...نبض...

[رشا عرابي]

♥
يا اناي ..
أتساءَل..
كيف حين أكتُبُك لا يُزهِرُ في أغصان الحرف ياسَميناً وزَيزَفون ..؟!
كيف لا تنمو للفَواصِل أيادٍ من حنين ..؟!
وكيف تَستَكينُ النقطة في نِهايَة السطر.. كأنّها تواطَأَت والدروب وأُلجِمَتْ بِصَمت ؟!
وأتساءَل يا أناي..
كيف أقرؤهُ الشعر دونك
كيف تَغدو قوافيه مورِقَة ..
كيف لا يفرُّ من لَحنِهِ عصفور القصيد..؟!
كيف يَكتَمِلُ غناؤها..بكاؤها..
والصدى صوتاً يرتدُّ منقوص الحكايا يَزفِرُ الشكوى أنيناً ...

 

[رشا عرابي]

يا أناي
فَلنُبقِنا في القافِلة
الهُبوط منها ضَياع
هُناكَ في العمق نُسُقاُ للحديث متّبع
ودفئاً ما حدّثَني عنه إلّاك
وخارِجه
ثرثَرة
وضَجيج

 

[رشا عرابي]

مَن لِلوُعودِ ؟ ..وأينَ من أوحى بِها
مَن لِلأماني في الدُّجى يَسقيها ؟

أينَ العُهودُ تَعثّرَتْ في خَطوِها..
كلُّ الحدودِ ؟ ... فأيُّنا يَبكيها ؟!

أينَ الضِياءُ تَقودُهُ قَسَماتُهُ ؟
والشّمسُ يا عَينايَ من مُخفيها ؟!

أين الدُروبُ وأينَ شَوقُ زهورِها ؟
هوناً نسوقُ الدَّربَ كي نُحييها

أيُّ الدروبِ تَرصّدَتْكَ وأوقَدَتْ ..
في القَلبِ ناراً ..؟ عَزَّ من يَرويها

أيُّ الظُروفِ وأيّنا يا هاجِسي ..
يَقتاتُ جَمراً مِن لَظى يَكويها ؟!

وَدّعتَني ؟! .. لا لم تُودّع ! .. أينَني
مِنكَ ؟ .. وأينَ الروح .. أينَك فيها ؟

أودَعتَني قَيدَ المآقي حَسبُها ..
يا مُنيَتي أنْ قَد هَوَتْ ساقيها

ضُمّيهِ يا أفراحُ ضَمَّ حبيبةٍ ..
مِن بَعدِهِ الأفراحُ لا تَعنيها

 

[رشا عرابي]

♥
♥
وهل للحب معنىً غير قلبٍ
ينير الروح يحويها التئاما

ويرقى بالشعور كما الثريّا
يحيل الكون نوراً لا ظلاما

أحبك فوق ما جادت حروفي
وحب الروح صدقاً قد تسامى

 

[رشا عرابي]

بأعماق روحي يُنجب الحنين شوقاً
وينجب الأنين أرقا
ويضئ نجميَ ألقا
يا أنا بين مدٍّ يجودُ بك وجزرٍ ينوء بي عنك لست أخشى غرقا

يا أناي وحدك من تسكنني في حين تؤويني

 

[رشا عرابي]

♥
قد تجاوزنا عنان الحب في أعلى سماء..
فاستعرتُ الدّفءَ من نورٍ تعلّقَ فوقَ أهدابِ اللّقاء
وشممتُ العطر مجدولاً بقافية النقاء..
وجمعتُ الغيثَ جهلاً...!!
يا أنا تملؤ روحي لستُ أحتاج إرتواء..!

 

[رشا عرابي]

الحاضِرُ المَجهولُ يَرمُقُني
والهاجِسُ المَأفونُ أبقاني

قيدَ المَخاوِفِ لَيسَ يَترُكُني
أنَّى رَجَوتُ الخَوفَ يَنساني !

بالأمسِ كُنتُ الطّفلَةَ الثّكلى
ما حلَّ بي بالأمسِ أبكاني ..

وأَخالُها الرّوضاتُ باكِيَةً
يَكفيكِ .. ما أبكاكِ أبكاني!!

أنَّى مَشَيتُ الخَطوَ مُنهَكَةً
والضّفَةُ الأُخرى تَحدّاني !

تَمتَدُّ لا وَصلاً لِغايَتها
والخَطوُ بالتّكرارِ يَنعاني !

هل فيكِ يا أيّامُ ما أرجو.. ؟!
خَوفي يُقيّدُني ... وألقاني

في حيرَةٍ صَمّاءَ مُفرَغَةٍ
تَقتاتُني طُعماً لِنيراني

رُحماكَ يالله راجِيَةً ...
منكَ السّلامُ .. وفيكَ إيقاني

 

[رشا عرابي]

يا أناي

غِيابٌ يُنهِكُ ساعِدَ الإحتمال
يَهَبُ الآن رَجاءَ العَودةِ ليُهَدهِدُ النور في مُقلّةِ ديجورٍ فيَغفو
حتى حين ....