خلاص .. ما عاد فيها كبار

[عبدالعزيز المجلاد]

جاءني متسائلاً :
مالي أراك تعزف على وتر الماضي ؟
أطلت الحديث فيه يا رعاك الله
وهنا سكت !!
يا صاحبي :
سأختصر لك ولن أُطيل
تعطلت مركبة أفكاري عن المسير قُدمًا
ولا تسألني لِمَ ؟
لذا قررنا .. أن نمشي ورى !
.
.
بيتنا القديم
أيامنا الخوالي
جيران أبوي القديمين
وسلسلة الراحلينَ
حديثٌ لا ينتهي
.
.
في قريتي كانت بداية رحلتي !!
مابين السراج .. و خبزة الصاج ..

كانت القرية تسامر الليل وتلاعب النجوم وتغازل القمر
أطول ما فيها كان الليل !!
موووحش .. يبتدئ عند الغروب
حينها !!
كانت تأتينا الحكايات ..
تقفز إلينا .. ( تريترة ) وحزومها ورجومها
.
.
أما الصباح فكان لوحده حكاية ..
خصوصاً .. إذا حضر بعد ليل طووووووويل
رحلنا للمدينة
.
.
جئت
أنا أحمل براءة كل أطفال القرى !!
جئت أنا يم المدينة لاجل ما أمشي ورى !!
جئت أنا يم المدينة
وكبرنا
وتعرعرنا
لكن !!
سامحك الله يا والدي
ما لقيت إلا تسكن بها !
ماوضعت رحالك إلا هنا
يا للأسف !!
كانت أكبر غلطتي
ناسها .. بلشانه ببعضها
كانت أرض الله واسعة
ليتك .. تركتها سماوية .. تجري على قدر
ليتك .. سعيت في مناكبها بعيداً عنها
.
.

غاب القدوة
قلت النماذج
إنحسر البياض
زاد السواد
خربت الناس
خلااااااااااااص
ما عاد فيه كبار !!

.
.

أغلب الذهب قد ذهب
لم يبقَ لنا سوى بقايا من ذهب
تحتاج أن نزيل عنها أتربة الخلافات
لتعود إلينا من جديد أو يعود شيئاً منها
فهل تعود
لا أعتقد !
وإن كنت أتمنى !!

.
.

( متفرقات )

.
.

تركت إنتقاد بعض أوجه الفساد في بلدي
لأنني وجدت من هو أكثر فساداً وخطراً هنا
يستغل هذا الفساد لصالحة لأجل إفساد أكبر وأخطر
..
نحن ضد المفسدين وضد الفساد بكافة أنوعه
لكننا أيضاً ضد كل من يتخذ الفساد ذريعة للخروج ولإقامة الثورات والاعتصامات
فـ الخطأ لا يعالج بخطأ أكبر منه
..

يلعنون الظلام !!
وما يلبثوا إلا أن يستتروا خلفه إذا اقتضت الحاجة
لتحقيق بعض المآرب
عموماً ( الظلام ) أفضل ألف مرة من ( الضوء ) الملوث والموبوء
أقل ما فيه .. يستر ذلك الوجه الدميم ( و إن كان ) عن أعين الناظرين
.
.
كل يريد أن يكون هو ( الممثل ) الوحيد !
دعووووهم يفصّلون ما يريدون من أحلام !!
فنحن في زمن كثر في ( الممثلين )
و ( المطبلين ) !!!
فـ سيناريو الحياة جاهز
و لا يحتاج إلى مونتاج
.
.
ينشد عن الاجتماع بلسانه ..
لكن أفعاله كلها تدعوا للشتات
.
.
الحميـَّا : ليس أن تنتصر لابن القبيلة فقط
هناك ماهو أهم بكثير !
الحميّا : للدين ، للوطن ، للمدينة ، للصاحب
للأخلاق ، للقيم ، لكل ماهو جميل ..

.
.

وفي الختام

من يعرف ( فرحان حوضان ) لا يملك إلا أن يحبه :
ماعاد باقي صباح يليق بغيابك @ كل الصباحات يافرحان مهجوره //

رحمك الله

بقلم /
عبدالعزيز مهدي المجلاد