاب المستمر إلى البلاد







«2»
وأنا، وإن كُنْتُ الأخيرَ،
وجدْتُ ما يكفي من الكلماتِ...
كلُّ قصيدةٍ رسمٌ
سأرسم للسـنونو الآن خارطةَ الربيعِ
وللمُشاة على الرصيف الزيزفون
وللنساء اللازوردْ...
وأنا، سيحمِلُني الطريقُ
وسوف أحملُهُ على كتفي





ما أروع هذه الأنا لدى هذا الدرويش وكأنه يقول للعالم أجمع أنه هوالمرجع الأصلي لك شيء ومن عنده تبدأ الحياة ومن الحياة هويبدأ وكأنه والبلاد صهرا في بوتقةٍ واحدة فهوينطلق منها وهي تنطلق منه، سنلاحظ أن محمود درويش يجد في البعد الذاتي عالم شاسع ورحب يحلق به كيفما شاء لكن الظروف التي تواجد بها الكاتب تزامنا مع احتلال بلده أجبرته طوعا أن ينزع رداء الذات الأنا ويرتدي الذات القومية «النحن» أي يخرج من البعد الذاتي وينطلق إلى البعد القومي الوطني وإليكم بعض المقتطفات التي توضح البعد الوطني في نصوصه:




«3»
ايها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار ومنا لحمنا
منكم دبابة اخرى ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص وانصرفوا
وعلينا نحن ان نحرس ورد الشهداء
وعلينا نحن ان نحيا كما نحن نشاء






«4»
لأجملِ ضفةٍ أمشي
فلا تحزنْ على قدمي
منَ الأشواكْ
إن خطايَ مثلَ الشمسِ
لا تقوى بدونِ دمي!
تعالوا يا رفاقَ القيدِ والأحزانِ
كي نمشي
لأجملِ ضفّةٍ نمشي
فلنْ نُقهرْ
ولن نخسرْ
سوى النعشِ





لقد حمل محمود درويش على عاتقه القضية الفلسطينية وكرس كل جهده وشعره في خدمة قضية بلده وتحريرها من العدوان فلقد كان يحلم باستغلال فلسطين فقط لاغير، فجعل من شعره وسيلة يعبر بها ويخوض من خلالها مسائل مصيرية تتعلق به وبشعبه فلم يكن يحمل حقدا أوكرها أوتعصبا تجاه اليهود فلا تنسوا أنه كان يعشق فتاة يهودية تدعى «ريتا» إنما كان يرفض هذا الإحتلال وهذا الظلم الواقع على وطنه، ومن يتعمق بنصوص محمود درويش يرى لوحةً تعج بالتفاصيل المذهلة والرائعة. أما بالنسبة للبعد الثالث ألا وهوالبعد الإنساني فلقد قدم نموذجا من خلال قصائده ومنها قصيدة «جواز السفر» وقصيدة «أمي» التي تكاد لا تضاهي أبدا، فالنص لم يكن لأمه فقط إنما كان لجميع الأمهات في شتى بقاع الأرض كان موجهً إلى كل أم في هذا الكون، إليكم :





«5»
يا سادتي! يا سادتي الأنبياء
لا تسألوا الأشجار عن اسمها
لا تسألوا الوديان عن أُمها
من جبهتي ينشق سيف الضياء
ومن يدي ينبع ماء النهر
كل قلوب الناس... جنسيتي
فلتسقطوا عني جواز السفر!




فعلاً فهو في قلوب جميع الناس، فجميع الأوطان وطنٌ له وجميع البلدان بلده وكل القلوب مآوى له يرقد بها آمناً مطمئناً،فهومن حلق بنا عشقا وطربا وحزناً وفرحاً، عزيزي القارئ الحديث عن محمود درويش بحرٌ لا ضفاف له فخير ما أنهي به هذا الحديث هو:





«6»
أحنّ إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبر في الطفولة
يوما على صدر يوم
وأعشق عمري لأني
إذا متّ أخجل من دمع أمي!



