(( تـعـريـة جُـرح ))

[ريمه]

مـدخـلــ .. الــ جرح

أعلم جيدا أننا نملك أن لا نُهزم لأوجاعنا وذكراها
وانه بمقدورنا مقاومة العبرات و وأدها في محاجرها وابتلاع الدموع في أعيننا
لكني أجدني استسلم طواعية لآلامي وعبرات الدموع في عيناي . .
ليس حبا في البكاء وحشر الذات في خانة الضعف والضحية
لكن ربما كان انتقام من الذات المتمردة في داخلي .. والتي تجبرني على التحدي
وعدم الانصياع للنداءات المجلجلة للاعتراف بالوجع ونشيج الروح في أعماقي ,
لا أجد عيبا في أن اعترف أني كنت في وقت ما .. ضحية
وكنت في وقت ما أيضا .. مخذولة مهزومة
وفي أوقات و أوقات .. اكره نفسي وأشفق عليها . .

. . تمامـا كـ لحظة الآن

 

[ريمه]

حوار مع " أنا " الأخرى . . الساكنة هُنا في روحي . .

هل تتخيلين .....
أن تكوني بأمان من الحب وغفلة
فيأتي من يحمل لكِ الحب
ويقتحم به أسوار قلبك العالية
ليأخذك معه في دهاليز الشوق والحنين
ويحملك إلى عالم آخر
لا يدرك سره إلا العشاق
فيكتمل نسيج خلاب
لرواية جمعت بين الاختلاف والروعة
كتبتما حروفها بنبضات القلب الصادقة
ودهشة جمال لا يوصف
وتأملات لمستقبل طال رسمه وانتظار قدومه ،
رواية أشبه بالحلم في تفاصيلها . .

ثم بعد ذلك كله
وبدون سابق إنذار
. . يتركك ليمضي بعيدا
وقبل أن يمضي ..
يشترط ألا تلحقي به
ويسمح لكِ فقط بالبكاء عليه . .
لسبب واحد ..
هو أن إحداهن تنتظره على الطريق الأخرى . . . . .

ربما يسكن روحك البكاء طويلا
. . والحداد . . ليس عليه
ولكن على تلك اللحظات الصادقة
والجميلة التي جمعت بينكما . . .

هل توقعتِ أنه وبعد أروع حلم
- لم يكن باختيارك - . .
أن تتلقي تلك الصفعة المؤلمة
من ذات اليد التي مدت إليك بالحب ، ،
هل تخيلتِ كل ذلك . .

هو حبيبك ..
اقتحم عالمك الغامض الساكن
و علمك الحب لتحبيه
و ساقاك شوقه لتبقي له
ورسم لكِ طرقات لا آخر لها من الآمال الزاهرة
. . وقبل نقطة السطر . . . . رحــــل .

مــــا أصعبه من خــيــال
لو اكتشفتِ أنه حقيقة واقعة

 

[ريمه]

((تعرية جرح))

لِـمَ تركتني في ظلمة الطريق وحدي
أصارع آلامي التي ارتسمت لحظة رحيلك ؟ ،
لِـمَ أخذتني إلى طريق ستتركني فيها
وأنا التي لا أعي شيئا فيها
ولا أقوى على غياهب لياليها
ولا رياحها الموجعة ؟ ،
لِـمَ أقنعتني بك وجعلتني أصدقك واحبك . . ؟ ،
لِـمَ عودتني عليك تملأ ساعات يومي وأيام فرحي . . ؟
لِـمَ فعلت بي كل ذلك ثم تركتني من أجلها
رغم أني لم أمانع أن أكون الأخرى بوجودها معك ؟ ،

أي أنثى تحتمل هذا الجرح . . . .

لِـمَ أتيت إلي . . ؟ ،
ليتك لم تفعل ، ، ، ، ،
أذللتَني بحبك
وأذللتُ نفسي بحزني عليك

 

[ريمه]

( . . )

لم أكن بأمان من شباكه
حين رمى لي بسؤاله مباغتة
عن رأيي فيه شريك العمر . .
إذ كنت صادقة . .
أو صارمة في وضوحي معه :
ليس واجبا أن تنتهي كل العلاقات العاطفية بالزواج ،
رماني بأوصاف الخداع واللعوب
وهجاني بقصيدة نشرها على الملأ
ثم قدم ورقة الهجرة من عالمي للأبد . .
ربما لو كنت مخادعة لكنت أفضل حالا معه الآن .
كان يسعى للارتباط الجاد ،
وكنت اسعي للحفاظ عليه
قريب روحي وصديق إنساني . .
لم أكن أتمنى حتى في أشد لحظات الجفاء بيننا
أن أكون سبب في ألمه وخيبته وجرح مشاعره ،
كيف لي ذلك وهو المحب الحبيب
الذي طالما شاطرت معه أوجاعي
وعذابات الحياة من حولي . .
سطرنا سوية صفحات جميله من المواقف المختلفة والمميزة
ولا زالت صفحاته وضاءة في فضائي
وإن كانت تحت مسمى ذكريات

كيف لي يا صديقي أن أتجاهل كل ذلك
وأطعنك في قلبك . .
كيف تقولها لنفسك ثم تصدقها . .
لقد جعلتني احتمل تبعات اتهاماتك
التي كثيرا ما حاولت رفضها بالمعنى . .
واعترف أني جاملت في أحيان أخرى
عندما كانت مشاعرك في أكثر حالاتها توقدا وجرأة .
إذن ربما كان لزاماً علي الثبات
وعدم الانصياع لنزواتك
حتى لا تعتبر ذلك قبول مجاز بك رفيق عمري ونصفي الآخر . .

 

[ريمه]

"مخرج" .. من الـ جرح

ما أكثرها قسوة تلك اللحظات الصادقة
إذا أدركتِ بأنها كانت لمن لا يستحق ،

عزيزتي . .
تعلمين انه لا ينبغي الوقوف عندها كثيراً
وتأملها بيأس . .

ولا يستحق "هو" عناء التفكير به أو تذكره . .

فليكن ورقة من ذاكرة غابرة
يمزقها خذلانك به . .
وتدوسها أقدام النسيان ،
إنها عقبات . .
اجمعيها لترتقي عليها سلم العلا . .
لا تيأسي بسبب أكذوبة حب
أو اعتراف زائف . .
أو نزوة عابرة . . .
اجعلي تجاربك محطات
تعبرين منها إلى عوالم النضوج والبصيرة
والأمل الحقيقي لمستقبل مشرق ،

حتما ينتظرك ذلك المستقبل
ليكون حاضرك
حيث البناء
حيث الحياة بكل جمالها . .