*
نُشِرَ في جريدة ( الصباح ) الكويتية .. ملف مقامات .. 16 / أبريل / 2010 م .
http://www.alsabahpress.com/SPress/A...UTJVSWRFAY.pdf

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة






 

التوقيع


faisalalraheil@.
.
تمهل أيها الفأس إن نصفك شجرة

فيصل الرحيّل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02-16-2012, 11:40 PM   #7
فيصل الرحيّل
( كاتب )

الصورة الرمزية فيصل الرحيّل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

فيصل الرحيّل لديه هالة مذهلة حولفيصل الرحيّل لديه هالة مذهلة حول

افتراضي














أرضٌ لا تخون ..!

كتبه / فيصل الرحيّل - رحمه الله -







عندما تكون للقصيدة عيونٌ تُطل بها علينا من نافذة الأفق ، تقتحم عوالمنا ، وتستبيح كوامننا ، تعبر عن فرحنا و حزننا ، خوفنا وأمننا ، حبنا و كرهنا ، هي اللغة التي لا يفقهها الكثير ، من يتقنها يغدو لها أسير ، هي ابتهالات الروح ، في محراب البوح ، آياتٌ من السحر والجمال ، وتحفة من أجمل الخصال ، تبوح بما يعجز عنه اللسان ، في أي زمانٍ ومكان ، وهي كما قال ابن القيم -رحمه الله- .. وجعل في الجنة مثواه ..: « إن العيون مغاريف القلوب بها يعرف ما في القلوب وإن لم يتكلم صاحبها » فالعيون طبيعتها عميقة وأنيقة ، كالنسمة الرقيقة ، تفضح أسرار العشاق ، من كثرة الحنين والأشواق ، فعندما تتعطل لغة الخطاب والكلام ، من فرط الحب والهيام ، تهب العيون إلى نجدتنا وتتبادل أطراف الحديث ، فتكون أبلغ بكثير من الكلام كما قال أمير الشعراء – أحمد شوقي – في قصيدته يا جارة الوادي ..:



وتعطلت لغة الكلام وخاطبت
عيني في لغة الهوى عيناك



فالعيون هنا ليست من أجل النظر فقط إنما للتواصل أيضا ، وبلغة خاصة بها هي لغة الهوى ، وحينما ننظر إلى نصوص الحب والعاطفة نكاد نراها لا تخلو من وصف العيون أو التحدث عن العيون بطريقة أو بأخرى ، ولننظر إلى فاروق جويدة حينما قال أن الأرض الوحيدة التي لا تخون هي عيون محبوبته في قصيدة « عيناك أرض لاتخون » ..:



لو خانت الدنيا ..
وخان الناس .. وابتعد الصحاب ..
عيناك أرضٌ لا تخون ..



فلقد شد الرحال يبحث عن عيون محبوبته خلف موج الليل وعواصف الحياة العاتية ، بحثا عن عيون حبيبته ، الأرض التي لا تخون من يحبها ، الأرض التي تشعره بالدفء وهو بين ربوعها وتحتويه بكل ما تحمل من حب وعشق ، أما العاشق الدمشقي « نزار قباني » نراه يستجدي الله سبحانه ويتمنى لو أنه أطال بعمره يومين ، ولكن لماذا ..؟! ..:



لا أطلب أبدا من ربي ..
إلا شيئين ..
أن يحفظ هاتين العينين ..
ويزيد بأيامي يومين ..
كي أكتب شعرا ..
في هاتين اللؤلؤتين ..



فهو يطلب ويتمنى من الله أن يطيل بعمره كي يكتب شعرا بعيون حبيبته ، كي يقضي ما تبقى له من العمر وهو منكب على الكتابة بهذه العيون ، فأي عيون كانت تلك ..! وهو الذي قال أيضا ..:



يسكن الشعر في حدائق عينيك
فلولا عيناك لا شعر يكتب



قام بنفي الشعر واقصائه تماما من الوجود لو لم تكن عيون هذه المحبوبة ، فالشعر يقبع في حدائق عينيها ، يرتوي من دموعها وينام على جفنيها وتظلله رموشها ، فلولا هذه العيون ما وجدت الشعر يكتب على هذه الأرض ، أما المثير للجدل « أدونيس » فإنه يخبرنا ما بين عيني من يحبها وبينه في نصه « بين عينيك وبيني »..:



حينما أغرق في عينيك عيني ..
ألمح الفجر العميقا ..
وأرى الأمس العتيقا ..
وأرى ما لست أدري ..
وأحس الكون يجري ..
بين عينيك وبيني ..



لم يستطع أدونيس مقاومة أمواج عينيها العاتية ، فأخذ مركبه يترنح يمينا وشمالا ، حتى صرعته هذه الأمواج وغرق في بحرها ، فنجده يلمح الفجر العميق وما يحمله له ويبصر الأمس العتيق ، ويا لهذا البعد الزماني بينهما ، فيضيع بينهما ويشعر بأن الكون يجري في فلك عينيها ، هكذا هي القصيدة أحيانا كثيرة تغرق في العيون فنمعن النظر بها وأحيانا أخرى تكون هي العيون التي تنظر إلينا وتفضح ما بداخلنا وتكون لنا عالمنا لا تنتهك خصوصيته بتاتا يسير بنا نحو عالم من الحب والهيام .




نقش ..:
بعضُ العُيونِ ملاذُها الحب .. وكُلُ الحُّبِ ملاذهُ عينٌ واحدةٌ كريمة ..!




*
نُشِرَ في جريدة ( الصباح ) الكويتية .. ملف مقامات .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









 

التوقيع


faisalalraheil@.
.
تمهل أيها الفأس إن نصفك شجرة

فيصل الرحيّل غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-16-2012, 01:59 AM   #8
فيصل الرحيّل
( كاتب )

الصورة الرمزية فيصل الرحيّل

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

فيصل الرحيّل لديه هالة مذهلة حولفيصل الرحيّل لديه هالة مذهلة حول

افتراضي












.

.

.

.

.




أشعر الإنس والجن ..!
كتبه .. // فيصل الرحيّل - رحمه الله -




أُشيعَ منذ فترة ليست بالطويلة أقاويل حول امكانية تعيين الشاعر الكبير / النابغة الذبياني .. عضو في إحدى اللجان التحكيمية المعنية بالأدب , وبما أن الخبر من إحدى الوكالات التي تفتقر نوعا ما إلى الصحة ولكي لا تُفسر تفسيرا خاطئ ..! المعني هنا هي ( وكالة يقولون ) فما كان مني إلا أن هممت إلى رفع سماعة الهاتف والإتصال على صديقي النابغة الذبياني لتبيان مدى صحة هذا الخبر والذي أكده لي بالفعل فـ غمرتني السعادة والبهجة , ومن خلال هذه الزاوية يسرني أن ازف اسمى آيات التهاني والتبريكات للنابغة الذبياني على هذه الثقة الكبيرة الملقاة على عاتقه .


وبهذه المناسبة السعيدة أرجو المعذرة منكم .. سأستغل هذه الفرصة لأُصحح بعض القصص المغلوطة حول صديقي النابغة , فـ لقد قيل أنه كان يُضرب له قبة حمراء من ادم في سوق عكاظ فيأتيه الشعراء لعرض قصائدهم عليه , ومن جانبه نفى صديقي النابغة هذه المعلومة جملةً وتفصيلا قائلاً : أنه كان يجلس خلف طاولة مستديرة مغطاة بأجود وأفخر أنواع القماش وأخذ يحدثني عن الطاولة وفي خضم هذا الحديث كشف لي النابغة عن سر تفضيله للخنساء على الجميع بقوله ( الخنساء أشعر الإنس والجن ) فـ الجميع على دراية بأنه منحها هذه الشهادة نظير جودة حبكها وسبكها وتمكنها من اللغة , لكن ما خفي عن الجميع أنه في ذلك اليوم وحينما اقبلت الخنساء مقتحمةً الصفوف والعيون تحدق إلى فستانها الأنيق وشعرها الأسود المسدول على كتفيها وعيناها العسليتين .. وكأن لسان حالها يقول ( يا أرض اشتدّي .. ما حدا أدّي ) ونظرا لإقترابها أكثر فأكثر ووقوفها على مقربة من النابغة لتلقي قصيدتها بعلو صوتها .. فما كان من صديقي الذبياني إلا أن يذوب ويصغي إلى صوتها العذب ونبرتها اللطيفة بإنصاتٍ شديد حتى كادت أن تتسمر ملامح وجهه من شدةِ شروده وبيح سدوده , وبمجرد ما أن فرغت الخنساء من قصيدتها حتى أطلق النابغة العنان لحكمه مباشرةً واصفا إياها بـ ( أشعر الإنس والجن ) أسبقها بـ ( والله , لولا أن أبا بصير أنشدني آنفاً لقلت أنكِ أشعر...) وذلك من أجل حفظ ماء الوجه ودرءا للشبهات , متناسيا بذلك عقله الذي يرقد على السرير الأبيض في حالة غيبوبة عميقة جداً منذ لحظة وصولها .


للأسف أن صديقي النابغة لحظة تلقيه القصيدة كان يرتدي عباءة المتلقي السامع متجاهلا بذلك عباءة المتلقي القارئ التي كان من الاحرى به ارتداؤها , فـ القراءة والسمع عنصران مهمان جداً في حالة التلقي فـ لابد أن يدرك المرء ما الأمور المناط بها وفي أي جهة يتوجب عليه الوقوف حتى يتمكن من عملية التقويم والتقييم بالشكل الصحيح , فـ لو تعمقنا قليلاً سنلاحظ أنه لا وجود لمقاييس محددة ولا أسس يتم الإعتماد عليها أثناء الحكم على الجميل أو القبيح من الشعر .. وإن وجدت على أرض الواقع .. لن تُحدِثَ نقلة تاريخية فـ نابغة هذا الزمان يفتقر إلى ما هو أدنى من ذلك .. لذا يمكننا القول أن الأحكام غالبا ما تستند على مدى تأثر المتلقي في الشعر وتأثيره عليه , فـ النص ما هو إلا تعبير عن ذاتية الشاعر وجماعية المتلقي , فـ الشاعر حينما يلقي نصه تجده يهدف إلى لفت انتباه المتلقي واقحامه في الجوّ النفسي الذي يسود النص فـ متى كان المتلقي .. متلقي سامع .. كان فريسة سهلة للنص يعيش معه آلامه وافراحه ورويدا رويدا ينتقل من الحالة الوجدانية إلى الحالة العاطفية فـ يرى القصيدة وكأنها لؤلؤة ساحرة لا تشوبها شائبة .


عزيزئ القارئ .. لن أطيل عليك فـ خير الكلام ما قل ودل .. هي رسالة اوجهها إلى صديقي النابغة وكل نابغة في هذا الزمان .. صديقي النابغة اجعل لنفسك وعقلك مساحة مناسبة ومريحة لإستيعاب النص وفهمه جيداً والخوض في حيثياته وايضاح نقاط القوة والضعف .. فـ هذه المساحة البسيطة كفيلة بنقل المتلقي من متلقي سامع إلى متلقي قارئ , صديقي النابغة .. أنت انسان والإنسان يخطئ ويصيب فمهما علت بك المراتب وبلغ بك العلم فلا مناص من الخطأ .. فـ إياك والتعالي والمكابرة على الأخطاء واجتناب نصيحة الآخرين .



ملحوظة .. :
فائق الإحترام والتقدير للأسماء المذكورة أعلاه .. فـ حيثيات القصة تطلبت مني بعض الخيال ..
فـ الجميع يعلم بأن الخنساء أقرب الشاعرات إلى نفسي وأفضلهن .. حتى أنني أغبط أخاها صخرا
أحيانا كثيرة .. تقول خناس :



يُذُكّرُني طُلُوعُ الشمسِ صَخراً ... وأذكرُهُ لكلِّ غُروبِ شَمْسِ
ولوْلا كثرَةُ الباكـينَ حَوْلي ... على اخوانهمْ لقتلتُ نفسي
وما يَبكونَ مثلَ أخـي ولكِنْ ... اعزّي النَّفسَ عنهُ بالتَّأسي
فـلا واللهِ لا انساكَ حـتَّى ... افارقَ مُهجتي ويشقَّ رمسي
فقَدْ وَدّعْتُ يوْمَ فِرَاقِ صَخْرٍ ... أبـي حَسّانَ لَذّاتي وأُنْسِي
فيا لهفي عليهِ ولهفَ أُمّي ... ايصبحُ في الضَّريحِ وفيهِ يمسي




*
نُشِرَ في جريدة ( الصباح ) الكويتية .. ملف مقامات أدبية .

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة







 

التوقيع


faisalalraheil@.
.
تمهل أيها الفأس إن نصفك شجرة

فيصل الرحيّل غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:26 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.